1-
المرأة نائمة ! ، وهي ترى نفسها الآن خارج إطار الحبال التي ثبتها الرجل حول عينيها ولسانها ، حتى غطت رأسها كله ! .
المرأة ترمي بالحبال ، خلفها ، وتقول:
- نار تأكلها !
وتركض ملء الشارع .. والناس يصفقون لعينيها ولسانها..وعيونهم تفرح ! .
-2-
الرجل يأتي من الشارع يزمجر بباب البيت ، ويزمجر بصوته ، و يرسله سابقاً له ، متسللاً إلى حيث هي نائمة ، الصوت يعرف طريقه ، يركض ويدخل أذنيها و يصيب عينيها بالفزع ! .. فتجلس وهي تتنهد ، وتبتلع الصرخة المدوية داخلها ، وتبتلع مرارة الصحو الساقط في قلبها مثل حجر ! .
-3-
الرجل ، الواقف الآن بالباب ، يزيح الصوت الهامد خلفه ، و يحدق ، و يغضب .. ، ويدخل .. و يهجم على أحلامها ..تتطاير الأحلام في أفق الغرفة ، متصافقة ، مذعورة، ثم تفر من النافذة ، راكضةً ملء الشوارع والناس....
يمتشق الرجل غضبه ، و يسحب الوسادة بعنف من تحتها ، ويركض بـها إلى المطبخ ، و يتناول السكين التي تقطع بها المرأة اللحم والبصل ، ويهوي بها على أحشائها ، تتناثر بقية أحلام صغيرة مثل الفراشات ، و يتناثر القطن من بطن المسكينة ويدخل في أنف الرجل وفمه .. فيعطس ، بينما يتطاير الريش متفرقاً إلى الطيور التي جاء منها ، حيث كانت تطير ملء الهواء ! .
-4-
المرأة تقف ، الآن ، بباب المطبخ ، تنظر إليه بجمود ، وهي تشاهد الطعنات المتكررة