- شيرين فرغلي
"أنا رُحت التحرير من ورا أهلي.. لقيت أبويا هناك!!".. هكذا عبر "أحمد كمال"، 21 سنة، أحد المتظاهرين بالتحرير، عن مدى تعجبه من موقف والده والذى كثيرا ما ترجاه لكي يسمح له بالذهاب إلى الميدان مع أصدقائه، لكنه دائما ما كان يقابل طلبه بالرفض والتعنيف والتهديد في حالة مخالفة أوامره والذهاب إلى التحرير.
حالة أحمد لم تكن فردية، بل هناك الكثير من الشباب الذين يرغبون في الذهاب إلى التحرير ولكن أهلهم يرفضون ذلك خوفا عليهم مما يحدث هناك من اشتباكات وقنابل غاز، وأمام هذا الرفض من قبل الاهالي، لا يجد الشباب حلا إلا الذهاب إلى التحرير دون علم أهلهم، مع إخبارهم أنهم متوجهون إلى كلياتهم أو أعمالهم.
أنا وبابا في التحرير
يكمل أحمد: "إصراري على الذهاب إلى ميدان التحرير لكي أستطيع أن أرى بعيني حقيقة ما يحدث هناك، خاصة أنه يوجد الكثير من الكلام المتضارب عن المتواجدين في الميدان، حيث توجد رغبة كبيرة بداخلي لمعرفة الحقيقة بنفسي، خاصة أن كثيرا ممن ذهبوا إلى هناك غيروا وجهة نظرهم بالكامل عن المتواجدين في الميدان".
ويضيف: "بعد أن فشلت كل محاولاتي في إقناع أهلي حتى أنهم منعوني من النزول إلى الشارع، قررت أن أقول لهم إني ذاهب إلى الكورس وتوجهت إلى التحرير، بعد أن اتفقت مع مجموعة من أصدقائي على أن أقابلهم هناك، وأثناء تجولي فى الميدان مع أصدقائي رأيت والدي هناك مع مجموعة من أصدقائه، وحينها اصابتنا حالة من الدهشة ثم الضحك الهستيري".
"كذبت.. وأُصبت.. ولسه مكملة"
تروي بسمة، 19 سنة، طالبة: "عمري ما كنت أتخيل أن يأتي يوم وأعمل حاجة من غير علم أهلي ولكن هذه المرة كانت المعادلة صعبة، حيث لم أحتمل أن أظل بعيدة عن الميدان والاكتفاء بمشاهدته عبر القنوات، خاصة أننى أسمع الكثير من الروايات من زملائي الذين يذهبون إلى التحرير عكس تماما ما يقال، لذلك قررت أنا وحوالي 30 من زملائي في الجامعة الذهاب إلى الميدان لمعرفة حقيقة ما يحدث".
وتكمل: "بالفعل ذهبنا إلى هناك ورأينا ما لم نكن نراه عن طريق القنوات أو المواقع أو حتى الفيديوهات، حيث يوجد شباب لا تخاف الموت ومستعدة أن تضحي بنفسها لكي تحمي غيرها، خاصة أننا اكتشفنا أن ما يقال إن الشباب هي التي تحاول اقتحام الداخلية كلام فارغ وليس له أي اساس من الصحة، بل بالعكس الأمن هو الذي يستغل الفرصة عند تراجع الشباب ويقوم بضرب القنابل والخراطيش والرصاص عليهم".
وتتابع بسمة: "أصبت بخرطوش في ذقني أثناء تواجدي بالقرب من شارع محمد محمود، وتلقيت العلاج في المستشفي الميداني، وعندما ذهبت إلى البيت أخبرت والدتي أني وقعت على سلم الكلية وأصبت في ذقني، ورغم ما حدث لي اتفقت أنا وزملائي على أن نذهب كل يوم إلى الميدان في معاد الكلية الساعة 7 صباحا ونغادره 5 مساء، وذلك حتي لا يشعر أولياء أمورنا".
"أشعر بالاعتزار والكرامة"
أما هاني محمود، 20 سنة، طالب، يقول: "غصب عني خبيت علي أهلي إني بروح التحرير كل يوم بدل الجامعة، وذلك لأنني لا أستطيع أن أعزل نفسي عما يحدث في البلد وأعيش حياتي عادي ويكون كل هدفي أروح الجامعة وأذاكر فقط، خاصة مع ما أقرأه على الفيس بوك وتويتر عن المصابين، بالاضافة إلى الفيديوهات المستفزة بحق المتظاهرين".
ويضيف: "ما زلت مصرا على الذهاب للميدان، فالذهاب إلى هناك يعطي إحساسا بالفخر والاعتزاز والكرامة، حيث إنني أتمنى أن يأتي اليوم الذي أحدث أولادى عن هذه الايام التي سوف يسجلها شباب مصر في التاريخ، وأقول لهم إنني كنت واحدا من هؤلاء الذين كانوا يحمون الثورة".