بتـــــاريخ : 10/15/2008 5:24:08 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1358 0


    توبة امرأة عن الغناء والعود وتوبة مولاها على يدها

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : gesah.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة التوبةوالعودة الى الله

    توبة امرأة عن الغناء والعود عن سري السقطي أنه قال : ضاقت علي نفسي يوما،فقلت في نفسي : أخرج إلى المارستان وأنظر إلى المجانين فيه ، وأعتبر بأحوالهم . فخرجت إلى بعض المارستات ، وإذا بامرأة مغلولة يدها إلى عنقها وعليها ثياب حسان وروائح عطرة، و تنشد: أعيذك أن تغـل يـدي بغيـرجـريمـة سبقـت
    تغل يدي إلى عنـقي وما خانت ولا سـرقت وليـن جـوانحـي كبـد أحس بها قـد احترقـت وحقـك يامـدى أملي يمينا برة صـدقـت فلـو قطعتها قطعـا وحـقك عنك لانطقت فقلت لصاحب المارستان : ماهذه ؟ فقال : مملوكة خبل عقلها. فحبست لتصلح . فلما سمعت كلامه أنشدت . معشر الناس ماجننت ولكن أنا سكرانة وقلبي صاح لم غللتم يدي ولم ات ذنبا غيرهتكي في حبه وافتضاحي أنا مفتونة بحب حبيب لست أبغي عن بابه من براح فصلاحي الذي زعمتم فسادي وفسادي الذي زعمتم صلاحي ماعلى من أحب مولى الموالي وارتضاه لنفسه من جناح قال سري : فسمعت كلاما أبكاني . فلما رأت دموعي قالت : ياسري ! هذه دموعك على الصفة، فكيف لو عرفته حق المعرفة؟ فقلت : هذا أعجب ! من أين عرفتني ؟ قالت : ماجهلت منذ عرفت أن أهل الدرجات يعرف بعضهم بعضا ، فقلت : ياجارية أراك تذكرين المحبة ، فلمن تحبين ؟ قالت : لمن تعرف إلينا بألا ئه ، وتحبب الينا بنعمائه ، وجاء علينا بجزيل عطائه ! فهوقريب ، إلى القلوب مجيب ! تسمى باسمائه الحسنى ، وأمرنا أن ندعوه بها ! فهوحكيم كريم ، قريب مجيب . قال : فقلت لهـا: فيم حبست ؟ فقالت . قومي عابوا علي ماسمعت منهم . فقلت لصاحب المارستان . أطلقها . ففعل ! فقلت : اذهبي حيث شئت . فقالت : إن حبيب قلبي قد ملكني لبعض مماليكه ، فإن رضي مالكي وإلا صبرت واحتسبت . فقلت : هذه والله أعقل مني ! فجاء مالكها وجمعه ناس كثير، فقال لصاحب المارستان : وأين بدعة؟ فقال : دخل عليها سري فاطلقها . فلما رآني عظمني ! فقلت . هي والله أولى بالتعظيم مني ! فما الذي تنكرمنها؟ فقال : كثرة فكرتها، وسرعة عبرتها وزفرتها وحنينها فهي باكية راغبة ، لا تاكل مع من ياكل ، ولاتشرب مع من يشرب ! وهي بضاعتي اشتريتها بكل مالي - بعشرين ألف درهم - وأملت أن أربح فيها مثل ثمنها . فقلت : ، وماكانت صنعتها؟ قال . مطربة. قلت : و منذ كم كان بها هذا الداء؟ فقال : منذ سنة . قلت : ماكان بدؤه ؟ قال . كان العود في حجرها وهي تغني وتقول : وحقك لانقضت الدهر عهدا ولا كدرت بعـد الصفو ودا ملأت جوانحي والقلب وجدا فكيف أقر أو أسلو وأهدا فيامن ليس لي مولى سواه تراك تركتني في الناس عبدا قال : فكسرت العود وقامت وبكت . فاتهمتها بمحبة إنسان فكشفت عن ذلك فلم أجد له أثرا . قال : فقلت لها: هكذا كان ؟ فقالت . خاطبني الوعـظ من جنـاني وكان وعظـي على لساني قربنـي منـه بعـد بعد وخصنـي الله واصطفـاني أجبت لقـا دعيـت طـوعا ملبيا للـذي دعـاني قال : فقلت له : علي الثمن وأزيدك . قال : فصاح . وافقراه ! من أين لك ثمن هذه ؟ فقلت . لاتعجل علي ، تكون في المارستان حتى آتي بثمنها ثم مضيت وعيني تدمع وقلبي يخشع . وبت ولم أطعم غمضا، ووالله ماعندي درهم من ثمنها . وبقيت طول ليلي اتضرع إلى الله تعالى وأقول : يارب ! إنك تعلم سري وجهري ، وقد اتكلت على فضلك وعولت عليك فلا تفضحني . فبينما أنا عند السحر إذا بقارع يقرع الباب . فقلت : من بالباب ؟ فقال حبيب من الأحباب ، أتى في سبب من الأسباب ، من الملك الوهاب ، ففتحت الباب ، فإذا برجل معه خادم وشمعة . فقال : يا أستاذ! أتأذن لي بالدخول ؟ فقلت : ادخل ! من أنت ؟ قال : أنا أحمد بن المثنى ، قد أعطاني مالك الـدار فأكنر؟ كنت الليلة نائما فهتف بي هاتف في المنام : أحمل خمس بدرات إلى سري يعطيها لمولى بدعة يفكها من الأسر ومن رق العبودية السناعة ! قلنا بها عناية . فجئت مبادرا بهذا المال ، فاصنع به ماشئت . قال . فخررت لله ساجدا وارتقبت الصبح . فلما تعالق ضوء النهار أخـذت بيد أحمـد ومضيت به إلى المارستان . فإذا الموكل به يلتفت يمينا وشمالا . فلما رآني قال : مرحبا! ادخل ! فإن لها عند الله لعناية ! هتف بي البارحة هاتف ، وهويقول : إنهـا منـا ببـال ليـس تخـلومـن نـوال قربـت ثم تسـمت وعلـت في كـل حـال فحفظت هذا القول وكررته إلي أن أتيتم . فدخلت عليها وهي تقول : قـد تصبـرت إلى ان عيـل في حبـك صبـري ضاق مـن غلـي وقيـدي وامتهاني فيـك صـدري ليـس يخفى عنـك أمـري يا منى قلبـي وذخـري أنـت لي تعتـق رقي وتفـك اليـوم أسـري قال : وأقبل مولاها يبكي ويخشع ، فقلت له : قد جئناك بما ورثت وربح خمسة الاف . فقال : لا والله! فقلت : يربح عشرة آلاف ، فقال : لا. فقلت : يربح المثل . فقال : لو أعطيتني الدنيا ماقبلت ! وهي حرة لوجه الله تعالى . فقلت له . ما القصة؟ فقال : يا أستاذ! وبخت البارحة، أشهدك أني خارج من جميع مالي وهارب إلى الله تعالى ؟ اللهم كن لي بالسعة كفيلا وبالرزق جميلا . فالتفت إلى ابن المثنن فرأيته يبكي ، فقلت له : مابكاؤك ؟ فقال : ما رضي بي المولى لما ندبني إليه ! أشهدك أني قد تصدقت بجميع مالي لوجه الله تعالى . فقلت : ما أعظم بركة بدعة على الجميع ! فقامت بدعة، فنزعت ماكان عليها، ولبست مدرعة من الشعر، وخرجت وهي تقول : هربـت منـه إليـه بكيت منـه عليـه وحقـه فهـو مـولا لازلـت بين يديـه حتى أنـال وأحـظى بمـارجـوت لديـه قال سري : فأقمت بعد ذلك مدة حتى مات مولاها ، فبينا أنا أطوف بالكعبة وإذا أنا بصوت محزون من كبد مقروحة ، وهو يقول . قد تشهـرت بحبـك كيف لي منك بقربك كيف بي يانفـس إن ا خـذك الله بذنبـك لم يقاسـي أحد يـا نفـس كربا مثـل كربك قال : فتبعت الصوت فإذا امرأة كالخيال . فلما رأتني قالت : السلام عليك يا سري ! فقلت : وعليك السلام ! من أنت ؟ فقالت : لا إله إلا الله ! وقع التناكربعد المعرفة! أنا بدعة . فقلت . ما الذي أفادك الحق بعد انفرادك عن الخلق ؟ فقالت : أ فادني كل المنى . وأنشدت : يامـن رأئ وحشتـي فانسني بالقرب من قربه فأنعشني هربت من مسكني إلى سكني نعم ومن موطني إلى وطنـي ياسكني لاخلوت من سكني دهري وياعدني على الزمن يا أوحشني مافقدت منه فقد عاد بأحدعسـانه فأنسنـي وعدت أيضا وعاد منعطفـا كذلك مذكان منه عودني ثم قالت : لاحاجة لي بالبقاء، فخذني إليك ! قال : فحركتها فإذا هي ميتة - رحمة الله عليها.

    كلمات مفتاحية  :
    قصة التوبةوالعودة الى الله

    تعليقات الزوار ()