إذا كان الشارع سرعته 120 وقد مشى ثلاثة من أصدقائي على 180 أو 220 وماتوا جميعا، ما حكمهم هل هذا انتحار؟ وماذا أفعل لكي يغفر لهم، هل أعتمر بدلا منهم أو ماذا أفعل جزاكم الله خير الجزاء، وأسكنكم الفردوس الأعلى . الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فنسأل الله تعالى أن يرحم أصدقاءك وجميع المسلمين، وما فعله هؤلاء من الزيادة في السرعة يعتبر طيشا وتهورا لا يجوز شرعا، فيجب على السائق التقيد بقوانين المرور وتعليمات السلامة التي يضعها ولي الأمر وأهل الاختصاص للمصلحة العامة. فقد نص أهل العلم على أن من حق ولي الأمر تقييد المباح للمصلحة العامة وحينئذ لا تجوز مخالفته في ذلك، ولهذا فإن ما فعله أصدقاؤك من مخالفة القانون لا يجوز شرعا، ولكنه لا يعتبر انتحارا ما لم يقصدوا بذلك قتل أنفسهم كمن يتردى من العالي ليقتل نفسه. وأما الذي يمكنك أن تفعله عنهم فهو أن تكثر من الدعاء لهم والصدقة عنهم وعمل الطاعات وإهداء ثوابها لهم، ومن ذلك الحج والعمرة إذا كنت قد حججت عن نفسك واعتمرت عنها. وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتاوى: 1834، 58457، 43876، 2451. والله أعلم.