تنظيف الأسنان يقوي القلب
يقول الطبيب الأمريكي بيل دورفمان، إن ما يحدث في فمك يؤثر حقيقة على جسمك بأكمله. ولذلك فإن صحة الفم ونظافته مهمة جداً لصحة الجسم بأكمله. وتؤكد عدة دراسات علمية حديثة أن نظافة الفم والأسنان تؤثر على صحة العديد من أجهزة الجسم وعلى رأسها القلب والدماغ. والآن يا أحبتي: هل أهمل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مثل هذا الأمر الخطير؟ وهل غفل عن أمرنا بالاعتناء بنظافة الفم بانتظام؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" !! إن هذا الحديث النبوي الرائع يدل على مدى اهتمام نبينا بنظافة أسناننا وفمنا، وفيه إشارة واضحة لتنظيف الأسنان خمس مرات كل يوم، أي أكثر مما يوصي به الأطباء، لأن هذا النبي الرحيم يريد لأمته الخير والنفع والصحة الجيدة... ونقول يا إخوتي: أليس هذا الحديث النبوي الشريف يمثل معجزة في عصرنا هذا؟ ففي زمن الجاهلية لم يكن هناك اهتمام بهذا الموضوع، ولم يكن أحد على وجه الأرض يدرك شيئاً عن فوائد السواك... وهنا نود أن نشير إلى أن الدراسات أثبتت العديد من الفوائد الطبية لاستخدام السواك، وعندما يتعذر وجود السواك يمكن الاعتماد على فرشاة الأسنان، لأن المقصود من الحديث نظافة الفم والأسنان، وليس مادة بعينها... لقد سخر الله لنا هذه الشجرة "شجرة الأراك" والتي منها نأخذ عود السواك، والذي يعتبر بحق أفضل فرشاة بسبب المواد التي كشفها العلماء في هذا العود وهذه المواد قاتلة للبكتريا ومعقمة للفم، وكذلك فإن شكل هذا العود بعد إزالة جزء من القشرة يظهر مثل فرشاة الأسنان، ولكن الفرشاة مصنوعة من البلاستيك الصناعي، أما المسواك فهو مواد طبيعية لا تضر الأسنان. وأخيراً لا نزال نطرح السؤال التقليدي لكل من لم تقنعه رسالة الإسلام: ماذا قدمت لكم تعاليم هذا النبي الكريم غير الخير والنفع والفائدة؟ عندما حرم نبينا الخمر أليس ليحفظ لكم صحتكم وأنفسكم؟ وعندما حرم الزنا... أليس ليقيكم شر الأمراض الجنسية المعدية والقاتلة؟ وعندما أمر باستخدام السواك، أليس ليحفظ لكم صحة أجسادكم ويقيكم شر النوبات القلبية والدماغية؟ أليس هذا النبي الرحيم جديراً بالاتباع والاحترام والتقدير؟ إذاً استمعوا معي إلى هذا النداء الإلهي الرائع: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف: 158].