|
كذا مضت " ليلى " .. وذهب همها على "ضفاف نهر " !
الناقل :
elmasry
| العمر :42
| الكاتب الأصلى :
sonajon
| المصدر :
msa6el.com
مدخل \
* السرعة * لها آثار سلبيه على مجتمعنا , ولها خطورات في حياتنا اليوميه , لطالما تمنيت ان نكونّ مجتمع مترابط ومتماسك .. وتكون حياتنا بلا سرعه ..!
ربطت قصتي .. بالسرعة التي نتمنى زوالها .. مع حادث ليلى .. الى مساعدات انسانيه .. فأنا لاأجيد كتابة الروايات ولست كاتباً اجيد توصيل معلومة مفيده .. كمشاركة اولى لقسم الخيمه ومشاركة جاده ..
" خالد " " عايش " " ابو ليلى "
كنت ذاهباً الى مقرّ عملي حيث اعمالي الشاقة والمتعبة , ذهبت مسرعاً حيث طبيعية عملي وتأخري عنه , كنت انتظر الدقايق والثواني عند اشارات التحليهّ ,, مااكثرها . ودتت ان اقطع الأشارات كعادت الشباب وعجلتهم , ادرت عجلتي كيّ امرّ من هذه الأشارة , نعم فهي تلزم علي ان انتظر دقايق وعملي تأخرت عنه , لكنني لم استطع قد تعلمت فيما مضى مع جلسات " الشباب " , وقصصهم عن الحوادث .. تمالكت نفسي وقلت " اصبر ياعايش دقايق , افضل من ان اصبح بين حديد السيارة . وقد اصبح حطام واصاب بأصابات بليغه .. نعم فهكذا تعلمتّ ان لاسلامة مع العجلة ,, بل في التمهل السلامه ..
صوت جوالي قد علا السيارة المقفله الأبواب ,, نعم فهو صديقي في العمل .. كنت اخاف ان اجيب على اتصاله ويقوم بزجري , وضعت اصبعي على زر الرد .. اجبت على اتصاله وانا مرتبك ومتيقن ان يأتيني مالا يطيب بخاطري من كلمات الشتم وفرض عقوبات علي , فقد اتفقنى انا وهو ان نشكل ثنائي لكي نقضي وقتنا في العمل بسهولة ويسرّ , اجبت وانا اتوسلّ الى ربي الا يأخذ بخاطره فهو عزيز علي ..
- اهلاً خالد .
- السلام عليكم .
- عليكم السلام ياخالد اهلاً .
اجبت بعدها بعجله لكي لايغضب اكثر وابرر الموقف .
- خالد انا قادم الى العمل انتظرني دقايق فقد نسيت ان اضع المنبة على الوقت المحدد .
كنت اعتذر دائماً باعذار خارجه عن الذوق العام ,, كنت اختلق احداثاً لكي يعفو عني ويقول كلمته المشهور " انت صديقي ياعايش فقد كنت لاأطمئن عليك "
قالي لي :
- لا ياعايش لا اريدك ان تحضر ,, فقد ضرب كفر وانا الأن امام مكتبة جرير .!
- حسناً ياخالد انتظرني دقايق سوف آتي اليك ..
كان اصراره على اذا كنت بعيد عن الموقع ان اذهب الى العمل لكي لايوبخني المدير , ولم يعلم انني قريب من مكانه ولم ابتعد اكثر ..!
كان قد ضربّ كفر وكاد ان يصاب بحادث ولكن ربي سترّ , هكذا جزاء السرعه ومن يكون في عجلة من امره .
وصلت لموقعه وقلت له بصوت مخنوق .
- الحمد لله على السلامة ياخالد , ياخالد ارجوك لاتفعل ذلك مرةً اخرى , السرعة ليست الحل الوحيد للوصول الى المكان المناسب .
نعم ففي السرعة ارواح , تباً للسرعة . قد لايليق لقرأئنا هذا الكلام عن السرعة ,, نعم فيه " قاتله " و " مميته " , وموت مؤشك .. وقناع للأنتحار .. نرى في جرايدنا اليوميه " موت بسبب سرعة , وقصص تشيب شعر رأسك "
قال لي :
- الله يسلمك ياعايش , ولن افعلها اعدك , لكنني ضننت انها الحل الوحيد !
سرتّ بطريقي مع خالد الى العمل .. وكناّ نتجاذب اطراف الحديث . مرّ الوقت ونحن ننتظر بأشارتنا ان تصدر قراراً وضيئ لون " الأخضر " لكي اكمل مسيرتيّ .. وصلنا الى مقر العمل وكان مديرنا بأنتظارنا . وكان يتوعدنا بالعقوبات الشديده . فما ان وصلنا كان لنا عذر ..
فبعد ان قدمنا عذرنا واسفنا الشديد عن التأخر بسبب ضرب كفر .. كان يسأل خالد عن ماحدث وهل اصاب بشي ..
انتهى يومنا العملي الشاق .. وقلت لخالد :
- لم لم نذهب نأكل بمطعم .
- لم لا .. فأنا جائع جداً .
اوقفت سيارتي امام المطعم , وهممنا بالدخول .
جلسنا بمقعد امام شايب مكسور الضلع .. فلن اقول مكسور الخاطر . فلا ارى فيه شيئاً صالحّ . فقد كبر في عمره . وكان مهموم . ويتحسب اجر من الله سبحانه وتعالى ..
كعادتي لست " ملقوف " ولكن لكي نكونّ مجتمع خير ويساعد بعضنا الآخر .. ونكون مجتمعين اوقات الشدهّ .. ولكبر عمره فهو بمثابة والدي .. اقتربت اليه وكان . خالد يهمس بأذني يقول " ليس لك حق في ان تتدخل بشؤؤنه " .. اجبته غاضباً
- كيف لي ان امنع ان اتتدخل بشؤؤنه وحالته محزنه , ولم لا اساعده . خالد ابتعد عني ودعني ارى مابه . انت لاتنظر اليه !
- كم مرة ياعايش قلت بأنك راعي مواجيب ؟ .. فلنذهب كلانا لربما نستطيع ان ندخل البهجه بقلبه .
- المعذرة ياخال هل يمكنني مساعدتك ؟!
- وانا بعد ياخال يمديني اقدم لك مساعده ؟!
رأيت بملامح وجهه الأبتهاج والفرح بوجودنا مساندين له .
ماأجمل ان تنظر الى شايب كبير في السن .. وتساعده وهو يبتهج فرحاً وسروراً .. مااجمل ان تنظر اليه وهو يثق بك ويجعلك بمثابه ابنه .. كان شعوري بعد ان رأيته يبتهج سروراً هكذا ..!
قال وهو يمد يده نحوي ويضعها بكتفي .
- اشكركم ياابنائي , ولكن مشكلتي لاأظن انها سوف تجد لها حلاً .
قلت له .
- افاا عليك ياخال انت تفصل وحنا نلبس , اعلم ياخال ان لكل مشكلة " حل " .. ولكل هم " فرج " ..
- عايش صادق ياخال .
كان يضحك بضحكة الوثوق بنا , لست امارس لغة " الضحك " , ولكن يمكن ان تميز ما أن كان بضحكه هم ام فرح .
- لي ابنه , اسمها " ليلى " .. اصيبت منذ سنتين بحادث وقد تسبب لها "بشلل نصفي ".. وقد عانينا بعلاجها ففي كل عمليه بسيطة لم تنجح ..! وبعد أن رفعت تقاريرها لمركز التأهيل الطبي في دولة أوكرانيا , ونحتاج الى مبلغ 100 الف لكيّ نكمل المبلغ الذي شقينا بتحصيله " 200 الف " .. لنكمل العدد ويصبح " 300 الف " .
قلت له :
- لاتحزن ياخال يمكننا تحصيل المبلغ ..!
- نعم فبأمكاني تحصيل مبلغ 50 الف ,, وعايش 50 الف .. ويمكننا مساعدتك
قام من مقعده دون ان يكملّ طعامه وقال
- اشكركم جزيل الشكر , هيا لنذهب لنبشر ليلى ..!
هو مسرور لفرح ليلى .. كم هو طيب هذا " الأب "
ذهبنا الى منزل " ليلى " . وادخلنا اليها وقد بشرها بالبشرى السارة .
حزنت لما رأيتها بحالتها .. وهي بعمر الزهور .. ففي زمننا لهو بهذا العمر . وهي تحاول ان تجد علاج ..
رحبت بنا وقدمت الينا والدتها القهوة وهي في غاية فرحها ولم تترك كلمة شكر او رد معروف الا فعلته .
رأيت المنزل فهم يسكنون بحي " قويزة " بجدة .. فهو حيّ يعتبر " للفقراء السعوديين " ماعدا القلةّ الذين يسكنونه وهم بأسقرار تام .. فهم يعانون من قلةّ المؤؤن وكثره العماله بذالك الحي . يريب الحارة بأكملها .. فهو حي مخيف على آية حال ..
كنت اخبر ابوها عن كيف تم تحصيل مبلغ 200 الف وانت امام ضروف صعبه ؟ .
قال لي :
- يابني امكنني ان احصل مبلغ قصير , ولكن انت تعلم ان اليد الواحده لا يمكنها ان تصفق .. فقد عملنا مجموعه وهانحن نكمل هذا العدد الكبير .
قلت بداخلي .
- يالهم من اناس .. حتى انا لايمكنني ان اتفق مع اخوياي على عشاء تميس وفول .
- حسناً ياخال فقد امضينا وقت ممتعاً معكم وهانحن نريد ان نذهب الى منزلنا وسوف نذهب لتجهيز الرحلة ,, فالمبلغ لدي ولدى صاحبي .. فقد تجهزوا وسوف اخبرك على الجوال متى ستكون رحلتنا .
رفع يده الى السماء وقال :
- اللهم وفقهم بعملهم ,, واعتق رقابهم من النار ..
احسست وكأنني شيخ بعملي هذا .. مااجمله من عمل ..!
فيجب ان نكون دائماً مترابطين ومتماسكين لسنا مشتشتين ..!
خرجنا انا وخالد .. وقمت بتجيهز الرحلة وكان موعدها يوم الأربعاء ..
صباح يوم الأربعاء .. في ساحة المطار ..
ركبنا الطائره وكانت ام ليلى وليلى بمقعدين بجانبينا .. وانا وابو ليلى وخالد بمقعد اخر بجانبهم .
كان يتكلم ابو ليلى عن معآناته .. وعن وقوف شيبان قويزه معه .. وانه لم يترك دعاء الا ودعاه لهم ..
فبعد ذلك نمت ,, ولم اصحى الا بوقت الهبوط .. فهانحن نقع بأرض أوكرانيا .
استأجرنا شقتين انا وخالد شقه ,, واسرة ابو ليلى شقه مستقله ..
ففي مساء يوم الأربعاء ذهبنا جميعنا الى المستشفى .. فأنا مسرور لانني انقذت مصابهم من اليأس وإعادة الأمل لوالدته المكلومة وأسرته التي لا تملك تكاليف علاجه ..!
بعد انتظار العملية ..
كان صوت الدكتور يتكلم بالعربية .. ويقول :
- الف مبروك ابو ليلى .. " العملية نجحت .. بس ليلى تحتاج لراحة .." .
كانت تغمره الفرحة ..
- خلاص يادكتور خلها ترتاح الله يعطيك العافية
التفت الينا وقام بالدعاء لنا والشكر ..
_ خرجت ليلى وهمها مطرود _
عدناّ الى جدة وكانت ليلى اكثر سروراً بنجاح العمليه .. ..!
مخرج \
مااجمل ان تساعد مريض .. وتنظر اليه وهو بأفضل حال .. ويتبسم لك ويقول " شكراً لك " .
هكذا سنكونّ مجتمعاً صالحاً ومترابطاً .
خالي من كل سرعة . بل يتمتع بهدوء واستكنان
كتبه \ عايش .. زمانه
|