بتـــــاريخ : 10/12/2008 7:59:17 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1244 0


    الحياة بدون كاتشاب

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أحمد ثروت القاضي | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الحياة بدون كاتشاب

     

    المنظر .. ليل خارجي .. بعد منتصف الليل بساعة كاملة .. أقود سيارتي وأنا صامت متجها إلى منزلي بعد أن قمنا بزيارة لأحد الأقارب .. يصيح أطفالي الواحد تلو الآخر معلنين أنهم جوعى ويريدون أن أشتري لهم بعضا من الشطائر من أحد مطاعم الوجبات السريعة .. أشفق على زوجتي من أن تعد طعاما للعشاء عند عودتنا إلى المنزل وهي متعبة ومنهكة .. أعرج على أول مطعم يبيع الوجبات السريعة .. يقدم المطعم خدمة التيك أواي وأنا جالس في السيارة

     

     

    طلبت الطعام و دفعت المبلغ المطلوب .. أجلس داخل سيارتي منتظرا الطعام الذي يتم إعداده .. أذكر نفسي بأن أطلب مزيدا من الكاتشاب .. لا يستطيع اطفالي تناول الطعام بدونه .. وربما أنا أيضا .. لا أدري كيف كانت الحياة قبل أن يخترع شخص ما هذا الكاتشاب .. لا يمكننا الآن تناول البطاطس المقلية أو أية شطائر بدونه

     

    يقطع تفكيري صوت نقرات خفيفة على زجاج السيارة المجاور لي .. أفتح النافذة .. إنها فتاة صغيرة تبيع المناديل الورقية .. يخيل إليك من هيئتها المبدئية أنها قد تحولت إلى أنثى ناضجة منذ لحظات قليلة .. لا يمكن ألا تلحظ عيناك صدرها ذاك الذي يتحرك بحرية من تحت ملابسها .. وجهها يبدو عليه الإرهاق الحاد .. ما الذي يجعل تلك الفتاة تستمر في هذه المعاناة حتى الساعات المتأخرة بعد منتصف الليل؟ من المؤكد أنها لا تملك خيارا آخر .. حالها كحال الكثيرين في بلادي .. بل حال السواد الأعظم منهم .. أصبح الشقاء خيارا مفضلامن بين الخيارات العديدة التي ينعمون بها .. فلا زالوا يملكون ترف الإختيار بين الموت جوعا أو إنتحارا أو شقاء بعد ك.

     

    أفكر في أن أشيح برأسي رافضا أن أشتري منها شيئا .. أسمع صوت جلبة بعيدة . بعض الشباب يقفون بسيارتهم على مسافة ليست ببعيدة .. أفهم من إشاراتهم لبعضهم البعض أنهم يقولون شيئا ما عن تلك الفتاة .. أحدهم يشير بطريقة ما إلى صدرها الحر .. يأتيني موظف المطعم بالطعام .. أسأله عن مزيد من الكاتشاب .. يبدو أنه سيمتثل إلى طلبي بعض أن أظهر بعضا من الضيق .. لا أعلم كيف كانت الحياة قبل الكاتشاب .. تمد الفتاة يدها إلي بالمناديل الورقية مرة أخرى .. يتحرك صدرها بحرية أكثر .. أسمع هؤلاء الشباب وهم يعلنون في صفاقة واضحة أنهم ينتظرونني كي أرحل بسيارتي كي يلتهمون تلك الفتاة .. لا أدري ماذا أفع.

     

    أرى على البعد موظف المطعم وهو يجهز لي مزيدا من الكاتشاب .. يبدوا عليه الإمتعاض بسببي .. الشباب على البعد لعابهم يسيل .. الواحدة والنصف بعد منتصف الليل .. هل أدعوا الفتاة للركوب معنا لأنقذها مما سيحدث لها؟ زوجتي ستتهمني بالجنون بلا شك .. الفتاة تلح علي بمناديلها الورقية مرة أخرى .. صدرها يتحرك بحرية كلما مدت يديها .. يزيد ذلك من هياج الشباب وكأنهم يشجعون فريقا ما في مباراة لكرة القدم .. أنتظر موظف المطعم الذي يتلكأ .. ألعن في سري من إخترع ذلك الكاتشاب في يوم ما .. أعصابي لا تتحمل كل ذلك .. أتخذ قرارا جريئا بأن أكون سلبيا .. أتحرك بسيارتي مسرعا تاركا الفتاة والشباب والكاتشاب
    كلمات مفتاحية  :
    قصة الحياة بدون كاتشاب

    تعليقات الزوار ()