أحد المضاعفات المصاحبة لداء السكر الذي يصيب 149 مليون مريض عالميًا اعتلال الشبكية السكري قد يؤدي إلى إضعاف البصر أو فقدانه! فقرة (5) إعداد - الدكتور حسن الذيبي اعتلال الشبكية السكري هو أحد المضاعفات المصاحبة لداء مرض السكري المعروفة والمزمنة وتزداد شدته لدى أولئك المصابين الذين لا يولون العناية الطبية والوقاية من داء السكري والاهتمام بالأعراض التي ينتج عنها ومع الإهمال قد تؤدي إلى فقدان البصر في المراحل المتقدمة. إن مرض السكري مرض شائع الانتشار ويصيب الجنسين على حد سواء وقد تكون الإصابة به في سن مبكرة نتيجة خلل في إفراز الأنسولين من خلايا البنكرياس، أو بشكل أكثر في سن متقدمة نتيجة ضعف في إفرازات الأنسولين بالكميات اللازمة للمحافظة على نسبة سكر الدم في المعدل الطبيعي. وعالميا فإن هناك ما يقارب 149 مليون مصاب بمرض السكري ومن المتوقع أن تزداد أعداد المصابين إلى مايقارب 344 مليون مصاب بحلول عام 2025. ومضاعفات هذا الداء متعددة على أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة فمنها ما يظهر مباشرة عند الإصابة واكتشاف المرض ومنها المزمن الذي يظهر بعد عدة سنين من الإصابة بداء السكري. ويعد داء السكري من أكثر الأمراض الجهازية التي تؤثر في وظائف العين المختلفة مثل: - التهاب طرف الأجفان والرموش المتكرر. - شلل مؤقت بأعصاب عضلات العين. - ضعف غشاء القرنية الطلائي وتعرضه للخدوش والإصابات بأكثر من المعدل الطبيعي. - إصابة قزحية العين بأوعية غير طبيعية قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط العين «الماء الأزرق». - اعتلال الشبكية والمركز البصري مع قصور بالدورة الدموية داخل طبقات الشبكية ما قد يؤدي إلى ظهور أوعية غير طبيعية قابلة للنزيف وقد يصاحبه تكوين ألياف غير طبيعية قد تؤدي إلى انفصال بالشبكية مع حدوث نزيف متكرر بالجسم الزجاجي. - اعتلال بالعصب البصري. ويعد اعتلال الشبكية السكري أحد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى إضعاف البصر أو فقدانه وخاصة في الأعمار مابين 20-74 سنة. فقرة (4) مراحل اعتلال الشبكية السكري ينتهج هذا الاعتلال عدة مراحل تقسم بشكل مبسط إلى (فقرة1): أولا: الاعتلال الشبكي البسيط (مبدئي)، ويتميز بوجود عقد عرقية دموية صغيرة مع ندب نزيف في طبقات الشبكية وغالبا لا تؤدي هذه المرحلة إلى ضعف البصر إلا إذا صاحبها اعتلال رشحي بالمركز البصري (فقرة1). ثانيا: اعتلال المركز البصري الرشحي: نتيجة ترسبات دهنية صلبة أو ناعمة تميل إلى اللون الأصفر المبيض نتيجة نتح وترشيحات غير طبيعية من جدران الأوعية الشبكية المتعددة وقد يصاحبه قصور في التروية الدموية للمركز البصري وتتركز هذه الترسبات في طبقات الأنسجة المكونة للشبكية (فقرة2). ثالثا: اعتلال الشبكية الوعائي «المتأخر»: ويمثل مرحلة متأخرة من مراحل الاعتلال الشبكي السكري، ويمثل نشاط الاعتلال المتزايد ويتميز بظهور أوعية دموية غير طبيعية في رأس العصب البصري أو في أماكن أخرى على سطح الشبكية أو في القزحية وقد تنمو هذه الأوعية الدموية داخل الجسم الزجاجي الشفاف وهذه الأوعية قابلة للنزيف في أي لحظة مؤدية إلى نزيف داخل الجسم الزجاجي وإعتام في الرؤية. وقد تؤدي هذه الأوعية الدموية إلى نمو ألياف غير طبيعية على سطح الشبكية والجسم الزجاجي يكون سببا رئيسيا في شد ونزع ومن ثم انفصال الشبكية وخاصة في المركز البصري مما يؤدي إلى ضعف شديد بالرؤيا (فقرة3). العلاج والوقاية إن الوقاية والعلاج تكمن في معرفة أن داء السكري من الأمراض المزمنة ذات التشعبات المتعددة في أجهزة الجسم المختلفة وخاصة الجهاز الدوري وعلاجه بالدرجة الأولى يعتمد على ضبط نسبة السكري ومعدلاته في الدم. وتعد العين جزءا لا يتجزأ من أعضاء الجسم الأخرى ومعالجة اعتلالها يعتمد على معالجة المرض بشكل عام. وهناك كثير من النصائح والإرشادات العامة والخاصة التي يتم اتباعها لمعالجة اعتلال الشبكية ومضاعفاته المتوقع حدوثها ومحاصرتها لتجنب الإصابة بالعمى وفقدان البصر، ومنها: - الفحص الدوري لمرضى السكري الذي يشمل تحليل نسبة السكر ومدى انضباطها. - التحكم وضبط نسبة سكر الدم بالحمية الغذائية أو الأدوية المنشطة لخلايا البنكرياس أو حقن الأنسولين. - تخفيف الوزن وممارسة الرياضة. وقد أثبتت الأبحاث أن ضبط نسبة السكر في معدلاتها الطبيعية أو ما يقاربها تؤدي إلى تخفيف وتأخير نسبة حدوث الاعتلال الشبكي على المدى البعيد وكذلك علاج الأمراض الأخرى التي قد تصاحب المرض مثل ضغط الدم وفقر الدم. وينصح مرضى السكر بالكشف على العين دوريا ويعتمد في مدده على نوعية ومرحلة الاعتلال الشبكي، فكلما كان الاعتلال متقدما تقصر المدة بين الزيارات حتى يتم متابعة الاعتلال عن كثب ومدى حاجة المريض إلى العلاج بالليزر أو غيره. - ويعتمد الفحص على توسيع حدقة العين بالأدوية (القطرات) ومعاينة قاع الشبكية بشكل دقيق. وقد يخضع المريض لعدة فحوصات عينية من ضمنها تصوير الشبكية بصبغة الفلوراسين لتحديد فاعلية الدورة الدموية في المركز البصري وتحديد الأماكن التي تحتاج إلى العلاج بالليزر في بعض الأحيان أو قد ينصح المريض بإجراء عملية إزالة الماء الأبيض مع زرع عدسة داخل العين لتسهيل المعالجة بالليزر في حالة تسارع وتكوين الماء الأبيض الذي يؤثر ويمنع وصول أشعة الليزر إلى الشبكية بالشكل الفعال. فقرة (2) العلاج بالليزر أما العلاج بالليزر فيعد من أهم طرائق العلاج الأساسية خاصة عند تطور اعتلال الشبكية إلى مراحل متقدمة، مثل: - اعتلال مركز البصر الرشحي. - أو في حالة اعتلال الشبكية الوعائي (المتأخر). وينقسم علاج الشبكية بالليزر إلى قسمين: - علاج مركز البصر لتخفيف وذمة وترشيحات المركز البصري لمنع تدهور حدة الرؤية والمحافظة على النظر الموجود (فقرة 4). - علاج تام للشبكية ويستخدم خارج المركز البصري ويحتاج إلى وقت أطول في العلاج وقد يصاحبه ألم في أثناء التعرض لأشعة الليزر وينصح المريض بالصبر والتعاون (فقرة 5). وتتم تهيئة المريض والشرح له مسبقا قبل جلسة العلاج، والهدف من العلاج بالليزر في هذه المرحلة هو تقليص وتضمير الأوعية غير الطبيعية الناشئة عن اعتلال الشبكية السكري وزيادة فعالية الأوكسجين داخل طبقات الشبكية المتعددة وتقليل نسبة النزيف داخل الجسم الزجاجي أو تكوينه لألياف غير طبيعية قد تؤدي مستقبلا إلى انفصال الشبكية وبالتالي منع تدهور النظر المحتمل من جرائها. وفي الغالب يحتاج المريض إلى عدة جلسات للعلاج بالليزر وعند عدم الاستجابة للعلاج بالليزر قد يعمد الطبيب المعالج إلى: - استعمال الكي بالتبريد. - أو إلى عمل جراحي لاستئصال الجسم الزجاجي وما يصاحبه من نزيف وألياف وإعادة تثبيت الشبكية المنفصلة مع عمل ليزر أثناء العملية ويعمد إلى مثل هذا الإجراء في الحالات المتقدمة. فقرة (3) ومن الملاحظ أن كثيرا من المرضى يخلط بين العلاج بالليزر الذي يستعمل على سطح القرنية لمعالجة عيوب النظر الانكسارية المختلفة (الاكزيمرليزر) والليزر المستخدم في علاج أمراض الشبكية علما بأن استخدامات ليزر الشبكية تختلف اختلافا كليا عن تلك المستخدمة في تصحيح عيوب النظر الانكسارية. ويعتقد كثير أن علاج اعتلال الشبكية بالليزر غير مجد وأنه يسبب ضعف النظر لديهم والحقيقة أن ايجابية العلاج بالليزر خاصة في اعتلال الشبكية السكري أكثر بكثير من السلبيات التي قد ينجم عنها العلاج بالليزر وهي نادرة الحدوث بل إن ترك الاعتلال من دون معالجة سيؤدي إلى تدهور وقصور النظر مقارنة بمن عولج بالليزر كما أثبتت الدراسات والأبحاث السريرية. ومن المفيد أن يعلم مرضى اعتلال الشبكية السكري أن العلاج بالليزر يستعمل للحفاظ على ما هو موجود وليس غالبا لتحسين النظر الذي قد يحدث عند السيطرة على الاعتلال بشكل إيجابي. ويحتاج المريض إلى التحلي بالصبر والمحافظة على مواعيد كشفه الدوري ومراجعة الطبيب المختص عند حدوث أي أعراض أو نقص في النظر وكذلك لمعالجة العرض مبكرا قبل استفحاله. العلاج بالأدوية الحديثة - من المفيد أن يعلم المرضى الذين يعانون من اعتلال الشبكية السكري أن الأبحاث السريرية في هذا المجال قد أثبتت أن حقن مادة الكورتيزون داخل العين تساعد وبشكل ملحوظ على علاج وتقليل اعتلال مركز البصر الرشحي وبالذات في الحالات المزمنة التي لم تستجب مسبقا للعلاج بالليزر. - وحديثا تم استخدام الأدوية المثبطة لعامل نمو أنسجة الأوعية الدموية بالحقن داخل العين مثل أدوية الافاستن والميوكجن والليوسيندس التي أثبتت فعاليتها في إيقاف نمو الأوعية غير الطبيعية في اعتلال الشبكية الوعائي (المتأخر) وكذلك في علاج وتقليل اعتلال مركز البصر الرشحي ولو بشكل مؤقت. ودي / مشكلتي قـــمر