من اولويات المرأة الاهتمام بجمالها ومظهرها الخارجي ويقول البعض ان هذا الاهتمام الشديد بالجمال ما هو الا محاولة من المرأة لاخفاء ما تفضحه تغيراتها البيولوجية, فهي تخفي شعورها بالخجل من ما تمر به من تغيرات خلال الدورة الشهرية والحمل والولادة بالزينة, لكن هذا كلام (فاضي) وغير صحيح اعتقد ان السبب بسيط جداً وهو ان المرأة تمتلك حس جمالي وذوق عالي على خلاف الرجل الذي لا يستطيع التفريق بين لون الشعر الكستنائي واللون النسكافيهي من (النسكافي)؟!
جزء من المظهر الخارجي وجاذبية المرأة هو وزن الجسم وشكله, وحتى وقت قريب كان الرجل يفضل المرأة الممتلئة, وكان الرجل يفضل (الممتلئة) لقدرة جسدها على ابراز انوثتها ومعالم جسمها ولانه تكونت علاقة عند الرجال انذاك بأن المرأة الممتلئة خصبة على خلاف النحيفة التي تعتبر (غير صالحة للزراعة)
ويقول الشيخ محمّد النفزاوي (بعد تقطيع رقابة المدونة لبعض ما قاله شيخنا رحمه الله)
اعلم أيها الوزير يرحمك اللّه أن النساء على أصناف شتى فمنهنّ محمود ومنهنّ مذموم، فأمّا المحمود من النساء عند الرجال فهي المرأة الكاملة القد العريضة الخصيبة، الكحيلة الشعر الواسعة الجبين، زجّة الحواجب واسعة العينين في كحوله حالكة وبياض ناصع، مفخّمة الوجه أسيلة، ظريفة الأنف ضيقة الفم محمرّة الشفايف واللّسان طيبة رائحة الفم والأنف، طويلة الرقبة غليظة العنق عريضة الصدر واقفة النهود، ممتلئ صدرها ونهدها لحما، معقدة البطن وسرتها واسعة، غليظة الأفخاذ والأوراك ذات أرداف ثقال وعكان وخصر جيد، ظريفة اليدين والرجلين، عريضة الزندين، بعيدة المنكبين، عريضة الأكتاف واسعة المخرم، كبيرة الرّدف، إن أقبلت فتنت وإن أدبرت قتلت وإن جلست كالقبة وان رقدت كالهضبة العالية وإن وقفت كالعلم، قليلة الضحك والضحك في غير نقع، ثقيلة الرجلين عند الدخول والخروج ولو لبيت الجيران، قليلة الكلام معهم، لا تعمل من النساء صاحبة ولا تطمئن لأحد ولا تركن إلاّ لزوجها ولا تأكل من يد أحد إلاّ من يد زوجها وقرابتها إن كان لها قرابة، ولا تخون في شىء وتستر على كل حرام وإن دعاها زوجها طاوعته وسبقته إليه، تعينه على كل حال من الأحوال، قليلة الشاكية والنكاية، لا تضحك ولا تنشرح إلاّ إذا رأت زوجها ولا تجود بنفسها إلاّ لزوجها ولو قُتلت صبرا ..
ولو ان التي وصفها الشيخ رحمه الله لا تجدها الا عند شركة جنرال موترز وقد تحتاج للانتظار فترة 6 شهور حتى يتم تجميعها إلا ان هذا هو كان معيار جمال المرأة وقد لاحظت في كثير من كتب الاخبار عندما يتم ذكر المحمود من النساء فان المفضلة عند الرجال كانت هي المرأة الممتلئة (المتروسة)
لكن المجتمع تغير ومعه نظرة الرجل للمرأة ومعايير الجمال
فصار الرجل يفضل النحيفة (غير الصالحة للزراعة) على الممتلئة (الخصبة كمزارع الوفرة)
وهذا ما دفع المرأة للتوجه الى مكاتب التخسيس ومصانع الشفط وبقالات الريجيم, وهذا التغير ايجابي فكلنا نعلم ان السمنة ترتبط بامراض القلب والضغط والسكر وكلنا نعرف ان العقل السليم في الجسم السليم, الا ان المرأة تمادت في هوسها بالوزن وشكل الجسم وكانت وسائل الاعلام واباليس الموضة تغذي هذا الهوس, فتشكل عند المرأة معيار متطرف للوزن وشكل الجسم وهو ان المرأة متوسطة الوزن هي التي تستطيع ان تتحزم بخيط تنظيف الاسنان وترقص اما صاحبت الوزن والجسم المثالي فهي التي تستطيع ان تتحزم بخيط تنظيف الاسنان وتتدحرج على عود دون ان تقع ..
شاع هذا المعيار المتطرف لوزن وجسم المرأة المثالي فارتبط مع صفات اخرى مثل الجمال والأنوثة والجاذبية وبالتالي مع ثقة المرأة بنفسها, مع ان لا علاقة للجاذبية والانوثة بوزن الجسم ولكنه الاشراط, فالتي لا يطابق جسمها هذا المعيار تعتبر قبيحه وغير جذابة فهل تتوقع من قبيحة وغير جذابة ان تكون واثقة من نفسها ؟
صارت مسألة الوزن ذات اهمية كبيرة وتشكل ضغط نفسي على المرأة الامر الذي زاد من شعورها بالقلق والخوف من الوزن واصابتها بالاكتئاب نتيجة عدم قدرتها على تحقيق للوزن المثالي, واكثر من ذلك فقد ادى الى زيادة نسبة المصابين باضطراب فقدان الشهية العصبي (Anorexia) وهذا الاضطراب نفسجسمي 90% من المصابين به هن من النساء وما يفعله هذا الاضطراب هو بلورة خوف شديد من زيادة الوزن الامر الذي يدفع المصابه به الى التقليل من كميات الغذاء والطعام الذي تاكله ولهذا قد تفقد الكثير من وزنها و وتعاني من النحافة الشديدة بصورة خطيرة علي صحتها, ولان الاضطراب نفسي بالدرجة الاولى فعلاجه يحتاج لوقت فحتى لو بدأت تاكل فانها بعد ان تشبع تفكر بالوزن الذي اكتسبته فتشعر بالذنب والاشمئزاز من نفسها وكرد فعل دفاعي من النفس للسيطرة على هذا الشعور المؤلم يضطرب الجسم ويقوم باحداث القيء>
وتأتي واحدة من المصابات بهذا الاضطراب ووزنها 35 لتسال الطبيب هل انا سمينه ؟
ويجيب: مقارنة بالنملة؟ نعم!
وبعد ان كانت المرأة تنقص من وزنها لتزيد جمالها وجاذبيتها, صارت تنقص من وزنها حتى تزيد من ثقتها بنفسها, وحتى الممتلئات المثقفات اللاتي كن يثقن في انفسهن ويعرفن ان وزن الجسم ليس معيار للجاذبية والجمال تم خداعهن من قبل الاعلام عندما استبدل كلمة النحافة بكلمة الرشاقة, فلاحظ ان كلمة الرشاقة لها وقع جميل على الاذن وهي مرتبطة بكلمة الصحة واول ما يتبادر الى الذهن عند سماع كلمة رشاقة هي صورة امرأة جميلة ذات قوام ممشوق تركض على شاطئ البحر
لكن ليست هذه هي الصورة الحقيقة للرشاقة التي يعنونها فرشاقتهم لا تعني الجسم السليم والصحي بل تعني اكتساب مظهر يشابه مظهر (سحلية تقف على صخرة في بر المطلاع) الرشاقة في نظرهم هي بالضبط ما تحاول حكومتنا الرشيدة تحقيقة في وزارة الطاقة مع حملتها الترشيدية.
اكبر دليل هو عندما تفكر المرأة بالوزن وعلاقتة بالصحة تقفز الصورة التي طبعتها الموضة ومجلات الازياء في عقلها وهي صورة شاشة سوني برافيا 42 انش ويغيب العقل والاعتدال والصورة الحقيقية للوزن الصحي نتذكر السمنة وننسى النحافة الشديدة لماذا؟
ما اخطأت المرأة في فهمة هو ان الموضة الرائجه لم يبتكرها الرجل كما لم يساهم الرجل في وضع معايير الجاذبية والجمال, فالرجل يفضل الرائج, وما تجمع النساء انه افضل واجمل واكثر جاذبية يصبح بالنسبة للرجل افضل واجمل واكثر جاذبية
فاذا كانت موضة السنة هي (مزارع الوفرة) فضل الرجل الممتلئة واذا كانت موضة السنة هي (جواخير كبد) فضل الرجل شاشة برافيا واذا كانت موضة الشارب فضل الرجل المرأة صاحبت (الشنب المفتول والمبروم)
واخيراً اقول
لا يجب ان تنقص المرأة من وزنها قبل ان تكون واثقة من نفسها وبالتالي واثقة من قرارها بانها بحاجة لانقاص الوزن اما اذا كانت على خلاف ذلك فعليها ان تكتسب الثقة بالنفس قبل ان تفكر في انقاص الوزن وذلك حتى لا تكون امعة
ويقال انه في السابق كان مهر المرأة على قدر وزنها فاذا زاد زاد المهر. - كتب بتاريخ