في مخافة الله
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(سبعة يظلهم الله في ظله له يوم لا ظل إلا ظله) فذكرهم إلى أن قال : ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال : أنى أخاف الله) رواه البخاري ومسلم . وعن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(كان الكفل من بنى إسرائيل لا يتورع من ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها ، فلما راودها على نفسها ارتعدت وبكت فقال :ما يبكيك ؟ قالت :لأن هذا عمل ما عملته وما حملني إليه إلا الحاجة فقال : تفعلين أنت هذا من مخافة الله فأنا أحرى اذهبي فلك ما أعطيتك ،ووالله ما أعصية بعدها أبداً ، فمات من ليلته فأصبح مكتوبًا على بابه : إن الله قد غفر للكفل ، فعجب الناس من ذلك) رواه الترمذي وحسنه والحاكم وقال : صحيح الإسناد .
وبعدما عرضنا إلى الحديثين السابقين تجد أن بهما حكمة عظيمة وهى : مخافة الله التي تدعو الإنسان إلى تجنب المعاصي ، والإخلاص لله عز وجل . وإما الآن نعود لننهل المزيد القليل من الكثير مما ورد في هذا الموضع .فعن أبى سعيد رضي الله عنه آن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أن رجلا كان قبلكم رزقه الله مالا فقال لبنيه لما حضر :أي أب كنت لكم ؟ قالوا خير أب ،قال فأنى لم اعمل خيرًا قط فإذا مت فأحرقوني ، ثم اسحقوني ، ثم ذروني ،في ريح عاصف ،ففعلوا فجمعه الله فقال : ماحملك؟ فقال: مخافتك ، فتلقاه برحمته) رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ،ألا إن سلعة الله الجنة)
ادلج : بسكون الدال إذا سار من أول الليل ، ومعنى الحديث إن من خاف ألذمه الخوف السلوك إلى الآخرة ، والمبادرة بالأعمال الصالحة خوفاً من القواطع والعوائق.
وروي عن واثلة بن الاسقع رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من خاف الله عز وجل خوف الله منه كل شئ ومن لم يخف الله خوفه الله من كل شيء) رواه أبو الشيخ وكتاب الثواب .
فهل نتذكر دائما إن الله معنا أين كنا ، ولابد أن نخافه ، لان عقابه ليس باليسير .
ولا ننسى أن رحمة الله واسعة فمن لم يكن ممن يخافون الله فليستغفر الله ويتوب إليه وأن الله لغفور رحيم.
عن أبى هريرة رضي الله عنه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته احد . ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته) رواه مسلم .