بتـــــاريخ : 9/14/2008 11:28:42 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 906 0


    المغنّي الحزين بكى

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    في الطريقِ إلى الليلِ‏

    كان المغنّي حزيناً‏

    يقطّعُ بالنايِ مرثيّةَ العمرِ بيتاً فبيتْ!‏

    كانَ مثلَ الغريبِ وحيدَ المواويل،‏

    مستوحشَ العمرِ، تعبانَ، ميتْ!‏

    قلت: يا والد الحزنِ‏

    إنّا رأيناكَ تبكي‏

    كسيفِ المواويلِ في الليلِ‏

    فرداً ضريراً‏

    لماذا بكيتْ؟!‏

    وعرفناك لا فاقداً فنواسيكَ‏

    أو يائساً فنسلّيكَ..‏

    لا أنتَ ظمآن نسقيكَ شربةَ ماءٍ‏

    ولا أنت عريانَ نكسيكَ..‏

    كانَ المغيبُ شجيّاً بعينيكَ،‏

    والليلُ دائرةً من بكاءٍ وصمتْ!‏

    فلماذا بكيتْ؟‏

    ولماذا دشرتَ مع الريحِ‏

    متّخذاً من عراء الكوانينِ داراً وبيتْ؟‏

    هل أصابكَ حزنٌ قديمٌ‏

    فأوجعكَ الليلُ في الناي‏

    حتى تلبّسكَ اليأسُ‏

    والانتحارُ اعتراكْ؟‏

    هل سمعتَ غناءً بعيداً فأشجاكَ‏

    حتى تشطَّ بك الروحُ يا والدي؟..‏

    كفكفَ الليلُ بعد الفراقِ أساكْ!‏

    فبكى والدي الحزنُ‏

    مثل المؤذّنِ فوق أعالي المساءْ!‏

    وبكتْ مواويلُ متروكة للبكاءْ!‏

    راهبٌ من بعيد‏

    تطلّعَ في وحشةِ الليل مستبهماً‏

    ثمّ أغمضَ عينيه حزناً على نغمةٍ ضائعهْ‏

    ورثاهْ..‏

    الغريبُ الذي كان يضربُ في بهمةِ الليلِ مستوحشاً‏

    لم يراهْ‏

    .. رجلٌ طاعنُ اليأسِ‏

    يحفرُ في الأرضِ حفرةَ موتٍ‏

    ويسقطُ فوق حطامِ الحياةِ الحزينةِ‏

    ميتْ!‏

    فجعلتُ بآخرةِ الليلِ أبكي بكاءً كثيراً‏

    وأرسلُ صوتي بعيداً مع النايِ‏

    مولايَ مات المغنّي!‏

    سألتُ مواجيده عن أسايَ‏

    وفعلِ الشقاءِ بوحشةِ نفسي‏

    وفرقةِ روحي تحت أديمِ التعاسةِ‏

    لكنه لم يجبني المغني..‏

    تطلّعَ نحوي حزيناً‏

    ففاضَ به الدمعُ‏

    وانتشرَ الحزنُ في الريحِ‏

    فاحتْ برائحة الصمتِ حسرةُ نفسي‏

    فقلتُ له: والدي الحزن‏

    كيفَ ذهبتَ وما زلتُ ألقاكَ‏

    تعبانَ في المغربِ!‏

    كيفَ صرتَ غريباً على هذه الأرضِ‏

    لا تستطيعُ فراقاً ولا سفراً يا أبي!؟‏

    كيفَ تحمي كآبةَ روحكَ‏

    من وقتها المتباكي وهجرانها الأصعبِ؟‏

    أبتاه تمهّلْ قليلاً لأرثيكَ‏

    أنتَ بكائي إذا ما بكيتْ‏

    وشقائي إذا ما ابتليتْ!‏

    .. يا حبيباً إلى هذه الأرضِ ميتْ!

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()