حب الشباب أو العد الشائع ( Acne Vulgaris ) بدرجته الخفيفة يحدث عالمياً وفي الغالب يكون في مرحلة العقد الثاني من العمر ، مع تقدم للنساء بشكل عام في وقت الحدوث ... وهو من الأمور الشائعة ويسبب بعض الإشكاليات للبعض.
حرصنا في ( شبكة نور الإسلام ) على إجراء حوار مع متخصص فيه لتبيين عدد من الحقائق والمعلومات حول هذا المرض ...
وكان التوجه نحو سعادة الدكتور / رائد عبد الرزاق طرابلسي اختصاصي الأمراض الجلدية و التجميل من مدينة حمص بالجمهورية العربية السورية .
بداية نرحب بضيفنا الكريم ونشكر له مشاركته في هذا الحوار :
س : سعادة الدكتور: نود منك التعريف بشكل عام بحب الشباب وتبيين أنواعه ؟
ج :العد الشائع أو حب الشباب هو مرض جلدي شائع ومزمن محدد لذاته عادة،يصيب المناطق الجلدية الغنية بالجريبات الزهمية ، تعتبر الحالات الخفيفة منه فيزيولوجية ، وهو يصيب 85%-100% من الأشخاص في إحدى مراحل حياتهم . ويكون أكثر حدوثا عند البيض.
يحدث العد عند البلوغ ويكون على أشده مابين 14-18سنة ، وكثيراً ما يتلاشى بعد سن العشرين . ولسوء الحظ قد يستمر عند بعض المرضى بعد الثلاثين ، ويوجد لدى 5 % من النساء و 1 % من الرجال في سن الأربعين.
أما عن أشكاله فله ثلاثة أشكال (العد الزؤاني- العد البثري الحطاطي- العد المكبب ) وله أشكال خاصة نذكر منها ( العد المقلوب- العد الخاطف – العد الآلي- عد الرضع والأطفال- العد التماسي- العد الدوائي- العد الصيفي- العد التسحجي عند الفتيات الشابات ) .
س : ما هي العوامل المسببة لنشوء هذا المرض ؟
ج : يتداخل في العد عدة عوامل أساسية أهمها:( فرط التقرن الجرابي- فرط الإفراز الزهمي- الالتهاب- الجراثيم- الهرمونات – الوراثة ) .
س : النظام الغذائي و أشعة الشمس ، هل لهن تأثير في ظهور حب الشباب أوالوقاية منه ؟
ج:لم يثبت أي علاقة لحب الشباب بالنظام الغذائي أبداً . وغالباً ما تفيد الأشعة فوق البنفسجية حب الشباب إلا أنه قد يتفاقم بعدها وخاصة في الجو الرطب.
س : هل إكثار غسل المناطق الأكثر إصابةً بحب الشباب يقلل من نسبة الإصابة ، وما هو الاعتدال في ذلك ؟
ج :إن الإكثار من غسل مناطق حب الشباب لا يقلل من نسبة الإصابة ، بل ينصح مرضى حب الشباب عادة أن يكتفوا بغسل الوجه مرتين أو ثلاث مرات في اليوم لإزالة الزهم السطحي في الجلد.
س : هل للضغط النفسي أثر على نشوء حب الشباب أو على شدته ؟
ج :إن الضغط النفسي والعوامل الانفعالية ذات أثر على نشوء حب الشباب أو شدته حيث تؤدي إلى زيادة إنتاج الأندروجينات الكظرية والتي بدورها تؤدي إلى زيادة إفراز الزهم .
س : هل يمثل حب الشباب البثري تقيحاً جلدياً ،وبالتالي هل هو مرضٌ معدٍ ؟
ج : إن أي جريب زهمي يكون مسكوناً وبكثافة من قبل الجراثيم والفطور ولكنها غير ممرضة وهي تقيم بشكل دائم , لهذا السبب حب الشباب الذي شكله بثري لا يمثل تقيحا جلديا وهو مرض غير معد .
س : عدد من النساء يعانين من اختلال في شدة هذا المرض قبيل الدورة الشهرية لهن ، فهل يوجد تفسير لذلك ؟
ج : يلاحظ لدى عدد غير قليل من النساء المصابات بحب الشباب حدوث هجمة في الآفات الحطاطية البثرية في وقت ما سابق للحيض، حيث يظهر نحو خمس آفات إلى عشر قبل الحيض بأسبوع تقريبا ، والسبب يعود إلى البروجسترون الذي يعمل كوسيط يحرض ظهور الآفات.
س: ما نصيحتك لتلك النساء في التحكم بهذا الاضطراب ؟
ج :إن موقفات الإباضة تقلل أو تحول دون حدوث الهجمة في الآفات العدية.
س : هل توجد احتياطات لاستخدام النساء المصابات بحب الشباب لمساحيق التجميل ؟
ج : قد تسبب مساحيق التجميل آفات عدية " زؤان مغلق- حطاطات بثرية " ؛ لذلك تنصح النساء المصابات بحب الشباب بتجنب مساحيق التجميل ما أمكن. وننصح عادة باستخدام مستحضرات تجميل علاجية لحب الشباب متوفرة الآن في الأسواق.
س : تسمية هذا المرض بحب الشباب هل فيها دلالة على أنه مقتصر على هذه الفئة العمرية ، أم أنه يصيب جميع الأعمار ؟
ج :يبدأ حب الشباب بالظهور قبيل أو بعد سن البلوغ فهو يصيب المراهقين الشباب بنسبة 85% فأغلب إصاباته للشباب ، إلا أنه قد يصيب أعمار العشرينات والثلاثينات والأربعينيات أحيانا.
س : العُدُّ الوَرْدِيّ (Rosacea ) من الأمراض التي يحدث لدى البعض الخلط بينها وبين حب الشباب – العد الشائع - ... فما الفرق بينهما ؟
ج : العد الوردي ليس مرض جريبي بدئي وليس له أي صلة بحب الشباب،وهو شائع عند النساء بين 20-50سنة خاصة في سن اليأس إلا أن إصابة الرجال عند حدوثها أشد ، ويتوضع عادة في الوجه, ويتظاهر بسطوح حمامية وآفات عدية الشكل وبتوسع في الشعيريات. ويتحرض بأشعة الشمس وببعض الأطعمة (البهار- القهوة- الشاي ) وببعض الأمراض ( اعتلال المرارة المزمن- فرط التوتر الشرياني) وقد يترافق بآفات عينية. علاجه المفضل التتراسكلين داخلا والميترونيدازول موضعيا والواقيات الشمسية.
س: متى يُحتاج لمعالجة حب الشباب ؟
ج : بشكل عام نعالج جميع الآفات الخفيفة والمتوسطة والشديدة، وتهدف المعالجة إلى تقصير سير و حدّة المرض وتجنب حدوث التندب.
س : لعلاج حب الشباب عدد من التقسيمات ، فهل بالإمكان إلقاء إضاءة حولها ؟
ج : معالجة الأشكال الخفيفة : تعالج بمحاليل الصادات الموضعية وحدها مثل الأريترومايسين أوالكلنداسين .
معالجة الأشكال المتوسطة : نضيف إلى المعالجة الموضعية إعطاء الصادات فمويا مثل التتراسكلين أو الأريترومايسين.
معالجة الزؤان : موضعيا بالتريتينوين أو بيروكسيد البنزويل.
معالجة الأشكال الشديدة : أفضل علاج الايزوتريتينوين الفموي . وتوجد معالجات أخرى تعطى حسب الحالة.
س: ما هي المدة المتوقع معها بدء فعالية العلاج ، وهل يوجد ضرر من وقف العلاج دون الرجوع للطبيب المعالج ؟
ج: بشكل عام تتوجب المعالجة لأشهر طويلة وغالبا ما تبدأ النتائج بالظهور خلال 4- 8 أسابيع ولا ينبغي وقف العلاج دون الرجوع للطبيب .
س: في حال رغبة المرأة المصابة بحب الشباب والتي تواظب على استخدام أدوية لعلاج حب الشباب الحمل ، فهل تؤثر الأدوية على هذا الخيار ؟
ج : هناك بعض الأدوية تمنع منعا باتا في حال الرغبة بالحمل لأنها مشوهة للجنين كالأيزوتريتينوين ، ويسمح فقط ببعض الأدوية مثل الأريترومايسين .
س : يلجأ بعض المرضى لحك حب الشباب ، فهل ذلك تصرف صحيح ؟
ج : إن أول ما ننصح به مرضى حب الشباب هو عدم اللعب بالآفات أو حكها أو عصرها لأن ذلك يؤدي إلى تسحجها وإمكانية حدوث التندب وترك علامات مكان الآفات بعد شفائها.
س:ينتج عن حب الشباب لدى البعض بعض الندوب،فهل يوجد لها علاج ؟
ج :نعم ، هناك عدة خيارات لعلاج الندبات منها : معالجة موضعية بالآزوت السائل- استئصالها بالجراحة- تقشير كيميائي- ليزر co2 – حقن مواد مالئة- سنفرة الجلد.
س: بشكلٍ عام ما هي نصائحك للتعايش مع حب الشباب ؟
ج : يجب أن نطمئن مرضى حب الشباب بأن مرضهم يصاب به أغلبية الناس في إحدى مراحل حياتهم ، وأن الحالات الخفيفة منه فيزيولوجية أي ليست مرضاً ، وأن أغلب الحالات تشفى بعد سن العشرين، فيجب أن يتعايشوا مع المرض بشكل طبيعي، ولكن ننصحهم دائماً بالمعالجة مهما كان نوع حب الشباب وذلك من أجل تقصير سير و شدة المرض وتجنب حدوث المضاعفات من تندب وغيره.
س : ختاماً ... هل لديك إضافة تود طرحها ؟
ج : إن آلية حب الشباب معقدة وتعتمد على تداخل مجموعة عوامل وهناك معالجات كثيرة موضعية وجهازية وبالرغم من كل الذي ذكرناه سابقا يبقى هناك مجموعة من الأسئلة بحاجة إلى أجوبة : لماذا يصاب البعض بحب الشباب ولا يصاب الآخرون بالرغم من أن مستويات الأندروجين وعدد الجراثيم العدية البروبيونية متماثلة؟......... ما الذي يحدد شدة المرض لدى المريض؟ ما هو سبب الشفاء العفوي ؟
كلها أسئلة محل بحث وإن شاء الله يتوصل لإجابات واضحة لها