الحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النّار، والصلاة والسلام على النبي المختار وبعد:
إرضاءً لله تعالى، وانتصاراً لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وإبراءً للذمة، ونصحاً للأمة، فإنّه يتحتّم علي أن أبيّن للرأي العام الأمور التالية ـ بصفة شخصية ـ وكوني كنت المعني الأول بالحدث فقد كان لي شرف تحريك وتفعيل النصرة من اللحظة الأولى لأزمة الرسومات "30-09-2005" ـ وكنت أول من أسس اللجنة الأوروبية لنصرة خير البريّة ـ ومن خلال خبرة بالقوم ومعرفة تامة بهم ومتابعة دقيقة للحدث ومضاعفته، فقد لبثت فيهم سبع سنوات ـ هجرت الدانمارك بعدها ـ غير آسف عندما أيقنت أنّ الأمور آيلة إلى ما وصلنا إليه، ذلك بعد إقرار المحكمة أن عمل الصحيفة قانوني.
تريد الدانمارك اليوم أن تحقق ما عجزت عنه في أول الأزمة، ألا وهو تمرير الإساءة دون ردّة فعل مناسبة، فهم رغم كل الضغوط لم ولن يعتذروا أو يتراجعوا واليوم عندما نشروا قالوا ماذا سيفعل المسلمون؟!!
ولكنا والله لن نحقق لهم مرادهم أبدا بل سنقابل جلد الفاجر بثبات الثقة المؤمن.
خرج البعض على وسائل الإعلام ـ ممّن لم يكن له في النصرة باع ولا ذراع ـ وهو يتشدق بما لا يعلم ويهرف بما لا يعرف، ويقول لقد أخطأنا كثيرا في الفترة الماضية وذكر من ذلك ـ زورا وبهتانا ـ أنّ رئيس وزراء الدانمارك مدّ يده لنا فرفضناه، والله يشهد، بل والعالم كله أنّ ذلك لم يحصل إلاّ عكسه تماما، ومن العار أن ننسى الخطأ الأكبر "الإساءة"، بل يعد كلامه بهذه الطريقة نوعا من التبرير لصنيع هؤلاء.
أعجب كل العجب ممّن تفاصح فقال هذه الرسومات لا تعنينا، لأنّ الرسم لا يحكي صورة النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي الموضوع لا يعنينا، سبحان الله، هم يقولون هذا نبيّكم صورناه بأقبح صورة، ونحن نتذاكى ونقول أنتم لم تقصدوا وأعجب منه من قال هذا رأيهم وبلدهم وهم أحرار، أين كانت هذه الأصوات النشاز بالأمس؟؟ ولولا رحيل العمالقة لما كان لهم وجود.
أخطر ما في الأمر أنّ الرسومات نشرتها صحيفة واحدة في الفترة الماضية، واعترض البعض عليها، بينما اليوم تواطئ الجميع بصلافة وتحدّي، فما الذي تغيّر، الإساءة هي الإساءة، وحق النبي هو حقّه فأين النصرة، فأين النصرة أيّها المسلمون؟؟
يقول البعض أنّ المقاطعة كانت خطأ فأخفقت النصرة ـ والحق أنّها لم تكن كما يجب: "ثباتاً وشمولاً" وإلاّ فالحق أنّ الخطأ كان برفعها لأنّنا عندما رفعنا المقاطعة عنهم تكرمنا على لئيم فتمردا، فعلينا اليوم مراجعة حساباتنا وتقييم مواقفنا للانطلاق والاستمرار وليس للتراجع والنكوص.
إنّ تزوير الحقائق والذي يلبس لباس الحرص على الدعوة فيوجب علينا السكوت لهذه المصلحة، هذا استدراج شيطاني وتلبيس وخلط بين الأمور وعدم معرفة لفقه الأولويات ولا معرفة الأهم من المهم ـ بالله عليكم أي دعوة إذا كان رمزها وصاحبها وحامل لوائها "يهان" فإلى أي شيء سندعوا النّاس؟
لكل ما سيق فإنّي أطالب عالمنا الإسلامي بالتالي:
1- بعد إصرارهم رغم حضارية ردّنا فيجب أن تكون الخيارات كلها أمامنا مفتوحة نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم.
2- يجب على الجميع تحمل المسؤولية وعدم التواني، فالخطب جلل، والكل مسؤول أمام الله لا سيما "العلماء والحكام"، وإذا توانى هؤلاء عن النصرة فلا يلومن أحد محبا تصرّف حسب ما يعرف أو يحسن نصرة منه للنبي صلى الله عليه وسلم.
3- طبعاً سيثلج صدر الأمة بل يقرّ النبي ويرضى الله إذا قوطعت الدانمارك على كل الصعد ليس من باب الضغط للتراجع ـ فقد يئسنا من ذلك ولكن انتصاراً للنبي ـ على الأقل كهجر المبتدع الذي يفتي به العلماء، وهذا أقل ما نقدمه.
4- لا بد أن تكون القضية شغلنا الشاغل ونرسل رسالة واحدة لكل العالم لا سيما الدانمارك، لم نخضع لكم عندما زورتم الحقائق وقلتم حرية تعبير ـ وكذلك اليوم لن نسكت عن الإساءة خوفاً ممّا زعمتموه "عدم الرضوخ للإرهاب".
5- ولتكن أيّامنا كلها مع النبي بل ليكن هذا الأسبوع كله أسبوعا للنصرة، ولتكن الجمعة القادمة يوم غضب عاقل للنبي صلى الله عليه وسلم.
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [سورة الشعراء: من الآية 227].
محب النبي صلّى الله عليه وسلم
من مؤسس اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية
رائد شفيق حليحل