الخارطة ليست هي الواقع
من فرضيات البرمجة اللغوية العصبية
هذه الفرضية الهامة تعني وبكل بساطة أنه ليس بالضرورة كل مافي فكرك وذهنك (الخارطة ) هو الواقع (العالم) تماما .
فخارطة العالم في ذهنك تتشكل من المعلومات التي تستقبلها عن طريق الحواس واللغة التي نسمعها ونقرأها والقيم (المعتقدات)الموجودة في نفوسنا . وهذه المعلومات الواردة تتعرض لثلاث عوامل:
( حذف – تعميم و تشويه )
لذا العالم في الذهن ليس هو العالم الحقيقي .
وإليكم مايحدث بالتفصيل :
عندما نشاهد واقع ماينتقل إلى أذهاننا مارا بثلاث مرشحات أساسية قد تقوم بتغير ذلك الواقع وهي كالتالي:
1-الحواس
2-اللغة
3-القيم والمعتقدات
وإليكم شرح كل واحدة منها:
1-الحواس : فحواس الإنسان محدودة فمثلا لا يستطيع الإنسان رؤية الألوان فوق البنفسجية أو تحت الحمراء
أو إن الإنسان لا يمكن أن يشاهد بعينه سوى 24 صورة في الثانية الواحدة
أي لو وضعنا صورة بين 24 صورة التي تعرض أمام الشخص فلن يلاحظ تلك الصورة
وأحيانا الحواس تخدع الشخص فلو دخلت من ضوء الشمس إلى غرفة ذات إنارة خافتة فسوف ترى أغلب الألوان سوداء وربما لو سألت عن شيء بتلك الغرفة مالونه فربما تقول لونه أسود وهو ربما يكون أحمر غامق فصورة الواقع التي إنتقلت لعقلك غير كاملة .
2-اللغة : إن الكلام الذي يقال قد يخضع للتعميم والحذف والتشويه
ومثال عن ذلك:
التعميم:فبعض الناس إذا تعرض لموقف فيه قلة وفاء من شخص يعمم القاعدة ، فيعتقد بأن الناس كلهم قليلو الإخلاص ، ثم يبدأ يتعامل مع الناس بهذه الخريطة الجديدة.
الحذف :نقول [فلان متفوق] أي نوع من التفوق ؟ وإلى أي مدى؟ ، فنلجأ كثيرا لحذف كثير من المعلومات ، وهذا ينقص من إدراكنا للعالم .
التشويه:نقول [ هذا الشيء أفضل من ذلك ][إن هذا الكتاب جيد] بأي مقياس هو جيد؟ وما سبب الأفضلية؟ فيلجأ الإنسان لتشويه الحقائق ، وهو لا يدري وهذا ينقص من إدراكه للعالم.
3-المعتقدات: وهي الأفكار والقيم التي إكتسبناها طول حياتنا وهي تختلف من شخص لأخر وهي تغير الواقع المنقول لنا بشكل كبير وإليكم مثال مايحصل
لو قمنا بجمع شخصين أحدهما مسلم والآخر من السيخ وذبحنا أمامهما بقرة فالمسلم سيقول سنأكل منها فقد سخرها الله لنا لنستفيد من لحمها.
أما السيخي فسيعتبر أن الأمر في شدة العظمة وسيغضب وسيحاول قتل من ذبح البقرة فهو قد ذبح معبوده.
هذا مايحصل نتيجة إختلاف المعتقدات فالأشياء بالواقع لا تتصف بالحسن والسوء بل نحن من يضع معنى لتلك الأشياء.
النتيجة:
يمكن تغيير العالم إذا غيرنا الخارطة ، بمعنى أن تعاملك مع العالم الخارجي سوف يتغير كليا إذا تغير إدراكك له وغيرت الخارطة الذهنية .
"إن الله لا يغير ما بقوم ن حتى يغيروا ما بأنفسهم "
صدق الله العظيم
ويقول وليم شكسبير:
لايوجد شيء يتصف بالحسن أو السوء بل تفكيرنا
الذي يجعل الأشياء كذلك
فعندما ينتقل واقع إلى خرائطنا
فيتولد شعور مما يؤدي إلى تفكير فيؤدي إلى سلوك
وفي النهاية
((نحن نتعامل مع خرائط وليس مع الواقع ))
بتصرف من عدة مصادر
يتبع بإذن الله
تحياتي