هل ينفد صبرك وتفشل كل محاولاتك لتأديب ابنك وتضطر رغم إرادتك إلى ضربه؟ إذا كنت تضرب ابنك كثيراً فلا تفعل ذلك مرة ثانية حتى لا تدمر ذكاءه ... وتقتل مواهبه! فصفعة واحدة كل أسبوعين تكفي للقضاء علي ذكاء طفلك ولقد اتضح فعلاً أن الطفل الذي يتعرض للقسوة والضرب كثيراً في طفولته يقل ذكاؤه تدريجياً ويفشل بالتالي في حياته العملية.
وقد خرجت مؤخراً من جامعة نيوهامشير البريطانية دراسة علمية تؤكد أن التلاميذ الذين تعرضوا للضرب كثيراً في المنزل تدهورت قدراتهم في التفكير والقراءة والحساب بينما سجل الذين لم يتم ضربهم نتائج أفضل في الاختبارات فكيف إذن يستطيع رب الأسرة أن يؤدب أبناءه دون الاستمرار في اتباع هذه الوسائل؟
هل الضرب أسلوب تربوي؟ سؤال يبحث اجابة متى وكيف يمكن أن نعاقب الابناء وإذا اضطررنا للضرب... فأين نضرب أولادنا وكيف؟ باليد أو بالعصا.. وما النتائج المترتبة علي الضرب؟
ونستخلص من النتائج السابقة:
1- يستخدم الضرب كوسيلة تربوية للأطفال المتبلدين.
2- يستخدم الضرب على اليد بنسبة كبيرة تتعدى 45% من العينة.
3- يعتقد أكثر العينة أن الضرب ليس هو الاسلوب الأمثل بالرغم من استخدامه.
الضرب من أجل الصلاة
لا أضطر إلى ضرب أبنائي إلا في حالة واحدة كما يشير موقع «وليدي» وهي إهمالهم للصلاة هذا ما قالته إحدى الامهات وتتابع: اهمال الصلاة هو الشيء الوحيد من وجهة نظري الذي يستحق أن أعاقبهم عليه وأضرب باليد وعلي المؤخرة...
الضرب بالعصا
وفيما تستخدم هذه السيدة الضرب في حالة واحدة وهي عدم أداء الصلاة فأم أخرى لا تستخدمه بتاتاً وتقول: أستخدم الإقناع والتفاهم بدلاً من الضرب ومهما فعل ابني لأن الطفل لابد وأن يرى أمه هادئة متفهمة لا تثور عليه وفي عائلتي الفرق واضح بين أسلوب الإقناع والتفاهم الذي أستخدمه وأسلوب الضرب بالعصي الذي تستخدمه أختي فهي تقوم بضرب أبنائها بشدة وتستخدم في ضربهم العصي، ولقد بدأت أشعر أن أولادها يكرهونها ويخافون منها بشدة وبدأوا يكذبون عليها لتجنب العقاب الشديد.
أستحق الضرب
وتقول بانفعال أم أخرى: لا أعتقد أن الضرب أسلوب ناجح للتربية وأحاول تجنب ضرب أولادي قدر الإمكان وأتمنى أن لا أضربهم أبداً، ولقد كنت أضرب من قبل والدي وكنت أحياناً أستحق هذا الضرب جراء شقاوتي، ، وإن كان مرور سنين طويلة إلا أن آثار هذا الضرب باقية على جسمها إلى الآن.
أفقد أعصابي
أما الآباء فلهم رأي آخر حيث يقول احد الآباء: لدي خمس أولاد أكبرهم عمره 15 عاما وأصغرهم عمره عام واحد، أحياناً أضطر إلى استخدام الضرب كوسيلة للتأديب وأستخدمه مع أبنائي الكبار وأعمارهم 15 ، 14 عاماً، فعندما أغضب من أفعالهم أفقد أعصابي وأخرج عن شعوري ورغم شدتي معهم إلا إنني لا أشعر بالندم عند ضربهم لأن ما يفعلونه يخرج أي أب عن شعوره وأعتقد أن الضرب أسلوب ناجح فلقد رباني أبي على الضرب وكان يستخدمه معي وأعتقد أنه نجح في تربيتي!!
لن أجرب غيره
ويحدثنا بصراحة أب آخر: لن أجرب مع أولادي وسيلة غير الضرب فما يفعلونه يخرجني عن شعوري وضغوط الحياة كثيرة على بالرغم من أن والدي لم يكن يضربني إلا أنني أستخدم الضرب كوسيلة لتأديب أولادي وأحياناً كحد لمشاغبتهم الكثيرة ولقد حاولت أن أتحامل على نفسي كثيراً عندما يغضبونني ولكن أضطر في النهاية إلى ضربهم!
من يضرب؟
من يضرب الأبناء الأم أم الأب أم الأثنين معاً ؟
وعن ذلك تقول الأمهات: أنه إذا اضطررنا إلى استخدام الضرب كوسيلة للتربية فعلى كلا الأبوين القيام بذلك حتى لا يتعلق الضرب في ذهن الطفل بشخص واحد، إذا شد الأب على الأم أن ترخي والعكس صحيح فالتبادل مهم في عملية التربية فأنا مثلاً تربيت على أن العقاب مرتبط بالأب فتولد عندي إحساس بالخوف منه.
حزم وحنان
دائماً أنا من يقوم بالضرب ... الأب حازم بحنان ولكن دون ضرب لأنه في الغالب يكون بعيداً عن جو الاحتكاك الذي يرهق الأعصاب كالأم طيلة النهار والليل مع الأطفال.
فيما تعتقد الأم أن الضرب هو حل لسن 5,2 إلى 10 سنوات وتابعت : أنا أضرب أولادي وأحياناً يكون الضرب حلاً مؤقتاً للمشكلة فبعض المواقف تستوجب الضرب عندما لا يحتمل الأمر فمثلاً عندما نذهب إلى المدرسة في الصباح ونعبر الشارع تحاول أحياناً ابنتي أن تعبر وحدها وبالطبع ضربتها من خوفي الشديد عليها.
وعلى خلاف هذه الأم التي ترى الضرب في سن مبكر حداً مهماً فإن أم أخرى ترى أن الضرب مناسب لمن هم في سن 5 سنوات إلى المرحلة المتوسطة.
وتقول أم ثانية: لا أضرب في أغلب الأحيان لأنه ليس الأسلوب الأفضل فقد يكون الهجر والحرمان أجدي من الضرب لأن الطفل مع تكرار الضرب يعتاد عليه، وأنا أضرب عندما يطفح الكيل وأضرب من هم في سن 5 إلى سن المتوسط.
ضرب المراهقين
ضرب الآباء للأبناء لا يقتصر على فترة عمرية محددة مثل الطفولة ولكن أن يتعدي مرحلة المراهقة، فما آثار عملية الضرب في تلك المرحلة على الأبناء؟
الاستبيان الذي أجري على طالبات المرحلة الثانوية يبين بالارقام ما يلي:
1- هل تعتقدين أن الضرب وسيلة مناسبة للردع لمن هو في سنك؟
نعم 88% - لا 12 %
2- عندما يضربك والداك بماذا تشعرين؟
الخوف 40% الكراهية 39% الود والاحترام 21%
3- من يقوم بعملية ضربك دائماً؟.
والدك 39% ـ والدتك 57% ـ لا أحد 4%
ونستخلص من الأرقام السابقة:
1- تتضح آثار الضرب النفسية وقدرتها في تشكيل مشاعر الكراهية من الابناء تجاه الآباء.
ـ 39 % أفراد العينة يشعرون بالكراهية و40% يشعرون بالخوف بينما يشعر 21% فقط بالود والاحترام تجاه أبويه في حالة ضربه.
2- 39% من أفراد العينة صرحوا بأن الوالد هو من يقوم بعملية الضرب وهي نسبة كبيرة بالقياس لمرحلة الطفولة والتي تقوم الأم فيها غالباً بالضرب ويرجع السبب هنا إلى حرص الآباء على بناتهم في مرحلة المراهقة.
3-رفضت نسبة 88% من العينة استخدام الضرب كوسيلة ردع أو عقاب مناسب.