ومضى الوقت ببطء شديد.. وانتهى اليوم الأخير من الروضة.. وحملت لعبتي الجديدة أترقب وصول أسرتي لأنّ أبي وأمي وعداني أن يأتيا ليأخذاني من المدرسة في اليوم الأخير.. باعتباري أصغر الأبناء..
وركضت نحو أمي وأبي ألوح بالسيارة الحمراء وكأني فارس عاد منتصراً من حرب طاحنة.. يرفع سيف الانتصار..
وعندما وصلت إليهما واحتضنتني أمي.. قلت لها على عجل.. أمي أمي.. أنظرا هدية معلمتي..
وكانت الابتسامة الواسعة تغمر وجه أمي ذات الوجه الأبيض المائل إلى الحمرة.. وقبل أن تجيبني صاحت أختي التي تكبرني بسنوات قليلة وكانت برفقتهما: نعرف هذا.. فنحن من أعطى السيارة للمدرسة..
في هذه اللحظة.. كرهت السيارة.. لم أعد أريدها.. وددت أن أحطمها..
حاولت أمي أن تسكت أختي.. ولكن الأمر كان قد انتهى.. ولم تنفع بعدها كل محاولات تطييب الخاطر..
وصرت أعامل السيارة كعدوة لي..
صرت على صغر حجمها.. أركب فوقها.. وأرفع قدمي الصغيرتين.. وأتمسك بالجدران ثم أدفع نفسي بكل قوة، فتسير السيارة وأنا فوقها رغم أني بالنسبة لها حمولة فوق الزائدة.. فهي سيارة للعب لا للركوب..
وعندما تحطمت من سوء الاستعمال.. لم أكن حزيناً.. لأنني تمنيت لو أعطتني معلمتي سيارة لعبة ورقية وحتى لو كانت من دون إطارات.. ولو فعلت ذلك لاحتفظت بها طوال حياتي..