بتـــــاريخ : 10/11/2008 5:04:08 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 976 0


    التواضع-التكبر

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.alhikmeh.com

    كلمات مفتاحية  :
    سنة الاخلاق

     التواضع

    وهو: احترام الناس حسب أقدارهم، وعدم الترفع عليهم.

    وهو خلق كريم، وخلة جذابة، تستهوي القلوب، وتستثير الإعجاب والتقدير ناهيك في فضله أن الله تعالى أمر حبيبه ، وسيد رسله(صلى الله عليه وآله) بالتواضع، فقال تعالى:((واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين))(الشعراء: 215).

    وقد أشاد أهل البيت(عليهم السلام) بشرف هذا الخلق، وشوقوا إليه بأقوالهم الحكيمة، وسيرتهم المثالية، وكانوا رواد الفضائل، ومنار الخلق الرفيع.

    قال الصادق(عليه السلام): (إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعاه، ومن تكبر وضعاه)(الكافي).

    وقال النبيوسيد رسله(صلى الله عليه وآله): (إن أحبكم إلي، وأقربكم مني يوم القيامة مجلسا، أحسنكم خلقا، وأشدكم تواضعا، إن أبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون وهم المستكبرون)(كتاب قرب الإسناد، وقريب من هذا الخبر ما في علل الشرائع).

    وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): (ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء، طلبا لما عند الله، وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتكالا على الله)(نهج البلاغة).

    وقال الصادق(عليه السلام): (من التواضع أن ترضى بالمجلس دون المجلس، وأن تسلم علي من تلقى، وأن تترك المراء إن كنت محقا. ولا تحب أن تحمد على التقوى)(الكافي).

    وجدير بالذكر أن التواضع الممدوح، هو المتسم بالقصد والاعتدال الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، فالإسراف في التواضع داع إلى الخسة والمهانة، والتفريط فيه باعث على الكِبر والأنانية.

    وعلى العاقل أن يختار النهج الأوسط، المبرأ من الخسة والأنانية، وذلك: بإعطاء كل فرد ما يستحقه من الحفاوة والتقدير، حسب منزلته ومؤهلاته.

    لذلك لا يحسن التواضع للأنانيين والمتعالين على الناس بزهوهم وصلفهم، إن التواضع والحالة هذه مدعاة للذل والهوان، وتشجيع لهم على الأنانية والكبر، كما يقول المتنبي:

    إذا أنت أكرمت الكريم ملكته *** وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

    ومما قيل في التواضع قول المعري:

    يا والي المصر لا تظلمن فكم جاء مثلك ثم انصرف *** تواضع إذا ما رزقت العلا فذلك مما يزيد الشــرف

    وفي المثل:

    تواضع الرجل في مرتبته، ذب للشماتة عند سقطته

    وقال الطغرائي :

    ذريني على أخلاقي الشوس إنني عليم بإبرام العزائم والنقض

    أزيد إذا أيسرت فضل تواضع ويزهي إذا أعسرت بعضي على بعضي

    فذلك عند اليسر أكسب للثنا وهذاك عند العسر أصون للعرض

    أرى الغصن يعرى وهو يسمو بنفسه ويوقر حملا حين يدنو من الأرض

    وإليك طرفا من فضائل أهل البيت، وتواضعهم المثالي الفريد:

    كان النبيوسيد رسله(صلى الله عليه وآله) أشد الناس تواضعا، وكان إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس حين يدخل، وكان في بيته في مهنة أهله، يحلب شاته، ويرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويخدم نفسه، ويحمل بضاعته من السوق، ويجالس الفقراء، ويواكل المساكين.

    وكانوسيد رسله(صلى الله عليه وآله) إذا ساره أحد، لا ينحي رأسه حتى يكون الرجل هو الذي ينحي رأسه، وما أخذ أحد بيده فيرسل يده حتى يرسلها الآخر، وما قعد إليه رجل قط فقاموسيد رسله(صلى الله عليه وآله) حتى يقوم، وكان يبدأ من لقيه بالسلام، ويبادئ أصحابه بالمصافحة، ولم يُر قط ماداً رجليه بين أصحابه، يكرم من يدخل عليه، وربما بسط به ثوبه، ويؤثره بالوسادة التي تحته، ويكني أصحابه ويدعوهم بأحب أسمائهم تكرمة لهم، ولا يقطع على أحد حديثه، وكان يقسم لحظاته بين أصحابه، وكان أكثر الناس تبسما، وأطيبهم نفسا(سفينة البحار المجلد الأول ص 415 بتصرف وتلخيص).

    وعن أبي ذر الغفاري: كان رسول اللهوسيد رسله(صلى الله عليه وآله) يجلس بين ظهراني أصحابه، فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل، فطلبنا إليه أن يجعل مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه، فبنينا له دكانا من طين فكان يجلس عليها، ونجلس بجانبه.

    وروي أنه وسيد رسله(صلى الله عليه وآله) كان في سفر، فأمر بإصلاح شاة، فقال رجل: يا رسول الله عليَ ذبحها، وقال آخر: عليَ سلخها، وقال آخر: عليَ طبخها، فقال وسيد رسله(صلى الله عليه وآله):

    وعليَ جمع الحطب. فقالوا: يا رسول الله نحن نكفيك. فقال: قد علمت أنكم تكفوني، ولكن أكره أن أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزا بين أصحابه، ثم قام فجمع الحطب.(سفينة البحار ج1 ص415).

    وروي أنه خرج رسول اللهوسيد رسله(صلى الله عليه وآله) إلى بئر يغتسل، فأمسك حذيفة بن اليمان بالثوب على رسول الله وستره به حتى اغتسل، ثم جلس حذيفة ليغتسل، فتناول رسول اللهوسيد رسله(صلى الله عليه وآله) الثوب، وقام يستر حذيفة، فأبى حذيفة ، وقال: بأبي وأمي أنت ورسول الله لا تفعل، فآلى رسول الله إلا أن يستره بالثوب حتى اغتسل، وقال: ما اصطحب اثنان قط، إلا وكان أحبهما إلى الله أرفقهما بصاحبه(سفينة البحار ج1 ص416).

    وهكذا كان أمير المؤمنين(عليه السلام) في سمو أخلاقه وتواضعه، قال ضرار وهو يصفه(عليه السلام):

    (كان فينا كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، ويأتينا إذا دعوناه، وينبئنا إذا استنبئناه، ونحن والله مع تقريبه إيانا، وقربه منا، لا نكاد نكلمه هيبة له، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، ويقرب المساكين، لايطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله)

    وقال الصادق(عليه السلام): (خرج أمير المؤمنين(عليه السلام) راكبا على أصحابه، فمشوا خلفه، فالتفت إليهم فقال: لكم حاجة. فقالوا: لا يا أمير المؤمنين، ولكننا نحب أن نمشي معك. فقال لهم: انصرفوا، فإن مشي الماشي مع الراكب، مفسدة للراكب، ومذلة للماشي)(محاسن البرقي).

    وهكذا يقص الرواة طرفا ممتعا رائعا من تواضع الأئمة الهداة عليهم السلام، وكريم أخلاقهم.

    فمن تواضع الحسين(عليه السلام): أنه مر بمساكين وهو يأكلون كسرا لهم على كساء، فسلم عليهم، فدعوه إلى طعامهم، فجلس معهم وقال: لولا أنه صدقة لأكلت معكم. ثم قال: قوموا إلى منزلي، فأطعمهم وكساهم وأمر لهم بدراهم(2 مناقب ابن شهرآشوب).

    ومن تواضع الرضا(عليه السلام):

    قال الراوي: (كنت مع الرضا عليه السلام في سفرة إلى خراسان، فدعا يوما بمائدة، فجمع عليها من السودان وغيرهم، فقلت: جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة. فقال: مه، إن الرب تبارك وتعالى واحد، والأم واحدة، والأب واحد، والجزاء بالأعمال)(3الكافي).

    6 ـ التكبر

    وهو حالة تدعو إلى الإعجاب بالنفس، والتعاظم على الغير، بالقول أو الفعل، وهو: من أخطر الأمراض الخلقية، وأشدها فتكا بالإنسان، وأدعاها إلى مقت الناس له وازدرائهم به، ونفرتهم منه.

    لذلك تواتر ذمة في الكتاب والسنة:

    قال تعالى: ((ولا تصعر خدك للناس، ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور)) (لقمان: 18).

    وقال تعالى: ((ولا تمش في الأرض مرحا، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا)) (الإسراء: 37).

    وقال تعالى: ((إنه لا يحب المستكبرين)) (النحل: 23).

    وقال تعالى: ((أليس في جهنم مثوى للمتكبرين)) (الزمر: 60).

    وقال الصادق:(إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعاه، ومن تكبر وضعاه)(الوافي ج3 ص87 عن الكافي).

    وقال(عليه السلام): (ما من رجل تكبر أو تجبر، إلا لذلة وجدها في نفسه) (الوافي ج3 ص150 عن الكافي).

    وقال النبي وسيد رسله(صلى الله عليه وآله): (إن أحبكم إلي، وأقربكم مني، يوم القيامة مجلسا، أحسنكم خلقا، وأشدكم تواضعا، وإن أبعدكم مني يوم القيامة، الثرثارون، وهم المستكبرون) (البحارمج15 ج2 ص209 ، عن قرب الإسناد، وقريب منه في علل الشرائع).

    وعن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: (مر رسول الله وسيد رسله(صلى الله عليه وآله) على جماعة فقال: على ما اجتمعتم؟ فقالوا: يا رسول الله هذا مجنون يُصرع، فاجتمعنا عليه. فقال: ليس هذا بمجنون، ولكنه المبتلى. ثم قال: ألا أخبركم بالمجنون حقَ المجنون؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (المتبختر في مشيته، الناظر في عطفيه، المحرك جنبيه بمنكبيه، يتمنى على الله جنته، وهو يعصيه، الذي لا يؤمَن شره، ولا يرجى خيره، فذلك هو المجنون هذا هو المبتلى) (4البحار م15 ج3 ص125).

    وقال أمير المؤمنين(عليه السلام): في خطبة له: (فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس، إذ حبط عمله الطويل، وجهده الجهيد، وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة، لا يدرى أمن سني الدنيا ، أم من سني الآخرة، عن كِبر ساعة واحدة، فمن بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته، كلا ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشرا بأمر أخرج به ملكا، واستعيذوا بالله من لواقح الكِـبر، كما تستعيذون من طوارق الدهر، فلو رخص الله في الكبر لأحد من عباده لرخص فيه لخاصة أنبيائه ورسله، ولكنه سبحانه كره إليهم التكابر، ورضي لهم التواضع)(نهج البلاغة).

    وعن الصادق عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: (وقع بين سلمان الفارسي وبين رجل كلام وخصومة فقال الرجل: من أنت يا سلمان؟ فقال سلمان: أما أولي وأولك فنطفة قذرة، وأما آخري وآخرك فجيفة منتنة، فإذا كان يوم القيامة، ووضعت الموازين، فمن ثقل ميزانه فهو الكريم، من خف ميزانه فهو اللئيم) (البحار م15 ج124 عن أمالي الصدوق).

    وعن الصادق(عليه السلام) قال: (جاء رجل موسر إلى رسول الله وسيد رسله(صلى الله عليه وآله) وسيد رسله(صلى الله عليه وآله) نقي الثوب، فجلس إلى رسول الله، فجاء رجل معسر، درن الثوب، فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسول الله وسيد رسله(صلى الله عليه وآله): أخفت أن يمسك من فقره شئ؟ قال: لا. قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا. قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله إن لي قرينا يزين لي كل قبيح ويقبح لي كل حسن، وقد جعلت له نصف مالي. فقال رسول الله وسيد رسله(صلى الله عليه وآله) للمعسر: أتقبل؟ قال: لا فقال له الرجل: لِمَ ؟ قال: لأخاف أن يدخلني ما دخلك).

    مساوئ التكبر

    من الواضح أن التكبر من الأمراض الأخلاقية الخطيرة، الشائعة في الأوساط الاجتماعية، التي سرت عدواها، وطغت مضاعفاتها على المجتمع، وغدا يعاني مساوئها الجمة.

    فمن مساوئ التكبر وآثاره السيئة في حياة الفرد:

    أنه متى استبد بالإنسان، أحاط نفسه بهالة من الزهو والخيلاء، وجن بحب الأنانية والظهور، فلا يسعده إلا الملق المزيف، والثناء الكاذب، فيتعامى آنذاك عن نقائصه وعيوبه، ولا يهتم بتهذيب نفسه، وتلافي نقائصه، ما يجعله هدفا لسهام النقد، وعرضة للمقت والإزدراء.

    هذا إلى أن المتكبر أشد الناس عتوا وامتناعا عن الحق والعدل، ومقتضيات الشرائع والأديان.

    ومن مساوئ التكبر الاجتماعية:

    أنه يشيع في المجتمع روح الحقد والبغضاء، ويعكر صفو العلاقات الاجتماعية، فلا يسيء الناس ويستثير سخطهم ومقتهم، كما يستثيره المتكبر الذي يتعالى عليهم بصلفه وأنانيته.

    إن الغطرسة داء يشقي الإنسان، ويجعله منبوذا يعاني مرارة العزلة والوحشة، ويشقي كذلك المرتبطين به بصنوف الروابط والعلاقات .

    بواعث التكبر

    الأخلاق البشرية كريمة كانت أو ذميمة، هي انعكاسات النفس على صاحبها، وفيض نبعها، فهي تشرق وتظلم، ويحلو فيضها ويمر تبعا لطيبة النفس أو لؤمها، استقامتها أو انحرافها، وما من خلق ذميم إلا وله سبب من أسباب لؤم النفس أو انحرافها.

    فمن أسباب التكبر: مغالاة الإنسان في تقييم نفسه، وتثمين مزاياها وفضائلها، والإفراط في الإعجاب والزهو بها، فلا يتكبر إلا إذا آنس من نفسه علما وافرا، أو منصبا رفيعا، أو ثراء ضخما، أو جاها عريضا، ونحو ذلك من مثيرات الأنانية والتكبر.

    وقد ينشأ التكبر من بواعث العداء أو الحسد أو المباهاة، مما يدفع المتصفين بهذه الخلال على تحدي الأماثل والنبلاء، وبخس كراماتهم، والتطاول عليهم، بصنوف الإزدراءات الفعلية أو القولية، كما يتجلى ذلك في تصرفات المتنافسين في المحافل والندوات.

    درجات التكبر

    وهكذا تتفاوت درجات التكبر وأبعاده بتفاوت أعراضه شدةً وضعفاً.

    فالدرجة الأولى: وهي التي كَمِنَ التكبر في صاحبها، فعالجه بالتواضع، ولم تظهر عليه أعراضه ومساوئه.

    والدرجة الثانية: وهي التي نما التكبر فيها، وتجلت أعراضه بالاستعلاء على الناس، والتقدم عليهم في المحافل، والتبختر في المشي.

    والدرجة الثالثة: وهي التي طغى فيها، وتفاقمت مضاعفاته فجُن صاحبها بجنون العظمة، والإفراط في حب الجاه والظهور، فطفق يلهج في محاسنه وفضائله، واستنقاص غيره واستصغاره. وهذه أسوأ درجات التكبر، وأشدها صلفا وعتوا.

    أنواع التكبر

    وينقسم التكبر باعتبار مصاديقه إلى ثلاثة أنواع:

    1 ـ التكبر على الله عز وجل:

    وذلك بالامتناع عن الإيمان به، والاستكبار عن طاعته وعبادته. وهو أفحش أنواع الكفر، وأبشع أنواع التكبر، كما كان عليه فرعون ونمرود وأضرابهما من طغاة الكفر وجبابرة الإلحاد.

    2 ـ التكبر على الأنبياء:

    وذلك بالترفع عن تصديقهم والإذعان لهم، وهو دون الأول وقريب منه.

    3 ـ التكبر على الناس:

    وذلك بازدرائهم والتعالي عليهم بالأقوال والأفعال، ومن هذا النوع التكبر على العلماء المخلصين، والترفع عن مسائلتهم والانتفاع بعلومهم وإرشاداتهم، مما يفضي بالمستكبرين إلى الخسران والجهل بحقائق الدين، وأحكام الشريعة الغراء.

    علاج التكبر

    وحيث كان التكبر هوسا أخلاقيا خطيرا ماحقا، فجدير بكل عاقل أن يأخذ حذره منه، وأن يجتهد ـ إذا ما داخلته أعراضه ـ في علاج نفسه، وتطهيرها من مثالبه، وإليك مجملا من النصائح العلاجية:

    1 ـ أن يعرف المتكبر واقعه وما يتصف به من ألوان الضعف والعجز: فأوله نطفة قذرة، وآخره جيف منتنة، وهو بينهما عاجز واهن، يرهقه الجوع والظمأ، ويعتوره السقم والمرض، وينتابه الفقر والضر ، ويدركه الموت والبِلى، لا يقوى على جلب المنافع ورد المكاره، فحقيق بمن اتصف بهذا الوهن ، أن ينبذ الأنانية والتكبر، مستهديا بالآية الكريمة ((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين))(القصص: 83).

    فأفضل الناس أحسنهم أخلاقا، وأكثرهم نفعا، وأشدهم تقوى وصلاحا

    2 ـ أن يتذكر مآثر التواضع ومحاسنه، ومساوئ التكبر وآثامه، وما ترادف في مدح الأول وذم الثاني من دلائل العقل والنقل، قال بزرجمهر: (وجدنا التواضع مع الجهل والبخل، أحمد عند العقلاء من الكبر مع الأدب والسخاء، فأنبِل بحسنة غطت على سيئتين، وأقبح بسيئة غطت على حسنتين)(محاضرات الأدباء للراغب).

    3 ـ أن يرض نفسه على التواضع، والتخلق لأخلاق المتواضعين، لتخفيف حدة التكبر في نفسه، وإليك أمثلة في ذلك:

    أ ـ جدير بالعاقل عند احتدام الجدل والنقاش في المساجلات العلمية أن يذعن لمناظره بالحق إذا ما ظهر عليه، متفاديا نوازع المكابرة والعناد.

    ب ـ أن يتفادى منافسه الأقران في السبق إلى دخول المحافل، والتصدر في المجالس.

    ج ـ أن يخالط الفقراء والبؤساء، ويبدأهم بالسلام، ويؤاكلهم على المائدة، ويجيب دعوتهم، متأسيا بأهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    كلمات مفتاحية  :
    سنة الاخلاق

    تعليقات الزوار ()