ما الفرق بين الحجر الأسود وحجر إبراهيم عليه السلام؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الحجر الأسود هو الحجر الموجود بالركن الذي يبدأ به الطائف ببيت الله الحرام، ويسن تقبيله لمن استطاع، وهو من حجر الجنة؛ كما روى الترمذي في جامعه والأزرقي في أخبار مكة وغيرهما، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم. صححه الترمذي والألباني. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: الحجر الأسود من حجارة الجنة، ليس في الدنيا من الجنة غيره، ولولا ما مسه من دنس الجاهلية وجهلها ما مسه ذو عاهة إلا برئ. رواه الأزرقي، وفي رواية له: نزل وهو يتلألأ من شدة بياضه فأخذه آدم فضمه إليه أنساً به. أما حِجر إبراهيم عليه السلام فلم يكن في الكعبة المشرفة مكان معروف بهذا الاسم، إلا إذا كان قصدك المكان أو الحجر المسمى بمقام إبراهيم، وهو حجر كان يقف عليه إبراهيم لما كان يبني البيت هو وإسماعيل -عليهما السلام- عند ما ارتفعت قواعده فوق القامة، فاتخذ هذا الحجر ليصعد عليه حتى يرتفع ويتمكن من البناء. ومكانه الآن معروف، وكان عند أساس البيت فحرك من مكانه ليفسح الطريق للطائفين وجعلت عليه علامة معروفة، وهو الذي يصلى خلفه المسلمون ركعتين بعد الطواف بالبيت امتثالا لقول الله تعالى: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً {البقرة: 125} . هذا ونرجو أن تطلع على الفتاوى: 19797، 14443، 73632. والله أعلم.