بتـــــاريخ : 9/10/2008 7:36:03 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2346 0


    كيف نكتب التاريخ (كتاب تاريخ مصر) الحلقة الاولي 1

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : ابن طيبة | المصدر : www.egyptsons.com

    كلمات مفتاحية  :

    اننا نحتاج كثيرا من الخيال و المرونة و التخلي عن الجمود حتي نستطيع ان نحلق في هذا العالم الغامض الذي تواتر الينا مبهما لا ندري له اول من اخر نحتاج ان نكتب هذا التاريخ بعيدا عن القوالب الجامدة المنفرة التي تجعل القاريء يكره المتابعة و يغلق الكتاب من او صفحة بل من اول سطر



     

    انه تاريخنا المصري تاريخ ام الحضارات بلا رياء تاريخ اول قلم و اول اسطول و اول تقويم و اول ثورة مدنية و ثورة دينية و اول رحلة بحريةلاكتشاف العالم ...هكذا كنا اصحاب الريادة في كل شيء و لنقل في معظم الاشياء حتي لا يتهمنا احد بالغرور



     

    نحن ابناء و احفاد اول من اسس نظام للاضراب في العالم و نحن اول المشرعين قبل تشريع حمورابي و اول من عرف الهندسة و الحساب و العلوم و الرياضة
    و نحن اول الشعراء حضارتنا الضاربة في القدم لمليون سنة سابقة (طالع كتاب ام الحضارات للاستاذ/مختار السويفي-الدار المصرية اللبنانية)ففي القرن
    التاسع عشر الميلادي قام بعض العلماء باكتشافات اثرية سلطت الضوء علي مراحل البدايات الاولي لحضارة مصر القديمة حتي انهم ارجعوا عمر الحضارة المصرية
    الي مئات الالاف من السنين ففي قرية السلسلة و الواقعة شمال كوم امبو بمحافظة اسوان عثرت احدي بعثات التنقيب الاثرية علي جمجمة متحجرة لانسان مصري
    كان يعيش في تلك المنطقة في عصر موغل في القدم و عندما اجريت الدراسات و الفحوص العلمية لتلك الجمجمة باستخدام احدث اجهزة التحليل الطيفي و الاشعاعي
    تبين ان عمرها يزيد علي مليون سنة و معني ذلك ان منطقة جنوب مصر كانت عامرة و مأهولة منذ اكثر من مليون سنة



     

    ساحدثكم عن تاريخ مصر القديم و الحديث في سطور قليلة لاني اعلم ان هناك البعض لا يحب المواضيع الطويلة بملل و لربما لا يكتفي البعض بهذا القليل ثم بعد ذلك سوف نتناول تاريخ مصر ببعض من التفصيل علي مر العصور سوف ياخذ هذا منا الكثير من و قت و لكنها دعوة لكتابة التاريخ بعيدا عن التزييف و الغموض و تطويع النصوص التاريخية حسب الاهواء سوف تكون كتابة مجردة بعيدة عن الاهواء اعاننا الله علي ذلك و اتمني من كل من يريد ان يشاركني هذه الخطوة البداية معي يدا بيد



    وادي النيل الادني و قد درجت فيه حياة ما قبل الاسرات يحكمه نظام مركزي يقتضيه رخاء البلاد و اشترك سكان ضفتي النيل في حراسة فيضانه و الاستعداد لتحاريقه ما ان وحد مينا شطريه حتي انتهت العصبيات القبلية
    و اذا كانت الاساطيل تتحدث عن الاصل الالهي للفرعون و عن عهود كان ملوك مصر هم الهة تؤدي معني واحدا: ذلك ان الشعب هو الذي اله الملك و وطد سلطانه
    و الخرافة التي اطلقها هيرودوتس و تصور المصريين عبيدا للفراعنة قضي عليها المؤرخون المحدثون فاهرام الملوك و مصاطب العظماء كما نعرفها و ما تدل عليه من براعة في التصميم و دقة
    في التنفيذ و ما تحتويه من فن رفيع لا يمكن تصور تحقيقها علي شعب من الاذلاء لان جو الاستعباد الخانق يقضي علي الملكات و يمنع قيام العبقريات
    و امحوتب العظيم الذي الهه المصريون لم يكن ملكا او اميرا و انما كان من عامة الشعب من احاد الشعب ارتفع بنبوغه و ساد بعبقريته في الخلق و التصميم و التنفيذ
    و غير امحوتب العظيم اولئك الفنانون المجهولون الذين حفروا رسومات سقارة و تماثيل خفرع و شيخ البلد و رسموا اوز ميدوم لا اتصور تيقظهم الفني و حريتهم في التعبير
    في جو عبودية و كبت بل في جو من التعاون و الاخاء و المحبة
    تامل حياة الشعب المصري علي جدران مقبرة تي و فتاح و تجول في حرم الهرم المدرج و قف ببهو الاعمدة القديم تحس بحب الحياة حياة شعب مطمئن هانيء لا شعب
    يعيش كما صوره هيرودتس في زمان راي فيه الشعب ذليلا مستعبدا تحت اقسي حكم عاناه في تاريخنا القديم لم يعرف الشعب له شبيها الا تحت الحكم العثماني و هو سيطرة الفرس
    هذه الدولة القديمة من الاسرة الاولي حتي السادسة هي قمة الحضارة المصرية الاصيلة الخالصة النابعة من روح الشعب المصري دون ضغط اجنبي او تاثر بالغرباء
    و لا تحسبن الاهرامات و ابو الهول غرورا و دعاية بل طالع فيها ما طالعه ذلك الرومانسي المرهف الحس شاتوبريان حين قال(( لم يشيد المصري الاهرام لشعوره بالفناء
    بل لايمانه بالبقاء هذه المدافن لا تمثل ختام حياة يوم او بعض يوم انما هي معالم الطريق الي حياة لا تعرف النهاية انها ابواب الخلود اقيمت علي حدود الازل))
    لا تصدقوا اخواني من يتحدثون عن الصلف و الغرور و الدعاية في الدولة القديمة فلم يعمل ملك او امير و لم يشيد مهندس و لم يرسم رسام
    ليعرضوا بضاعة و لكنهم استجابوا الي نوازعهم النفسية نحو حياة باقية لا تقطعها لحظة الموت فخلدوا انفسهم و خلدوا هذا الشعب
    انك تحس امام اثار الدولة القديمة برخاء البلاد و رغد عيشها و اقبالها علي الحياة بنفس راضية
    تامل ابو الهول ذات صباح عند شروق الشمس و طالع علي سيماه صورة صادقة للحياة المصرية في الدولة القديمة : سماحة الوجه و ابتسامة الجيوكندا راس انسان
    بكل المعاني الانسانية علي جسم حيوان رابض رمزا للهدوء و الاطمئنان لا تحفز فيه لعدوان و لا توقع لعدو طاريء تلك هي مصر القديمة امنة داخل حدودها الطبيعية
    و فاجئك المؤرخون بقولهم انهم لا يفهمون تماما ما حدث بعد الاسرة السادسة و من حقهم ان يحسبوا البلاد تفرقت شيعا و احزابا فكل هذا جائز و الغالب ان يكون
    قد حدث كما يظنون و لا تنس انها مئات السنين لا عشراتها انقضت بين بناة الاهرام و الاسرة الثانية عشرة و الملك بيبي الثاني اخر ملوك الاسرة السادسة في الدولة
    القديمة حكم نحو مائة سنة ( تخيلو معي مائة سنة لازق في الكرسي) علي الرغم من ان حكمه كان صالحا و لكن استطالة ملكه انتهت الي نهاية محتومة
    من نزوع امراء الدولة الي الاستقلال كما يحدث في الاسرة الواحدة عندما يطول عمر كبيرها
    و متني انفرط عقد مصر انهار كيانها السياسي و الاقتصادي و الفني و يمكنك حدوث اي شيء للبلاد من مجاعات و احتلال و فتن و هذا ما الت اليه مصر في عصورها الوسطي
    و تاتي الطامة الكبري باحتلال مصر نتيجة التناحر و الفتن التي نالت الاقليم المصري عندما نزل بارضها كالجراد شعب جائع بربري جاء من الشرق من اسيا انهم الهكسوس
    و يستمر حكمهم و يعيش الشعب في ضنك الاحتلال و نزلت مصر الي حضيض لم تعرفه من قبل الا ان الصعيد المصري يظل كما هو و كما سيظل دائما مهد الخلاص و ماوي
    الاحرار فليهيمن الهكسوس علي الدلتا ماشاء لهم و ليقيموا معسكرهم الكبير في اواريس في شرق الدلتا اما امراء الوجه القبلي فلم تخب حميتهم و لا بردت نخوتهم و ما فتئوا يعملون حتي نظفوا البلاد من اولئك الهمج الدخلاء.
    و يبدا عصر مصر المجيدة مصر الحديثة بتولي الاسرة الثامنة عشرة الحكم و تسمع اسماء و لا اروع احمس ...تحتمس...حتشبسوت... امينوفيس
    تلك امبراطورية رفع عمادها ابن من ابناء الصعيد هو تحوتمس الثالث
    و منذ ذلك الوقت لم تعد الحدود المصرية ارصادا سحرية تمنع الاعداء و اصبح لزاما علي ملوك الصعيد و هم يطاردون الهكسوس الي ماوراء حدود مصر ان يتعقبوهم
    شمالا الي جبال طوروس و ان يبسطوا سلطانهم جنوبا حتي الشلال الرابع و غربا الي بلاد برقة في لوبيا(ليبيا) فالدولة الحديثة اضطرتها ظروف الغزو الهكسوسي
    و قيام القوي الخارجية الي ان تدخل في مغامرات هائلة مغامرات في الحرب و السلام علي السواء و في العقائد و الادب و الفن و ستدفع مصر غاليا ثمن هذه المغامرات
    و هي اتاوة الشعب التي تنزع الي التوسع و السيطرة البعيدة ايا كانت اسبابهذا التوسع لن تعود مصر بعد طرد الهكسوس الي امنها و طمانينتها فقد عرفت قيمة الاعتماد
    علي الحدود الطبيعية عندما تقوم وراء تلك الحدود دول تطمع في خيراتها و سيكون طريق الشرق هذا هو سبيل الغزو علي مدي التاريخ المصري حتي العصور الحديثة
    (الم يطلب استاذنا الجليل سيد ابراهيم بزراعة سيناء بالبشر حتي نصد هذا الباب المفتوح علي مصرعيه و لكن لا حياة فيمن تنادي)
    و لن يجيء الغزو من الغرب الا ايام المعز لدين الله الفاطمي و الا في محاولات الاتراك و الالمان الفاشلة في الحربين العالميتيت الاخيرتين.
    حق لمصر ان تتمثل بالحكمة القائلة : اذا اردت السلام فعن طريق الحرب و ستحارب ابان الاسرات الثامنة عشر و التاسعة عشر و العشرون و ستضطر الي
    انشاء جيوش مدربة تمارس فنون القتال الحديثة
    و توالت الايام و اخذ يحكم مصر كهنة امون و اسر ليبية و اثيوبية و لن يرتقي هؤلاء و اولئك عرش مصر كغزاة جاءوا من الغرب او من الجنوب بل كرؤساء جند
    بالجيش المصري او كحكام محلييين من قبل ملك مصر كل هذه الاسناء من امثال شيشنق و طهارقة اسماء ليبين و اثيوبيين اقتحموا مرتقي العرش بسواعدهم من بين قواد
    الامبراطورية المصرية كما سيفع المماليك فيما سيجيء من الزمان
    و قد تراود مصر المجد في العهد الصاوي فتتخذ مثلها في الفن و الادارة من الدولة القديمة و ستتوهج جذوة الحضارة زمنا غير طويل و لن يصون استقلال مصر الا تخاذل
    الدول الحديثة حولها اما حينما تقوم من بينها دول قوية كالاشوريين و الفرس فما اسرع ان تهاجم مصر و تحتلها و كان الفرس بعد الهكسوس و قبل الاتراك العثمانيين من اسوأ
    من عرفتهم مصر ظلمة مفسدين و سيجيء الاسكندر الاكبر ليخلص مصر من حكم الفرس و تنتهي بذلك سلسلة الاسرات الثلاثين
    ارجو ان يكون الوقت قد ان لنجري حساب سنوات الاستقلال المصري بالنسبة لسنوات الاستعباد و في هذا الحساب يجب الاتفاق علي ان مصر لا تفقد استقلالها و ان قامت
    بحكمها اسر اجنبية كالبطالسة و الطولونيين و الاخشيديين و الفاطميين و الايوبين و المماليك انما تفقد مصر استقلالها عندما تنزل الي مرتبة الولاية و الايالة و الاقليم
    و يحكمها ملوك و اباطرة او خلفاء وسلاطين يعيشون في عواصم خارج مصر
    و مع ان الهكسوس حكموا مصر من اواريس داخل حدود مصر الا انني سوف اسقط حكمهم من حساب سنوات الاستقلال و كذلك حكم الفرس
    فلنبدا من سنة 3200 ق.م و ننتهي الي حكم الطالسة سنة 30 ق .م
    يكون انقضي علي مصر نحو 2800 عام كانت فيها دولة مستقلة دون نظر الي نوع الاسرات الحاكمة
    و منذ الحكم الروماني حتي بدء الدولة الطولونية مضي علي مصر 900 عام كانت فيه و لاية لروما ثم لبيزنطة ثم للعرب بالمدينة و دمشق و بغداد
    و من الدولة الطولونية حتي الغزو العثماني عاشت مصر دولة مستقلة نحو 600 سنة و لعلك وصلت معي الي ان مصر في تاريخها الذي يقدر بحوالي خمسة الاف عام
    تمتعت بالاستقلال الكامل لمدة 3500 سنة منها حوالي 2500 سنة حكمتها اسر مصرية و 1000 سنة حكمتها اسر اجنبية
    امة تحيا خمسة الاف عام علي اقل تقدير تستقل فيها 3500 سنة اي ما يعادل سبعين في المائة من تاريخها اليست هذه حقيقة يجب ان ندقها بالقدوم و المسمار في رؤوس شبابنا
    ؟
    امة الفية اطول الامم تاريخ وحضارة تعيش في اكثر من ثلثي تاريخها مستقلة تتنقل بين الحضارات من حضارة مصرية صميمة الي حضارة مصرية يونانية و مصرية
    بيزنطية و مصرية مسيحية و مصرية اسلامية
    هذا موجز مختصرلتاريخنا ماذا يخبرنا اذا دعونا ندخل الي التفاصيل
    المراجع
    1- موسوعة مصر القديمة سليم حسن
    2- مصر ام الحضارات مختار السويفي
    3- فجر الضمير جيمس هنري بريستد
    4- بانوراما فرعونية محمد عبد الحميد بسيوني
    5- الرمز و الاسطورة في مصر القديمة رندل كلارك
    6- الهة مصر تشارلز نيمس
    7- الشرق الادني القديم د/عبد العزيز صالح
    8- معجم الحضارة المصرية القديمة جورج بوزنر و اخرون
    مقدمة عن تاريخ مصر ما قبل الاسرات (1)


    اينما يممت وجهك في ربوع مصر المحروسة وجدت اثار النشاط البشري خلال الدهور الحجرية الثلاثة القديمة(1) أي قبل عشرات الالاف من السنين قبل الميلاد فمنطقة العباسية و الجبل الاحمر و المقطم و دهشور و سقارة و سفوح مرتفعات الاقصر و قرب اسوان و في الطرق المؤدية الي الواحات و علي اطراف الدلتا و حول عيون حلوان و وادي الطميلات و وادي العنجية و في الجيزة و الفيوم و حوض كوم امبو و قرية السبيل و الواحة الخارجة


    هكذا كانت كل ربوع مصر تحوي بين جنباتها جماعات عاشت في ظل ظروف قاسية و لاقت من الصعوبات ما لاقت و اذا كانت الحاجة ام الاختراع و ايا كان الخيال الذي قد نحتاجه لكتابة التاريخ فاننا نحتاج الي عقول خلاقة حتي نستطيع ان نتصور حياة الانسان المصري الاول في بيئته التي كان يعيش فيها منذ عشرات الالاف من السنين فمنطقة كوم امبو كانت في الماضي السحيق عبارة عن بحيرة واسعة من الماء العذب يصب فيها نهران ينبعان من جبال البحر الاحمر و يخترقان الصحراء الشرقية و ينتهيان الي مصب تلك البحيرة كما كانت هناك ايضا عدة انهار تنبع من تلك الجبال و تحفر وديانها في الصحراء الشرقية حتي تصل الي وادي النيل .
    اما الصحراء الغربية فلم تكن مغطاة بالرمال كما تبدو الان بل كانت مناطق مخضرة معشوشبة حافلة بالاشجار و النباتات و عيون المياه العذبة.
    اما دلتا النيل فقد كانت في البداية خليجا من المياه المالحة يمتد من البحر الي داخل الارض ثم اخذ النيل يغمرها بطميه المتراكم علي مدي الاف السنين حتي تكونت ارضها و جري النيل فوق ارضها في عدة فروع لم يعد باقيا منها الان سوي فرعي رشيد و دمياط. و لذلك فقد كان النيل يغمر اغلب مناطق الدلتا فامتلات بالاحراش و النباتات الكثيفة.هذه صورة مختصرة لما كانت عليه مصر جغرافيا و مقدار ما عاناه هذا المصري الاول الذي انشأ هذه الحضارة.


    و اذا كنا نتحدث عن جغرافية مصر ما قبل التاريخ فيجب ان نتحدث عن هذا المجري العملاق شريان الحياة صاحب الفضل العظيم نهر النيل و الذي ان كان نهرا عاصيا متمردا في الزمن السحيق لم يسيطر عليه احد بعد الا ان عبقرية هؤلاء المصريين الاوائل تجلت في معرفة موعد الفيضان السنوي المعتاد و عرفوا بالتالي الوقت المناسب لاعداد الارض للزراعة و عندما انتشرت زراعة الحبوب علي نطاق واسع عرفوا السبيل الي تخزين الحبوب و تشوينها في صوامع بدائية لاستخدام الفائض في بقية اوقات السنة .
    و هكذا نتقل الانسان المصري الاول من عذابات الصيد و انتشار الجوع و استمرار التنقل من مكان لمكان الي معرفة الزراعة و الاستقرار حولي ضفتي النيل ليجد الانسان الاول وقتا للفراغ اخذ يستثمره في تنمية ملكاته و موهبته و مهاراته الذهنية .
    و من هذا المنطلق الجديد استطاع المصريون الاوائل ان يبتدعوا قواعد السلوكيات الاخلاقية السوية سواء بالنسبة للانسان الفرد او بالنسبة للجماعة ككل.
    و بدا ظهور البوادر الاولي للحكمة و العقائد الدينية و من هذا المنطلق ايضا خطا الانسان المصري الاول اولي خطواته في عالم الفن.
    و استطاع المصريون الاوائل ابتكار الطرق و الادوات و الوسائل الزراعية التي مازال اعلبها مستخدما في الريف المصري حتي الان.
    هكذا كان تطور الانسان المصري الاول تطورا مضنيا حتي استطاع ان يصل الي تلك المرحلة من الرقي لتشكيل اول حضارة عرفها البشر و ليس كما يدعي البعض ان سبب هذه الحضارة هؤلاء الزرق الوجوه و الجلد الوافدون من اطلنتس المزعومة او ان المصري الاول هو حفيد هذه الكائنات الوافدة من الفضاء الخارجي ان لهؤلاء ان يفيقوا!!!!!!

    __________________________________________________ ______
    1- الدهور الحجرية معني مرادف لتعبير ما قبل التاريخ و يقصد بها الدهور التي بدات معها حضارة الانسان البدائي

    المراجع
    1- حضارة مصر و الشرق القديم د/ابراهيم زرقانة
    2- الماضي الحي ايفار لسنر ترجمة: شاكر ابراهيم سعيد
    3- تاريخ مصر القديمة (جزءان) د/رمضان السيد
    4- نمو الحضارة و.ج.بري ترجمة:لويس اسكندر
    5- المجمل في تاريخ مصر د/ناصر الانصاري
    6-THE EGYPTIANS BY: CYRIL ALDERD

     
    7- ANCIENT EGYPT BY: GORGE HART

    هذا الانسان المتواضع صاحب هذه الحضارة العملاقة



    هل قابلت يوما فلاح في حقله او صانع في مصنعه او غازل في مغزله او بناء و هو يعلي بنايته اذا قابلت هؤلاء فقد قابلت حفيدا من احفاد بناة الاهرام و المسلات و المعابد و الكنائس و المساجد و من شق قناة السويس و اول ما سوف تلاحظه هنا هي تلك الابتسامة المرتسمة فوق شفتيه ابتسامة طيبة تآسرك حتي لا تستطيع ان تفلت منها حتي تبادله الابتسامة و لكن تفاجئك تلك النظرة المليئة بالتحدي الساخر و هذه السواعد التي قدت من صخر و جسد هزيل تسأل نفسك مائة مرة كيف زرع هذا الهزيل هذه المساحة الشاسعة من الارض دون ان يقع مغشيا عليه بعد ضربه للارض بالفأس للمرة الثانية...مازلت اراك واقفا هناك يشدك شيء في هذا الانسان الغريب ....اعلم انك تراه لاول مرة و لكنك تحس معه بالالفة و كانك تمت له بصلة قربي و كانه اخوك او اباك او خالك او عمك او جدك و في اسوء الفروض و كانه صديقك ....الاسئلة تتوالي علي راسك ما سبب هذا الشعور و لنخوض معا في اسباب هذا الشعور

    ان قصة التاريخ المصري القديم في ذاتها قصة بالغة الروعة و لكننا اهل البلاد او زائريها ننسي دائما في اوج اعجابنا المسئول الاول عما نتأثر به. فالاهرام و التقويم و نصوص الاهرام وكتاب الموتي و كنوز توت و المسلات و المعبد و التعامد الشمسي و جامع عمرو و الكنيسة المعلقة و.......و............... كل هذه الاثار توحي الينا باسماء الملوك و الخلفاء و السلاطين و ننسي منشئها الفعلي و هو الشعب المصري ذلك الشعب الذي يقف خلف كل هذه الروائع ثابتا للرزايا و المحن و ننساه لانه غير مسمي فلا هو رمسيس و لا اخناتون و لا كيلوباترا و لا هو عمرو بن العاص و ابن قلاوون و لا محمد علي او جمال عبدالناصر او السادات .
    ننساه و هو الماثل اما عيوننا اليوم كما كان منذ الالف او الثلاثة الاف او ستة الاف او العشرة الاف سنة السابقة ....فالفلاح المصري اليوم هو نفسه فلاح الالفية الاولي قبل نشاءة التاريخ لا في نوع التفكير و لا في لغته و لا في عقيدته و لا في لباسه و لكن فيما له علاقة بالارض و الري و الزراعة يخرج الي الحقل و يعود الي مأواه البدائي يتزوج و ينجب الاولاد ايادي عاملة ....و ينام هو و هم و البهائم و الدواجن فيما يكاد يكون مكانا واحدا ينظر الي العمدة و شيخ البلد نظرته الي صاحب السلطان هذه هي وحدة المصري عبر تاريخه وحدة الحياة علي ضفاف النيل.
    و اهم منها وحدة الشقاء الناشيء عن الاستغلال: استغلال رجل المدينة صاحب الارض و كاهن المعبد و ممثل السلطة . و قصة الشقاء هذه لا تتغير بتغير الاشخاص: جناب اللورد في قصر الدوبارة و افندينا في القصر العالي و مولانا ظل الله علي الارض في المابين و الملك الاله في القصر الكبير ((فر – عا)) اختلفت المسميات و ظلت حياة الفلاح ترسف في سلاسل محكمة الحلقات لا فكاك له منها : المال للحكومة و السخرة للدولة و كل شيء لصاحب الارض أي للمملوك المالك و الباشا و رجل الثورة و رجل الدين و الاستراتيجوس الروماني نائبا عن قيصر و البطليموس و كل من حكم به عليه الزمان من قديم الزمان و حديثه.
    كانت هذه نبذه عن الفلاح كواحد من اصحاب هذه الحضارة العظيمة سواء اما ابن المدينة ابن الحضر فلهذا حديث اخر ياتي في المداخلة التالية


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()