بتـــــاريخ : 10/11/2008 5:38:38 PM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1072 0


    البعوث والسرايا بعد الفتح

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.rasoulallah.net

    كلمات مفتاحية  :

     

     
    البعوث والسرايا بعد الرجوع من غزوةالفتح
     
       وبعد الرجوع من هذا السفر الطويل الناجح أقام رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) بالمدينة يستقبل الوفود ، ويبعث العمال ، ويبث الدعاة ، ويَكْبِتُ من بقي فيه الاستكبار عن الدخول في دين اللّه ، والاستسلام للأمر الواقع الذي شاهدته العرب ‏.‏
     
     
     
    البعوث والسرايا بعد الرجوع من غزوة الفتح - المصدقون
     
       قد عرفنا مما تقدم أن رجوع رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم)  إلى المدينة كان في أواخر أيام السنة الثامنة ، فما هو إلا أن استهل هلال المحرم من سنة 9 هـ ، وبعث رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم)  المُصَدِّقين إلى القبائل ، وهذه هي قائمتهم ‏:‏
    1 ـ عُيَيْنَةُ بن حصن إلى بني تميم‏.‏
    2 ـ يزيد بن الحُصَيْن إلى أسْلَم وغِفَار‏.‏
    3 ـ عَبَّاد بن بشير الأشهلي إلى سُلَيْم ومُزَيْنَةَ‏.‏
    4 ـ رافع بن مَكِيث إلى جُهَيْنَة‏.‏
    5 ـ عمرو بن العاص إلى بني فَزَارَة‏.‏
    6 ـ الضحاك بن سفيان إلى بني كلاب‏.‏
    7 ـ بشير بن سفيان إلى بني كعب‏.‏
    8 ـ ابن اللُّتِْبيَّة الأزدي إلى بني ذُبْيَان‏.‏
    9 ـ المهاجر بن أبي أمية إلى صنعاء ـ وخرج عليه الأسود العنسي وهو بها‏.‏
    10 ـ زياد بن لبيد إلى حضرموت‏.‏
    11 ـ عدي بن حاتم إلى طيئ وبني أسد‏.‏
    12 ـ مالك بن نُوَيْرَة إلى بني حَنْظَلَة‏.‏
    13ـ الزِّبْرِقَان بن بدر إلى بني سعد ـ إلى قسم منهم‏.‏
    14 ـ قيس بن عاصم إلى بني سعد ـ إلى قسم آخر منهم‏.‏
    15 ـ العلاء بن الحضرمي إلى البحرين‏.‏
    16 ـ علي بن أبي طالب إلى نجران ـ لجمع الصدقة والجزية كليهما‏.‏
       وليس هؤلاء العمال كلهم بعثوا في المحرم سنة 9 هـ ، بل تأخر بعث عدة منهم إلى اعتناق الإسلام من تلك القبائل التي بعثوا إليها‏ .‏ نعم كانت بداية بعث العمال بهذا الاهتمام البالغ في المحرم سنة 9 هـ ، وهذا يدل على مدى نجاح الدعوة الإسلامية بعد صلح الحديبية ، وأما بعد فتح مكة فقد دخل الناس في دين اللّه أفواجاً ‏.

     
    البعوث والسرايا بعد الرجوع من غزوة الفتح - السرايا
     
       وكما بعث المصدقون إلى القبائل ، مَسَّتِ الحاجة إلى بعث عدة من السرايا مع سيادة الأمن على عامة مناطق الجزيرة ، وهاك لوحة تلك السرايا ‏:‏
       1ـ سرية عيينة بن حصن الفزاري ـ في المحرم سنة 9 هـ ـ إلى بني تميم ، في خمسين فارساً ، لم يكن فيهم مهاجري ولا أنصاري ، وسببها ‏:‏ أن بني تميم كانوا قد أغروا القبائل ، ومنعوهم عن أداء الجزية ‏.‏
       وخرج عيينة بن حصن يسير الليل ، ويكمن النهار ، حتى هجم عليهم في الصحراء فولى القوم مدبرين ، وأخذ منهم أحد عشر رجلاً وإحدى وعشرين امرأة وثلاثين صبياً ، وساقهم إلى المدينة ، فأنزلوا في دار رَمْلَة بنت الحارث ‏.‏
       وقدم فيهم عشرة من رؤسائهم ، فجاءوا إلى باب النبي(صلى الله عليه وسلم)  فنادوا ‏:‏ يا محمد ، اخرج إلينا ، فخرج ، فتعلقوا به ، وجعلوا يكلمونه ، فوقف معهم ، ثم مضى حتى صلى الظهر ، ثم جلس في صحن المسجد ، فأظهروا رغبتهم في المفاخرة والمباهاة ، وقدموا خطيبهم عُطَارِد بن حاجب فتكلم ، فأمر رسول الله(صلى الله عليه وسلم)  ثابت بن قيس بن شَمَّاس ـ خطيب الإسلام ـ فأجابهم ، ثم قدموا شاعرهم الزبرقان بن بدر ، فأنشد مفاخراً ، فأجابه شاعر الإسلام حسان بن ثابت على البديهة ‏.‏
       ولما فرغ الخطيبان والشاعران قال الأقرع بن حابس ‏:‏ خطيبه أخطب من خطيبنا ، وشاعره أشعر من شاعرنا ، وأصواتهم أعلى من أصواتنا ، وأقوالهم أعلى من أقوالنا ، ثم أسلموا ، فأجازهم رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم)  ، فأحسن جوائزهم ، ورد عليهم نساءهم وأبناءهم ‏.‏
       2ـ سرية قُطْبَة بن عامر إلى حي من خَثْعَم بناحية تَبَالَة ، بالقرب من تُرَبَة في صفر سنة 9 هـ ‏.‏ خرج قطبة في عشرين رجلاً على عشرة أبعرة يعتقبونها ، فشن الغارة ، فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى كثر الجرحى في الفريقين جميعاً ، وقتل قطبة مع من قتل ، وساق المسلمون النَّعَم والنساء والشاء إلى المدينة ‏.‏
       3ـ سرية الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كِلاَب في ربيع الأول سنة9هـ‏ .‏ بعثت هذه السرية إلى بني كلاب ، لدعوتهم إلى الإسلام ، فأبوا وقاتلوا ، فهزمهم المسلمون ، وقتلوا منهم رجلاً ‏.‏
       4ـ سرية علقمة بن مُجَزِّرِ المُدْلِجي إلى سواحل جُدَّة في شهر ربيع الآخر سنة 9هـ في ثلاثمائة ‏. ‏بعثهم إلى رجال من الحبشة ، كانوا قد اجتمعوا بالقرب من سواحل جدة للقيام بأعمال القَرْصَنَة ضد أهل مكة ، فخاض علقمة البحر حتى انتهى إلى جزيرة ، فلما سمعوا بمسير المسلمين إليهم هربوا ‏.‏
       5ـ سرية على بن أبي طالب إلى صنم لطيء يقال له ‏:‏ القلْس ـ ليهدمه ـ في شهر ربيع الأول سنة 9 هـ‏ .‏ بعثه رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم)  في خمسين ومائة على مائة بعير وخمسين فرساً ، ومعه راية سوداء ولواء أبيض ، فشنوا الغارة على محلة آل حاتم مع الفجر ، فهدموه وملأوا أيديهم من السبي والنعم والشاء ، وفي السبي أخت عدي بن حاتم ، وهرب عدي إلى الشام ، ووجد المسلمون في خزانة الفلس ثلاثة أسياف وثلاثة أدرع ، وفي الطريق قسموا الغنائم ، وعزلوا الصفي لرسول اللّه(صلى الله عليه وسلم)  ‏.‏ ولم يقسموا آل حاتم‏.‏
       ولما جاءوا إلى المدينة استعطفت أخت عدي بـن حاتم رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم)  ، قائلـة ‏:‏ يا رسول اللّه ، غاب الوافد ، وانقطع الوالد ، وأنا عجوز كبيرة ، ما بي من خدمة ، فمُنَّ عليّ ، منّ اللّه عليك ‏.‏ قال ‏:‏ ‏(‏ من وافدك‏ ؟‏ ‏)‏ قالت ‏:‏ عدي بن حاتم ‏.‏ قال ‏:‏ (صلى الله عليه وسلم) ثم مضى ، فلما كان الغد قالت مثل ذلك ، وقال لها مثل ما قال أمس‏ .‏ فلما كان بعد الغد قالت مثل ذلك ، فمنّ عليها ، وكان إلى جنبه رجل ـ ترى أنه علي ـ فقال لها ‏:‏ سليه الحِمْلان فسألته فأمر لها به‏ .‏
       ورجعت أخت عدي بن حاتم إلى أخيها عدي بالشام ، فلما لقيته قالت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم):‏ لقد فعل فعلة ما كان أبوك يفعلها ، ائته راغباً أو راهباً ، فجاءه عدي بغير أمان ولا كتاب ‏.‏ فأتى به إلى داره ، فلما جلس بين يديه حمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال :‏ ما يُفِرُّكَ ‏؟‏ أيُفِرُّك أن تقول ‏:‏ ‏( ‏لا إله إلا اللّه ‏؟‏ فهل تعلم من إله سوى اللّه ‏؟ ‏‏)‏ قال ‏:‏ لا ‏.‏ ثم تكلم ساعة ثم قال ‏:‏ ‏( ‏إنما تفر أن يقال ‏:‏ اللّه أكبر ، فهل تعلم شيئاً أكبر من الله ‏؟ ‏‏)‏ قال ‏:‏ لا ‏.‏ قال ‏:‏ ‏( ‏فإن اليهود مغضوب عليهم ، وإن النصارى ضالون‏ ) ‏‏.‏ قال ‏:‏ فإني حَنِيف مسلم ، فانبسط وجهه فرحاً ، وأمر به فنزل عند رجل من الأنصار ، وجعل يأتي النبي(صلى الله عليه وسلم)  طرفي النهار‏ .‏
       وفي رواية ابن إسحاق عن عدي‏:‏ أن النبي(صلى الله عليه وسلم)  لما أجلسه بين يديه في داره قال له‏ :‏ ‏( ‏إيه يا عدي بن حاتم، ألم تكن رَكُوسِيّا ‏؟‏ ‏)‏ قال‏ :‏ قلت‏ :‏ بلى ، قال‏:‏ ‏( ‏أو لم تكن تسير في قومك بالمِرْبَاع ‏؟ ‏‏) ‏‏. ‏قال‏ :‏ قلت ‏:‏ بلى ‏.‏ قال ‏:‏ ‏( ‏فإن ذلك لم يحل لك في دينك‏ )‏ ‏.‏ قال ‏:‏ قلت أجل واللّه ‏.‏ قال ‏:‏ وعرفت أنه نبي مرسل ، يعرف ما يُجْهَل ‏.‏
       وفي رواية لأحمد ‏:‏ أن النبي(صلى الله عليه وسلم)  قال ‏:‏ ‏( ‏يا عدي ، أسلم تسلم ‏) ‏‏.‏ فقلت ‏:‏ إني من أهل دين‏ .‏ قال ‏:‏ ‏( ‏أنا أعلم بدينك منك ‏) ‏‏.‏ فقلت‏ :‏ أنت أعلم بديني مني ‏؟‏ قال ‏:‏ ‏( ‏نعم ، ألست من الركوسية ، وأنت تأكل مرباع قومك ‏؟ ‏‏)‏ فقلت‏ :‏ بلى ، قال ‏:‏ ‏( ‏فإن هذا لا يحل لك في دينك‏ ) ‏‏.‏ قال ‏:‏ فلم يعد أن قالها فتواضعت لها‏ .‏
       وروى البخاري عن عدي قال ‏:‏ بينا أنا عند النبي(صلى الله عليه وسلم)  إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل ، فقال‏ :‏ ‏( ‏يا عدي ، هل رأيت الحيرة‏ ؟‏ فإن طالت بك حياة فلترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة ، لا تخاف أحداً إلا اللّه ، ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى ، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة ، ويطلب من يقبله فلا يجد أحداً يقبله منه ‏.‏‏.‏‏. ‏‏)‏ الحديث وفي آخره ‏:‏ قال عدي ‏:‏ فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا اللّه ‏.‏ وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم(صلى الله عليه وسلم)  :‏ ‏( ‏يخرج ملء كفه ‏) ‏‏.
    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()