بتـــــاريخ : 10/9/2008 8:59:04 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 827 0


    استرضاء الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.rasoulallah.net

    كلمات مفتاحية  :
    استرضاء الرسول للأنصار

    استرضاء الرسول صلى الله عليه وسلم  للأنصار


        * عن أبي سعيد الخدري قال : لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنائم يوم حنين وقسم للمتألفين من قريش وسائر العرب ما قسم ، ولم يكن في الأنصار منها شيء قليل ولا كثير ، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى قال قائلهم : لقي والله رسول الله قومه ! فمشى سعد بن عبادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم . فقال : " فيم ؟ " قال : فيما كان من قسمك هذه الغنائم في قومك وفي سائر العرب ولم يكن فيهم من ذلك شيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأين أنت من ذلك ياسعد ؟ " قال : ما أنا إلا أمرؤ من قومي . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  " فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة فإذا اجتمعوا فأعلمني " فخرج سعد فصرخ فيهم فجمعهم في تلك الخطيرة فجاء رجل من المهاجرين فأذن له فدخلوا ، وجاء آخرون فردهم حتى إذا لم يبق من الأنصار أحد إلا اجتمع له أتاه فقال : يارسول الله قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار حيث أمرتني أن أجمعهم .


        فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيهم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه بما هوأهله ثم قال " يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالاً فهداكم الله [ بي ] ، وعالة فأغناكم الله [ بي ] ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟" قالوا : بلى . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا تجيبون يا معشر الأنصار؟ " قالوا : وما تقول يارسول الله وبماذا نجيبك ؟ المن لله ولرسوله . قال : " والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم : جئتنا طريداً فآويناك ، وعائلا فآسيناك ، وخائفاً فأمناك ، ومخذولا فنصرناك " فقالوا : ألمن لله ولرسوله .


    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوماً أسلموا ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلام . أفلا ترضون يامعشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشام والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم ، فوالذي نفسي بيده لو أن الناس سلكوا شعباً وسلكت الأنصار شعباً لسكت شعب الأنصار ، ولولا الهجرة لكنت أمرءاً من الأنصار ، [ الأنصار شعاروالناس دثار ] اللهم ارحم الانصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار " .


    قال : فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وقالوا : رضينا بالله رباً ورسوله قسما . ثم انصرف وتفرقوا .


    درجة الحديث عند أهل العلم :


    صححة الحافظ ابن كثير .


    غريب القصة :


    -       عالة : أي فقراء .


    -       أو جدتم : من الموجدة يعني الغضب .


    -       لعاعة : اللعاعة بضم اللام النبات الضعيف ، والمراد الشيء اليسير .


    -   تألفت بها قوما : أي أعطيتم ترغيبا في الإسلام ، قال ابن حجر : " المراد بالمؤلفة ناس من قريش أسلموا يوم الفتح إسلاما ضعيفا ، وقيل كان فيهم من لم يسلم بعد كصفوان بن أمية وقد اختلف في المراد بالمؤلفة قلوبهم الذين هم أحد المستحقين للزكاة فقيل كفار يعطون ترغيبا في الإسلام ، وقيل مسلمون لهم أتباع كفار ليتألفوهم ، وقيل مسلمون أول دخلوا في الإسلام ليتمكن الإسلام من قلوبهم .. " ( التح 8/48)


    -       ـ الشعب : الطريق في الجبل أو بين الجبلين .


    -       اخضلوا : أي باللوا بالدموع الحاهم .

     


     الفوائد والعبر :


    1-   إقامة الحجة على الخصم وإفحامة بالحق عندالحاجة إليه .


    2- حسن أدب الأنصار في تركهم المماراة ، والمبالغة في الحياء ، وبيان أن الذي نقل عنهم إنما كان عن شبانهم لا عن شيوخهم وكهولهم .


    3- مناقب عظيمة لهم لما اشتمل من ثناء الرسول البالغ عليهم ، وأن الكبير ينبه الصغير على ما يغفل عنه ، ويوضح له وجه الشبهة ليرجع إلى الحق .


    4-   المعاتبة واستعطاف المعاتب وإعتابه عن عتبه بإقامة الحجة من عليه ، والاعتذار والاعتراف .


    5-   من دلائل النبوة .


    6- إن الإمام تفضيل بعض الناس على بعض في مصارف الفيء ، وأن له أن يعطي الغني منه للمصلحة ، وأن من طلب حقه من الدنيا لاعتب عليه في ذلك .


    7-   مشروعية الخطبة عند الأمر الذي يحدث سواء كان خاصا أم عاماً .


    8- تسالية من فاته شيء من الدنيا مما حصل له من ثواب الآخرة على الدنيا ، والحض على طلب الهداية والألفة والغنى .


    9-   إن المنة لله ورسوله على الإطلاق .


    10-    تقديم جانب الآخرة علىالدنيا .


    11-    الصبر عما فات منها ليدخر ذلك لصاحبه في الآخرة ، والآخرة خير وأبقى .


    12-    على الداعية التصدي للمشكلة سريعاً وإلا استفحل أمرها واتسع الخرق عليه .


    13-    لابد للخطيب من مقدمة مثيرة يجعلها منطلقا لموضوعه .


    14-    إن من يبتغي هدفا لابد أن يهيىء النفوس والقلوب لقبول الحق ، كما أنه ينبغي أن يوضح أنه يحب الخير لهم .


    15-    متاع الدنيا تافه يسير لاينبغي أن يكون موضع التزاحم والتخاصم .


    16-    كثرة العطاء ليست دليلا عن علو الشأن بل على العكس دليل على عدم الثقة في إيمان معطاها

    كلمات مفتاحية  :
    استرضاء الرسول للأنصار

    تعليقات الزوار ()