بتـــــاريخ : 9/14/2008 7:22:46 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1064 0


    تغريبة الندم

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    كالذئبِ أعدو خلفَ أطيافِ الغيابِ‏

    أطاردُ الأصداءَ من جبلٍ إلى جبلٍ‏

    وأنحتُ في جذوعِ الحورِ خسرانيْ.‏

    لكأنَ هذي البيدَ مرثاتي الطويلةُ‏

    والرياحُ محادلُ الأشجانِ عن جَلَدِيْ وصوَّانيْ.‏

    متأبّدٌ في الريحِ‏

    أرعى رجعَهَا الموجوعَ‏

    في بريَّةٍ منهوبةِ الأمطارِ‏

    لا غيمٌ يسجِّيني على نهرٍ‏

    لأتبعَ مسقطَ الرمانِ،‏

    لا قزحٌ يلوّحُ في أعالي الصحوِ‏

    قمصاني.‏

    أغلقتُ خمسَ أصابعٍ في الليلِ‏

    ثم فتحتها‏

    فإذا بشمسِ العمرِ غاربةً،‏

    وأيلولِ الفراغِ مدويّاً..‏

    والأرضُ تنأى عن مواعيدي (وتنآني).‏

    "أبداً أجرُّ ندامتي خلفي"‏

    وأنهدُ في الفراقِ‏

    كجرحِ جيتارٍ عتيقٍ‏

    شقَّهُ في الصدرِ سكّينُ النغمْ.‏

    أبداً يحالفني الألمْ!‏

    وأنا أجيرُ طفولةَ العشاقِ‏

    من ثكلِ الزمانِ،‏

    وأرفعُ الشهواتِ ضدَّ الموتِ،‏

    والأشعارَ في وجهِ الهرمْ.‏

    أبداً أعيدُ إلى الخريفِ دموعَهُ الصفراءَ‏

    أسندُ شَجْرَةَ الحورِ العتيقةِ في الغروبِ‏

    مسلّماً روحيْ لأسرابِ الزغاريدِ الكليمةِ‏

    بالندمْ.‏

    أنا قيسُ هذا الليل،‏

    قدّيسْ الهلالِ وطفله الباكي،‏

    وحزنُ قميصهِ المسفوحِ فوقَ الماءِ‏

    من دمعٍ ودمْ.‏

    أبداً أقاتلُ وحشةَ العشاقِ‏

    بالتحديقِ في كأسٍ‏

    يزاوجُ زهرةَ الرمانِ بالأحزانِ‏

    في روحيْ‏

    ويلطمُ بالرنينِ العذبِ‏

    أقفيةَ العدمْ.‏

    هل كانَ ذنبي أنني‏

    (أحببتُ حتى الموت) أن أبكي‏

    شقائي فوق صدرِ العامريةِ‏

    كي أحدَّ من الألمْ؟‏

    هل كانَ ذنبي أنني أغفيتُ أحزاني‏

    على نهدٍ كريم اللوزِ،‏

    أبيض من ثريّاتِ الذهبْ.‏

    فلمستُ في النهدينِ أزرارَ البنفسجِ‏

    وهي تزهرُ مثلَ حبّاتِ العنبْ.‏

    فشعرتُ أنَّ الصبحَ يلعبُ بالحمائمِ‏

    في دروبِ الروحِ،‏

    والغزلان تركضُ في براري الفجرِ‏

    كالشهواتِ،‏

    والرعشاتُ تذروني كموّالٍ على إبر القصبْ.‏

    وسمعتُ صوتاً من أعالي الغيبِ‏

    ينهاني عن التفاحِ:‏

    لاتمسسْ هديلَ الريحِ في خصرِ امرأهْ!‏

    لكنني ألفيتُ نفسي شارداً في البيدِ‏

    أتبعُ صوتها النائي،‏

    ويتبعني صدايْ.‏

    كنواحِ مزمارٍ جريحٍ‏

    في عراءِ الأرضِ‏

    يزفرُ حزنَهَ وجعاً ونايْ.‏

    أبداً يرجّعني صدايْ!‏

    ويردّني نهرٌ إلى قمرٍ‏

    يسافرُ في صبايْ.‏

    فتهيمُ بيْ ليلايَ‏

    بنتُ الدمعِ والبجعِ الحزينِ على ضفافِ الصبحِ،‏

    أجملُ صدفةٍ للموتِ‏

    أين عرفتِ هذا الطعنَ بالسكِّينِ‏

    ياامرأة الحنينِ المرِّ؟‏

    كانَ القمحُ يتركُ شعرَهَا عبرَ السنابلِ،‏

    والأنوثةُ تصطفيها من دموعِ الوردِ‏

    أختُ الكحلِ وابنتهُ‏

    وشهرٌ من غناءْ.‏

    شهرُ الحساسينِ السماويُّ‏

    الذي يرمي بزرقتهِ سحاباتِ المساءْ.‏

    ونداءُ أجراسٍ لأعيادِ الأناجيلِ‏

    التي تنداحُ كالتسبيحِ في سَمْعِ الحداءْ.‏

    وأنا عماءُ الغيمِ في أفقٍ من الصبواتِ‏

    أفردُ راحتيْ للحبِّ‏

    كالصقرِ الجريحِ‏

    كأنَّ هذا القفرَ مرآتيْ على الأيامِ،‏

    والفقدانَ توأمُ حسرتيْ‏

    عندَ الفراقْ.‏

    أبداً يخالفني العراقْ!‏

    في حبِّ ليلى‏

    هلْ حرامٌ أن أراها؟‏

    كالحمامةِ في إناءِ الصبحِ‏

    تغمسُ ريشةً زرقاءَ في حبرِ الأغاني،‏

    ثم تدرجُ بالهديلْ.‏

    بيضاءُ لوَّحها بسمرتهِ سحابُ الصيفِ‏

    فاشتعلتْ‏

    وباكرها الرحيقُ السلسبيلْ.‏

    لكأنما قلبيْ لشدِّةِ حزنهِ‏

    راحتْ تطاردهُ الثعالبُ‏

    في اصفرارِ الدمعِ‏

    لا قمرٌ ليبكي أمَّهُ في الليلِ‏

    لا ضوءٌ يناديهِ تعالَ..‏

    يدورُ هذا العمرُ في عجلٍ‏

    ويركضُ في عراءِ الطينِ ذئباً نابحاً‏

    ينعى أناجيلي وينعاني.‏

    وأنا أردّدُ في الرياحِ ضراعتيْ‏

    كالشاعر الأعمى،‏

    وأشردُ في فراغِ المغربِ القانيْ.‏

    لكنني والليلُ يأفلُ بالغناءِ أنوحُ‏

    وردَ جمالِها المفقودَ،‏

    والحزنَ الذي راءى انكساراتي‏

    وراءاني‏

    لكأنني فزاعةٌ للموتِ في حقلٍ من الغربانِ..‏

    تخطئني نبالُ الشهوةِ السوداءُ‏

    يقتتلانِ‏

    في روحي الظلامُ مع النهار،‏

    الشوكُ والأزهارُ‏

    لكني ألامسُ في شروقِ الشمسِ‏

    قطناً رائعَ الأهدابِ‏

    يغمرني بفضتهِ..‏

    وألمحُ زهرةَ العبَّادِ‏

    طالعةً كسورةِ يوسفٍ في وجهِ‏

    إلحادي وإيماني

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()