سما لك شوق

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : امرؤ القيس | المصدر : www.alsh3r.com

سَمَا لَكَ شوْقٌ بَعدَمـا كَـانَ iiأَقصَـرَا

وَحَلّتْ سُلَيمَـى بَطـنَ فَـوٍّ iiفَعَرْعَـرَا

كِنَانِيّـةٌ بَانَـتْ وَفِـي الصَّـدرِ iiوُدُّهَـا

مُجَـاوِرَة غَسّـانَ وَالحَـيَّ iiيَعـمَـرَا

بعَيْنـيَّ ظَعْـنُ الحَـيّ لَمّـا iiتَحَمّلُـوا

لَدَى جَانبِ الأفلاجِ مِـنْ جَنـبِ iiتيمُـرَا

فشَبّهتُهُـم فِـي الآل لَمّـا iiتَكَمّـشُـوا

حَـدَائِـقَ دَوْمٍ أَوْ سفيـنـاً iiمُقَـيَّـرَا

أوِ المُكْرَاعَاتِ مِنْ نَخيـلِ ابـنِ iiيَامِـنٍ

دُوَينَ الصَّفَا اللاَئِـي يَليـنَ iiالمُشَقَّـرَا

سَوَامِـقَ جَبّـارٍ أثِـيـثٍ iiفُـرُوعُـهُ

وَعالَينَ قِنْوَانـاً مـنَ البُسْـرِ iiأحمَـرَا

حَمَتْهُ بَنـو الرَّبْـدَاءِ مِـنْ آلِ iiيامـنٍ

بأسْيَافِهِـمْ حَـتَّـى أقَــرَّ iiوَأوْقَــرَا

وَأرْضَى بَني الرَّبْـدَاءِ وَاعتَـمّ iiزَهـرُهُ

وَأكمَامُـهُ حَتَّـى إِذَا مَــا iiتَهَـصّـرَا

أطَافَـتْ بِـهِ جَيْـلانُ عِنْـدَ iiقِطَاعِـهِ

تَـرَدّدُ فِيـهِ العَيـنُ حَتَّـى iiتَحَـيّـرَا

كأنّ دُمّى شَفْعٍ عَلَـى ظَهْـرِ iiمَرْمَـرٍ

كسَا مِرْبَدَ السّاجـوم وَشيـاً iiمُصَـوَّرَا

غَرَائِـرُ فِـي كِـنٍّ وَصَـوْنٍ iiوَنِعْمَـةٍ

يُحَلِّيـنَ يَاقُوتـاً وَشَــذْراً iiمُفَـقَّـرَا

وَرِيـحَ سَنـاً فِـي حُقّـة iiحِمْيَـرِيّـةٍ

تُخَصّ بِمَفرُوكٍ مِـنَ المِسـكِ iiأذْفَـرَا

وَبَانـاً وَأُلْوِيّـاً مِـنَ الهِنْـدِ iiذَاكِـيـاً

وَرَنْـداً وَلُبْنَـى وَالكِـبَـاءَ iiالمُقَـتَّـرَا

غَلِقنَ برَهنٍ مِنْ حَبِيـبٍ بِـهِ iiادّعـتْ

سُلَيْمَـى فَأَمْسَـى حَبْلُهـا قَـدْ iiتَبَتّـرَا

وَكَانَ لَهَا فِـي سَالِـفِ الدَّهـرِ iiخُلّـةٌ

يُسَـارِقُ بالطَّـرْفِ الخِبَـاءَ iiالمُسَتَّـرَا

إِذَا نَـالَ مِنْهـا نَظَـرَةً رِيـعَ iiقَلْـبُـهُ

كَمَا ذَعرَتْ كأسُ الصَّبـوحِ iiالمُخَمَّـرَا

نَزيـفٌ إِذَا قامَـتْ لِوَجْـهٍ iiتَمَايَـلَـتْ

تُرَاشـي الفّـؤادِ الرَّخْـصَ ألاَّ iiتَخَتّـرَا

أأسْمَـاءُ أَمْسَـى وُدُّهَـا قَـدْ iiتَغَيّـرَا

سَنُبـدِلُ إِنْ أَبدَلـتِ بـالـوُدِّ آخَــرَا

تَذَكّرْتُ أهْلـي الصّالحيـنَ وَقَـدْ iiأتَـتْ

عَلَى خَمَلى خُوصُ الرِّكَـابِ iiوَأوْجَـرَا

فَلَمّا بَـدَتْ حَـوْرَانُ فِـي الآلِ iiدُونِهَـا

نَظَـرْتَ فَلَـمْ تَنْظُـرُ بعَينِـك iiمنظَـرَا

تَقَطّـعَ أسبَـابُ اللُّبَـانَـةِ وَالـهَـوَى

عَشِيّـةَ جَاوَزْنَـا حَمَـاةً iiوَشَـيْـزَرَا

بِسَـيـرٍ الـعَـوْدُ مِـنْـهُ iiيَـمِـنّـهُ

أَخُو الجَهدِ لاَ يَلوِي عَلَى مَـنْ iiتَعَـذّرَا

ولَمْ يُنْسِنِـي مَـا قَـدْ لَقِيـتُ iiظَعَائِنـاً

وَخمْلاً لَهَـا كالقهـرِ يَوْمـاً iiمُخَـدَّرَا

كأَثْلٍ مِنْ الأَعرَاض مِـنْ دُونِ iiبَيشَـةٍ

وَدُونِ الغُمَيـرِ عامِـدَاتٍ iiلِغَـضْـوَرَا

فدَعْ ذا وَسَـلِّ الهَـمِّ عَنـكَ iiبِجَسْـرَةٍ

ذَمُـولٍ إِذَا صَـامَ النَّهَـارُ iiوَهَـجّـرَا

تُقَطَّـعُ غِيطَـانـاً كَــأنّ iiمُتُونَـهَـا

إِذَا أَظهَـرَتْ تُكسَـى مُـلاءً iiمُنَشَّـرَا

بَعِيـدَةُ بَـيـنَ المَنْكِبَـيـنِ iiكَأنّـمَـا

ترَى عِندَ مَجْرَى الضَّفرِ هِرّاً iiمُشجَّـرَا

تُطَايِـرُ ظِـرّانَ الحَصَـى iiبِمَنَـاسِـمٍ

صِلابِ العُجى مَلثومُهَـا غَيـرُ iiأَمعَـرَا

كَأنّ الحَصَـى مِـنْ خَلفِهَـا iiوَأمامِهَـا

إِذَا نَجَلَتـهُ رِحلُهـا حَـذْفُ iiأَعـسَـرَا

كَـأنّ صَلِيـلَ المَـرْوِ حِيـنَ تُـشِـذُّهُ

صَلِيـلُ زُيُـوفٍ يُنْتَـقَـدْنَ iiبعَبـقَـرَا

عَلَيها فَتىً لَـمْ تَحْمِـلِ الأرضُ مِثْلَـهُ

أبَـرَّ بِمِيـثَـاقٍ وَأوْفَــى وَأْصـبَـرَا

هُوَ المُنْزِلُ الآلافَ مِـنْ جَـوّ iiنَاعِـطٍ

بَني أَسَدٍ حَزْنـاً مِـنَ الأرضِ iiأَوْعـرَا

وَلوْ شَاءَ كَانَ الغزْوُ مِنْ أَرضِ iiحِميَـرٍ

وَلَكِنّـهُ عَمْـداً إِلـى الـرُّومِ iiأَنْـفَـرَا

بَكـى صَاحِبـي لَمّـا رَأَى iiالــدَّرْبَ

دُونَهُ وَأيْقَـنَ أَنَّـا لاَحِقَـانِ iiبقَيْصَـرَا

فَقُلـتُ لَـهُ : لاَ تَبْـكِ عَيْنُـكَ إنّـمَـا

نُحَـاوِلُ مُلْكـاً أَوْ نَـمُـوتَ فَنُـعْـذَرَا

وَإِنِـي زَعِيـمٌ إِنْ رَجَعْـتُ iiمُمَلَّـكـاً

بِسَيْـرٍ تَـرَى مِنْـهُ الفُـرَانِـقَ iiأَزْوَرَا

عَلَـى لاَحِـبٍ لاَ يَهـتَـدِي iiبِمَـنَـارِهِ

إِذَا سَافَـهُ العَـوْدُ النُّبَاطـيُّ iiجَرْجَـرَا

عَلَى كُلّ مَقصُـوص الذُّنَابِـى iiمُعَـاوِدٍ

بَرِيدِ السُّرَى باللّيلِ مِـنْ خَيـلِ iiبَرْبـرَا

أقَـبَّ كَسِرْحَـان الغَـضَـا مُتَمَـطِّـرٍ

تَرَى المَاءَ مِنْ أَعْطَافِـهِ قَـدْ iiتَحَـدَّرَا

إِذَا زُعتَـهُ مِـنْ جَانِبَـيْـهِ iiكِلَيْهِـمَـا

مَشَى الهَيْدَبى فِـي دَفّـه ثُـمْ iiفَرْفَـرَا

إِذَا قُـلْـتُ رَوِّحْـنَـا أَرَنَّ iiفُـرَانِــقٌ

عَلَـى جَلْعَـدٍ وَاهـي الأَبَاجِـلِ iiأَبْتَـرَا

لَقَـد أنْكَرَتْـنِـي بَعُلَـبَـكُّ iiوَأهْلُـهَـا

وَلابنُ جُرَيجٍ فِي قُرَى حِمـصَ iiأَنكَـرَا

نَشيمُ بُـرُوقَ المُـزْنِ أَيـنَ iiمَصَابُـهُ

وَلا شَيءَ يَشفي مِنكِ يَا بنـةَ عَفـزَرَا

مِنَ القَاصِرَاتِ الطَّرْفِ لَـوْ دَبّ iiمُحْـوِلٌ

مِنَ الذَّرّ فَـوْقَ الإتْـبِ مِنهَـا iiلأثّـرَا

لَـهُ الوَيْـلُ إنْ أمْسَـى وَلا أُمُّ هَاشِـمٍ

قرِيـبٌ وَلا البَسباسَـةُ ابنـةُ iiيَشكُـرَا

أَرَى أُمَّ عَمـرٍو دَمْعُهَـا قَـدْ iiتَحَـدَّرَا

بُكَاءً عَلىَ عَمرٍو وَمَـا كَـانَ iiأَصْبَـرَا

إِذَا نَحْنُ سِرْنَا خَمـسَ عَشـرَةَ iiلَيلَـةً

وَرَاءَ الحِسَـاءِ مِـنْ مَدَافِـعَ iiقَيْصَـرَا

إذا قُلُـتُ هَـذَا صَاحِـبٌ قَـدْ رَضِيتُـهُ

وَقَـرّتْ بِـهِ العَيْنَـانِ بُدّلـتُ آخَــرَا

كَذَلِـكَ جَـدّي مَـا أُصَاحِـبُ iiصَاحبـاً

مِـنَ النَّـاسِ إلا خَانَـنِـي iiوَتَغَـيّـرَا

وَكُنّـا أُنَاسـاً قَبـلَ غَـزْوَةِ iiقَـرْمَـلٍ

وَرِثْنَـا الغِنَـى وَالمَجْـدَ أكْبَـرَ أكبَـرَا

وَمَـا جَبُنَـتْ خَيلِـي وَلَكـنْ iiتَذَكّـرَتْ

مَرَابِطَهَـا فِـي بَرْبَعِيـصَ وَميْـسَـرَا

أَلاَ رُبّ يَـوْمٍ صَالِـحٍ قَـدْ iiشَهِـدْتُـهُ

بتَاذِفَ ذَاتِ التَّلِّ مِـنْ فَـوْق iiطَرْطَـرَا

وَلا مِثْـلَ يَـوْمٍ فِـي قَـذَارَانَ ظَلْتُـهُ

كَأَنِّي وَأَصْحَابِي عَلَـى قَـرْنِ iiأَعْفَـرَا

وَنَشْرَبُ حَتَّى نَحسِـبَ الخَيـلَ حَوْلَنَـا

نِقَاداً وَحَتَّى نَحسِـبَ الجَـونَ iiأَشقَـرَا

فَهَل أَنَـا مَـاشٍ بَيـنَ شَـرْطٍ iiوحَيَّـةٍ

وَهَل أَنَا لاَقٍ حَيَّ قَيْـسِ بْـنِ iiشَمَّـرا

تَبَصَّرْ خَليلي هَل تَـرَى ضَـوْءَ بَـارِقٍ

يُضِيء الدُّجَى باللَّيلِ عَنْ سَرْوِ iiحِمْيـرَا

أجَـارَ قُسَيْسـاً فالطُّهـاءَ iiفَمِسْطَحـاً

وجَوّاً فَرَوَّى نَخْلَ قيْـسِ بْـنِ iiشَمَّـرَا

وعَمْرُو بْمُ دَرْمـاءَ الهُمـامُ إِذَا iiغَـدَا

بِذِي شُطَبٍ عَضْـبٍ كَمِشْيَـةَ قَسْـوَرَا

وَكُنتُ إِذَا مَـا خِفْـتُ يَومـاً iiظَلامَـةً

فَـإنَّ لَهَـا شِعْبـاً ببُلْطَـةَ iiزَيْـمَـرَا

نِيَـافـاً تَــزِلُّ الطَّـيْـرُ iiقَذَفَـاتِـهِ

يَظَـلّ الضَّبَـابُ فوقَـهُ قَـدْ iiتَعَصّـرَا