بتـــــاريخ : 9/14/2008 7:05:09 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1252 0


    خريف أخير لهذي الروح

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصيدة طالب همّاش

     

    متأبطاً حُزْنيْ كأيلولَ البعيدِ‏

    ورافعاً يأسيْ كأجراسٍ‏

    إلى أعلى الغيومْ!! .‏

    لا ريحَ تملأُ بالنّدامةِ راحتيّ‏

    لكي أعلّق حسرتيْ واهاً‏

    على حبلِ البكاءِ! ،‏

    وأقتفي كالذّئب جرحَ حدادها المكتوم..‏

    لا نَاعُوْرَة حدَلَتْ صدى صوتيْ‏

    على دَرْبِ الكرومْ! .‏

    متأبطاً حزنيْ وراءَ الغيمِ‏

    والأحجارَ تقرعُ راحتيها‏

    كلمّا طيرٌ رأني‏

    واستدارَ إلى الغروبِ..‏

    قفُوا وراءَ الليلِ وابكوني!‏

    لأرحلَ كالأراملِ خلفَ مزمارِ الجنوبِ!‏

    أنا التماثيلْ التي تركتْ يديها للصلاةِ!‏

    أنا الحياة،‏

    وضلعُ خريفها الخمسينَ!‏

    لَمْ أجد المواويلَ التي‏

    فتشتْ عن أجراسها في الحَلْمِ‏

    لَمْ أجدِ الحساسينَ التي‏

    تَلقي على روحيْ السلامَ‏

    إذا بكيتُ!‏

    أنا زوايا البيتِ‏

    يحرسُهَا الظلامُ الكهلُ‏

    والأيامُ مثل عباءةٍ سوداءَ‏

    يلقيها الشقاءُ على ضريحِ الأرضِ،‏

    والأحزانُ لاطئةٌ بظلّ الريحِ‏

    كامرأةٍ على قبرِ الهديلْ!! .‏

    هزوا مواويليْ على شجرِ النخيلْ!!‏

    هزوا مواويلي‏

    لأعجنَ بالحداءِ المرّ صَلْصَالَ اللياليْ‏

    السودِ‏

    وارثوني!‏

    لأرفعَ زهرتيْ للموتِ‏

    كالقمر الجميلْ!.‏

    هزّوا النخيل!،‏

    أكلمّا سَرّحتُ أحزانيْ على الأطلالِ‏

    أبكتنيْ أيائلُ من دموعٍ،‏

    كلمّا قوّسَتُ ظهريْ‏

    فارقتْ عمريْ الأناشيدُ‏

    التي حَمَلتْ فؤادي مثل عصفورٍ‏

    إلى شُبَّاكِ أنثى في الأصيلْ؟! .‏

    ليتَ الهديلَ بلا هديلْ!‏

    لأطيرَ مثل حمامةِ الزيتونِ‏

    فوقَ تلالِ قريتنا البعيدةِ‏

    حاملاً للقمحِ سنبلةَ الحياةْ! .‏

    ليتَ الحياةَ هي الحياة!‏

    لأحبّها،‏

    وأحبّ جمعتها الحزينةَ،‏

    زعفرانَ خريفها في الروحِ..‏

    مغربها الذي يعلو على الأحزانِ‏

    منكسراً ..‏

    وأهبط كالحمامة للصلاةْ.‏

    يا ليتها أرجوحة‏

    لأهزّ كلّ العمرِ صورتها‏

    على صوت المياهِ‏

    وأقطفُ الأزهارَ من قلبي‏

    لأضفرَ طاقة لعيونها،‏

    وأقصّ خصلةَ شعرها‏

    لأزيّن الأشجارْ!.‏

    هزوّا سريرَ القمحِ كي أغفو قليلاً! ..‏

    واتركوني فارداً صدريْ‏

    لشتلةِ زهرةِ الأشعارْ! .‏

    لو كنتْ صفصافاً‏

    لسرّحتُ السحابَ على مناديليْ،‏

    وأسكنتُ الغرابَ جدائلي‏

    في الليلِ‏

    كي تتأمّلَ الأقمارُ جرحَ جمالهِ المكسورِ‏

    وهو يلوذُ كالملكوتِ‏

    نوّاحاً على الأشجارْ.‏

    لو كانَ ليْ أيقونةً يا حزنُ‏

    كنتُ بكيتُ‏

    كالرمّان فوقَ سفوح من غابوا،‏

    وطيرّتُ الرسائلَ خلفهم حزناً‏

    لأرثيهمْ بدمع الروحِ‏

    في دربِ الهوى النائي،‏

    وأزرع دربهم صبَّارْ! .‏

    لكنني كهلٌ أدبُّ على‏

    أديم الأرضِ‏

    دبَّ الحزنِ..‏

    متكئاً عصا بؤسيّ العنيدِ‏

    فأينما يممّتُ هذي الروحَ‏

    لا ألقى سوى ندَميْ على الطرقاتِ‏

    يا ريحُ اتركيني فوق سفحِ العمرِ وحدي!‏

    كي أطيلَ على الحياة تأمليْ‏

    وأموتَ كالبحّارْ!!.‏

    ***‏

    متأبطاً حزنيْ‏

    أجاهرُ في ظلامِ الليل‏

    كالذئب الجريحِ..‏

    أردُّ رجعَ الريحِ‏

    من واد إلى وادي،‏

    وأرحلُ في جهاتِ الأرض‏

    لا بحرٌ لكي أجثو على شطّ الغروبِ‏

    مودّعاً حزني‏

    أنا كرَّامُ أحزان النصوبِ!‏

    ***‏

    مُشَرّداً بين الأغاني مثلَ ناي‏

    لا يملّ من الغناءِ إلي النجومِ‏

    أنا المواويلُ التي نسيتْ ملامحَ‏

    عاشقيها‏

    ثم غابتْ كالغيومِ!!‏

    طويتُ أجفاني على نفسيْ‏

    ورحتُ أراقبُ الأيامَ‏

    من برجي الكفيف‏

    فلم يَعُدْ بيْ ما يدلّ على الحياةِ‏

    سوى خيولِ الدمع تركضُ‏

    خلفَ أشجارِ الخريفِ‏

    ولمْ يَعُدْ في الروحِ‏

    متسعٌ لرَجْعَاتِ الحفيفِ‏

    فأينَ سفحُ المغربِ الباكي‏

    لأرثيهْ؟!‏

    أرثي مَوَاتَ كهولتي فيهْ!!‏

    وأنامُ تحتَ هلالِ أيلول النبيّ‏

    فأسبلوا أهدابكم بعد ارتحالي!‏

    واذكروني‏

    دونَ قبرٍ أو ضريح! .‏

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصيدة طالب همّاش

    تعليقات الزوار ()