بتـــــاريخ : 9/14/2008 8:11:12 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1051 0


    على سطوح الصيف:

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :
    شعر عربي طالب همّاش

     

    طلعَ الهلالُ على سطوحِ الصيفِ‏

    والعشاقُ يرتجلونَ شَمْلَ القمحِ‏

    يا ظبياتُ ردّدنَ الأغاني‏

    في أعالي الليل!‏

    إنّ النايَ راقصةٌ كذيلِ سحابةٍ‏

    والنايُ زاجلةُ الحمامْ.‏

    وافركنَ أجراسَ النهودِ البيضِ بالريحانِ!‏

    سرّحنَ السنابلَ عذبةً للروح!‏

    يا للروحِ غنَّتْ عالياً‏

    نشوانةً بالخمرِ‏

    يصهلُ مهرُ زرقتها المحبَّرُ بالغمامْ.‏

    أوّاه يا للكأسِ‏

    إنَّ الخمرَ مغريةٌ!‏

    وبابُ الصبحِ مفتوحٌ‏

    وإبريقي حرامْ!‏

    فاتركْ دموعَ الشوقِ في شبَّاكِ أغنيةٍ‏

    تذوبُ تساقطاً،‏

    واتركْ لهذا الحزن ما للحزنِ،‏

    واجنحْ نحو خابيةِ المدامْ!‏

    يا طيبها من قهوةٍ‏

    تنسابُ في فرحٍ بكأسِ الفضةِ الصافي‏

    فَيُوجِعُ مسكها مُزْنٌ‏

    وتبدأُ بالتزاوجِ في رحابِ الفجرِ‏

    أسراب اليمامْ.‏

    قد جاءني طيرٌ‏

    وغرَّبَ في الغروبِ‏

    ولمَّ أيلولُ الكئيبُ رسائلَ العشاقِ‏

    وافتضحَ الهيامْ.‏

    * * *‏

    طلعَ الهلالُ‏

    وذي سماءُ الصيفِ ضاحكة على الليمونِ‏

    بيضُ ثيابها فلُّ‏

    وسودُ عيونها كحلُ.‏

    وتطلَّعتْ بالحبِّ من عليائها‏

    قُمْ أيها المعشوقُ!‏

    إنَّ الروحَ مجروحٌ بحبّكَ‏

    والدموعُ الآنَ جارية لحزنكَ‏

    نحنُ كالعصفورِ كلُّ فتاتنا في الصبحِ خبزٌ،‏

    نحنُ كالإبريقِ كلُّ دموعنا طلُّ.‏

    يا قمحُ‏

    يا غزلَ البناتِ،‏

    وشعرهنَّ الأسودَ المجدولَ للأفراحِ‏

    لو يا قمحُ تعطيني الحفيفَ‏

    لكنتُ من ولهي سأعلو.‏

    هذا غناءُ الصيفِ‏

    يرتفعُ الأرزُّ إلى شغافِ النهدِ‏

    ترتفعُ القرى زرقاءَ،‏

    صاديةً لذاك الغيم‏

    تحتارُ الصبيةُ في تصابيها‏

    وتحسرُ ثوبها عن نفسها‏

    والحبُّ يحلو.‏

    لو كنتُ من شيرازَ يا بغدادُ‏

    ما ملَّ الهوى حزني‏

    ولا العشاقُ ملّوا.‏

    * * *‏

    طلعَ الهلالُ الطفلُ‏

    وانشرحتْ ليالي الصيفِ‏

    يا فلاحُ فاحملْ سلّةَ الرمان‏

    للبستانِ!‏

    أفلتَ طائرُ الأحزانِ من صدري‏

    فنفسي كلُّها شغفٌ،‏

    وكأسي مزَّةٌ،‏

    والقلبُ صبُّ.‏

    من بردةِ الأفراحِ هبَّ الوحيُ‏

    والعشاقُ هبُّوا.‏

    لا ينطقُ العشاقُ في هذا الصبا‏

    إلا بأغنيةٍ‏

    وهم كالطيرِ في نغماتهِ لاهينَ‏

    ليسَ يحدُّهمْ في حبّهمْ حدُّ‏

    وليس يَضيرهم في الشدو ذنبُ.‏

    يا قمحُ يا غزلَ البناتِ‏

    وشعرهنَّ الأسودَ المجدول للأعراسِ‏

    لو يا قمحُ تعطيني الخفيفَ‏

    لكنتُ ملتُ مع السنابلِ‏

    كلما هبَّ النسيمُ،‏

    وكنتُ همتُ مع الجداولِ‏

    كلما طلعتْ نجومُ الليلِ‏

    والقمرُ الأحبُّ

     

    كلمات مفتاحية  :
    شعر عربي طالب همّاش

    تعليقات الزوار ()