جالايتا : آه أيها العزيز بجماليون ! ... ألم أقل لك ينبغي أن أبقى إلى جانبك دائماً ؟! بجماليون : ولكن ... يخيل إلي أن البجعتين – لحسن الحظ – لم تتناولا من قلبي وكبدي شيئاً كثيراً ... جلاتيا : لماذا ؟... بجماليون : لعلهما تكرهان الطعام الحار !.. جالايتا : ( باسمة ) آه بجماليون الظريف . بجماليون : أو لعلها !... جلاتيا : ماذا؟.. بجماليون : خيل إلي أيضاً أني سمعت قيثارة .. ما كادت تنطلق أنغامها حتى نفرت البجعات وانطلقتا بعيداً ... بعيداً ... جالاتيا : ( كالحالمة ) أنغام غيثارة !... بجماليون : ( يلتفت إليها ) نعم .. لماذا تغير وجهك ؟... جالاتيا : لا شيء ... لا شيء ... بجماليون : ولكني لست أخفي عنك أن ما وجدت منك عند اليقظة كان أعجب من الحلم !... جالاتيا : ( حالمة ) مني ... حقاً ... لست أدري ... بجماليون : لست تدرين ماذا يا جالاتيا ؟... جالاتيا : حياتي ... أين الحلم فيها وأين الحقيقة ... بجماليون : حياتك ليست بالطول الذي يستحق التفكير فيما بعد ... جالاتيا : أحس مع ذلك أنها طويلة ... أنسيت من أنا ؟... يبدو أنك نسيت أنا عشنا معاً طويلاً !... بجماليون : نعم ... عشنا معاً ... جالاتيا : كم من الأعوام ؟... بجماليون : لست أذكر .. أتذكرين أنت ؟!! ... جالاتيا : آه ... أيه القاسي !... ( تذهب إلى قرب الستار مفكرة ، وتجلس في إهمال على قاعدة التمثال مطرقة ...) بجماليون : ألا تجدين دائماً غير هذا المقعد الرخامي !... جالاتيا : لطالما جلست هكذا ... وكنت ترنو إلي دائماً بنظراتك العميقة ... ولكنك لا تذكر الآن شيئاً !... بجماليون : لا تتألمي كثيراً لضعف ذاكرتي !... جلاتيا : لا لهذا ... بل لأني لا أعرف ماذا أصنع بعد الآن ... وأنت تعاملني هكذا ... إنك لم تخبرني أنك تألمت عندما أخذت البجعتان تلك القطعة من ... بجماليون : وماذا يعنيك من ذلك ؟ ... أحسبك لن تزعمي أنك أنت تلك القطعة ... جالاتيا : كنت أرجو أن تقول : إني كذلك ! ... بجماليون : ما دمت تريدين أن أقول لك ذلك ... فلأقل لك ذلك ... أنت تلك القطعة .. منها تشكلت في صورة امرأة !... ------------- المصدر : الفصل الأول / بجماليون