كانت تحس بكل شيء .. فهي لم تنس أبدا في أي يوم أنها إمرأه .. ينبئها إحساسها بما سيكون مستترا وراء إلحاحه بأن يتركا الأولاد عند أمها ويسافرا ليقضيا ليلة واحدة في ذلك الفندق المطل على البحر .. تعلل بأنه يشتاق إليها بعيدا عن الأولاد .. يريد أن يسترجع بعضا من أيام لم تمكث طويلا ورحلت .. وافقته وهي بكل كيانها ترفض ذلك السفر وتتمنى بداخلها ألا يأتي ذلك اليوم
وما أن أصبحا وحدهما في غرفة الفندق .. بدا وكأنه يسترجع جميع حركاته الصبيانية كما كان في الماضي .. كان يبدو وأنه في قمة اللهفه كي يلتهمها .. تركته يتصرف كيفما يشاء وهي تنتظر ما كانت تتوقعه .. إحتضنها في الفراش بشده .. وضع رأسه على صدرها .. أغمض عينيه .. بدأ في حديثه وكأنه يتعلم نطق الكلام لأول مره .. أخبرها بأنه يريد أن يعترف لها بشيء ما .. لقد أحب إمرأة أخرى غيرها
أمسكت بوجهه بكلتا يديها كي تزيح رأسه عن صدرها لتنظر إليه .. لكنه تشبث بها أكثر .. كان أقوى منها وظل مختبئا برأسه على صدرها .. إستكمل حديثه .. أخبرها بأن تلك المرأه ليست أجمل منها ولا أفضل منها .. وليست عاهره ولا طائشه .. فقط كانت متوافقه معه في امور عمليه اكثر منها.. أخبرها بأنه لم يفعل أي شيء سوى أنه أحب تلك المرأة .. لكنه في النهاية إحتكم إلى عقله وتركها .. ورغم ذلك لم يستطع أن يخفي كل هذا عن رفيقة عمرة .. ولهذا يخبرها الآن كي تسامحه
صمت طويلا وهو في أحضانها وكأنه ينتظر نتيجة إختبار ما .. حاولت مرة أخري أن تمسك بوجهه لكي تنظر إليه .. رفعت رأسه بسهولة هذه المرة .. إلتقت أعينهما بعد أن كان يتجنب النظر إليهما طوال الشهور الماضية .. طالت النظرات بين العيون .. تكلمت العيون كثيرا كثيرا .. ثم إلتقت شفتاهما ليستعيدا أياما لم تمكث طويلا قبل ذلك
|