بتـــــاريخ : 7/7/2013 11:30:44 AM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1779 0


    تربية السادة لا العبيد

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : عمر السبع | المصدر : www.islammemo.cc

    كلمات مفتاحية  :
    تربيه نفس سادة عبيد

     

    هل نربي أطفالنا على تحمل المسئولية؟

    وهل نفهم بعمق كيف نربي أطفالنا على هذه القيمة بطرق عملية صحيحة؟

    من خلال هذه المقالات نلقي الضوء على قيمة مهمة يعمل غرسها في نفوس أطفالنا على تمهيد مستقبل ناجح لهم في مجالات شتى.

    إنها المسئولية، كلمة ننعت بها الكثير ممن نتعامل معهم فنقول:

    هذا شاب لم يربى على تحمل المسئولية.

    هذا رجل غير مسئول.

    هذا موظف لا يتحمل المسئولية.

    وقبل أن نلقي باللوم على المجتمع الذي يحوي هؤلاء جميعًا؛ هل بذلنا جهدنا في تربية أطفالنا على المسئولية، حتى نعمل على تغيير الواقع بصورة عملية ونهدي أبناءنا أحد أهم أدوات تكوين الشخصية الناجحة؟!

    فكثير منا يشكو من ضعف الشعور بالمسئولية في المجتمع(ويشكو من أننا نريد من المسئولين أن يكونوا مسئولين عن كل شيء، ونريد من الحكام أن يعقدوا الأحكام لكل أمر، فكثيرًا ما نرى التلميذ يريد من معلمه أن يشرح له الدرس، وأن يقوم بتحفيظه إياه، ونرى التلميذ يتدرج في مراحل التعليم يرتشف ملخصًا هنا وملخصًا هناك، ويطلب من المدرس أن يملي عليه الدرس إملاء.

    والمدرس الجيد هو الذي يصل بالتلميذ إلى حفظه المعلومات في حجرة الدراسة دون أن يبذل التلميذ جهدًا.

    فعلى المدرس أن يهضم المادة ويتمثلها ويقدمها للتلميذ، كما تأخذ الأم طعامها اليومي فتهضمه وتتمثله ويتحول في جسدها إلى لبن ترضعه لطفلها في صورة تقوى معدته عليه).

    إن أطفالنا هم مرآة المجتمع، وما نربيهم عليه في الصغر هو ما سيشكل إدراكهم وينموا معهم حتى الكبر، فنحتاج في أعمارهم الصغيرة تلك أن نربي بل نعمق في نفوسهم حس المسئولية.

    من يمتلك المسئولية

    وقبل الخوض في أساليب التربية على المسئولية، ينبغي أن نقرر مبدأ هامًا في هذا المقال ونستتبعه معنا فيما يلحق من مقالات، ألا وهو (من يمتلك المسئولية؟)، ولعلنا نجيب على هذا السؤال بصورة واضحة عندما نبين أنه من المخطورة بمكان أن نركز المسئولية في جهة واحدة، فمثلًا إذا ركز الوالد كل مسئوليات الأسرة في يده فإنه بذلك يحرم زوجته وأبناءه من ممارسة المسئولية.

    وقد حكى لي أحد الشباب ـ وهذا مشاهد في كثير من الأسرة ـ أنه منذ صغره إلى أن أصبح شابًا في الجامعة، وأمه تتولى مسئولية اختيار ملابسه، وآخر يتولى والده مسئولية اختيار أصدقائه بنفسه ويُبعد هذا ويقرب هذا مع أن ابنه قد أصبح شابًا في كلية الهندسة.. إلخ.

    وكما رأينا، فهناك بعض الأسر لا نجد للزوجة مكانًا لتحمل المسئولية ولا الأبناء، فمن أين إذًا يربى هؤلاء على المسئولية.

    وقد جاء إليّ ذات يوم أحد الشباب يشكو من أن والده يريد أن يزوجه من يختارها له ويمنعه من التدخل في اختيار زوجته! في الأغلب سيتدخل هذا الوالد في حياة ابنه الأسرية بعد زواجه! وكم سمعنا عن أسر قد هدمت وتفرق أفرادها بسبب هذا التدخل المتعسف في حياة الأبناء وسحب كامل المسئولية من أيديهم.

    تربية القادة

    إن التربية على المسئولية هي تربية القادة القادرين على أن يكونوا في المستقبل القريب روادًا تزخر حياتهم بالنجاح والتقدم، لا التربية على الطاعة العمياء دون أن يكون للشخص رأي أو اختيار أو قدرة على الحوار، فهذه هي تربية العبيد وبين الاثنين فروقات كبيرة.

    إن على الوالدين أن يتحملا المسئولية أمام الله عز وجل أولًا ثم أمام أبنائهم ثم أمام مجتمعهم، فالتربية على تحمل المسئولية هي تربية على إنشاء شاب يتحمل مسئولية علاقته بالله سبحانه وتعالى ومسئولية أسرته ومسئوليته تجاه الممجتمع، إن من يربَون هكذا كفيلون بإصلاح ما حولهم.

    (وهذا كله يكون بتهيئة الجو للاضطلاع بالمسئولية والقيام بالعمل وإسداء الخدمات، وعند القيام بالعمل يشعر الشخص بنتيجة عمله هذا، فإذا ننجح من نفسه وإذا أخفق عدل من سلوكه حتى ينجح، وعند تعديله لسلوكه يتعلم ويكتسب خبرات ومهارات.

    فكأن الجو الحر الملون ببعض التوجيه كفيل بتعويد الناس تحمل المسئوليات، والتربية لتحمل المسئولية دعامة من دعامات الاستقلال.. ومن شأن التربية لتحمل المسئولية أن يشعر فيها الشخص بقيمته واحترامه لنفسه واستمتاعه بالحياة.

    وبالطبع المسئولية نفسها تكون بمقدار.. فإن زادت عن حدها أو بكرت عن موعدها كانت ضررًا، وإن قلت كانت ضررًا كذلك، ومن الخير أن نعرف هذا المقدار) [تربية الشعور بالمسئولية عند الأطفال، كونستانس فومتر].

    الوقت المناسب

    إن من الأهمية بمكان ونحن نربي أبناءنا على تحمل المسئولية، أن نضع في خلفيتنا أن الأمر يستغرق وقتًا طويلًا وتدريبًا مستمرًا حتى نغرس تحمل المسئولية في نفوس أبنائنا، ولعل أفضل الأوقات وأنسبها لتعليم الطفل تحمل المسئولية؛ عندما يبادر هو بطلب ذلك.

    فأحيانًا نجد أطفالنا يطلبون القيام بعمل معين أو مجموعة من الأعمال ـ ومهما كان سنهم ـ فهذا هو الوقت المناسب كي نعلمهم تحمل المسئولية.

    فليس هناك سنًا معينًا نبدأ فيه تعليم تحمل المسئولية، وإنما على الوالدين أن ينموا ويشجعوا ويغرسوا تحمل المسئولية في نفوس أطفالهم عندما يظهرون استعدادهم لذلك، أيًا ما كان سنهم أو مكانهم.

    (الواقع أن الرضيع يكون مستعدًا لتقبل دروس بسيطة كثيرة في تحمل المسئولية ويستطيع الآباء والمدرسون ـ من غير ضغط يزيد على قدرة الصغار أو طاقتهم الجسمية ـ أن يساعدوا على تنمية هذا الشعور لديهم بالاكتفاء الذاتي والقدرة الذاتية.

    إن المسألة تعتبر إلى حد كبير، مسألة تعرف على استعداد الطفل ورغباتهم ليصبح أكثر تحملًا للمسئولية، ثم يلي ذلك مساعدته وتشجيعه عليها.

    فمثلًا: ربما كان أول وقت مناسب لتعلم المسئولية هو عندما يظهر الرضيع استعداده للانصراف عن البزازة، ومع أن بعض الأطفال قد لا يمرون بمرحلة يظهر فيها أنهم لن يقبلوا بعدها على البزازة إلا أن الكثير منهم يفقد ميله إلى البزازة فجأة ويريد الشرب من فنجان أو يتناول طعامه كله في صورة غير سائلة

    والنظام يكون أكثر سهولة في ذلك الوقت، ويمكن إبعاد الطفل عن البزازة كلية دون جلبة أو مضايقة، وإذا ضاعت هذه الفرصة ولم يعط الطفل بديلًا عن الشرب من البزازة، فقد يزداد تعلق الطفل بها، وقد يتشبث باستعمال البزازة حتى يفقد قابليته للأطعمة غير السائلة، وقد يستمر تعلقه بها فترة طويلة أطول مما يجب) [تربية الشعور بالمسئولية عند الأطفال، كونستانس فومتر].

    خطوات عملية

    فلتبدأ العمل، ليكن ذلك ردك على ولدك إن طلب المشاركة في تحمل مسئولية أمر ما أو القيام بأمر ما، ويمكن أن يطلب منه بعض الأعمال البسيطة ـ التي تكون في مقدرته ـ وكلما أدى مسئوليته يشكر على ذلك، مع عدم النهر إذا أخطأ أو أخفق في المرات الأولى، بل يُعلم ويدرب.

    الاحترام المتبادل، فكما أن الطفل يحترم والده وأمه، فعلى الوالد أن يحترم ولده ويدلل له على ذلك، يحترم وجهة نظره ويحترم رأيه ويحترم مشاعره، فهذا يغذي فيه تحمل المسئولية، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام ، وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدًا) [رواه مسلم].

    ومن احترامنا لأولادنا أن نبدي لهم أسباب اختياراتنا وقراراتنا، وكما قيل: (لا تأمرْ ولدكَ بشيء دون أن تذكر حكمة ما تطلبه منه) [جمال الدين القاسمي، أحد علماء الإصلاح الحديث في الشام، د.نزار أباظة، (163)].

    تأييد القرار: من المهم أن الابن إذا أقدم على قرار وكان صوابًا أن نبدي لنا إعجابنا به وبقدرته على اتخاذ قرار سديد، ومن المهم أن نوافقه على بعض خياراته حتى نربي فيه هذه الملكة.

    الحديث عن المسئولية، (يتعلم الطفل المسؤولية من خلال كلماتنا وأفعالنا، فحدثه عن المسؤولية، أروي له القصص، أرسل له رسائل معينه تتجه إلى أعماقه، ابحث له عن قصص جميلة تحوي معاني سامية كالوفاء والصدق وحب البذل والإنفاق ومساعدة الآخرين وغيرها من الصفات الجميلة والتي مجموعها تعطي الطفل الشعور بالمسؤولية) [الطفل والمسئولية، مبارك عامر بقنه].

    كلمات مفتاحية  :
    تربيه نفس سادة عبيد

    تعليقات الزوار ()