بمائة وأربعين حرفًا للتتويتة الواحدة عبر شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، تتعرض العديد من الشخصيات المعروفة على الصعيد الإعلامي أو تلك التي تتعاطى معه إلى تغريدات النقد والسخرية تحت وسم خاص يحمل اسمهم أو فيما يعرف في عالم تويتر بـ«الهشتقة»، وهي نميمة لغوية يبدو أن للرجال حظًا أكبر من السيدات فيها، بخلاف الواقع الذي تكرست فيه الغيبة بجلسات النساء. «سيدتي تويتر» تابعت ما يجري في كواليس عالم المهشتقين وحرب التراشق التويتري، وخرجت إليكم بالآتي:
يقول خالد الناصر أحد المهشتقين السابقين كما سمّى نفسه: لا تكاد تخلو معظم الهشتقات من الانتقاد السلبي والسخرية وأحيانًا التعرية، ويمارس العديد من المتوترين عملية تصفية الحسابات والخلافات الشخصية عن طريق إطلاق «هاش تاق» ضد بعضهم بعضًا، وفي بعض الأحيان يطلق أنصار إحدى الشخصيات «هاش تاق» ضد شخصية أخرى، فيقوم أنصار الآخر بالرد في «هاش تاق» آخر، وهكذا دواليك، الواقع يشير إلى تحول الهشتقة من مفهوم التصنيف إلى التجريح، ويتابع: «على الشخصيات المعروفة أو من يكتب بأسماء صريحة مراعاة الدقة في كل تغريداتهم، لا يوجد شخص في تويتر بمنأى عن الهشتقة».
تصفية حسابات: وفي عالم تويتر جمع @Nasser_Q أكثر من هاش تاق متوترًا: «للأسف أصبح تويتر مجرد وسيلة للنيل من الآخرين وتصفية الحسابات. رفقًا بنا آل تويتر»، فيما غرد@i3zoo: «كثرت في تويتر الهاشتاقات، خصوصًا التي تصبح فضفضة وشخصنة ما لها داعٍ، ترى اللي ما يعجبك كشخص مو لازم تحكي عنهم وتحارشهم».
في الوقت اللي وصلت التتويتات إلى انتقاد صورة المهشتق وأسلوبه، حيث قيل في إحدى التتويتات: «هو الشخص الوحيد اللي يقدر يتكلم بكل موضوع؛ لأنه مصور على جنب»، يشهد المتابعون لتويتر تكاثر دعوات الهشتقة لممارسة النميمة في الشخصيات المعروفة بين أوساط المتوترين، والتي يجدها البعض فرصة للاستظراف «وفش الغل» في الآخرين.
ضحية تويتر الجديدة: تقول @eNooh1 لسيدتي: «للأسف نعاني من محدودية ثقافة الرأي والرأي الآخر، وحالما تطرح الشخصية الإعلامية موضوعًا أو تصريحًا لا يلاقي استحسانًا تتم «هشتقته» ليشبع رأيه تهكمًا وسخرية بحرية أكبر وعلى طريقة تويتر، حيث لا تعد خانة التعليقات في المواقع الإخبارية مكانًا مستحبًا «لغسل شراع» الذي تم هشتقته»، وعن توجيه الدعوات للهشتقة تضيف: «يكفي مجرد التغريد بكلمة (تمت هشتقة فلان)، وإضافة الهاش تاق الخاص به أو (ضحية تويتر الجديدة)، وتنهمر المشاركات والتي تتفاوت بحسب فداحة كل تصريح، أو بحسب أنصار كل متوتر».
الكل سواسية: ولم تسلم المرافق والقطاعات الرسمية من الهشتقة، التي أتت (لتبريد القلب) ضد كل الإشكالات والإخفاقات في القطاع العام كما يراها المواطنون، وبرزت إحدى الهاشتاقات التي تدعو إلى محاسبة الدفاع المدني جراء مقطع فيديو لمحاولة إنقاذ إحدى المواشي والتي باءت بالفشل، وانتقد المهشتقون ضعف إعداد رجال الدفاع المدني ونقص المعدات اللازمة، فيما لم يعد المسؤولون والكتاب بمنأى عن تغريدات المهشتقين التي تشكل رأيًا عامًا، خاصة مع تطور فكر الهشتقة وتحول الهشتقات من الخجولة إلى المريرة والصريحة والقاسية.
ويبدو لمتابعي تويتر أن المثل الإنجليزي الذي يقول: «كلما قلّت شهرة الشخص كان بمنأى عن اللوم»، هو أفضل ما يمكن اتباعه خاصة مع حدة تغريدات المهشتقين، وحول ممارسات التخفي تحت أسماء مستعارة توتر @_Naser_: «تنتاب المغردين بتويتر بعض المثالية. لكن إذا كانت الأسماء مستعارة بانت المصائب»، ولم يعد من المستغرب قراءة «تتويته» لأحد المغردين السعداء بقلة المتابعين لحسابه «الفالاورز»، فهو أسلم ما يمكن اتباعه، وهو ما عبر عنه @AbhzM مغردًا: «هنا يحق لي أن أحمد ربي أني لا يعرفني في تويتر إلا القليل».
هشتقة دافعها المحبة: وبرغم سلبية فكرة الهشتقات إلا أن المتوترين استطاعوا انتهاج وسيلة أخرى للتعبير عن حبهم أو دفاعهم عن بعض الشخصيات، فقبل فترة تمت هشتقة الداعية الإسلامي الشيخ سلمان العودة بمناسبة وصول عدد متابعيه إلى 100000 متوتر ومتوترة، الأمر الذي دفع متابعيه إلى إطلاق هاش تاق لتهنئته وللتعبير عن حبهم له ومناقشة المواضيع أيضًا.
أدعية قبل الدخول: الطريف في الأمر أنه اقترنت مع ظهور هشتقات النقد والمناوشات السلبية ظهور أدعية قبل دخول تويتر أو التعامل معه، والتي عبرت عنه وفاء علي، إدارية في أحد المستشفيات، لسيدتي «كمغردة أصبح لديَّ كتيب بدعوات استخدام التويتر والدخول إليه، وحتى كفارة دخول تويتر، الأمر الذي يعكس وعينا بأن ما نقوله يدخل في باب النميمة أحيانًا»، وعن أبرز الدعوات التي يتداولها المتوترون تقول وفاء: «لا يخلو التايم لاين (الخط الزمني) لأي مغرد من الدعوات هذه، «اللهم لا تجعل تويتر أكبر همنا ولا تجعل الهشتقة مصيرنا»، و«اللهم اكفنا شر الهشتقة»، ودعاء «كفارة تويتر».