قضى وليد عطلته مع أصدقائه . لعبوا كثيرا جدا . كانت الساعات تمضي دون أن يدركوا ذلك ، وسط صيحات المنتصرين والمشجعين ، التي ترتفع وترتفع حتى تصل أشجار الحديقة . لكن ما حدث في الليلة الأخيرة كان مختلفا :
فقد وقف أيمن معلنا تحديه للجميع في لعبة السيارات قائلا :
ـ أتحداكم جميعا !! لن يسبقني أحد ... سأكون الأول .. وسأحصل على كأس السباق ... ومبلغ الجائزة .
اشتعلت أصوات المشجعين .. و التهبت اكفهم . و قفز وليد ليستلم المقود ... و ابتدأت المباراة .
مضى الليل بسرعة . و صيحات المشجعين تعلو تخفت مع الوقت . و وليد و أيمن يقفزان ويصرخان . يبتعدان عن شاشة التلفزيون ، ويقتربان حتى يلتصقان بها . أصوات السيارات تهدر . والمباراة مستمرة .و الليل يمضي .. غادر أكثر الحاضرين طالبين أن يتم إبلاغهم بالنتيجة غدا .
قبيل الفجر لم يبق غير إثنين و مقودين ... و مباراة لن تنتهي .
الأيدي تعبت ، والعيون أجهدت .. توقف اللعب باتفاق المتسابقين .. و تواعدا أن يكملاه فور استيقاظهما من النوم ظهرا .
ودع وليد صديقه ، وتوجه إلى غرفته وهو يفرك عينيه .
استيقظ قبل الظهر بقليل ، و هو يحس بآلام في ظهره ورقبته و مفاصله . كانت عيناه تؤلمانه بشدة .. أخبر أمه بذلك ، فقالت له :
ـ بماذا تحس ؟!
ـ بحرقة في العينين ، وبخطوط سوداء أمام ناظري .. وبصداع و آلام في الرأس ... كما أنني أرى ألواناً وهمية للأشياء يا أمي !!
فحص الطبيب عينيه .. وسأله :
ـ هل استخدمت الكمبيوتر كثيرا ؟
ابتسم وليد ، وهزت أمه رأسها . فقال الطبيب :
ـ لقد أجهدت عينيك .. عليك إراحتهما .. فإذا كنت تلعب أو تعمل على جهازك .. فمن الأفضل أن تحول بصرك عن الشاشة كل عشر دقائق . انظر إلى جسم بعيد مثلا .. و أطرف بعينيك كثيرا و أنت أمام الشاشة ، وعليك أن تكون بعيدا عن الشاشة بمسافة كافية . .
أكمل الطبيب سرد العديد من نصائحه لوليد ، ليتمتع بجوهرتيه ويرى ألوان الدنيا ..
وليد استمع إلى الطبيب ، و فكر في إكمال المباراة ، وحك عينيه . ثم ابتسم . و أمه تمد يدها وتأخذ كتيب النصائح ، وتشكر الطبيب