بتـــــاريخ : 9/14/2008 7:09:05 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 919 0


    راعية المواويل

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    تُعذّبني القرويّةُ‏

    تتركني مثلَ حزنٍ صغيرٍ‏

    يفكّر بالحبّ في دَرْبِهَا‏

    وتَعُودُ بغزلانها‏

    حينَ تَحْزَنُ قريتُنَا بالغروبِ!.‏

    ***‏

    تُعذّبني القرويّةُ‏

    وَهْيَ تربّي مواويلَهَا في المراعي،‏

    وتَسْرَحُ بالنّاي‏

    بينَ المروجِ..‏

    وحينَ يَعُوْدُ الظّلامُ إلى التلّ‏

    تَهْرَعُ سَبْعُ نجومٍ إلى راحتيها‏

    فتبكي عليها!‏

    وتأخذُ نجماً إلى بيتها‏

    في الجنوبْ!.‏

    ***‏

    تُعذّبني القروّية‏

    تَحْملُ جَرّةَ ماءِ‏

    وترحلُ عندَ الغيابِ إلى حزنها ..‏

    ما أحنَّ حفيفَ الرياحِ على شَعْرِهَا‏

    المتموّجِ‏

    يجرحني الماءُ في حبُهّا‏

    والدروبُ في الليلِ‏

    تجرحني بالبكاءِ!..‏

    ويجرحني في طفولتِهَا العندليبْ.‏

    ***‏

    تعذّبني القروّيةُ‏

    حينَ تنادي على الحَوْرِ.‏

    تأخذني مِنْ يديّ إلى النهرِ‏

    عمرُكَ أصغرُ...‏

    يكبْركَ الياسمينُ‏

    بنصفِ خريف، بصيفٍ منَ التوتِ..‏

    يكبرُكَ القمحُ سنبلتينِ،‏

    وحُزْنٍ قليلْ!.‏

    ***‏

    تعذّبني القرويّةُ‏

    في ضفّةِ النّهْرِ‏

    تَتْرُكُ للماءِ رُوْحيَ عريانَةً‏

    في المَهَبّ‏

    وتُنقذني مِنْ سقوطِ دموعيْ‏

    على رَاحَةِ العُشْبِ قبلَ الرحيلْ..‏

    وتُنقذني مِنْ سُقُوط وريقاتِ حزنيْ‏

    أمامَ التماثيلِ‏

    لا شجْرَةُ الفُلّ تبكي فُرَاقيْ‏

    إذا غِبْتُ ..‏

    لا مُهْرَة في ضُلُوعِ الأصيلْ.‏

    ***‏

    تُعَذّبني القرويّة‏

    في ساحلِ الليلِ‏

    يا قرويّةُ رفْقَاً بأغنيتي!‏

    للموشّح جرحي..‏

    وشبّابتي للهديلْ!‏

    -ألا أيّها المبعدُ الطفلُ‏

    كيفَ استحلتَ غريباً على صَخْرَةِ البُعْدِ؟‏

    -شردّني طائرُ العُتْمَةِ المغربيّ‏

    وأخّرني عنِ الحزنِ أيلولُ‏

    شَهْرَاً من التينِ..‏

    أخرّني طائرَ النهرِ صيفَ نخيلْ.‏

    ***‏

    تُعذّبني القرويّة‏

    يركضُ قمحٌ إلى خَصْرِهَا‏

    ويَشبّ بسَبْعِ سَنَابِلْ‏

    ويركضُ طيرٌ إلى شَعْرِهَا‏

    ليحرّرَ سبعَ رسائلْ.‏

    ويمشي الحمامُ وراءَ الحمامْ.‏

    ***‏

    تُعذّبني القرويّة والنايُ‏

    تمضي بجرّتِهَا إلى النبع صبحاً‏

    فيتبعها‏

    وتَعُوْدُ مِنَ الحقْلِ ليلاً‏

    فيسبقُهَا..‏

    ويبكي وحيدَاً على رُوْحِهَا في الظلامْ.‏

    ***‏

    تعذِّبني القرويّةُ بَعْدُ الغروبِ! .‏

    ***‏

    تعذِّبني القرويّةُ في الفجرِ‏

    والقَمْحُ يُحْزنني‏

    كلّما هبّتِ الريحُ مجروحَةً في العيونِ‏

    وتُحزنني أينما رحتُ تلكَ النصوبْ!.‏

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()