حذرت لجنة من خبراء إقتصاديين من أنه من المحتمل أن تنتشر حالة انعدام الاستقرار الذي تتسبب فيه أزمة الديون الأوروبية.وأشار المتحدثون في مؤتمر ميونيخ الأمني إلى الاضطرابات التي تشهدها اليونان ودول متوسطية أخرى في الوقت الذي يحتج فيه المواطنون ضد تحركات الحكومة لكبح جماح الإنفاق وسد فجوات العجز.
وذكر رئيس "دويتشه بنك" جوزيف آكرمان تجربته الخاصة الأخيرة عندما تم إرسال خطاب مفخخ إلى مكاتبه أواخر 2011.
وطرح وزير المالية الألماني السابق بير شتاينبروك، الذي من المحتمل أن يترشح لمنصب المستشارية في انتخابات 2013، آفاقا قاتمة بشكل أكبر.
وقال: "لا أعرف ماذا سيأتي فيما بعد.. ربما ما سيأتي مستقبلا هي كارثة ناجمة عن أنظمتنا المستندة إلى الديمقراطية والسوق".
من جهته قال آكرمان إن المشكلة تتمحور حول اليونان، حيث بدأت أزمة الديون بعدما أبلغت البلاد في 2010 أنها تواجه مستويات مرتفعة للغاية فيما يتعلق بالديون والعجز.
وأشار إلى أن الخطر سيظل قائما إلى أن تقوم اليونان، التي تواجه إمكانية التخلف عن سداد ديونها بتخفيف ديونها، وبتصحيح نفسها.
وأضاف: "علينا إصلاح المشلكة اليونانية. إذا رأينا اليونان تتداعى، فإننا نفتح إذن صندوق باندورا صندوق شرور جديد".
وحذر رئيس الوزارء الإيطالي ماريو مونتي اليوم السبت الساسة الذين يلقون باللوم على مؤسسات الاتحاد الأوروبي في تدابير لا تحظى بشعبية تخاطر بإضعاف الكتلة الأوروبية في الوقت الذي تحاول فيه التغلب على أزمة مالية كبيرة.
وقال: "هناك إمكانات كبيرة لتنفير الرأي العام المحلي من خلال أوروبا … إنه من السهل للغاية أن يتم إلقاء اللوم على بروكسل للقول إنه كان بإمكاننا أن نكون أفضل لولا أن منعتنا بروكسل".
غير أن مثل تلك الخطى تنذر بنشوب توترات بين المؤسسات الأوروبية، التي تحتاج إلى تركيز قوتها على حل أزمة الديون الأوروبية.
وقال مونتي لمؤتمر ميونيخ الأمني: "أنا لا أقول مطلقا: أطالبكم بفعل هذا لأن بروكسل تريد منا فعل هذا … ولكن أقول هذا نظرا لأن أوروبا هي منظمة معقولة تضمنا وتطالبنا بفعل أشياء تصب في مصلحة بلداننا على المدى البعيد".
وقال مونتي إن أوروبا وجدت نفسها في مهب خطر أكبر من احتمال عدم الاستقرار بسبب تداول عملة مشتركة.
وقال مونتي خلال لجنة مناقشة للأزمة المالية والأمن الدولي إن "هناك أيضا اختلالات أمنية في أوروبا نتيجة ذلك الشيء العجيب وهو اليورو".
وأوضح أن ثمة الكثير من التوترات تنشأ من البلدان التي تحتاج إلى خطط إنقاذ، حيث ينبعث الغضب من المتطلبات التي يقولون إنها تتراكم عليهم. وفي الوقت نفسه، يشعر الكثير من دافعي الضرائب في البلدان المقرضة بأن الدول المتلقية لتلك التمويلات لا تعترف بالجميل.
وأضاف: "إن اليورو الذي جاء تتويجا للتكامل الأوروبي، قد أدى في واقع الأمر بسبب أزمة اليورو إلى إثارة أفكار مغلوطة وتحزبات معيبة في المشهد الأوروبي عن شمال مقابل الجنوب ودول كبرى أمام دول صغرى".
وقال رئيس الوزراء الإيطالي: "نحن بالتأكيد لا نحتاج إلى عودة أشباح أوروبا الماضي وهذا هو السبب في أهمية أن تكون لدينا رؤية إيجابية".
وأعرب مونتي عن حزنه إزاء تحديات إجراءات التقشف التي يعتبرها العديد من القادة الأوروبيين حجر عثرة لابد من إزالته لاستعادة الثقة في اقتصادات القارة.