بتـــــاريخ : 9/17/2008 7:30:45 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 5477 0


    التوجيه والإرشاد

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : د.علي بن عبده الألمعي | المصدر : www.minbr.com

    كلمات مفتاحية  :
    تربيه التوجية والارشاد

    التوجيه والإرشاد

     مفهوم التوجيه والإرشاد

    يعرف التوجيه والإرشاد بأنه عملية مخططة ومنظمة تهدف إلى مساعدة الطالب لكي يفهم ذاته ويعرف قدراته وينمي إمكاناته ويحل مشكلاته ليصل إلى تحقيق توافقه النفسي والاجتماعي والتربوي والمهني وإلى تحقيق أهدافه في إطار تعاليم الدين الإسلامي .
    ويعد كل من التوجيه والإرشاد وجهان لعمله واحدة وكل منهما يكمل الآخر ، إلا أنه يوجد بينهما بعض الفروق التي يحسن الإشارة إليها هنا

    التوجيه : عبارة عن مجموعه من الخدمات المخططة التي تتسم بالاتساع والشمولية وتتضمن داخلها عملية الإرشاد ، ويركز التوجيه على إمداد الطالب بالمعلومات المتنوعة والمناسبة وتنمية شعوره بالمسؤولية بما يساعده على فهم ذاته والتعرف على قدراته وإمكاناته ومواجهة مشكلاته واتخاذ قراراته وتقديم خدمات التوجيه للطلاب بعدة أساليب كالندوات والمحاضرات واللقاءات والنشرات والصحف واللوحات والأفلام والإذاعة المدرسية …الخ

    أما الإرشاد : فهو الجانب الإجرائي العملي المتخصص في مجال التوجيه والإرشاد وهو العملية التفاعلية التي تنشأ عن علاقات مهنية بناءة مرشد ( متخصص ) ومسترشد ( طالب ) يقوم فيه المعلم من خلال تلك العملية بمساعدة الطالب على فهم ذاته ومعرفة قدراته وإمكاناته والتبصر بمشكلاته ومواجهتها وتنمية سلوكه الإيجابي,وتحقيق توافقه الذاتي والبيئي ,للوصول إلى درجة
    منا
    سبة من الصحة النفسية في ضوء الفنيات والمهارات المتخصصة للعملية الإرشادية.
    مناهج واستراتيجيات التوجيه والإرشاد:

    * المنهج الانمائي
    ويطلق عليه المنهج الإنشائي أو التكويني ويحتوي على الإجراءات والعمليات الصحيحة التي تؤدي إلى النمو السليم لدى الأشخاص العاديين والأسوياء والارتقاء بأنماط سلوكهم المرغوبة خلال مراحل نموهم حتى يتحقق أعلى مستوى من النضج والصحة النفسية والتوافق النفسي عن طريق نمو مفهوم موجب للذات وتقبلها ، وتحديد أهداف سليمة للحياة ، وتوجيه الدوافع والقدرات والإمكانات التوجيه السليم نفسياً واجتماعياً وتربوياً ومهنياً ورعاية مظاهر الشخصية الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية .

    *المنهج الوقائي
    ويطلق عليه التحصين النفسي ضد المشكلات والاضطرابات والأمراض ، وهو الطريقة التي يسلكها الشخص كي يتجنب الوقوع في مشكلة ما .
    * المنهج العلاجي
    ويتضمن مجموعة الخدمات التي تهدف إلى مساعدة الشخص لعلاج مشكلاته والعودة إلى حالة التوافق والصحة النفسية ، ويهتم هذا المنهج باستخدام الأساليب والطرق والنظريات العلمية المتخصصة في التعامل مع المشكلات من حيث تشخيصها ودراسة أسبابها ، وطرق علاجها ، والتي يقوم بها المتخصصون في مجال التوجيه والإرشاد.

    ميادين التوجيه والإرشاد:

    أولاً / التوجيه والإرشاد الديني والأخلاقي:
    ويهدف إلى تكثيف الجهود الرامية إلى تنمية القيم والمبادئ الإسلامية لدى الطلاب واستثمار الوسائل والطرق العلمية المناسبة لتوظيف وتأصيل تلك المبادئ والأخلاق الإسلامية وترجمتها إلى ممارسات سلوكية تظهر في جميع تصرفات الطالب .

    ثانياً / التوجيه ولإرشاد التربوي:
    يهدف إلى مساعدة الطالب في رسم وتحديد خططه وبرامجه التربوية والتعليمية التي تتناسب مع إمكاناته واستعداداته وقدراته واهتماماته وأهدافه وطموحاته والتعامل مع المشكلات الدراسية التي قد تعترضه مثل التأخر الدراسي وبطء التعلم وصعوباته ، بحيث يسعى المرشد إلى تقديم الخدمات الإرشادية المناسبة والرعاية التربوية الجيدة للطلاب .

    ثالثاً / التوجيه والإرشاد الاجتماعي:
    يهتم هذا الميدان بالنمو والتنشئة الاجتماعية السليمة للطالب وعلاقته بالمجتمع ومساعدته على تحقيق التوافق مع نفسه ومع الآخرين في الأسرة والمدرسة والبيئة الاجتماعية .

    رابعاً / التوجيه والإرشاد النفسي:
    يهدف إلى تقديم المساعدة النفسية اللازمة للطلاب وخصوصاً ذوي الحالات الخاصة ، من خلال الرعاية النفسية المباشرة والتي تتركز على فهم شخصية الطالب وقدراته واستعداداته وميوله وتبصيره بمرحلة النمو التي يمر بها ومتطلباتها النفسية والجسمية والاجتماعية ومساعدته على التغلب على حل مشكلاته .

    خامساً / التوجيه والإرشاد الوقائي:
    يهدف إلى توعية وتبصير الطلاب ووقايتهم من الوقوع في بعض المشكلات سواءً كانت صحية أو نفسية أو اجتماعية و التي قد تترتب على بعض الممارسات السلبية ، والعمل على إزالة أسبابها ، وتدريب الطالب وتنمية قناعته الذاتية ، والحفاظ على مقوماته الدينية والخلقية والشخصية.

    سادساً/ التوجيه والإرشاد التعليمي والمهني:
    هو عملية مساعدة الطالب على اختيار المجال العلمي والعملي الذي يتناسب مع طاقاته واستعداداته وقدراته وموازنتها بطموحاته ورغباته لتحقيق أهداف سليمة وواقعية .
    ويهدف إلى تحقيق التكيف التربوي للطالب وتبصير الطالب بالفرص التعليمية والمهنية المتاحة واحتياج المجتمع في ضوء خطط التنمية التي تضعها الدولة وتكوين اتجاهات إيجابية نحو بعض المهن والأعمال وإثارة اهتماماتهم بالمجالات العلمية والتقنية والفنية ومساعدتهم على تحقيق أعلى درجات التوافق النفسي والتربوي مع بيئاتهم ومجالاتهم التعليمية والعملية التي يلتحقون بها .

    مهام و واجبات العاملين في مجال التوجيه والإرشاد:

     مهام المرشد الطلابي
    - تبصير المجتمع المدرسي بأهداف التوجيه والإرشاد وخططه وبرامجه وخدماته وبناء علاقات مهنية مثمرة مع منسوبي المدرسة جمعيهم ومع أولياء أمور الطلاب 0
    - إعداد الخطط العامة السنوية لبرامج التوجيه والإرشاد في ضوء التعليمات المنظمة لذلك واعتمادها من مدير المدرسة 0
    - تنفيذ برامج التوجيه والإرشاد وخدماته الإنمائية والوقائية والعلاجية 0
    - تعبئة السجل الشامل للطالب والمحافظة على سريته وتنظيم الملفات والسجلات الخاصة بالتوجيه والإرشاد0
    - بحث حالات الطلاب التحصيلية والسلوكية ، وتقديم الخدمات الإرشادية التي من شأنها تحقيق أهداف المرحلة التعليمية0
    - متابعة مذكرة الواجبات اليومية وفق خطة زمنية وتفعيلها والعمل على ما يحقق الأهداف المرجوة منها0
    - رعاية الطلاب الموهوبين والمتفوقين دراسيا وتشجيعهم وتوجيههم ومنحهم الحوافز والمكافآت وتقديم برامج إضافية لهم 0
    - متابعة الطلاب المتأخرين دراسيا ودراسة أسباب تأخرهم وعلاجها واتخاذ الخطوات اللازمة للارتقاء بمستوياتهم 0
    - تحري الأحوال الأسرية للتلاميذ وخاصة الاقتصادية منها ، ومساعدة المحتاجين منهم عن طريق الصندوق المدرسي 0
    - دراسة الحالات الفردية للطلاب الذين تظهر عليهم بوادر سلبية في السلوك ، وتفهم مشكلاتهم ، وتقديم التوجيه والنصح لهم حسب حالتهم0
    - عقد لقاءات فردية مع أولياء أمور الطلاب الذين تظهر على أبنائهم بوادر سلبية في السلوك أو عدم التكيف مع الجو المدرسي لاستطلاع آرائهم والتعاون معهم وبحث المشكلات الأسرية ذات الأثر في أحوال أولئك الطلاب 0
    - إعداد تقارير دورية عن مستويات الطلاب العلمية والتربوية وتقديمها لمدير المدرسة
    - إجراء البحوث والدراسات التربوية التي يتطلبها عمل المرشد 0

    مهام مدير المدرسة و وكيلها في مجال التوجيه والإرشاد
    1- تهيئة البيئة والظروف المناسبة التي تساعد في تحقيق رعاية الطلاب وحل مشكلاتهم الفردية والجماعية ورعاية قدراتهم وميولهم وتحقيق حاجاتهم وتحقيق النمو المناسب للمرحلة التالية لمرحلتهم الدراسية .
    2- تيسير الإمكانات والوسائل المعينة في تطبيق برامج وخدمات التوجيه والإرشاد داخل المدرسة والاستفادة من الكفاءات المتوفرة لدى المعلمين أو رواد الفصول أو أولياء أمور الطلاب.
    3- تهيئة الظروف لعمل المرشد الطلابي ومساعدته على تجاوز العقبات وحل المشكلات التي قد تعترض مجال عمله وعدم تكليفه بأعمال إدارية تعيقة عن أداء عمله كمرشد طلابي
    4- رئاسة لجنة التوجيه والإرشاد بالمدرسة وغيرها من اللجان والمجالس وتوزيع العمل على الأعضاء ومتبعة تنفيذ التوصيات التي تصدر عن اجتماعاتها .
    5-تبصير المعلمين بدور المرشد الطلابي داخل المدرسة وحثهم على التعاون الإيجابي معه للتعامل مع مشكلات الطلاب وأحوالهم المختلفة .
    6-متابعة تطبيق خطة التوجيه والإرشاد ميدانياً بالمدرسة والمساهمة في تقويم عمل المرشد الطلابي بالتعاون مع مشرف التوجيه والإرشاد.
    7- المشاركة المباشرة في بعض الخدمات الإرشادية مثل عقد اللقاءات أو المحاضرات أو كتابة المقالات الإرشادية والتربوية أو المشاركة في الرحلات والزيارات المدرسية وما إلى ذلك من خدمات إرشادية .
    8- حث المعلمين على أهمية رعاية الطلاب من خلال التعامل مع المواقف والمشكلات اليومية التي تواجه الطلاب قبل تحويلهم للمرشد الطلابي بحيث لا يحول له إلا الطلاب الذين يعانون من المشكلات التي تحتاج إلى رعاية خاصة .

    مهام المعلم ورائد الفصل في التوجيه والإرشاد
    1 - تفهم دور التوجيه والإرشاد في المدرسة والإسهام في التعريف بخدماته وبرامجه وتشجيعهم على الاستفادة من هذه الخدمات في تحسين أداء طلابهم .
    2- تهيئة المناخ النفسي والصحي في الفصل والمدرسة بصفة عامة بما يسهم في نمو الطلاب ويؤدي إلى التوافق النفسي المطلوب .
    3- تطويع المواد الدراسية في مجال التوجيه والإرشاد وربط الجوانب العلمية بالجوانب التربوية بما يؤدي إلى تكامل التربية والتعليم بما ينمي شخصية الطالب ويسهم في تكاملها .
    4- إبداء المقترحات المناسبة لتطوير خدمات التوجيه والإرشاد من خلال التعاون مع المرشد الطلابي وأعضاء لجنتي التوجيه والإرشاد ورعاية السلوك .
    5- دعم وتوثيق العلاقة بين البيت والمدرسة عن طريق المشاركة الفعالة في اجتماعات الجمعية العمومية ومجلس المدرسة وغيرها من اللقاءات .
    6- مساعدة المرشد الطلابي على اكتشاف الحالات الخاصة التي تحتاج إلى تدخله ومتابعته لها .
    7- مساعدة المرشد الطلابي في رعاية الطلاب الذين يحتاجون إلى متابعة .
    8- تعزيز الجانب السلوكي الإيجابي عند الطلاب .
    9- التعاون مع المرشد الطلابي في تنفيذ بعض البرامج العلاجية المقترحة لعلاج بعض المشكلات الدراسية أو الاجتماعية أو النفسية التي تعترض بعض الطلاب .
    10-التعامل مع المواقف اليومية داخل الفصل وخارجه وألا يحول للمرشد الطلابي إلا المواقف المتكررة .
    11- استغلال حصص النشاط أو الريادة في تقديم بعض الخدمات الإرشادية للطلاب حسب الحاجة.
    12- تزويد المرشد الطلابي بالمرئيات والمقترحات حول الموهوبين والمتفوقين والمتأخرين دراسياً الخ.
    13- المساهمة في توفير المعلومات اللازمة للسجل الشامل عن طلاب الصف الذي يقوم بريادته .

    مهام رائد النشاط في مجال التوجية والارشاد
    1- التعاون مع المرشد الطلابي في تقديم بعض الخدمات الإرشادية لبعض الطلاب حسب الحاجة الإرشادية.
    2- اكتشاف الطلاب الموهوبين ورعايتهم في المجالات المختلفة عن طريق تنمية مواهبهم .
    3- تقديم بعض الخدمات الإرشادية في تعديل السلوك .
    4- إشراك الطلاب متوسطي التحصيل ، أو الذين يلحظ عليهم قصور في أدائهم الدراسي في المسابقات الثقافية ذات العلاقة بالمواد الدراسية.
    5- تزويد المرشد الطلابي بالملاحظات والمرئيات حول سلوك الطلاب من خلال ممارستهم للنشاط المدرسي بأنواعه المختلفة.
    6- العمل على ربط المدرسة باحتياجات المجتمع المحلي والإسهام في تطويره

    مهام ولي الأمرفي مجال التوجية والارشاد
    1- متابعة أبنائه في المدرسة من خلال زيارته لها للتعرف على أدائهم دراسياً وسلوكياً.
    2- المشاركة في عضوية مجلس المدرسة وحضور اجتماعاتها واجتماعات الجمعية العمومية لأولياء أمور الطلاب والمعلمين.
    3- متابعة مذكرة الوجبات المنزلية، من خلال ملاحظات المعلمين والمرشد الطلابي في هذه المذكرة ، وتسجيل مرئياته وملاحظاته فيها.
    4- إشعار المدرسة بأي مشكلة تواجه الأبناء سواء أكان ذلك عن طريق الكتابة أم المشافهة والتعاون مع المرشد الطلابي على التعامل معها بطريقة تربوية ملائمة.
    5- إعطاء المعلومات اللازمة عن الأبناء الذين يحتاجون لرعاية خاصة والتعاون مع المرشد الطلابي في انتهاج الأساليب الإرشادية والتربوية لمساعدتهم على التوافق السليم.
    6- الاستجابة لدعوة المدرسة وتشريف المناسبات التي تدعو إليها، كالندوات والمحاضرات والجمعيات والمجالس والمعارض والحفلات المسرحية والمهرجانات الرياضية المختلفة.
    7- إبداء أولياء الأمور لمرئياتهم وملاحظاتهم حول تطوير الأداء المدرسي، والإسهام في تحسين البيئة المدرسية بما يتوافق مع نظرتهم وتطلعاتهم المستقبلية.
    8- التعاون مع المدرسة في توعية أولياء أمور الطلاب الآخرين بالدور الذي تقوم به المدرسة في تربية وتعليم أبنائهم.

     أهداف التوجيه والإرشاد :
    أ ـ تحقيق الذات :
    لا شك أن الهدف الرئيسي للتوجيه والإرشاد هو العمل مع الفرد لتحقيق الذات والعمل مع الفرد يقصد به العمل معه حسب حالته سواء كان عاديا أو متفوقا أو ضعيف العقل أو متأخرا دراسيا أو متفوّقا أو جانحا، ومساعدته في تحقيق ذاته إلى درجة يستطيع فيها أن ينظر إلى نفسه فيرضى عما ينظر إليه.
    يقول كارل روجرز إن الفرد لديه دافع أساسي يوجه سلوكه وهو دافع تحقيق الذات. ونتيجة لوجود هذا الدافع فإن الفرد لديه استعداد دائم لتنمية فهم ذاته ومعرفة وتحليل نفسه وفهم استعداداته وإمكاناته أي تقييم نفسه وتقويمها وتوجيه ذاته. ويتضمن ذلك " تنمية بصيرة العميل ". ويركّز الإرشاد النفسي غير المباشر أو الممركز حول العميل أو الممركز حول الذات على تحقيق الذات إلى أقصى درجة ممكنة وليس بطريقة " الكل أو لا شيء ".
    كذلك يهدف الإرشاد النفسي إلى نمو مفهوم موجب للذات. والذات هي كينونة الفرد وحجر الزاوية في شخصيته، ومفهوم الذات الموجب يعبّر تطابق مفهوم الذات الواقعي ( أي المفهوم المدرك للذات الواقعية كما يعبّر عنه الشخص ) مع مفهوم الذات المثالي ( أي المفهوم المدرك للذات المثالية كما يعبر عنه الشخص ). ومفهوم الذات الموجب عكس مفهوم الذات السالب الذي يعبر عنه عدم تطابق مفهوم الذات الواقعي ومفهوم الذات المثالي.
    وهناك هدف بعيد المدى للتوجيه والإرشاد وهو " توجيه الذات " أي تحقيق قدرة الفرد على توجيه حياته بنفسه بذكاء وبصيرة وكفاية في حدود المعايير الاجتماعية، وتحيد أهداف للحياة وفلسفة واقعية لتحقيق هذه الأهداف.
    ويعمم هذا الهدف تحت عنوان " تسهيل النمو العادي " وتحقيق مطالب النمو في ضوء معاييره وقوانينه حتى يتحقق النضج النفسي. ويُقصد بتسهيل النمو هنا النمو السوي الذي يتضمن التحسن والتقدم وليس مجرد التغيير، لأن ليس كل تغيير تحسّنا.
    ب ـ تحقيق التوافق
    من أهم أهداف التوجيه والإرشاد النفسي تحقيق التوافق، أي تناول السلوك والبيئة الطبيعية والاجتماعية بالتغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته،وهذا التوازن يتضمن إشباع حاجات الفرد ومقابلة متطلبات البيئة.
    ويجب النظر إلى التوافق النفسي نظرة متكاملة بحيث يتحقق التوافق المتوازن في كافة مجالاته. ومن أهم مجالات تحقيق التوافق ما يلي:
    1. تحقيق التوافق الشخصي: أي تحقيق السعادة مع النفس والرضا عنها وإشباع الدوافع والحاجات الداخلية الفطرية والعضوية والفسيولوجية والثانوية المكتسبة، ويعبر عن سلم داخلي حيث يقل الصراع، ويتضمن كذلك التوافق لمطالب النمو في مراحله المتتابعة
    2. تحقيق التوافق التربوي: وذلك عن طريق مساعدة الفرد في اختيار أنسب المواد الدراسية والمناهج في ضوء قدراته وميوله وبذل أقصى جهد ممكن بما يحقق النجاح الدراسي.
    3. تحقيق التوافق المهني: ويتضمن الاختيار المناسب للمهنة والاستعداد علميا وتدريبيا لها والدخول فيها والإنجاز والكفاءة والشعور بالرضا والنجاح، أي وضع الفرد المناسب في المكان المناسب بالنسبة له وبالنسبة للمجتمع.
    4. تحقيق التوافق الاجتماعي: ويتضمن السعادة مع الآخرين والالتزام بأخلاقيات المجتمع ومسايرة المعايير الاجتماعية وقواعد الضبط الاجتماعي وتقبل التغير الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي السليم والعمل لخير الجماعة وتعديل القيم مما يؤدي إلى تحقيق الصحة الاجتماعية، ويدخل ضمن التوافق الاجتماعي التوافق الأسري والتوافق الزواجي.
    ج ـ تحقيق الصحة النفسية:
    إن الهدف العام الشامل للتوجيه والإرشاد النفسي هو تحقيق الصحة النفسية وسعادة وهناء الفرد. ويلاحظ هنا فصل تحقيق الصحة النفسية كهدف عن تحقيق التوافق كهدف ويرجع ذلك إلى أن الصحة النفسية والتوافق النفسي ليسا مترادفين. فالفرد قد يكون متوافقا مع بعض الظروف وفي بعض المواقف ولكنه قد يكون صحيحا نفسيا لأنه قد يساير البيئة خارجيا ولكنه يرفضها داخليا.
    ويرتبط بتحقيق الصحة النفسية كهدف حل مشكلات العمل أي مساعدته في حل مشكلاته بنفسه، ويتضمن ذلك التعرف على أسباب المشكلات وأعراضها وإزالة الأسباب وإزالة الأعراض.
    د ـ تحسين العملية التربويه والتعليميه:
    إن أكبر المؤسسات التي يعمل فيها التوجيه والإرشاد هي المدرسة، ومن أكبر مجالاته مجال التربية. وتحتاج العملية التربوية إلى تحسين قائم على تحقيق جو نفسي صحي له مكونات منها احترام التلميذ كفرد في حد ذاته وكعضو في جماعة الفصل والمدرسة والمجتمع وتحقيق الحرية والأمن والارتياح بما يتيح فرصة نمو شخصية التلاميذ من كافة جوانبها ويحقق تسهيل عملية التعليم.
    ولتحسين العملية التربوية يُوجّه الاهتمام إلى ما يلي:
    * إثارة الدافعية وتشجيع الرغبة في التحصيل واستخدام الثواب والتعزيز وجعل الخبرة التربوية التي يعيشها التلميذ كما ينبغي أن تكون من حيث الفائدة المرجوّة.
    * عمل حساب الفروق الفردية وأهمية التعرف على المتفوقين ومساعدتهم على النمو التربوي في ضوء قدراتهم.
    * إعطاء كم مناسب من المعلومات الأكاديمية والمهنية والاجتماعية تفيد في معرفة التلميذ لذاته وفي تحقيق التوافق النفسي والصحة النفسية وتلقي الضوء على مشكلاته وتعليمه كيف يحلها.
    * توجيه التلاميذ إلى طريقة المذاكرة والتحصيل السليم بأفضل طريقة ممكنة حتى يحققوا أكبر درجة ممكنة من النجاح.
    وهكذا نرى أن تحسين العملية التربوية يُعتبر من أهم أهداف التوجيه والإرشاد النفسي في المجال التربوي الذي يهمنا بصفة خاصة.

    نشأة التوجيه والإرشاد في مدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية :

    منذ إنشاء وزارة التربية والتعليم ( المعارف سابقاً) عام 1373هـ والأجهزة التعليمية تقدم خدمات محدودة للطلاب في مختلف المراحل الدراسية واستمرت إلى أن تطورت وتبلورت في نظام التوجيه والإرشاد الطلابي الحالي والذي بدأ من إنشاء الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد الطلابي عام 1401هـ / 1981م ويمكن تمييز هذا التطور في ثلاث مراحل0 ( عقل ، 2000: ص 174).
    المرحلة الأولى :
    وتتمثل في إنشاء إدارة التربية والنشاط الاجتماعي عام 1374هـ إلى 1381هـ التي كان هدفها الإشراف على مختلف الأنشطة المدرسية مثل الأنشطة الاجتماعية والثقافية ومجالس الآباء والأندية الرياضية.
    المرحلة الثانية :
    وتتمثل في إنشاء إدارة التربية الاجتماعية بالإدارة العامة لرعاية الشباب في عام 1381هـ إلى 1400هـ حيث تم تطور إدارة التربية والنشاط الاجتماعي إلى الإدارة العامة لرعاية الشباب والتي تكونت من أربع إدارات هي :
    إدارة التربية الاجتماعية، وإدارة التربية النفسية، وإدارة التربية الرياضية وإدارة التربية الفنية.
    حيث كانت إدارة التربية الاجتماعية هي المسئولة عن كل النشاطات الإرشادية والتوجيهية للطلاب.
    المرحلة الثالثة :
    وتتمثل في إنشاء الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد الطلابي في 1401هـ إلى وقتنا الحاضر وتعتبر هذه المرحلة هي بداية الانطلاق في مجال التوجيه والإرشاد حيث قامت الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد الطلابي بعمل مشروع للتوجيه والإرشاد الطلابي والذي أصدرته الوزارة بتعميم رقم 32/7/1/82 وتاريخ 10/2/ 1401هـ والذي تضمن تعريف الإرشاد الطلابي وأهدافه والبرامج والخدمات التي يقدمها المرشد الطلابي في المدارس ، ثم إصدار دليل المرشد الطلابي في التعليم العام عدة طبعات أخرها طبعة 1422هـ والذي يهدف إلى تزويد العاملين في مجال التوجيه والإرشاد بالأسس المهنية لتنفيذ الخدمات الإرشادية وتعريف العاملين في المدرسة بالدور الذي يمكن أن يقوم به كل منهم في مجال التوجيه والإرشاد الطلابي . ( العولقي : 2005م : ص 33).

    الاسس العامه التى يقوم عليها التوجيه والارشاد:

    الأسس العامة للتوجيه والإرشاد
    إن التوجيه والإرشاد علم وفن يقوم على أسس عامة تتمثل في عدد من المسلمات والمبادئ التي تتعلق بالسلوك البشري والعميل وعملية الإرشاد وعل أسس فلسفية بطبيعة الإنسان وأخلاقيات الإرشاد النفسي، وعلى أسس نفسية تربوية تتعلق بالفروق الفردية بين الجنسين ومطالب النمو ، وعلى أسس اجتماعية تتعلق بالفرد والجماعة ومصادر المجتمع ، وعلى أسس عصبية وفسيولوجية تتعلق بالجهاز العصبي والحواس وأجهزة الجسم الأخرى
    ويتركز التوجيه بصفة عامة على مجموعة من الأسس والمبادئ يمكن الاستفادة منها في مجال توجيه الطلاب وإرشادهم ومن تلك الأسس : -

    1-الأسس الفلسفية :
    تتلخص الأسس الفلسفية لعملية توجيه الطلاب وإرشادهم في محاولة فهم لطبيعة الإنسان وتكوين فكرة جيدة وطيبة عن هذه الطبيعة ، فالإنسان خير بطبعه وفيه كل عوامل النمو والصحة والتوافق السليم ( زهران 1982م).
    ففي الحديث الشريف ( كل مولد يولد على الفطرة ) فالإنسان خير بطبعه غير أن المحيط هو الذي يعرض سلوكه للاضطرابات أو الانحراف ويتفق في ذلك كارل روجرز مع جان جاك روسو ( سماره ونمر 1991م). وحتى يمكن توفير التوافق السليم للفرد في حياته فلابد من توفير جو من الحرية الحقيقية للفرد حتى " يستطيع الاستفادة من المعلم ويختار من بين الفرص العديدة المتاحة ويتخذ قراراته فيما يتعلق بشئون حياته

    2-الأسس النفسية التربوية :
    تعتمد الأسس النفسية التربوية في عملية الإرشاد والتوجيه على معرفة المرشد بطبيعة الأفراد والفروق الفردية بينهم سواء الفروق في القدرات أو الاستعدادات أو الميول أو الخصائص الجنسية والنفسية والعقلية والاجتماعية والانفعالية ، وتتطلب أيضاً معرفة كاملة بمطالب نمو ومساعدة الفرد لتحقيق ذاته وإشباعه لحاجاته وفقاً لمستوى النضج عنده ، حتى يتمكن من تحقيق سعادته .
    لذلك كل فرد يختلف عن الآخرين بسبب سماته الموروثة وخصائصه المكتسبة وكذلك يختلف أدراك الفرد لذاته عن إدراك الآخرين لها، ويرجع ذلك لاختلاف مستوى النمو ومستوى التعلم والطبقة الاجتماعية والمجتمع الذي يعيش به كل منهم وبذلك تتعدد طرق الإرشاد وعلى المرشد أن يعرف أن بعض المشكلات يعاني منها أفراد مختلفون وأسبابها ليست واحدة وبالتالي قد تنفع طريقة إرشادية في مساعدة فرد ولكنها لا تنفع في الوقت نفسه لمساعدة فرد آخر. ( أبوزيد : 1419هـ : ص 30).

    3-الأسس الاجتماعية : -
    كل فرد لابد أن يعيش في واقع اجتماعي له معايير وقيم وكيان اجتماعي يؤثر في الفرد ويتأثر به . وعلاوة على تأثر سلوكه وشخصيته وميوله واتجاهاته فهو يتأثر بالجماعات التي ينتمي إليها ويرجع إليها في تقييم سلوكه الاجتماعي والتي يعلب فيها أحب الأدوار الاجتماعية إلى نفسه وهو يشارك أعضاءها واقعهم وميولهم واهتماماتهم وقيمهم ومن هنا لابد للمرشد أن يأخذ في اعتباره الجماعة التي ينتمي إليها العميل وما تتسم به من سمات ومالها من عادات وتقاليد ، وعلى المسئولين عن الإرشاد والتوجيه الاستعانة بكل المؤسسات الاجتماعية من دينيه ومؤسسة الخدمة الاجتماعية ومؤسسات التأهيل المهني ومؤسسات رعاية المعوقين التي ينشئها المجتمع لتقويم أبنائه وتنشئتهم التنشئة الاجتماعية الصحيحة . ( سماره، نمر 1991م).

    4-الأسس العصبية والفسيولوجية :
    الإنسان جسم ونفس معاً وكلاهما يؤثر بالآخر . فإذا تعرض الفرد لاضطراب جسمي فإنه يؤثر في نفسيته كما أن اضطرابه النفسي في المقابل يؤثر في جسمه ومن هنا لابد عند التعامل مع الإنسان كوحدة واحدة ، فعلى المرشد أن يعرف إلى جانب معرفته السيكولوجية عن الفرد شيئاً عن الجسم من حيث تكوينه و وظيفته وعلاقتهما بالسلوك بشكل عام ، وعملية الإرشاد تتضمن تعلماً والتعلم يعتمد على المخ وبقية الجهاز العصبي بشكل كبير .( سماره ونمر 1991م).

    نــظــريـات الارشاد:

    يتفق المشتغلون بالتوجيه والإرشاد على أن المرشد الطلابي بحاجة كبيرة للتعرف على النظريات التي يقوم عليها التوجيه والإرشاد وذلك يعود لأهمية تطبيقها أثناء الممارسة المهنية للعمل الارشادي حيث أن هذه النظريات تمثل خلاصة ما قام به الباحثون في مجال السلوك الانساني والتي وضعت في شكل اطارات عامه تبين الاسباب المتوقعه للمشكلات التي يعاني منها المسترشد كما ترصد الطرق المختلفة لتعديل ذلك
    ا لسلوك وما يجب على المرشد القيام به لتحقيق ذلك الغرض .
    مفهوم النظرية:
    هي مجموعة متكاملة متناسقة من المعلومات التي يفترض من خلالها فهم و تفسير معظم الظواهر السلوكية, وتقوم على مسلمات و افتراضات علمية موضوعية. وعلى خلاصة جهد الباحثين في فهم السلوك البشري
    دور النظرية في الارشاد:
    تلعب النظرية دورا هاما في الارشاد, فهي تمدنا بالتالي:
    فهم ملائم للسلوك الانساني.
    فهم السلوك السوي و السلوك المضرب و اسباب اضرابه.
    تمنحنا طرقا و اساليب لتعديل السلوك المضرب و علاجة.
    خصائص النظرية الجيدة:
    الوضوح: حيث تشمل عدة اجرءات تضمن وضوحها مثل التعريفات,عدم تناقض المسمات.
    الشمولية: تغطي الظواهر السلوكية و لا تقتصر على الحالات الشاذة.
    قابليتها للبحث و التحقق: يمكن التأكد من فروضها و مفاهيمها و صلاحيتها عبر الأيام.
    القابلية للتطبيق و الممارسة: تساعد الممارسين على تطبيق أساليبها في تعديل السلوك.
    تحقيق الفائدة العلمية: حيث تقدم خدمات تطبيقية واسعة.
    اولا : نظرية الذات
    وتعتمد هذه النظرية على اسلوب الارشاد غير المباشر وقد اطلق عليها الارشاد المتمركز حول المسترشد "العميل" وصاحب هذه النظرية هو كارل روجرز وتعتمد هذه النظرية على أسلوب الإرشاد غير المباشر وقد اطلق عليها الإرشاد المتمركز حول المشترشد ( اعلميل ) وصاحب هذه النظرية هو كارل روجرز .
    وترى هذه النظرية أن الذات تتكون وتتكون وتتحقق من خلال النمو الايجابي وتتمثل في بعض العناصر مثل صفات الفرد وقدراته والمفاهيم التي يكونها بداخله نحو ذاته والآخرين والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها وكذلك عن خبراته وعن الناس المحيطين به ، وهي تمثل صورة الفرد وجوهره حيويته ولذا فان فهم الانسان لذاته له أثر كبير في سلوكه من حيث السواء أو الانحراف ، وتعاون المسترشد مع المرشد أمر أساسي في نجاح عملية الإرشاد فلابد من فهم ذات المسترشد ( العميل ) كما يتصورها بنفسه ولذلك فانه من المهم دراسة خبرات الفرد وتجاربه وتصوراته عن نفسه والأخرين من حوله .
    ويمكن تحديد جوانب اهتمامات هذه النظرية من خلال التالي :
    1- ان الفرد يعيش في عالم متغير من خلال خبراته ، ويدركه ويعتبره مركزه ومحوره .
    2- يتوقف تفاعل الفرد مع العالم الخارجي وفق لخبرته وادراكه لها لما يمثل الواقع لديه .
    3- يكون تفاعل الفرد واستجابته مع ما يحيط به بشكل كلي ومنظم .
    4- معظم الأساليب السلوكية التي يختارها الفرد تكون متوافقة مع مفهوم الذات لديه .
    5- التكيف النفسي يتم عندما يتمكن الفرد من استيعاب جميع خبراته الحية والعقلية واعطائها معنى يتلاءم ويتناسق مع مفهوم الذات لدية .
    6- سوء التوافق والتوتر النفسي ينتج عندما يفشل الفرد في استيعاب وتنظيم الخبرات الحسية العقلية التي يمر بها .
    7- الخبرات التي لاتتوافق مع مكونات ذات الفرد تعتبر مهدده لكيانها ، فالذات عندما تواجهها مثل هذه الخبرات تزداد تماسكا وتنظيما للمحافظة على كيانها .
    8- الخبرات المتوافقة مع الذات يتفحصها الفرد ثم يستوعبها ، وتعمل الذات على احتوائها ، وبالتالي تزيد من قدرة الفرد على تفهم الأخرين وتقبلهم كأفراد مستقلين .
    9- ازدياد الاستيعاب الواعي لخبرات الفرد يساعده على تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي تم استيعابها بشكل خاطيء لتؤدي الى تكوين منهج أو سلوك خاطيء لدى الفرد .
    تطبيقات النظرية :
    يمكن للمرشد الطلابي اتباع الاجراءات التالية :
    1- اعتبار المسترشد كفرد وليس مشكلة ليحاول المرشد الطلابي فهم اتجاهاته وأثره على مشكلته من خلال ترك المسترشد يعبر عن مشكلته بحرية حتى يتحرر من التوتر الانفعالي الداخلي .
    2-المراحل التي يسلكها المشكل في ضوء هذه النظرية تتمثل في الأتي :
    2/1 مرحلة الاستطلاع والاستكشاف : يمكن التعرف على الصعوبات التي تعبق المسترشد وتسبب له القلق والضيق والتعرف على جوانب القوة لديه لتقويمها والجوانب السلبة من خلال الجلسات الارشادية ومقابلة ولي أمره أو اخوته ومدرسية واصدقائه وأقاربه وتهدف هذه المرحلة الى مساعدة المسترشد على فهم شخصيته واستغلال الجوانب الايجابية منها في تحقيق أهدافه كما يريد .
    2/2 مرحلة التوضيح وتحقيق القيم : وفي هذه المرحلة يزيد وعي المترشد ويزيد فهمه وادراكه للقيم الحقيقية التي لها مكانه لديه من خلال الاسئلة التي يوجهها المرشد والتي يمكن معها ازالة التوتر الموجود لدى المسترشد .
    2/3 المكافأة وتعزيز الاستجابات : تعتمد على توضيح المرشد لمدى التقدم لدى المسترشد في الاتجاه الايجابي وتأكيده للمسترشد بأن ذلك يمثل خطوة أولية في التغلب على الاضطرابات الانفعالية .
    ثانيا : نظرية الارشاد العقلاني والانفعالي
    صاحب هذه النظرية هو البيرت اليس وهو عالم نفسي اكلينيكي اهتم بالتوجيه والارشاد المدرسي والارشاد الزواجي والأسري ، وترى هذه النظرية بأن الناس ينقسمون الى قسمين ، واقعيون ، وغير واقعيين ، وأن افكارهم تؤثر على سلوكهم فهم بالتالي عرضة للمشاعر السلبية مثل القلق والعدوان والشعور بالذم بسبب تفكيرهم اللاواقعي وحالتهم الانفعالية ، والتي يمكن التغلب عليها بتنمية قدرة الفرد العقلية وزيادة درجة ادراكه .
    تطبيقات النظرية :
    يمكن للمرشد الطلابي من خلال هذه النظرية القيام بالاجراءات التالية :
    1_ أهمية التعرف على أسباب المشكلة ، اي معرفة الاسباب غير المنطقية التي يعتقد بها المسترشيد والتي تؤثر على ادراكه وتجعله مضطربا .
    2_ اعادة تنظيم ادراك وتفكيرالمسترشد عن طريق التخلص من اسباب المشكلة ليصل الى مرحلة الاستبصار للعلاقة بين النواحي الانفعالية والافكار والمعتقدات والحدث الذي وقع فيهالمسترشد .
    3_ من الاساليب المختلفة التى تمكن المرشد الطلابي من مساعدة السترشد للتغلب على التفكير اللامنطقي هي
    *اقناع السترشد على جعل هذه الافكار في مستوى وعيه وانتباهه ومساعدته على فهم ( غير اللامنطقية) منها لديه
    *توضيح المرشد للسترشد بان هذه الافكار سبب مشاكله واضطرابه الانفعالي
    *توضيح الافكار المنطقية ومساعدتة على المقارنة بين الافكار المنطقية
    *تدريب المسترشد على اعادة تنظيم افكارة وداكه وتغير الافكار اللامنطقيه الموجوده لديه ليصبح اكثر فعاليه اعتمادا على نفسه فى الحاضر والمستقبل
    4_ اتباع المرشد الطلابي لاسلوب المنطق والاساليب المساعدة لتحقيق عملية الاستبصار لكسب ثقة السترشد
    5_ استخدام اساليب الارتباط الاجرائي والمناقشات الفلسفية والنقد الموضوعي واداء الواجبات المنزلية وهي من اهم جوانب العملية الارشادية
    6_ العمل على مهاجمة الافكار اللامنطقية لدى المسترشد باتباع الاساليب التالية:
    6/1 رفض الكذب واساليب الدعاية الهدامه والانحرافات التى يؤمن بها الفرد غير العقلاني
    6/2 تشجيع المرشد للمسترشد فى بعض المواقف واقناعه على القيام بسلوك يعتقد السترشد انه خاطئ ولم يتم فيجبره على القيام بهذا السلوك
    6/3 مهاجمة الافكار والحيل الدفاعية التى توصل المرشد الى معرفتها من خلال الجلسات الارشادية مع السترشد وابدالها بافكار اخرى .
    ثالثا : النظرية السلوكية Behaviour Theory
    يرى اصحاب هذه النظرية بان السلوك الانساني عباره عن مجموعة من العادات التى يتعلمها الفرد ويكتسبها أثناء مراحل نموه المختلفة ،ويتحكم في تكوينها قوانين الدماغ وهي قوى الكف وقوى الاستثارة اللتان تسّيران مجموعة الاستجابات الشرطية ، ويرجعون ذلك الى العوامل البيئة التى يتعرض لها الفرد .
    وتدور هذه النظرية حول محور عملية التعلم في اكتساب التعلم الجديد او في اطفائه أو اعادته، ولذا فان أكثر السلوك الانساني مكتسب عن طريق التعلم ،وان سلوك الفرد قابل للتعديل أو التغيير بايجاد ظروف واجواء تعليمية معينة.
    اضطراب السلوك
    تفترض النظرية ان الانسان يتعلم السلوك السوي و غير السوي من خلال تفاعلة مع البيئة, و يعمل التعزيز على تدعيم السلوك.

    السلوك الشاذ هو استجاباتمتعلمة خاطئة يتعلمها الفرد خلال نموة.

    عملية الارشاد و العلاج

    يهدف الارشاد و العلاج السلوكي الى تعديل السلوك المضرب و ذلك بتعلم سلوك جديد مرغوب. تبعا للخطوات التالية:

    تحديد السلوك المضرب.

    تحديد الظروف التي يحدث فيها.

    تحديد الاساليب العلاجية.

    تطبيق الخطة العلاجية.

    تقييم فعالية الاسلوب العلاجي
    تطبيقات النظرية:
    يقوم المرشد الطلابي بتحمل مسؤوليته في العملية الارشادية وذلك لكونه أكثر تفهما للمسترشد من خلال قيامه بالاجراءات التالية:
    1_وضع أهداف مرغوب فيها لدى المسترشد وأن يستمر المرشد الطلابي بالعمل معه حتى يصل الى أهدافه.
    2_معرفة المرشد الطلابي للحدود والاهداف التى يصبو اليها المسترشد من خلال ا لمقابلات الاولية التى يعملها مع المسترشد.
    3_ادراكه بان السلوك الانساني مكتسب عن طريق التعلم وقابل للتغير.
    4_معرفة اسس التعلم الاجتماعي ةتاثيرها على المسترشد من خلال التغيرات التى تطرأ على سلوك المسترشد خارج نطاق الجلسات الارشادية.
    5_صياغة أساليب ارشادية اجرائية عديدة لمساعدة المسترشد على حل مشكلاته.
    6_توقيت التعزيز المناسب من قبل المرشد ليكون عملا مساعدا في تحديد السلوك المطلوب من المسترشد،وقدرته على استنتاج هذا السلوك المراد تعزيزه.
    المبادئ التى ترتكز عليها هذه النظرية في تعديل السلوك:
    في النظرية السلوكية بعض المبادئ والاجراءات التى تعتمد عليها وتحتاج المرشد الطلابي لتطبيقها كلها او اختيار بعضها في التعامل مع السترشد من خلال العلاقة الارشادية على النحو التالي:

    1_الاشراط الاجرائي:
    ويطلق عليه مبادئ التعلم حيث انها تؤكد على الاستجابات التى تؤثر على الفرد،فان التعلم يحدث اذا أعقب السلوك حدث في التيئة يؤدي الى اشباع حاجة الفرد واحتمال تكرار السلوك المشبع في المستقبل وهكذا تحدث الاستجابة ويحدث التعلم أي النتيجة التى تؤدي الى تعلم السلوك وليس المثير، ويرتبط التعلم الاجرائي في أسلوب التعزيز الذي يصاحب التعلم وصاحب هذا الاجراء هو (سكنر) والذي يرى أن التغيرات تحدث نتيجة لتبادلات في سلسلة من المقدمات و الاستجابات والنتائج مما تؤدي الى التحكم في الاجراء اذا كان وجود النتيجة يتوقف على الاستجابة.
    ولهذا الاجراء استخدامات كثيرة في مجال التوجيه والارشاد والعلاج السلوكي وتعديل سلوك الاطفال والراشدين في المدارس ورياض الاطفال والمستشفيات والعيادات ولها استخداماتها في التعليم والتدريب والادارة والعلاقات العامة.

    2_التعزيز أو التدعيم :
    ويعتبر هذا المبدأ من أساسيات عملية التعلم الاجرائي والارشاد السلوكي ويعد من أهم مبادئ تعديل السلوك لانه يعمل على تقوية النتائج المرغوبة لذا يطلق عليه اسم مبدأ (الثواب أو التعزيز)فاذا كان حدث ما (نتيجة ) يعقب اتمام استجابة (سلوك) يزداد احتمال حدوث الاستجابة مرة أخرى يسمى هذا الحدث اللاحق معزز أومدعم.
    والتعزيز نوعان هما:

    2/1التعزيز الايجابي:
    وهو حدث سار كحدث لاحق (نتيجة) لاستجابة ما (سلوك) اذا كان هذا الحدث يؤدي الى زيادة استمرار قيام السلوك. مثال:
    طالب يجيب على سؤال أحد المعلمين فيشكره ويثني عليه ، فيعاود الطالب الرغبة في الاجابة على أسئلة المعلم.

    2/2التعزيز السلبي :
    ويتعلق بالمواقف السلبية والبغيضة والمؤلمة فاذا كان استبعاد هذا الحدث منفرد يتلو حدوث سلوك بما يؤدي الى زيادة حدوث هذا السلوك فان استبعاد هذا الحدث يطلق عليه تدعيم أو تعزيز سلبي. مثال:
    فرد لديه حلة أرق بدأ يقرأ في صحيفة فاستسلم للنوم نجد أنه فيما بعد يقرأ الصحيفة عندما يرغب النوم.

    3_التعليم بالتقليد والملاحظة والمحاكاه:
    وتتركز أهمية هذا المبدأ حيث أن الفرد يتعلم السلوك من خلال الملاحظة والتقليد ،فاطفل يبدأ بتقليد الكبار ،والكبار يقلد بعضهم بعضا وعادة يكسب الافراد سلوكهم من خلال مشاهدة نماذج في البيئة وقيامهم بتقليده،ويتطلب في العملية الارشادية تغيير السلوك وتعديله اعداد نماذج السلوك السوى على أشرطة تسجيل (كاسيت) أو أشرطة فيديو أو أفلام أو قصص سير هادفة لحياة أشخاص مؤثرين ذوى أهمية كبيرة على الناشئةمثل قصص الصحابة رضوان الله عليهم لكونهم يمثلون قدوة حسنة يمكن الاحتذاء بهم، وكذا قصص العلماء والحكماء من أهل الرأى والفطنة والدراية، وكذلك نماذج من حياتنا المعاصرة فمحاكاة السلوك المرغوب منخلال الملاحظة يعتمد على الانتباه والحفظ واستعادة الحركات والهدف أوالحافز، اذ يجب أن يكون سلوك النموذج أو الثال هدفا يرغب فيه المسترشد رغبة شديدة ، فجهد مثل هذا يمثل أهمة كبيرة للمسترشد وذا تأثر قوي عليه،ويمكن استخدام النموذج الاجتماعي في الحالات الفردية والارشاد والعلاج الجماعي.

    4_العقاب
    ويمثل في الحدث الذي يعقب حدوث الاستجابة والذي يؤدي الى اضعاف الاستجابة التي تعقب ظهور العقوبة، أوالتوقف عن هذه الاستجابة وينقسم العقاب الى قسمين هما:

    4/1:العقاب الاجابي
    ويتمثل في ظهور حدث منفر (مؤلم) للفرد بعد استجابة مايؤدي الى اضعاف هذه الاستجابة أو توقيفها ومن أمثلة ذلك العقاب (العقاب البدني ) والتوبيخ بعد قيام الفرد بسلوك غير مرغوب اذا كان ذلك يؤدي الى نقص السلوك أوتوقفه، ونؤكد بان أسلوب استخدام العقاب البدني محظور على المرشد الطلابي وكذا المعلمين.
    4
    /2:العقاب السلبي
    وهو استبعاد حدث سار للفرد يعقب أي استجابة مما يؤدي الى اضعافها أو اختفائها مثال:
    حرمان الابناء من مشاهدة بعض برامج التلفاز وتوجيههم لمذاكرةدروسهم وحل وجباتهم فان هذا الاجراء يعمل على تقليل السلوك غير المرغوب وهو عدم الاستذكار ولكنه يحرمهم من البرامج المحببة لديهم ،يسمى عقابا سلبيا،ويفضل المرشدون والمعالجون النفسيون أسلوب العقاب السلبي في معالجة الكثير من الحالات التي يتعاملون بها .

    5_التشكيل :
    وهي عملية تعلم سلوك مركب وتتطلب تعزيز بعض أنواع السلوك وعدم تعزيز أنواع أخرى ويتم من خلال استخدام القوانين التالية :

    5/1 الانطفاء أو الاطفاء أوالاغفال أو المحو :
    وهو انخفاض السلوك في حال التعزيز سواء أكان بشكل مستمرأم منقطع فيحدث المحو أو الانطفاء أو الاغفال أوالاطفاء.. وتفيد في تغيير السلوك وتعديله وتطويره ويتم من خلال اهمال السلوك وتجاهله وعدم الانتباه اليه أو عن طريق وضع صعوبات أومعوقات أمام الفرد مما يعوق اكتساب السلوك ويعمل علي تلاشيه مثال ذلك :
    الطالب الذي تصدر منه أحيانا كلمات غير مناسبة كالتنابز بالالقاب مثلا فان من وسائل التعامل مع هذا السلوك هو اغفال وتجاهل تماما مما قد يؤدي الى الكف عن ممارسة هذا السلوك.

    5/2 التعميم :
    ويحدث التعميم نتيجة لاثر تدعيم السلوك ممايؤدي الى تعميم المثير على مواقف أخرى مثيراتها شبيهة بالمثير الأول أوتعميم الاستجابة في مواقف أخرى مشابه ،ومن أمثلة التعميم:
    ( مثال على تعميم المثير ):
    الطفل الذي يتحدث عن أمور معينة في وجود أفراد أسرته (مثير) قد يتحدث عن هذه الامور بنفس الطريقة مع ضيوف الأسرة (مثير) فسلوك الطفل تم تعميمه الى مواقف أخرى ،ولذا نجد مثل هذه الحالات في الفصل الدراسي ويمكن تعميم السلوكيات المرغوب فيها لبقية زملاء الدراسة.
    ممثال على التعميم الاستجابة):
    تتغيير استجابة شخص اذا تاثر باستجابات أخرى لديه فلو امتدحنا هذا الشخص لتبسمه (استجابة)فان قد يزيد معدل الضحك والكلام أيضا لذا فان في تدعيم الاستجابة يحدث وجود استجابات أخرى (الابتسامة والضحك) عند امتداحه في موقف أخرى.

    5/3 التمييز :
    ويتم عن طريق تعزيز الاستجابة الصحيحة لمثير معين أي تعزيز الموقف المراد تعليمه أوتعديله وثال ذلك : عندما يتمكن الفرد من ابعاد يديه عن أي شئ ساخن كالنار مثلا.

    6_ التخلص من الحساسية أو (التحصين التدريجي ) :
    ويتم ذلك في الحالات التي يكون فيها الخوف أوالاشمئزاز والذي ارتبط بحادثة معينة فيستخدم طريقة التعويد التدريجي النمظم ويتم التعرف على المثيرات التي تستثير استجابات شاذة ثم يعرض المسترشد تكرارا وبالتدريج لهذه المثيرات المحدثة للخوف أو الاشمئزاز في ظروف يحس فيها بأقل درجةمن الخوف أو الاشمئزاز وهو في حالة استرخاء بحيث لا تنتج الاستجابةالشاذة ثم يستمر التعرض على مستوى متدرج في الشدة حتى يتم الوصول الى المستويات العالية من شدة المثير بحيث لاتستثير الاستجابة الشاذة السابقة وتستخدم هذه الطريقة لمعالجة حالات الخوف والمخاوف المرضية.

    7_الكف المتبادل :
    ويقوم أساسا على وجود أنماط من الاستجابات المتنافرة وغير المتوفقة مع بعضها البعض مثل الاسترخاء والضيق مثلا ، ويمكن استخدامه في معالجة التبول الليلي حيث أن التبول يحدث لعدم الاستيقاظ والذهاب الى دورة المياه، ولذا فأن الطفل يتبول وهو نائم على فراشه والمطلوب كف النوم فيحدث الاستيقاظ والتبول بشكل عادة الاستيقاظ لذا فأن كف النوم يؤدي الى كف التبول بالتبادل ، لذلك لابد من تهيئة الظروف المناسبة لتعليم هذا النمط السلوكي.

    8-الاشراط التجنبي :
    يستخدم المرشد أوالمعالج النفسي لتعديل السلوك غير المرغوب فيه وقد استخدم في معالجة الذكور الذين ينزعون الجنس الاخر والتشبه بهم أو في علاج الكحولية أو التدخين ،ويتم استخدام مثيرات منفرة كالعقاقير المقيئة والصدمات الكهرابائيةوأشرطة كاست تسجل عليها بعض العبارات المنفرة والتي تتناسب مع السلوك الذي يراد تعديله.

    9_ التعاقد السلوكي (الاتفاقية السلوكية) :
    ويقوم هذا الاسلوب على فكرة أن من الافضل للمسترشد أن يحدد بنفسه التغيير السلوكي المرغوب ،ويتم من خلال عقد يتم بين طرفين هما المرشد والسترشد يحصل بمقتضاه كل واحد منهما على شئ من الاخر مقابل مايعطيه له . ويعتبر العقد امتداد لمبادئ التعليم من خلال اجراء يتعزز بموجبه سلوك كعين مقدما حيث يحدث تعزيزفي شكل مادي ماموس أو مكافأة اجتماعيةفعلى سبيل المثال نجد أن المسترشد الذي يعاني من الترهل والسمنة ويريد انقاص وزنه يتم العقد بينه وبين المرشد على أن يودع الطرف الأول مبلغ من المال لنفرض خمسمائة ريال على أن تعاد اليه كل خمسين ريالا اذا نقص وزنه كيلوجراما أو أنه يفقدها في حالة زيادة وزنه كيلو جراما واحدا.

    دراسـة الحالة:

    دراسة الحالة الفردية من أهم الأعمال الإرشادية التي يقوم بها المرشد الطلابي في المدرسة ؛ بل إنها الميزة التي تميزه عن غيره ، وتعد من أدق الأعمال الإرشادية لما تتطلبه من خبرة ودراية ومهارة فنيه وتدريب عالى للقيام بها

    ما المقصود بدراسة الحالة ؟
    تعتبر دراسة الحالة من الأدوات الرئيسية التي تعين المرشد النفسي على تشخيص وفهم حالة الفرد وعلاقته بالبيئة .
    والمقصود بدراسة الحالة أنها جميع المعلومات المفصلة والشاملة التي تجمع عن الفرد المراد دراسته في الحاضر والماضي ، وتعد دراسة الحالة تاريخ شامل لحياة الفرد المعني بالدراسة وتاريخ الحالة ما هي إلا جزء من دراسة الحالة ، وتعتبر دراسة الحالة الطريق المباشر إلى جذور المشكلات الإنسانية .


    مصادر اكتشاف الحالة :
    1 ـ الطالب نفسه : عندما يلجأ إلى المرشد الطلابي لطلب المساعدة في حل مشكلته التي يعاني منها
    2 ـ المرشد الطلابي : وذلك من خلال ما يلاحظه أو يسمعه عن سلوكيات بعض الطلاب خلال أدائه لعمله الميداني .
    3 ـ المواقف اليومية الطارئة : عندما تتكرر هذه المواقف على طالب أو أكثر مما يستدعي الأمر تحويله إلى المرشد الطلابي لدراسة حالته .
    4 ـ إدارة المدرسة : وهو عندما يحول الطالب من قبل المدير أو الوكيل لغرض علاج حالته وبحثها .
    5 ـ المعلمون : وهي ما يتم ملاحظة تلك السلوكيات من قبل المعلمين داخل الفصل أو خارجه لكي يتم تعديله ومسايرة زملائه الطلاب الآخرين

    6 ـ الأسرة : وتتم عندما يتم مقابلة المرشد الطلابي لولي الأمر وإشعاره ببعض السلوكيات والتصرفات التي تصدر من ابنه ويطلب من المرشد الطلابي دراسة حالته ومساعدته .
    7 ـ أعضاء جماعة الإرشاد الطلابي : من خلال تلك البرامج التي تعمل على تكاتف العمل بين المرشدالطلابي وأعضاء الجماعة والتعاون بينهم في القضاء على بعض السلوكيات التي قد يلحظونها على زملائهم وذلك في منتهى السرية .

    أهداف دراسة الحالة :
    تهدف دراسة الحالة إلى :
    1 ـ تحقيق الصحة النفسية للمسترشد وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي له .
    2 ـ إزالة ما يعترض سبيل المسترشد من عقبات وصعوبات ومساعدته في التغلب عليها ، أو التخفيف منها واستبعاد الأسباب التي لا يمكن إزالتها .
    3 ـ تعديل سلوك الطالب إلى الأفضل .
    4 ـ تعليم الطالب كيف يحل مشكلاته ويصنع قراراته بنفسه .

    حصر الحالات التي ينبغي الاهتمام بها من قبل المرشد الطلابي:

    يمكن حصر الحالات التي ينبغي توجيه اهتمام المرشد الطلابي في ميادين كثيرة أهمها :
    1 ـ حالات التأخر الدراسي مثل : متكرر الرسوب ، الرسوب في أكثر من نصف المواد ، الرجوع إلى الدراسة بعد الانقطاع .
    2 ـ حالات سوء التكيف الاجتماعي مثل : عدم التوافق مع أنظمة المدرسة أو الزملاء أو المعلمين العدوانية والمشاكسة المستمرة .
    3 ـ حالات الإعاقة : مثل ك عدم سلامة الحواس (( السمع أو البصر )) أو جهاز النطق ـ العرج والشلل ـ الربو وضيق التنفس .
    4 ـ الحالات النفسية مثل : الخجل ـ القلق ـ الاكتئاب ـ الانطواء ـ الخوف المرضي ـ الوسواس ـ توهم المرض ـ
    وليس كل حالة من تلك الحالات يتم بحثها على الفور ولكن إذا لاحظ المرشد الطلابي أن تلك الحالة التي يعاني منها الطالب قد أثرت على سيره الدراسي أو الأخلاقي بصورة عكسية .

    أدوات الدراسة :
    1 ـ المقابلة في الإرشاد النفسي ، ويمكن الرجوع إلى كتاب المقابلة في الإرشاد النفسي للدكتور / محمد ماهر عمر فهذا أفضل كُتَّاب المكتبة كتب في المقابلة .
    2 ـ الملاحظة ( ملاحظة السلوك الخاضع للدراسة ) .
    3 ـ السيرة الذاتية : وهي ما يكتبه الطالب { المعني بالدراسة } عن حالة وما يعانيه لا سيما إذا كان الطالب لا يستطيع التعبير عن مشاعره أو أفكاره .


    ماذا نقصد بوصف المشكلة ؟
    المقصود بوصف المشكلة توضيح الظروف والأعراض التي رافقت حدوث المشكلة والمظاهر الخارجية التي لوحظت على الحالة كالعدوانية ، الخجل ، الغياب عن المدرسة ، النوم في الفصل دون ذكر أسباب المشكلة أو التعرض للجهود العلاجية .

    ما هي الأفكار التشخيصية الأولية ؟
    هذا أول ما يتبادر إلى الباحث من الأسباب التي أدت إلى المشكلة ولكن ما يذكره الباحث في هذا النوع من التشخيص ليس بالضرورة هي أسباب حقيقية بل يمكن تغييرها مستقبلاً عندما تكتمل الصورة عن المشكلة ، وعندما يفهم الباحث المشكلة بصورة أكثر بحسب ما يتوافر لديه من معلومات .

    متى تتم إحالة المشكلة للجهات المختصة ؟
    عندما يدرك الباحث أن المشكلة التي بحوزته ليس بمقدوره أن يقدم لها المساعدة المطلوبة إما لنقص في قدرات المرشد أو أنها ليست ضمن نطاق عمله التخصصي يعمل على تحويلها إلى شخص آخر أكثر منه خبرة ودراية وتدريب أو يحيلها إلى مراكز العلاج النفسي .

    ما هي العبارة التشخيصية ومما تتكون ؟
    هي عبارة عن خلاصة ما توصل إليه المرشد من معلومات بعد تحليلها وتفسيرها واستبعاد ما ليس له علاقة بالمشكلة ، وتتكون العبارة التشخيصية من :
    أولاً : المقدمة :
    والمقصود بالمقدمة بعض البيانات الأولية التي تدل على الحالة كرمز الطالب مثلاً طالب مسترشد اسمه / محمد عبدالله القحطاني ـ الرمز ( م ، ع ، ق ) ـ الصف الدراسي : الرابع ابتدائي ـ المرحلة : الابتدائية ـ العمر 10 سنوات .
    الشكوى : (( يعاني الطالب من صعوبة في النطق )) .
    التصنيف العام : مشكلة صحية نفسية .
    التصنيف الخاص (( الطائفي )) : صعوبة في النطق .

    ثانياً : الجوهر :
    والمقصود بالجوهر الأسباب الذاتية والبيئية التي كونت المشكلة وهي مترابطة متشابكة متداخلة يرتبط فيها الحاضر بالماضي ، وتؤثر العوامل البيئة في الذاتية .. فمثلاً سوء معاملة الوالدين للطفل والقسوة عليه تؤديان إلى : إما للعدوانية أو الخجل والانطواء … إلخ .

    أ ـ العوامل الذاتية وتشمل :

    * الحالة الجسمية : كالأمراض العضوية { صعوبات الكلام ، ضعف السمع أو البصر .. وغيرها } .
    * الحالة النفسية : كالخجل العدوانية والوسواس القهري .
    * الحالة الاجتماعية : كالانعزال وعدم وجود صداقات للطالب وسوء التكيف الاجتماعي .
    * الحالة العقلية : كنقص الذكاء وصعوبة التعلم وبطء التعلم .. إلخ .
    العوامل البيئة :
    وتعني جميع المؤثرات الخارجية التي تؤثر في شخصية الفرد ، أي العوامل التي تشكل ضغطاً على الطالب كالأسرة والمدرسة والمجتمع .

    ثالثاً : الخاتمة :
    تعني الخاتمة أهم التوصيات العلاجية مع الإشارة إلى نوعية الطريقة التي سيسلكها المرشد في علاج المشكلة بدون تفصيل ، كما ينبغي الإشارة إلى نقاط القوة لدى المسترشد لاستثمارها في العلاج ونقاط الضعف لعلاجها .

    الهدف العلاجي :
    لكل مشكلة من المشكلات النفسية والاجتماعية أهداف ، هذه الأهداف توجدها وتحددها الحالة المعنية بالدراسة ، ويمكن تلخيص أهم الأهداف العلاجية بما يلي :
    1 ـ تعليم المسترشد كيف يحل مشكلته بنفسه ويصنع قراره بنفسه أيضاً دون الحاجة إلى اللجوء إلى
    المرشد مستقبلاً .
    2 ـ مساعدة المسترشد في التغلب على المشكلات التي يعاني منها .
    3 ـ الرفع من مستوى الطالب التحصيلي والعلمي .
    4 ـ تحقيق الصحة النفسية للمسترشد .

    رسم خطة العلاج :
    يعتمد علاج المشكلات النفسية والاجتماعية على مدى ما توفر للمرشد من معلومات عن الحالة ، وعلى مدى فهم المرشد للمشكلة فهماً صحيحاً دقيقاً ليتمكن من خلال ذلك من وضع خطة علاجية مناسبة للحالة التي بين يديه .
    كما أن العلاج يعتمد اعتماداً كلياً على إزالة الأسباب الذاتية والبيئة التي كونت المشكلة ، وتخليص المسترشد من تأثيراتها الضاغطة عليه ، ولكن ليس بمقدور المرشد إزالة كل الأسباب لأن هناك أسباباً لا يمكن إزالتها أو القضاء عليها ولكن يمكن أن يعمل المرشد على التخفيف من وقعها على المسترشد ، ومساعدتها في التكيف مع وضعه المزري ، وهذا في حد ذاته أفضل من ترك الطالب عرضه للصراع والتوتر والقلق .
    وعلاج المشكلات النفسية والاجتماعية يعتمد اعتماداً كلياً ـ أيضاً ـ على التشخيص الدقيق بنوعيه التشخيص الذاتي والتشخيص البيئي ولا ينبغي التفكير بأن تقسيم التشخيص إلى ذاتي وبيئي أنهما منفصلان ولكنهما متداخلان يؤثر بعضهما على الآخر .


    متابعة الحالة :
    يعني تتبع الحالة متابعة الحالة لمعرفة مدى التحسن من عدمه ، فأحياناً يتحسن وضع الطالب الخاضع للدراسة لمجرد العناية والرعاية ، وهذا ما يطمح له المرشد ، ولكن أحياناً لا يتحسن وضع الطالب لأسباب غير مقدور عليها ، وعلى سبيل المثال فإن متابعة الحالة تتم على النحو التالي :ـ
    1 ـ اللقاء بالمسترشد بين فترة وأخرى للسؤال عن حالته .
    2 ـ اللقاء ببعض المعلمين لمعرفة مدى تحسن الطالب علمياً وملاحظتهم على سلوكه .
    3 ـ الاطلاع على سجلات الطالب ودفاتره ومذكرة واجباته .
    4 ـ الاتصال بولي أمره إما تلفونياً أو بطلب حضوره للمدرسة لمعرفة وضعه داخل الأسرة ،
    ولابد أن يذكر المرشد تاريخ المتابعة ومتى تمت .
    إنهاء الحالة :
    يمكن للمرشد الطلابي إغلاق ملف الحالة إذا رأى وأحس ألا فائدة من الاستمرار فيها
    للأسباب الآتية:
    1 ـ انتقال الطالب من المدرسة أو تركه لها .
    2 ـ إحساس المرشد أنه لا يستطيع تقديم المساعدة للتلميذ ، عندئذٍ يقوم بتحويل الحالة لوحدة الخدمات الارشادية او لجهة اختصاص اخرى
    أكثر منه خبرة .
    3 ـ أن تكون الحالة ليست في نطاق عمل المرشد كالأمراض النفسية والعقلية وغيرها ، فيقوم
    المرشد بتحويلها للعيادة النفسية ، ويتولى هو دور المتابعة .
    4 ـ عندما يتحسن المسترشد ، ويدرك المرشد أن المسترشد قد تعلم كيف يحل مشكلاته بنفسه.

    المرجع:http://www.gcjeddah.com/index.php?action=mafaheem

     

    كلمات مفتاحية  :
    تربيه التوجية والارشاد

    تعليقات الزوار ()