الحياة الجامعية هي احرج مرحلة عمرية يمكن فيها العبث بعقل الفتاة ، خاصة اذا كانت تبحث عن الحب والارتباط وتحلم بالبيت السعيد .. والامر لا يقتصر على زملاء الفتاة الجامعية من الطلاب فقط ، بل يتعدى ذلك الى بعض الاساتذة ايضاً ، فقسم من هؤلاء يبحثون بين الطالبات الفاتنات عمن يحكمون حول عقلها وفكرها دائرة من اليقين والاقتناع بأنهم دائماً وابداً بيدهم العطاء والبطش ولا حكم لأحد عليهم مهما تجاوزوا الحدود.
"نهلة" تحكي قصتها
جاءني خطاب التنسيق والتحقت بكلية التجارة ، ولأنني حصلت على الثانوية العامة بعد قصة كفاح وسهر ودروس خصوصية ورسوب مرتين ، قررت ان انسى معاناتي معها واسقط من عمري ايام الثانوية واعيش واستمتع بسنوات الجامعة ... جمالي ليس مبهراً رغم انهم يقولون ان وجهي ليس بأقل اثارة من جسدي ... النظرات التي كانت تلاحقني كانت تعبر عن الحقيقة ، وخاصة نظرات اساتذني الذين طالما حاولت التعامل معهم بلطف واحترام ... وفي احدى الرحلات التي قامت بها الجامعة اقترب مني استاذي الذي اصر على ان اشترك في الرحلة ... اجلسني بجانبه في الباص وخصني بمعاملة تختلف عن بقية الطالبات الامر الذي سبب لي نوعاً من الحرج ... وشعرت بحاسة الانثى فيّ تقول ان الموضوع اكبر من علاقة استاذ بطالبته ، رغم ان هذا الاستاذ متزوج وله ولدان.
وفي اثناء الرحلة على شاطىء البحر والجميع مشغول بمنظر البحر والامواج ... تفاجأت بمن يقطع عليّ حبل افكاري وشرودي الذهني ....كان هو بعينه الاستاذ الذي فاجأني قائلاً : نهلة ... اريد ان اتزوجك !
كلماته الجمت لساني واصابتني بنوع من الصدمة والدهشة .. لم استطع الرد ... بقيت صامتة ! .... كرر سؤاله مرة ثانية واصغى ينتظر الجواب !
قلت له : كيف يا دكتور (..) وزوجتك ؟
قال وكأن الاجابة كانت جاهزة لديه مسبقاً : نتزوج سراً !
قلت له بغضب : مستحيل !!
اخذ يشرح لي ظروفه الاسرية وعدم توافقه مع زوجته وانه سيطلقها بعد ان تمر مدة معقولة على وفاة والدها .. وبدأ يقنعني بأن زواجنا السري سيكون مؤقتاً ، ولن يتغير في الامر شيئاً ، فأنا سأذهب اليه بشقته في الوقت الذي تكون زوجته خارج المنزل وهكذا لن يحس بنا احد ...لم اجد الفرصة للأخذ والعطاء معه بسبب اقتراب الطلاب من مكان وقوفنا على الشاطىء .
ملاحقة عبر الهاتف
تتابع نهلة قائلة : بعد عرض الاستاذ بدأت اتهرب منه في الكلية ، فبدأ يلاحقني تليفونياً ، ويبدو ان اختياره وقع عليّ ولن اهرب منه بسهولة .. انتابني شعور مخيف وانا اتخيل ان مأساة سقوطي في الثانوية ستتكرر ثانية ولكن هذه المرة في الجامعة وظلماً بسبب السلطة التي يتمتع بها الاستاذ ... اضطررت الى مجاراة هذا الاستاذ وطلبت منه ان يحدثني في وقت متأخر لأن والدي يشك في حديثي التليفوني معه بسبب الارتباك والتوتر اللذان يعترياني كلما رن جرس الهاتف .
وبالفعل اتصل بي في وقت متأخر، ويبدو ان تخفيض صوتي في الهاتف حتى لايسمعني احد من اهل البيت ، اوحى له بأشياء غريبة جعلته ينسى نفسه ، فبدأ يطلب مني ان اصف له ادق التفاصيل عن ملابسي والوانها وفي اية وضعية انا مستلقية ... وبدأ يسألني عن ردة فعلي فيما لو كنت بجواره في هذه اللحظات .. هل سألتصق به ام سأبتعد عنه ، وماذا لو مد يده الى جسدي ويفعل كذا وكذا !
واخيراً الح عليّ ان اتجاوب معه وان لا اتركه هكذا ، لأن زوجته غير موجودة ... لم اكن افهم ماذا يقصده ، فبدأ يشرح لي بالتدريج ... شعرت بالحرج واغلقت الهاتف بعد ان اخبرته أن والدي استفاق من النوم .
لم تغمض لي جفون ... فكرت جيداً في هذا الاستاذ المراهق ... وفكرت في حظي التعيس الذي وضع هذا الاستاذ في طريقي ... وتخيلت انه من الصعب ان يتركني في حالي وانه سيبقى كالكابوس جاثماً على نفسي ، ليس في الجامعة فقط وانما في البيت ومن خلال الهاتف الذي لعنت في نفسي من اخترعوه ... وفي معمعان شرودي وتضارب افكاري تذكرت حكاية كنت سمعتها عن احدى الطالبات التي انتحرت لأن حبيبها رفض ان يسلمها شرائط كاسيت لمحادثات خاصة بينهما وهددها انه سيسلمها لرجل الاعمال الذي تمت خطوبتها عليه اذا لم تقم بفسخ الخطوبة وتعود الى احضانه ثانية.. لم تتحمل الفتاة وقع الصدمة والفضيحة فيما لو نفذ الشاب تهديده ، فأنتحرت وانتشر الخبر بين طالبات المدرسة.
الكمين
تتابع نهلة : شعرت ببعض الارتياح وايقنت انني عثرت على الحل المناسب الكفيل بإزاحة هذا الكابوس من حياتي ... ذهبت الى احد المحلات واشتريت هاتف رقمي صغير ، وطلبت من البائع ان يعلمني كيف اقوم بتسجيل المكالمات التليفونية، قام بعمل توصيلة مع جهاز الكاسيت الصغير الخاص بي ... اصبحت الخطة جاهزة والكمين مرتب واخذت انتظر مكالمة الاستاذ المراهق .. لم تتأخر المكالة التي جاءت في وقت متأخر كالعادة وكنت في اتم الاستعداد للتسجيل ... بدأت الحديث معه بلهجة فيها كثير من اللطف والاغراء ... بدأ حديثه كعادته بالاسطوانة المعروفة عن التفاهم المفقود بينه وبين زوجته وعن مدى الشقاء والتعاسة التي يعيشها ومن ثم انتقل للحديث عن جمالي وانوثتي وجسدي وما يثيره فيّ وتخلل حديثه الكثير من العبارات والالفاظ الجنسية.... استدرجته في الحديث عن هيئة التدريس فقال فيهم ما قاله مالك في الخمر ، فكان يستعرض قذارة الجميع ونزاهته هو.
بعد كل حوار ومكالمة هاتفية كان يبدأ في الالحاح عليّ بالتعاطي معه في الاحاديث الجنسية عبر الهاتف ... كنت اعترض ، فيبدأ بالتوسل والرجاء ... ومع استمراري في الرفض كان يصل الى قمة الاثارة والغضب ويتهمني بأنني احرم نفسي وجسدي من حقه ... استمرت مكالمات الاستاذ المراهق واستطعت ان اسجل له سبعة شرائط رأيت انها كافية لازاحته من طريقي وبدأت انتظر لحظة التنفيذ وفي اللحظة التي يبادر فيها الى عمل الخطوة الاولى .. لم تتأخر ردة الفعل عنده هذه المرة ايضاً.. فعندما التقيته قال لي :
- اما ان نتزوج سراً .. او انك لن تنجحين في مادتي او المواد الاخرى !
منحني مهلة اخيرة للتفكير .. وقال انه سيكون بإنتظاري في شقته ... تأخرت في تنفيذ خطتي ... فجاءت نتائج الفصل الاول الدراسي لتأكد لي ان الاستاذ المراهق قد نفذ تهديده .
اتصلت به محتجة ... فقال تعالي الآن اليّ .. وإلا !
صرخت في وجهه وقلت له : ايها الاستاذ القذر .. نهايتك على يدي انا !
بدأت في تنفيذ ما كنت قد اخرته على امل ان يعود الاستاذ الى صوابه ، فلا اضطر الى عمل فضيحة تنهي مستقبله ... اعددت الاشرطة بعد ان قمت بمسح اسمي الذي ورد في بعض مجريات الحديث ... نسختها عدة نسخ وقمت بتوزيعها على اساتذة الكلية ومكتب العميد .
بعد هذه الفضيحة لم تجد ادارة الجامعة شيئاً يمنع من اعادة تصحيح اوراق امتحاناتي ثانية ... وكانت النتيجة انني ناجحة .
بعد هذه الحادثة انتشرت الشرائط في الجامعة كلها ، بل ان البعض استغلها ضد هذا الدكتور المراهق الذي لم اره بعد ذلك فهو سرعان ما اختفى ... قال البعض انه سافر الى جامعة السودان ، وتردد انه نقل الى جامعة اخرى بناءً على طلبه ... ولا ادري كم فتاة قبلي سقطت في براثنه وبراثن امثاله من ذوي النفوس الدنيئة