بتـــــاريخ : 9/14/2008 11:47:07 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1456 0


    تلويحة العاشق

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    مولاي إن الروحَ ترقصُ‏

    كالحمامةِ في الهديلْ!‏

    ***‏

    نشوانة بالخمرِ في ديّارةِ الأجراسِ‏

    أيقظها إذن مولاي بالتَّسبيحِ‏

    عودُ الندّ محترقٌ،‏

    وهذا النهدُ في ظمأ‏

    ينامُ على بياضِ الحلم كالقمرِ الجميلْ!‏

    ***‏

    فانشرْ على ليلي هلالكَ يا نبيّ الصبح‏

    في هذي السكينة‏

    كي أسبّحَ باسمكَ العالي،‏

    وأهتفَ في سواد الليلِ:‏

    يا قدوس يا قدّوس‏

    طابت نفسي الثكلى،‏

    وطابَ الموتُ في هذا الجمال المستحيلْ!‏

    ***‏

    أنا من رأيتُ حمائماً بيضاءَ‏

    تهدل عن يمينِ الليل،‏

    والأسرابَ سارحةً كآياتٍ من الأشعارِ‏

    في صدرِ المدى الشفافِ‏

    تهجسُ يا حبيبي!‏

    ورأيتُ في أُفق الليالي‏

    سارحاً مثل الهلالِ العذبِ في الأصيافِ‏

    ذيّاكَ الحبيب مع المغيبِ.‏

    ***‏

    أنا من رأيتُ سحابةً في الصبحِ‏

    ترضعُ طفلة شقراءَ دمعتها‏

    وتقطرُ بالحليب.‏

    وأنا الذي شاهدتُ امرأةً‏

    يصيّرُ قلبها طيرُ الإوزّ يمامةً‏

    عند الصباحِ‏

    ويسرحانِ على غديرِ الماءِ‏

    عذراوينِ من قمرٍ ونيلْ!‏

    ***‏

    فارسمْ بريشتكَ الحنونةِ‏

    في بياضِ النهدِ سوسنةَ الحليبِ الحلو‏

    وارفع سيفكَ المجروحَ في هذا الجمالِ المستحيلْ!‏

    ***‏

    رقصتْ حماماتُ الديارِ‏

    على سريري،‏

    واستعادَ الحبرُ ريشاتِ الهديلْ.‏

    ***‏

    قم أيُّها المعشوقُ‏

    واسقِ عريشةَ الروحِ العليلةِ..‏

    ربّها بالطلّ‏

    واتركها تعطّرُ قلبك الباكي‏

    كزهرِ البيلسانِ الغضّ في نهد جميلْ!‏

    ***‏

    مولاي هذا الطائرُ البريّ‏

    ينقرُ حبّةَ الرمانِ من روحي‏

    فما أحلاهُ..‏

    عذباً، مسكرَ النقراتِ‏

    يرميني بماءِ الوردِ‏

    والعنبِ المخَمّرْ.‏

    وتقومُ امرأةٌ من الحناءِ‏

    ترقصُ (كالموسيقى) في المدى المخضرّ‏

    تاركةً دمَ النبّاذِ‏

    يصنعُ خمرةً ذهبيّةً‏

    ويجمّرُ الرمانَ كالذهبِ المجمّرْ.‏

    ***‏

    فأحارُ أيّهما أشدّ‏

    الرندُ وهو ينمّ عن شهواتها‏

    أم أطلسُ الجسدِ المطيّبِ بالبنفسجِ‏

    والمعطّرْ؟‏

    ***‏

    جسدٌ من النيلوفر الريّانِ‏

    يرقصُ عارياً وسطَ البخورِ‏

    فيوقظُ الريحانَِ،‏

    والعطرَ الخفيّ لخمرةِ الحزنانِ،‏

    والقمرَ النحاسيّ المقمّرْ.‏

    ***‏

    جسدٌ يطلّ كأنه الشمسُ الصغيرةُ‏

    في المدى النشوانِ..‏

    مغسولاً برقراقِ الدموعِ..‏

    يهزّ أثداءَ البنفسجِ فوق مهدكَ‏

    كي تنامْ.‏

    ***‏

    يا أيُّها البدرُ الحرامْ!‏

    ***‏

    هذا جمالكَ مشرقٌ كالصحوِ‏

    مغروسٌ كحدّ السيفِ في خصرِ الغمامْ!‏

    ***‏

    يا شمعدانَ الفضّةِ البيضاءِ‏

    ذيّاك السفرجلُ – نهدها المبيضّ-‏

    من سوّاهُ من شغفٍ‏

    تباكر صبحه نجدٌ وشامْ؟‏

    ***‏

    والقمحُ ذاك القمحُ‏

    من ربّاه كالخصلاتِ‏

    في صدرِ الصبيةِ‏

    كي يشفّ عن الحفيفِ العذبِ‏

    في شجنِ الهزامْ؟‏

    ***‏

    في النصفِ من شعبانِ‏

    يصفو الليلُ‏

    تصفو خمرةُ الحزنانِ‏

    فاذهبْ أيُّها الكرّامُ خلفَ الناي‏

    إنكَ عاشقٌ..‏

    واجلسْ بنسكٍ تحتَ أجراسِ العنبْ!‏

    ***‏

    واذهب كأنكَ آخر العشّاقِ‏

    تحرسكَ العرائشُ،‏

    والرنينُ العذبُ للأقمارِ‏

    في صيفٍ من العاجِ الأليفِ،‏

    وأُمسياتٍ من ذهبْ!‏

    ***‏

    واذهبْ بعيداً‏

    إنما ليلي كنائسُ فضّة..‏

    وناووسي قصبْ.

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()