|
اللغات شأنها شأن الكائنات الحية ولا تموت بالسكتة القلبية وإنما تموت تدريجيا بإهمال الاستخدام... |
|
وعن تقييمه لتقرير اليونسكو الذي يتنبأ بموت لغة الضاد قال: أنظر إليه بكل جدية، فاللغات شأنها شأن الكائنات الحية، ولا تموت بالسكتة القلبية وإنما تموت تدريجيا بإهمال الاستخدام أو البعد عن التوظيف المعرفي أو الصلة بشئون الحياة، وهو ما يحدث الآن للغة العربية للأسف.
وعن كون القرآن الكريم كافيا لحفظ اللغة العربية يقول: القرآن وعده صادق، وهو كاف لحفظ العربية، لكن يمكن أن يظل هذا علي المستوي الديني، كما حفظت لغات أخري مثل اللاتينية التي مازالت تردد بها الصلوات، والسريانية تستخدم في العبادات، ولكن العربية خلقت لحياة أوسع مدي، ولا تقتصر علي المستوي الديني فقط.
وعن سبل الإنقاذ يقول: ليس الأمر مستحيلا، وإنما يحتاج إلي خطة علمية تشترك فيها الأمة، وجب أولا أن يكون هناك إحساس جماعي بالمشكلة! ثانيا أن نضع الخطة لا لكي نجني النتائج في العام القادم، وإنما بعد عشرين عاما، وأن نوزعها بين التعليم والإعلام والمؤتمرات بمجالاتها المختلفة. ويجب أن يكون هناك تنسيق بين كل الدول العربية.
وعن العلاقة بين اللغة والهوية يقول د. درويش: أنا هنا أستعيد عبارة مفكر يهودي قالها في نهاية القرن الـ19 علي مشارف إعلان الدولة اليهودية. قال إليعازر بن يهودا: لا حياة لأمة دون لغة! وبدأ تنفيذ مشروع استمر50 عاما تحولت العبرية خلاله من لغة دينية ميتة إلي لغة تدرس من الروضة حتي الدكتوراه في علوم الفضاء، فنجت اللغة وتجسدت الأمة!
وعن اهتمام الآخرين بلغتنا، يقول انه شيء يسرنا، لكننا يجب أن ننتبه إلي أنه في معظمه اهتمام الصياد بمعرفة خبايا الضحية!وعن إمكان أن تحل اللهجات المحلية مكان الفصحي.. يقول: إن هذا الخطر ماثل إذا فقدنا التوازن بين وظيفة اللهجة ووظيفة اللغة، فاللهجات لها احترامها ولها أهميتها، وهي في كثير من الأحيان متفرعة عن اللغة، ولكنها تؤدي وظيفة الاتصال العملي ولغة الكلام. أما اللغة العربية الفصحي فهي الأم التي تشكل لغة الكتابة، وتؤدي وظيفة الاتصال العلمي والفكري والجمالي.
|