كل الأنبياء حذروا منه ..
واليهود ينتظرونه على أحر من الجمر ..؟؟
إلى عالم الغيب نرحل هذه المرة , مصطحبين اليقين بأن هذا الغيب سيصبح حقيقة يوماً ما ..
رحلة نشاهد فيها الدنيا وهي تعيش أكبر فتنة تمر على البشرية جمعاء ..
فتنة دوَّى تحذير الأنبياء منها على مر الأزمان , ولا نزال نتعوذ منها في كل صلاة .. فتنة منتظرة .. آتية ولا ريب .. إنها فتنة الدجال .
على أحر من الجمر .. ينتظر اليهود خروج الدجال , لابساً تاجه الذهبي المرصع بالياقوت , شاهر سيفه , ليقيم لهم دولة تحكم العالم في فلسطين , بانياً لهم هيكلهم المهدود . ومن علامات خروجه عندهم : تجمعهم في أرض فلسطين . لذا هاجروا ولا زالوا يهاجرون إليها من كل مكان . غير أن يهود أصبهان لم يهاجروا إلى فلسطين حتى الآن .. انتظاراً لخروج الدجال !!
من هو الدجال ؟
شخص يخرج من المشرق من مدينة أصبهان بإيران يبتلي الله به عباده . وسمي المسيح لأن إحدى عينيه ممسوحة , وسمي الدجال لأنه كذاب . يدعي الألوهية . وله أوصاف أخرى : فهو شاب , أحمر , قصير , جعد الرأس , أجلى الجبهة , عريض النحر , ممسوح العين اليمنى , وعينه اليسرى عليها ظفرة ( لحمة ) غليظة , مكتوب بين عينيه ( ك ف ر ) بالحروف المقطعة أو ( كافر ) بدون تقطيع , يقرؤها كل مسلم , وهو عقيم لا يولد له .
هل هو موجود الآن ؟
نعم .. ويدل على وجوده حديث فاطمة بنت قيس الذي رواه مسلم , وفيه قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " .. ولكن جمعتكم لأن تميماً الداري كان رجلاً نصرانياً , فجاء يبايع وأسلم , وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال . حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام , فلعب بهم الموج شهرا في البحر , ثم أرفأوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس , فجلسوا في أقرُب ( جمع قارب ) السفينة , فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر , لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر . فقالوا : ويلك ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة . قالوا : وما الجساسة ؟ قالت : يا أيها القوم اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير , فإنه إلى خبركم بالأشواق . قال : لما سمت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة . قال : فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير , فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً , وأشده وثاقاً , مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد . قلنا : ويلك ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري , فأخبروني من أنتم ؟ فأخبروه بقصتهم . فقال : أخبروني عن نخل بيسان . قلنا : عن أي شيء تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها . هل يثمر ؟ قلنا : نعم . قال : أما أنه يوشك ألا يثمر . قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية . قلنا : عن أي شيء تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قالوا : هي كثيرة الماء . قال : أما أن ماءها يوشك أن يذهب . قال : أخبروني عن عين زُغر . قالوا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له : نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها . قال : أخبروني عن نبي الأميين ماذا فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب . قال : أقاتلته العرب ؟ قلنا : نعم . قال :كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه . قال لهم : قد كان ذلك ؟ قلنا : نعم . قال : أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه , وإني مخبركم عني . إني أنا المسيح ( الدجال ) وإن أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج , فأسير في الأرض , فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة , غير مكة وطيبة , فهما محرمتان علي كلتاهما , كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحداً منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها , وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها . قالت : قال : رسول صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر : هذه طيبة . هذه طيبة ( يعني المدينة ) ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟ فقال الناس : نعم . فإنه أعجبني حديث تميم , وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة . ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن , لا بل من قبل المشرق , من قبل المشرق , من قبل المشرق . وأومأ بيده إلى المشرق " . قالت : فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ما علامات خروجه ؟
قبل الدجال ستظهر علامات تدل على قرب خروجه .. منها : أنه يخرج في زمن خفة من الدين , وإدبار من العلم , فلا يبقى أحد يحاجه في أكثر الأرض . ومنها ما روي عن معاذ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عمران بيت المقدس خراب يثرب , وخراب يثرب حضور الملحمة , وحضور الملحمة فتح القسطنطينية , وفتح القسطنطينية خروج الدجال " . وزمان خروجه يكون بعد فتح القسطنطينية حيث تحدث معركة بين المسلمين والروم تسمى الملحمة , وبعدها بست سنوات تفتح القسطنطينية وفي السابعة يخرج المسيح الدجال . روى أبو داود مرفوعاً عن عبد الله بن بسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين ويخرج المسيح الدجال في السابعة " والمدينة تعني القسطنطينية .
من أين يخرج ؟
يخرج الدجال من جهة المشرق , وقد ثبتت بذلك أحاديث منها حديث عن أبي بكر رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان " . وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يخرج الدجال من يهود أصبهان معه سبعون ألفاً من اليهود " . قال ابن كثير : فيكون بدء ظهوره من أصبهان من حارة يقال لها اليهودية .
كم يمكث في الأرض ؟
يمكث الدجال في الأرض أربعين يوماً . عن النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه قال : " ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال , وفي الحديث قلنا : ما لبثه في الأرض ؟ قال : أربعون يوماً . يوم كسنة , ويوم كشهر , ويوم كجمعة , وسائر أيامه كأيامكم . فقلنا : يا رسول الله : هذا اليوم الذي كسنة . أتكفينا فيه صلاة يوم وليلة ؟ قال : لا . اقدروا له قدره .. الحديث " رواه مسلم .
من هم أتباعه ؟
أكثر أتباع الدجال من اليهود , والعجم , والترك , وأخلاط من الناس أغلبهم من الأعراب والنساء . فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة " . أما كون أتباعه من الأعراب فلشيوع الجهل فيهم , ففي الحديث : " وإن من فتنته أن يقول للأعرابي : أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم . فيتمثل له شيطانان في صورة أمه وأبيه فيقولان : يا بني اتبعه فإنه ربك " . وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ينزل الدجال في هذه السبخة بمرقناة , فيكون أكثر من يخرج إليه من النساء , حتى إن الرجل يرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطاً مخافة أن تخرج إليه " .
بم يفتن الناس ؟
يجري الله على يدي الدجال من الفتن والخوارق ما يمحص به أهل الإيمان واليقين الراسخ ممن يؤمنون به على حرف , ومن تلك الفتن ما ورد في صحيح مسلم .. فيأمر السماء فتمطر , والأرض فتنبت , فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا , وأسبغه ضروعاً .. ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك , فتتبعه كنوزها كيعاسب النحل . وروى مسلم أيضاً عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأنا أعلم بما مع الدجال . معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض , والآخر رأي العين نار تتأجج , فإذا أدركه أحدكم فليأتي النهر الذي يراه ناراً فليغمض ثم ليطأطأ رأسه فيشرب منه , فإنه ماء بارد " . ومنها قتل الرجل وإحياؤه . ففي رواية البخاري عن أبي سعيد الخدري إن الرجل الذي يقتله الدجال من خيار الناس . يخرج إلى الدجال من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول للدجال : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه . فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته , هل تشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا . فيقتله ثم يحييه . فيقول ( الرجل ) : والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم , فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه .
كيف ستنتهي فتنته ؟
عندما تعم الناس فتنة الدجال ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين , عندها ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام على المنارة بدمشق , فيجتمع حوله المؤمنون , فيسير قاصداً المسيح الدجال , ويكون الدجال عند نزول عيسى متوجهاً نحو بيت المقدس , فيلحق به عيسى عند باب لد , فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح , فيقول له عيسى عليه السلام : " إن لي فيك ضربة لن تفوتني " فيتداركه عيسى فيقتله بحربته , وينهزم أتباعه , فيتبعهم المؤمنون فيقتلونهم .
بمـاذا نتقي شره ؟
رغم عظم فتنة الدجال , إلا أن فتنته لن تضر المعتصمين بالله منه , وقد أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أمور تجعل المؤمن بعيداً عن شر الدجال وفتنته , ومن ذلك :
1- التعوذ من فتنة الدجال , وخاصة في الصلاة .. فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر , وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال " .
2- حفظ عشر آيات من سورة الكهف .. لما رواه مسلم من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه . أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال " . وفي رواية " من آخر الكهف " .
3- الفرار من الدجال .. عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سمع بالدجال فلينأ عنه , فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن , فيتبعه مما يبعث به من الشبهات , أو لما يبعث به من الشبهات " . رواه الحاكم
4- سكن المدينة أو مكة .. عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة , ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها " رواه مسلم .
فالساكن فيهما محفوظ إن شاء الله .
وقانا الله تعالى شر الفتن ما ظهر منها وما بطن