بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من لا نبى بعده, وبعد: الكعبة المشرفة قبلة المسلمين وتتكون من: الحجر الأسود ، باب الكعبة، الميزاب ، الشاذروان ، حجر إسماعيل ، الملتزم ، مقام سيدنا ابراهيم ، ركن الحجر الأسود ، الركن اليماني ، الركن الشامي ، الركن العراقي ، ستار الكعبة ، خط المرمر البني. سؤالي هو: من سمى هذه المسميات وماذا تعني؟ أفيدوني أفادكم الله ؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن المسميات المذكورة هي أجزاء من بيت الله الحرام وأكثرها جزء من مكوناته, ولم نقف على أول من سماها بهذه الأسماء ، ولعل ذلك لا يترتب عليه كبير فائدة إذا علمنا سبب تسميتها وما يترتب عليها من أحكام تتعلق بمناسك الحج أو العمرة . فأما الحجر الأسود : فهو معروف وهو من حجر الجنة كما روى الترمذي في جامعه والأزرقي في أخبار مكة وغيرهما ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن, فسودته خطايا بني آدم . صححه الترمذي والألباني . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : الحجر الأسود من حجارة الجنة ، ليس في الدنيا من الجنة غيره ، ولولا ما مسه من دنس الجاهلية وجهلها ما مسه ذو عاهة إلا برئ . رواه الأزرقي وفي رواية له : نزل وهو يتلألأ من شدة بياضه فأخذه آدم فضمه إليه أنسا به . وأما الباب : فهو معروف وكان للكعبة بابان من عهد إبراهيم عليه السلام وعندما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة بعد ما أصابها من السيول رصدوا لذلك المال الحلال, فلم يف ببنائها فجعلوا لها بابا واحدا وتركوا جزءا منها وهو المعروف بحجر إسماعيل وأجزاء من الأساس وهي المعروفة بالشاذروان وذلك لضيق النفقة الحلال ، فأما حجر اسماعيل فجعلوا عليه حائطا ليدل على أنه جزء من الكعبة لا يصح الطواف دونه ، وأما الشاذروان فهو بناء خفيف قريب من أساس الكعبة ملتصق بحائطها مرتفع عن سطح الأرض نقضته قريش من أصل الكعبة كما ذكرنا فهو جزء من أصل الكعبة لا يصح الطواف دونه أو فوقه . وأما الميزاب : فهو مصب الماء من سطح الكعبة إذا نزل عليها المطر أو غسلت . وأما الملتزم : فهو ما بين الركن والباب سمي بذلك لاستحباب التزامه ووضع الخد عليه بعد الطواف كما ثبت في السنة, وهو من الأماكن التي تستجاب فيها الدعوات وتسكب عندها العبرات . وأما مقام إبراهيم : فهو الصخرة التي كان يقوم عليها إبراهيم عليه السلام لبناء الكعبة عندما ارتفع البناء عن قامته ، وقد حركت من مكانها الأصلي لتترك الطريق للطائفين وجعل عليها علم معروف وهو المكان الذي يستحب للطائف أن يصلي خلفه ركعتين بعد الطواف إن تيسر له ذلك . وأما الركن اليماني : فقد سمي بذلك لأنه إلى جهة اليمن ، ومن السنة في الطواف استلامه دون تقبيله والإشارة إليه ، وأن يقول بينه وبين الحجر الأسود : رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {البقرة: 201 } . وأما الركن الشامي والعراقي : فسميا بذلك لأنهما إلى جهتي تلك البلاد، وليس من السنة لمسهما أو الإشارة إليهما لأنهما ليسا نهاية الكعبة فنهايتها من تلك الجهة عند نهاية حجر إسماعيل أو لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم . وأما ستار الكعبة : فلعلك تقصد كسوتها, وأول من كساها إسماعيل عليه السلام, وأكثر الروايات تقول إن أول من كساها هو الملك تبع كما في مصنف عبد الرزاق وغيره . وأما الخط المقابل للركن : فقد وضع حديثا وكذلك الضوء الأخضر وذلك بقصد الإرشاد إلى مكان الحجر الأسود عند الزحمة حتى يعلم الطائف بداية الشوط ونهايته . ويمكنك أن تجد المزيد من التفصيل والفائدة في كتاب أخبار مكة للأزرقي . والله أعلم .