غيْم على شجر الصنوبر و المدى
أحلام طفل جاء من شجن الحقول
مدجّجا بالشوق، يحدوه التوغّل في الضياء
ضحكت له الأحلام من ثبج الدجى
لمّا رأى الهيفاء شقّت خدرها
و تهدّلت بيضاء
من وله بها ، رفّ القرنفل
و انحنى شجر
و تاهت عناقيد الفؤاد حرائق
"سوفينسبي" العذراء هلّت غازية
كالبدر، كالإعصار
كالشفق المعتّق بالدماء
جيد
على نهد
على خصر
تموّج و ارتمى
يمشي على شغف الفتى
ناديتها فتبسّمت
و تناثرت بين الأصابع سوسنا
أهدتك دفْء ضلوعها
و ضفائر، ما مسّها بشر سواك
و لا اجتبى ، من بعدك أحد ، سلافة حبّها
ها "حنّبعل" قد اعتلى
جبل الثلوج و ما ارتوى
لو كان يعلم أنّ تانيت اختفتْ
أنّ المودّة لا تدوم لمن نأى
ما غادر الأرض التي نذر الحياة لمجدها
ماذا جرى ؟
"جايا" تبرّم أم نأى كي يقتل
سوفينسبي استلبت
أم خانت الحبّ الذي وعدت
كي تحرق
أين التفيؤ يا فتى
قرطاجة احترقت بنبيذها
و غزا العدوّ أديمه
"سيكا" نأت
و على الوسادة دمعة
و بقايا أنثى بلا صدى