مسؤول اسرائيلي سابق: عملية ايلات كانت فخا لاسرائيل وكشفت قصورات الجيش واجهزة الامن الاسرائيلية
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
صحافة عبرية
| المصدر :
sns.sy
فيما اعتبر رئيس شعبة العمليات الإسرائيلية السابق، أوري ساغي، عملية إيلات من نوع العمليات التكتيكية ذات الأثر الاستراتيجي، أوضح مستشار ارييل شارون السابق، دوف فايسغلاس كيف أن العملية أظهرت أن الشلل السياسي يقود إلى شلل عسكري. وأشار ساغي، في مقابلة مع معاريف إلى أنه "ينبغي أن ننتبه الى تواصل الأحداث البشع الذي وقع في السنوات الاخيرة، مثل الحوادث أو العمليات التكتيكية والمحلية والتي تحوّلت بسبب قصور الجيش الاسرائيلي على المستويات الميدانية الى أحداث ذات معانٍ استراتيجية".
وأوضح أنه يقصد بذلك "عمليات مثل أسر الجنود الإسرائيليين على الجبهة اللبنانية وجبهة قطاع غزة حيث يبدأ الخلل بطاقم الدبابة ثم ينتقل ليغدو مهمة إسرائيل كلها. وأكد أنه لا يتهم بذلك المستويات الدنيا وحسب بل يركز على أن هذه المستويات تنال الإعداد والتوجيه من المستويات الأعلى". وأشار إلى أن "سلم الأولويات تشوش في إسرائيل، حيث يتم التعاطي طوال الوقت مع التهديدات الاستراتيجية، وفي النهاية، ومن دون الانتباه، يستطيع شاب سوري يجتاز الجدار ويتجول في يافا". وأضاف: "في هذه الأثناء نحن نمتلئ بالثقوب، رغم انه توجد تحت تصرفنا وسائل جيدة واستخبارات دقيقة، ولكن عدم اليقظة أو الخطأ في التفكر يؤدي الى حدث كهذا".
ومع ذلك، فقد أثنى ساغي على القيادة السياسية الإسرائيلية التي تحلت بضبط نفس تجاه مصر. وقال "لو أن القيادة تحمّست ولم تفكر في الأمر لجرت اسرائيل الى صراع طويل من في قطاع غزة، وأدّت الى تحطم منظومة علاقاتنا مع مصر. كما أنني أشعر بأنه حسناً فعلت اسرائيل باعتذارها على إصابة الجنود المصريين الأبرياء. ويخيّل لي أن اسرائيل تستوعب هذا الحدث بشكل جيد".
في المقابل، يبدي مستشار شارون السابق، دوف فايسغلاس، اختلافا مع تقويم ساغي. ويرى "أن إسرائيل لم تسارع للرد على حماس في غزة لأنها خشيت من شرك استراتيجي حسب رأي وزير الحرب إيهود باراك".
وكتب فايسغلاس فس صحيفة يديعوت احرونوت العبرية "أن باراك كان محقاً بقوله إن الجمود السياسي في القناة الاسرائيلية ـ الفلسطينية أدى الى تدهور العلاقات مع معظم دول العالم. وأن النزاع الذي لا يُعالج كان الذريعة التركية والمصرية لتفاقم العلاقات مع اسرائيل، وان اسرائيل تفهم بأن خطوة عسكرية في غزة، من شأنها أن تؤدي الى خطوة مصرية وتركية متطرفة وتشجيع دول عالمية على تأييد المبادرة الفلسطينية في الأمم المتحدة".
وأشار فايسغلاس إلى "أن تركيا ومصر ودول اخرى تعرف جيداً الواقع الذي علقت فيه إسرائيل. فهي تشعر بوهن موقفها في العالم، باستثناء الولايات المتحدة ـ التي قوتها أيضاً، لشدة الأسف، وهنت بقدر كبير ـ فإن أحداً لن ينهض للمساعدة والتأييد للدولة المسببة للضرر. ويخيّل أن همس الاحتجاج العالمي الضعيف والواهن، يؤيد هو أيضاً الاستنتاج البشع بأن عملية اسرائيلية في غزة لن تحظى بالتصفيق. وهذا بالفعل شرك استراتيجي تجنبته اسرائيل بنجاح".
لكن معاريف لم تتوقف عند هذا التقدير ونشرت ما اعتبرته "سبب رد الفعل الإسرائيلي غير الشديد على عملية إيلات في غزة". وقالت "إن السبب يكمن في رسالة قاطعة لا لبس فيها من القاهرة، تفيد بأنه إذا ضرب الجيش الإسرائيلي غزة بيد من حديد، فإن الحكومة في مصر ستجد صعوبة في التصدي للرأي العام الرافض للعملية.
وقالت الصحيفة انه جاء في رسائل نُقلت الى اسرائيل "أن عملية عسكرية واسعة ضد أهداف في القطاع من شأنها أن تدفع الحكومة في القاهرة الى درجة تجميد العلاقات مع إسرائيل والمسّ الشديد باتفاق السلام".
وأضافت الصحيفة، أنه "بعد التظاهرات في مصر، فهمت المصادر السياسية الإسرائيلية الوضع المركب الذي تمر به الحكومة في مصر على خلفية الرأي العام الحماسي، واستجابت لطلب القاهرة انطلاقاً من مصلحة الحفاظ على العلاقات بين الجانبين. وهكذا تقرر بالإجماع في الجلسة الطارئة لمجلس وزراء الثمانية أن اسرائيل لن تُدخل قوات عسكرية برية الى غزة".
صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد