بتـــــاريخ : 9/14/2008 6:55:49 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1117 0


    راهبة القمح الحمامة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    على النهرِ تمشي الحمامةُ‏

    خلفَ خرير المياهِ‏

    ويرتحلُ العندليبَ.‏

    ***‏

    وتبكي الرباباتُ بَعْدَ الخريفِ‏

    فترجيعُهَا موجعٌ في الحقولِ،‏

    ونَغْمَاتُهَا السودُ رَجْعٌ غريبُ.‏

    على النهرِ تعبرُ سَبْعُ جرارٍ‏

    فَمِلْ نحوها!‏

    مثلما طائرُ الصُّبْحِ‏

    واسْقِ فؤادكَ ماءً حلالاً!‏

    فسبعُ جرارٍ يزغردنَ في زرقةِ الحبرِ‏

    فوقَ بياضِ القصيدةِ‏

    مِلْنَا إلى فِيْكَ‏

    والشّعرُ معنىً رحيبُ .‏

    فَنلْ ما تشاءُ من الطَّلْعِ!‏

    وانضحْ بنبعكَ!‏

    إنكَ قمحٌ‏

    وبذرةُ روحِكَ‏

    شهوةُ صلصالةٍ للتفتُّحِ‏

    لامَسَهَا في الغداةِ هبوبُ .‏

    ***‏

    على النهرِ ترعى الأيائلُ‏

    حتى المغيب..‏

    وتبقى ثيابُ الطفولةِ عائمةً‏

    كرسائلِ طفلٍ من اللوزِ‏

    سِرِحَهَا في الصباحِ غناءُ .‏

    وَطَيْرٌ لروحِكَ حَلّقَ في الصبحِ‏

    مثلَ الإوزّاتِ‏

    فاكسرْ ثلاثَ زجاجاتِ حبرٍ!‏

    على رِعْشَةِ الماءِ‏

    وارفعْ يديكَ!‏

    لتأتي الحبيبةُ حينَ تشاءُ.‏

    لها.. للخزامى على راحتيها‏

    لطفلِ الغزالةِ يشردْ خلفَ الطفولةِ‏

    وهي تغنِّي ،‏

    لدقِّ النواقيسِ في العيدِ..‏

    هذي الضفائر تتركها‏

    للهديلِ النساءُ.‏

    ***‏

    إلى النهر‏

    تأتي الحبيبةُ كيما تزوّجَ‏

    للقمحِ ناهَدَهَا الغضّ‏

    قبلَ صعودِ الحليبِ إلى حَلْمتيها‏

    وتُرخي جديلتَهَا لحفيفِ العنبْ.‏

    وتلهو مع الصيفِ‏

    مثلَ عروس البحيراتِ‏

    فاردةً ثوربها فوقَ حقلِ الذهبْ.‏

    ***‏

    على النهرِ‏

    تنصتُ سنبلةٌ للغيابِ‏

    وتسبلَ أجفانها للعتابا..‏

    وليسَ لها غير هذي الحساسين‏

    تبكي إليها،‏

    تحكُّ يديها‏

    وتبني على شَعْرها خيمةً من قصبْ.‏

    ***‏

    على النهر يرتحلُ العندليبُ الوحيدُ.‏

    ***‏

    على النهر‏

    يرتجلُ القمحُ موّالَ عاشقةٍ لتنامَ‏

    فسيرقها من صداها النشيدُ..‏

    وتولدَ أنثى الأغاني‏

    ميممةً روحها للحفيفِ‏

    فيشرقُ كأسٌ،‏

    ويشرد نايٌ،‏

    وينأى البعيدُ.‏

    ***‏

    على النهرِ تمشي الحمامةُ‏

    مثلَ الرسولةِ‏

    والماءْ يرخي قميصَ نبوتّها‏

    فوقَ حقلِ الصلاةِ‏

    فتَحْدُو السماءُ على جرسِ الغيمِ‏

    والغيمُ زاجلُ أرواحنَا‏

    كلّما انفردَ النايُ بالحزنِ،‏

    وامتدّ في شجرِ الليلِ عُوْدُ .‏

    ***‏

    على النهرِ يرتحلُ العندليبُ الوحيدُ‏

    إلى البيلسانْ.‏

    ***‏

    على النهرِ تجلسُ راهبةُ القمحِ‏

    مثلَ السحابِ‏

    فيسقطُ في الماءِ ريشُ طفولتها‏

    كالمناديلِ بيضاءَ.. بيضاءَ..‏

    والحزنُ يَرْجِعُ بعدَ المساء‏

    ليبكي على روحهِ‏

    فوقَ صَدْرِ الكمانْ! .‏

    ***‏

    على النهرِ يصبحُ اسمَ الصبيّة‏

    طيراً‏

    يُحلّق فوقَ الشآمِ‏

    ويصبحُ ضلعُ الخطيئةِ أرملةَ للغريبِ‏

    فينذرفُ الدّمعُ فوقَ خَلاءِ الطريقِ‏

    من السنديانْ.‏

    ***‏

    على النهرِ راهبةَ القمحِ‏

    تومئَ للقبّراتِ‏

    فتأتي رفوفاً، رفوفاً‏

    وينفرطُ اللحنُ من جُرْحِ رابيةٍ،‏

    ويموّتُ راعي الأيائلِ أغنيةَ النايِ‏

    فوقَ الصخورِ فيبكي لها‏

    عاشقانْ! .‏

    ***‏

    على النهرِ قلبٌ فقيرٌ يحبُّ‏

    وقلبٌ رفيقٌ يَشفُّ‏

    وقلبٌ حزينٌ يحدقّ في الأقحوانْ! .‏

    ***‏

    على النهرِ‏

    يغمرُ سَاْقَ الصبيةّ ماءٌ‏

    فتتركُ أجراسَهَا للغناءِ الأقلْ.‏

    .. تميلُ مع الموجِ شيئاً فشيئاً‏

    إلى أنْ يلامسَ موجُ الصبابةِ‏

    أثداءها بالحفيفِ‏

    فيطفرْ رفُّ الحجلْ.‏

    ***‏

    على النهرِ تسرحُ شبّابةٌ للغناءِ‏

    وتتركُ عاشقةٌ شَعْرَها للهديلِ‏

    فنقّلْ على النايِ أنملكَ العشرَ! ،‏

    واعفقْ على العودِ لحنَ الهدَلْ! .‏

    ***‏

    على النهرِ تخلو إلى حزنها الروحُ‏

    والريحُ تخطفُ شاْلَ الصبيّةِ للأرزِ‏

    فابصمْ على اللوزِ سبعَ أناملَ بيضاءَ!،‏

    وانقشْ على الشالِ زَهْرَ العَسَلْ! .‏

    ***‏

    على النهرِ تمشي الحمامةْ مثلَ امرأةْ..‏

    فَيَنْهَدُ مزمارُ راعٍ بعيدٍ‏

    على رَبْوُةِ الفجر..‏

    يطفرُ طيرُ البكاءِ..‏

    يشفُّ رفيفُ البراءةِ في الحزنِ‏

    وَجْهَ النساءِ..‏

    وتترك أرواحها للرفيفِ القبلْ.

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()