كتب إسلام إبراهيم
فى سابقة طبية هى الأولى من نوعها، نجح فريق من الباحثين بكلية بايلور للطب فى الولايات المتحدة الأمريكية فى التوصل إلى بروتين جديد قادر على علاج مرض خشونة الركبة، والمفاصل بشكل نهائى، مبدين توقعاتهم بصدور أول علاج نهائى للمرض المزمن قريباً، مشيرين إلى أن عدم وجود علاج نهائى لخشونة المفاصل حتى يومنا هذا، واقتصار دور الأدوية المتوفرة للمرض على الحد من أعراضه والتخفيف من الآلام والالتهابات والتورم فقط، يجعل هذه النتائج إنجازاً طبياً بكل المقاييس.
وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية "Science Translational Medicine"، وذلك على الموقع الإلكترونى للدورية فى الثالث عشر من شهر مارس الجارى.
وتمكن الباحثون ولأول مرة من اكتشاف بروتين جديد أكدوا أنه سيساهم بشكل كبير فى علاج مرض خشونة والتهاب المفاصل المزمن، ويعرف باسم "lubricin " أو "Proteoglycans 4"، وهو أحد البروتينات الموجودة داخل الجسم بشكل طبيعى، وأكدوا أنه سيكون له دور ثنائى، حيث سيساهم فى الوقاية من الإصابة بخشونة المفاصل وخشونة الركبة، وسيعمل أيضاً على علاج المرض حال الإصابة به، حيث يقى الغضاريف من التكسير وتعمل على تزيتيها وتليينها، وليس هذا كل شيء بل أنه سيتحكم فى تمثيل وأيض الغضاريف وسيمنع من تكسرها.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج من خلال تجارى أجريت على الفئران، وجدوا من خلالها أن نقص هذا البروتين يؤدى للإصابة بخشونة المفاصل، وكشفت التجارب أن وجوده بكثرة داخل المفاصل بكثرة يحميها من الإصابة بالمرض بل ويعالج المرض حال الإصابة به.
وقام الباحثون بحقن الجين الخاص بهذا البروتين داخل المفاصل الخاصة بالفئران، وما هو أدى إلى تنشيط بروتين "lubricin"، وساهم فى حماية الفئران من الإصابة بالخشونة على الرغم من تعريضهم لبعض الإصابات المقصودة داخل المعمل لدراسة تأثير البروتين، والمثير فى الأمر أن البروتين أظهر نتائج رائعة بعد حقن الجين مرة واحدة فقط.
وأكد الباحثون أن هذا النتائج ستساهم قريبا فى تطوير أول علاج لإعادة بناء الغضاريف المتآكلة وعلاجها بشكل نهائى باستخدام هذا البروتين، لافتين أنهم ينوون تجربته فى الوقت الحالى على الخيل وحال نجاح التجارب سيبدؤون فوراً فى تجربته على الإنسان، مبديين توقعاتهم بصدور أول علاج نهائى للمرض وهو ما سيعد إنجازا طبياً كبيراً بكل المقاييس.
وتبرز أهمية هذه النتائج فى أن مرض خشونة المفاصل ارتفعت معدلات الإصابة به فى العالم كله بشكل مخيف فى الآونة الأخيرة، وكما أنه يصيب أكثر من 70% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 55 و77 عاماً، وليس له علاج نهائى حتى يومنا هذا، بينما تساهم الأدوية المتوفرة للمرض فقط فى الحد من أعراض المرض وتخفيف الآلام والالتهابات والتورم فقط، ويعد العلاج النهائى الوحيد حال تدهور المرض بشدة، الخضوع لعملية استبدال المفصل المصاب نهائياً.