(1)
المنظومة المحمدية في تدوين السنة النبوية
أحمد الله على آلائــــــــه ومنه وفضله ونعمائــه
فهذا جهد منــــى راجيا ثواب رب لــــــه ساعيــا
أردت فيه الهدى بالبيـــان لكل أخ طالــــب يقظــــان
وما أدعى بنظمه البلاغـــة لكن لعلـم به والحاجـة
فخذ أخي علمــه ولا تعـــــــب على ناظـم فيـه قد نصــــب
فهذا نظم في تدوين السنـــــة من بعثة نبــــي الأمـة
مفهوم السنة يختلـــــــــف لكل أهل فـــن مختلف
عند المحدث غـزو وقــــول وصفة وتقريـــــر وفعــل
وسيرة النبي في تمامهــــا بعد بعثتـه أو قبلـــها
وهم يعنون فيها بالصحيـــــح من الأخبار بالسند الصحيـح
عند الفقيـــه كل ما أتــت من غيــــر أي واجـب ثبـــت
وقد سموها أخي بالمســــنون فكن لحاظا فيهـــا للفنـــون
عند الأصولي فيها للبيـــــان وما صدر منه سوى القــرآن
من قول وفعــل وتقريـــر عن رسول ربنــــا القديـر
وعند عالمـــي العقيــدة ودعاة الهدايـة الرشيـدة
ما وافقت ما بالحديث والكتاب وإجماع السلف أولى الألباب
بالدليل في العقيدة والعبــــادة هديت أخي فيها للزيــــادة
وضدها سموهــــــا البدعــــة في كل ما خالـف الشرعة
والسنة الغراء ذات منزلـــة في ديــــن الله أي منزلـة
فهي أصل من أصول الديـــــن فافــهم وع وخذ تبيينـــــــي
وهى أيضا مصــدر ثانـــــــــي بلا مرا بعد الكتاب والمثانـى
فواجب فيها أخــي الاتبــــــاع بما أتى الدليل والإجمــاع
كآي النور والحشر والأحـزاب والنسا وبعض آيات الكتـــاب
أوحاها الله معنــــــى للنبـــــي واللفظ من رسولــه الأبــــي
وقد وهب جوامــــع الكلـــــــم وهو الأمي بخــط القلـم
(2)
واختلف أهل الحديث والروايــة في متـن اللفــــظ والروايـة
فأجاز بعضهم معنى الروايــــــة كابن الصلاح وأصحاب الدراية
ببعث الكتـــــب مع السفــراء لهدايــة الملــوك والأمراء
وآخرون لم يجيــــزوا بافتراض كمالــك وكالقاضــي عيـاض
أتى القرآن بالآي الجوامـــع ولا يعـي فهمها كل سامــع
وبعض آيه أتـــــــت مفصلـة لكل قـــــارئ جاءت معـلـمة
واعلم هديـــــت بأن السنـة لها بيــان يهدى للأمـة
فوضحت معانـــــي الأحكـــام ماحية ما فيهــا من الإبهام
كمعنى غيبة بآيـــــة الحجـــرات ذكـرك أخــــاك بعيـب ذات
وجاءت معبرة بغايـــة الإحكـــام مفصلة لما في مجمــل الأحكـام
فجــــاءت بتفصيـــــل الصــــلاة والبيوع والنكـاح والزكـاة
وخصصت أحكامـــــا بالحديـــث لعامـه في بعض آي المواريث
كمنـــع وارث نصيـــب إرثــــــه بعمـد قتـــــل رب إرثـه
كما قيـــــد يا أخــي بالسنـة مطلق القـرآن رأفــة بالأمـة
كقطــع لســـارق فـي الحــد من مفصــل كـــف اليــد
وأكدت أوامر القرآن بأمر من عظيم الشان
فأتى حديــــث حجـــــه وجـــاء بحسـن معاشــرة النســـاء
ومن الأصول بالقـــرآن فرعــت أحكاما فيها للبيــان فأوسعت
وبالتشريع قد استقلـت بالبيــان فيما لـم يـرد من القرآن
كرجـم زان محصــن أو زانيـــة أو جمــع زوج بعمـة كثانية
ومن فضـــل ربنــــا علينـــــــــا أن أوصـل دينـه إلينا
فاختــص الصحــــب بالفنــــون بدقــة وحفـظ للمتـــون
فكانـــــــوا أهـــلا للفضيـلة باعدين كارهين للرذيلة
دعا النبــــي صحبــه فتعلموا دين الإله والقرآن فأسلموا
وفى بدايــــة دعوتـــه اتخــذ دارا فكان خـر متخذ
(3)
وبعــد هجـــــرة أقام مسجــــدا فكــان كيدا لأصحـاب العـدا
وقــد أجــاد فــــي التعليم رسولنا بكل أسلوب قويم
مراعيـا يســرا لتدرك العقـــول مكـررا ثلاثـا ما يقـــــول
وإن اقتــضى حـال المقـام رأيتـه استفـاض فـي الكلام
وكانت همة الأصحاب عالية لفقه ديـن الله ساعيــــة
فكانـــوا لزامــا له بالدرس كصديـق ورب الهرة الدوسى
ومنهم من تنـاوب الأياـا كعمر وجاره للعلم راما
ومنهم مــن تلقـــى بالساع وآخـــر رأى فعاله كـداع
ولـم تكــن على الرجال قاصرة بل النسـاء كــن فيها حاضـرة
يسألنه في مسجـد أو فجه وإن استحين فعن طريق زوجه
رأى أخـــي بعـض مــن وهـــم ولم يحقـق ولم يع وما فهـم
أن الحديـــث أبـــدا لـم يــدون في عهده ولم يخط ولم يعنـون
فقــد نهى بدايـة عــن الكتابـــة خوفا لخلطه بنص آيـــــة
وبعدما اطمـأن مــن الصحابــة للضبط بين الحديـث وبين آيـة
أذن لبعضهـــم مـــن النبـي كصحائف ابن عمــرو وعلـــى
وكتـب للملوك فــي بلاد الشـام يدعوهم فيها إلى الإســـــلام
وبعدمـــا انتشـــر الإســلام وبعـد مـوت خير الأنـــام
كثــــر الصحابة فـي البلــدان يعلمـون سنـة العدنـان
وتلقــــى التابعـون علمهــم وتابعوهم فنهلوا علمهـم
وخشــــــى أن تضيــع السنــة بموت حفاظها في الأمـــــة
فعـــزم ابـن عبـد العزيـز جمع حديث نبينا العزيـز
فجمعهـا محمــد بن شهـاب الزهري عالم الحديث والكتاب
ثــم جــاء القـرن الثاني وفــى عهـد خليفة ثاني
جمـع من علمـاء السنة كمالك فنعــم حبـــر الأمـة
(4)
فجمع السنة لهم ووطــــــأ وألف في أربعين الموطأ
وجاء القـرن الثالـث فازدهر علم الحديث بمصنفات فانتشـر
جامعون للصحابي كـل ماروى كمسند أحمـد وما فيه روى
ومنهـاأيضا كتب الجوامع كجامع البخاري فنعم الجامـع
ورتبـت أبواب الفقه للسنن فكانت تراثا يسمى بالسنن
كالنسائي العالـم الرباني وأبي داود سليمان السجستاني
وابن ماجه حافــظ الروايــة والترمذي صاحـب الدرايـة
والله أســأل التوفيق والســـداد والرضـا والهدايـة والرشاد
هذا مــــا أردت من البيـان وأدعوه مزيدا من الإحســان
فوق الثمانيـــن بخمسة أتـت تأريخها(نشمه الشذا) قد ختمت
وصلى الله على خيــر الأنـام محمد وآله وصحبـه الكــــرام