بتـــــاريخ : 9/4/2008 11:27:00 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1174 0


    المتسكّع

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : عبد الستار العبروقي | المصدر : www.arabicpoems.com

    كلمات مفتاحية  :


    لانَّ   المدينةَ موصدةُُ
    و الدروب شظايا فصول من الإنكسارِ
    تسكَّعت بحثا عن الذَّات ِ
    او ربَّما ،لانْتِشالِ الخُطى
    من شِعَابِ الكذبْ

    تسكّعتُ أكثر منْ جثَّتي
    من يتامَى القبيلةِ
    من بائعِ الياسمين ، من الليل و الرّيحِ
    و الشعراء جميعا ، و من جنَّدوهمْ
    لرَصْدِ الغضبْ

    تسكَّعت في كلّ زاويَّة من ثُغُورِ البلادِ
    و في كلّ ثانيَّة من فصول العذابِ
    غداة انفجر الرّمالِ
    بريح الشَّغبْ

    توغّّلتُ في صَمْتِها
    في تَجاويفِ آلآمِها
    لمْ أَرَ النّور بدْءًََ، و لكنْ فقطْ
    عنْدما آشتعل البحْرُ غيْظا
    و ضحَّت بأطفالهنَّ النساءُ
    رأيتُ الذي لم تقلْه الخُطبْ

    لأنَّ القوافي مضرَّجةٌ بالدموعِ
    وعِطْر الخُزامى غريب
    و ما عاد هَمْس الجمالِ
    يهزّ القصبْ

    تسكَّعت في لُغتي
    في شِعاب القصيدةِ
    سِرْتُ على وَقْع منْ خضَّبوا الكلماتِ
    بأشواقهم ، و استمرّوا بأعماقنا سابحينَ
    مواويل عشق، تهزَّ مداراتنا حين نَخْبو
    وتدفعنا , حين يجتاحنا الإنطواءْ
    لآمتطاء السحبْ

    وجدت كلامي الذي لَفَضَتْهُ الجَوارِحُ
    لَحْنا شَفيفَ التَحَدّي
    و عاصِفَة منْ صَهيل الكبدْ
    جريحا بمَرْكَزِ أْمْنِ الكتابِ
    عِضَاميَ دُكَّت مِرارََا
    و دَمْعي لأنّي وحيدٌ
    تَناثَرَ مِثلي عواءًََ غريبا
    بليل الأَدبْ

    لأنَّ الحدائق   مُرْهَقَة بالضجيجِ
    و عِطْرُالزهور   عليلُُ
    و لا فلَّة   بنوادي الصَّخَبْ

    تسكعت بحثا عن   الورد في شرفات المدينةِ
    عن شاطئ دافئ ، لضياء الحبيبةِ
    عن خَيْمة بضفاف الهديل لأحلا منا
    عن سفائِنَ   تَرْفعنا للنجوم،
    بعيدا عن الوقتِ ،أصْلُ التعبْ

    وجدت القصيدة   حَيْرى
    يحاصرها الخوف و الإغترابُ
    وإن   أوْرَقَتْ مرَّة ، أو تغَنَّت بألوانها
    و صفاء ينابيعها ، ندمتْ
    إذْ يداهمها الغدْرُ من كلّ فجّ
    و تجتاحها لَدَغَاتُ الكذب

    لأنَّ "الفُراتَ" بعيدٌ
    و فَصْلُ الشتاء طويلُُ
    و لا خَمْرَةُُ   بجرار العربْ

    تسكّعت بحثا عن الشمس بين الأزقَّةِ
    عن أُفُقِِ للقوافلِ
    عنْ   وَاحَةٍِِ بصحاري الزجاجِ
    لمنْ لم يروْا   من   وُجُوه الحياةِ
    سِوى ظَمَإ أوْ   َسغبْ

    وَجَدْتُ الدروبَ سرابا
    و فصل الربيع رمادا
    يُحاصر خطْو البراعمِ
    و الجَدْبُ منتصبا كالعنادِ
    يهدّ د بلإنفجار، و نسْف القصبْ

    تسكّعت أكثر مما يجبْ
    ولجت المغاوِرَ
    أَرْوِقَةُ الصَّمْتِ   و العَنْكَبُوتِ ، سَبَرْتُ لَظاها
    فِجاجُ الصَّدى جُبْتُها مُفْرَدا و هجينا
    و لمْ أنحني للجليدِ ، و لا أفْزَعَتْني
    صُقورُ الصّخبْ

    صعدْت إلى قمَّة الإنهيارِ
    صعدت دخانا
    صعدت بهارا، ونارا
    صعدت ......صعدت
    و لم أتباهى بوشمِِ
    ولم أتغنَّى بمالِِ
    فقطْ   حبّها العربيَّةُ
    أجَّ آستعاري وألقى على جَسَدي
    صِفَة الإنتساب إليها
    فكان التَسَكُّعُ بعْضَ انْتمائي
    و رَفْضُ التخشّب أصْل التعبْ

    لأنَّي أحبّ الطفولة كالبسطاءِ
    و لا أستطيع مجاراة َعَصْرِِ بهيمِِ
    يضيء الرداءَةَ   صُبْحا
    و عند المساء، يُراوِغُ كلَّ الطُقوسِ
    ليغْتالَ طِفْلا ، و يَخْنُقَ نافورةََ
    من ضياء الشُهبْ

    نَفَتْني القبيلة قبل آ شتعالي
    لئلاَّ أُفَحِّمَ شمْس الذين تباهوا
    بذَبْح الحبيبة أُمّي  
    و ناموا كأنْ لمْ تكنْ أرْضُنا ذاتَ يومٍ
    لأحْقادِهم مَوْقِدا
    و الجِيادُ حَطَبْ

    تسكعت أكثر ممَّا يجبْ
    فهل يا ترى قد أتوب؟
    و أنسى البلاد ،   و قَنْص الجمال
    و من شرَّدوني ، و من أثُّثوا وِحْدَتي
    وآسْتَبَدُّوا بكأس العِنَبْ

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()