كتاب الصلاة
1 ـ باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء
وقال ابن عباس حدثني أبو سفيان في حديث هرقل فقال يأمرنا ـ يعني النبي ـ صلى الله عليه وسلم بالصلاة والصدق والعفاف
350 ـ حدثنا يحيى بن بكير، قال حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا، فأفرغه في صدري ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا، فلما جئت إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء افتح. قال من هذا قال هذا جبريل. قال هل معك أحد قال نعم معي محمد صلى الله عليه وسلم. فقال أرسل إليه قال نعم. فلما فتح علونا السماء الدنيا، فإذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة، إذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل يساره بكى، فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت لجبريل من هذا قال هذا آدم. وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه، فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، حتى عرج بي إلى السماء الثانية فقال لخازنها افتح. فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح ". قال أنس فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم ـ صلوات الله عليهم ـ ولم يثبت كيف منازلهم، غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا، وإبراهيم في السماء السادسة. قال أنس فلما مر جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم بإدريس قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح. فقلت من هذا قال هذا إدريس. ثم مررت بموسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح. قلت من هذا قال هذا موسى. ثم مررت بعيسى فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح. قلت من هذا قال هذا عيسى. ثم مررت بإبراهيم فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت من هذا قال هذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم ". قال ابن شهاب فأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال النبي صلى الله عليه وسلم " ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام ". قال ابن حزم وأنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم " ففرض الله على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال ما فرض الله لك على أمتك قلت فرض خمسين صلاة. قال فارجع إلى ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك. فراجعت فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى قلت وضع شطرها. فقال راجع ربك، فإن أمتك لا تطيق، فراجعت فوضع شطرها، فرجعت إليه فقال ارجع إلى ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعته. فقال هي خمس وهى خمسون، لا يبدل القول لدى. فرجعت إلى موسى فقال راجع ربك. فقلت استحييت من ربي. ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى، وغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها حبايل اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك ".
351 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن صالح بن كيسان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أم المؤمنين، قالت " فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر، فأقرت صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر ".
2 ـ باب وجوب الصلاة في الثياب
وقول الله تعالى {خذوا زينتكم عند كل مسجد}. ومن صلى ملتحفا في ثوب واحد، ويذكر عن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " يزره ولو بشوكة ". في إسناده نظر، ومن صلى في الثوب الذي يجامع فيه ما لم ير أذى، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يطوف بالبيت عريان.
352 ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا يزيد بن إبراهيم، عن محمد، عن أم عطية، قالت أمرنا أن نخرج، الحيض يوم العيدين وذوات الخدور، فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزل الحيض عن مصلاهن. قالت امرأة يا رسول الله، إحدانا ليس لها جلباب. قال " لتلبسها صاحبتها من جلبابها ".
353 ـ وقال عبد الله بن رجاء حدثنا عمران، حدثنا محمد بن سيرين، حدثتنا أم عطية، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بهذا.
3 ـ باب عقد الإزار على القفا في الصلاة
وقال أبو حازم عن سهل صلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم عاقدي أزرهم على عواتقهم.
354 ـ حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا عاصم بن محمد، قال حدثني واقد بن محمد، عن محمد بن المنكدر، قال صلى جابر في إزار قد عقده من قبل قفاه، وثيابه موضوعة على المشجب قال له قائل تصلي في إزار واحد فقال إنما صنعت ذلك ليراني أحمق مثلك، وأينا كان له ثوبان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
355 ـ حدثنا مطرف أبو مصعب، قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن محمد بن المنكدر، قال رأيت جابر بن عبد الله يصلي في ثوب واحد وقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب.
4 ـ باب الصلاة في الثوب الواحد ملتحفا به
قال الزهري في حديثه الملتحف المتوشح، وهو المخالف بين طرفيه على عاتقيه، وهو الاشتمال على منكبيه. قال وقالت أم هانئ التحف النبي صلى الله عليه وسلم بثوب، وخالف بين طرفيه على عاتقيه.
356 ـ حدثنا عبيد الله بن موسى، قال حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه.
357 ـ حدثنا محمد بن المثنى، قال حدثنا يحيى، قال حدثنا هشام، قال حدثني أبي، عن عمر بن أبي سلمة، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد في بيت أم سلمة، قد ألقى طرفيه على عاتقيه.
358 ـ حدثنا عبيد بن إسماعيل، قال حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، أن عمر بن أبي سلمة، أخبره قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد مشتملا به في بيت أم سلمة، واضعا طرفيه على عاتقيه.
359 ـ حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال حدثني مالك بن أنس، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله أن أبا مرة، مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخبره أنه، سمع أم هانئ بنت أبي طالب، تقول ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره قالت فسلمت عليه فقال " من هذه ". فقلت أنا أم هانئ بنت أبي طالب. فقال " مرحبا بأم هانئ ". فلما فرغ من غسله، قام فصلى ثماني ركعات، ملتحفا في ثوب واحد، فلما انصرف قلت يا رسول الله، زعم ابن أمي أنه قاتل رجلا قد أجرته فلان بن هبيرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ ". قالت أم هانئ وذاك ضحى.
360 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أن سائلا، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في ثوب واحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أولكلكم ثوبان ".
5 ـ باب إذا صلى في الثوب الواحد فليجعل على عاتقيه
361 ـ حدثنا أبو عاصم، عن مالك، عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد، ليس على عاتقيه شىء ".
362 ـ حدثنا أبو نعيم، قال حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، قال سمعته ـ أو، كنت سألته ـ قال سمعت أبا هريرة، يقول أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من صلى في ثوب واحد، فليخالف بين طرفيه ".
6 ـ باب إذا كان الثوب ضيقا
363 ـ حدثنا يحيى بن صالح، قال حدثنا فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، قال سألنا جابر بن عبد الله عن الصلاة، في الثوب الواحد فقال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فجئت ليلة لبعض أمري، فوجدته يصلي وعلى ثوب واحد، فاشتملت به وصليت إلى جانبه، فلما انصرف قال " ما السرى يا جابر ". فأخبرته بحاجتي، فلما فرغت قال " ما هذا الاشتمال الذي رأيت ". قلت كان ثوب. يعني ضاق. قال " فإن كان واسعا فالتحف به، وإن كان ضيقا فاتزر به ".
364 ـ حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى، عن سفيان، قال حدثني أبو حازم، عن سهل، قال كان رجال يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان، وقال للنساء لا ترفعن رءوسكن حتى يستوي الرجال جلوسا.
7 ـ باب الصلاة في الجبة الشأمية وقال الحسن في الثياب ينسجها المجوسي لم ير بها بأسا. وقال معمر رأيت الزهري يلبس من ثياب اليمن ما صبغ بالبول. وصلى علي في ثوب غير مقصور.
365 ـ حدثنا يحيى، قال حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن مغيرة بن شعبة، قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فقال " يا مغيرة، خذ الإداوة ". فأخذتها فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توارى عني فقضى حاجته، وعليه جبة شأمية، فذهب ليخرج يده من كمها فضاقت، فأخرج يده من أسفلها، فصببت عليه فتوضأ وضوءه للصلاة، ومسح على خفيه، ثم صلى.
8 ـ باب كراهية التعري في الصلاة وغيرها
366 ـ حدثنا مطر بن الفضل، قال حدثنا روح، قال حدثنا زكرياء بن إسحاق، حدثنا عمرو بن دينار، قال سمعت جابر بن عبد الله، يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره. فقال له العباس عمه يا ابن أخي، لو حللت إزارك فجعلت على منكبيك دون الحجارة. قال فحله فجعله على منكبيه، فسقط مغشيا عليه، فما رئي بعد ذلك عريانا صلى الله عليه وسلم.
9 ـ باب الصلاة في القميص والسراويل والتبان والقباء
367 ـ حدثنا سليمان بن حرب، قال حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة، قال قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الصلاة في الثوب الواحد فقال " أوكلكم يجد ثوبين ". ثم سأل رجل عمر فقال إذا وسع الله فأوسعوا، جمع رجل عليه ثيابه، صلى رجل في إزار ورداء، في إزار وقميص، في إزار وقباء، في سراويل ورداء، في سراويل وقميص، في سراويل وقباء، في تبان وقباء، في تبان وقميص ـ قال وأحسبه قال ـ في تبان ورداء.
368 ـ حدثنا عاصم بن علي، قال حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما يلبس المحرم فقال " لا يلبس القميص ولا السراويل ولا البرنس ولا ثوبا مسه الزعفران ولا ورس، فمن لم يجد النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين ". وعن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
10 ـ باب ما يستر من العورة
369 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا ليث، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي سعيد الخدري، أنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اشتمال الصماء وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد، ليس على فرجه منه شىء.
370 ـ حدثنا قبيصة بن عقبة، قال حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيعتين عن اللماس والنباذ، وأن يشتمل الصماء، وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد.
371 ـ حدثنا إسحاق، قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا هريرة، قال بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. قال حميد بن عبد الرحمن ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، فأمره أن يؤذن ببراءة قال أبو هريرة فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
11 ـ باب الصلاة بغير رداء
372 ـ حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال حدثني ابن أبي الموالي، عن محمد بن المنكدر، قال دخلت على جابر بن عبد الله وهو يصلي في ثوب ملتحفا به ورداؤه موضوع، فلما انصرف قلنا يا أبا عبد الله تصلي ورداؤك موضوع قال نعم، أحببت أن يراني الجهال مثلكم، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي هكذا.
12 ـ باب ما يذكر في الفخذ . ويروى عن ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش عن النبي صلى الله عليه وسلم " الفخذ عورة ". وقال أنس حسر النبي صلى الله عليه وسلم عن فخذه. وحديث أنس أسند، وحديث جرهد أحوط حتى يخرج من اختلافهم. وقال أبو موسى غطى النبي صلى الله عليه وسلم ركبتيه حين دخل عثمان. وقال زيد بن ثابت أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي فثقلت على حتى خفت أن ترض فخذي.
373 ـ حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا إسماعيل ابن علية، قال حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر، فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر، وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما دخل القرية قال " الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ". قالها ثلاثا. قال وخرج القوم إلى أعمالهم فقالوا محمد ـ قال عبد العزيز وقال بعض أصحابنا ـ والخميس. يعني الجيش، قال فأصبناها عنوة، فجمع السبى، فجاء دحية فقال يا نبي الله، أعطني جارية من السبى. قال " اذهب فخذ جارية ". فأخذ صفية بنت حيى، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله، أعطيت دحية صفية بنت حيى سيدة قريظة والنضير، لا تصلح إلا لك. قال " ادعوه بها ". فجاء بها، فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال " خذ جارية من السبى غيرها ". قال فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها. فقال له ثابت يا أبا حمزة، ما أصدقها قال نفسها، أعتقها وتزوجها، حتى إذا كان بالطريق جهزتها له أم سليم فأهدتها له من الليل، فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروسا فقال " من كان عنده شىء فليجئ به ". وبسط نطعا، فجعل الرجل يجيء بالتمر، وجعل الرجل يجيء بالسمن ـ قال وأحسبه قد ذكر السويق ـ قال فحاسوا حيسا، فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
13 ـ باب في كم تصلي المرأة في الثياب وقال عكرمة لو وارت جسدها في ثوب لأجزته.
374 ـ حدثنا أبو اليمان، قال أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال أخبرني عروة، أن عائشة، قالت لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر، فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات في مروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد.
14 ـ باب إذا صلى في ثوب له أعلام ونظر إلى علمها
375 ـ حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا إبراهيم بن سعد، قال حدثنا ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال " اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانية أبي جهم، فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي ". وقال هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال النبي صلى الله عليه وسلم " كنت أنظر إلى علمها وأنا في الصلاة فأخاف أن تفتنني ".
15 ـ باب إن صلى في ثوب مصلب أو تصاوير
هل تفسد صلاته وما ينهى عن ذلك.
376 ـ حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو، قال حدثنا عبد الوارث، قال حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أميطي عنا قرامك هذا، فإنه لا تزال تصاويره تعرض في صلاتي ".
16 ـ باب من صلى في فروج حرير ثم نزعه
377 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال حدثنا الليث، عن يزيد، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، قال أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فروج حرير، فلبسه فصلى فيه، ثم انصرف فنزعه نزعا شديدا كالكاره له وقال " لا ينبغي هذا للمتقين ".
17 ـ باب الصلاة في الثوب الأحمر
378 ـ حدثنا محمد بن عرعرة، قال حدثني عمر بن أبي زائدة، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة حمراء من أدم، ورأيت بلالا أخذ وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت الناس يبتدرون ذاك الوضوء، فمن أصاب منه شيئا تمسح به، ومن لم يصب منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه، ثم رأيت بلالا أخذ عنزة فركزها، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء مشمرا، صلى إلى العنزة بالناس ركعتين، ورأيت الناس والدواب يمرون من بين يدى العنزة.
18 ـ باب الصلاة في السطوح والمنبر والخشب
قال أبو عبد الله ولم ير الحسن بأسا أن يصلى على الجمد والقناطر، وإن جرى تحتها بول أو فوقها أو أمامها، إذا كان بينهما سترة. وصلى أبو هريرة على ظهر المسجد بصلاة الإمام. وصلى ابن عمر على الثلج.
379 ـ حدثنا علي بن عبد الله، قال حدثنا سفيان، قال حدثنا أبو حازم، قال سألوا سهل بن سعد من أى شىء المنبر فقال ما بقي بالناس أعلم مني هو من أثل الغابة، عمله فلان مولى فلانة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عمل، ووضع، فاستقبل القبلة كبر وقام الناس خلفه، فقرأ وركع وركع الناس خلفه، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقرى، فسجد على الأرض، ثم عاد إلى المنبر، ثم قرأ ثم ركع، ثم رفع رأسه، ثم رجع القهقرى حتى سجد بالأرض، فهذا شأنه. قال أبو عبد الله قال علي بن عبد الله سألني أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ عن هذا الحديث، قال فإنما أردت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أعلى من الناس، فلا بأس أن يكون الإمام أعلى من الناس بهذا الحديث. قال فقلت إن سفيان بن عيينة كان يسأل عن هذا كثيرا فلم تسمعه منه قال لا.
380 ـ حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال حدثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط عن فرسه، فجحشت ساقه أو كتفه، وآلى من نسائه شهرا، فجلس في مشربة له، درجتها من جذوع، فأتاه أصحابه يعودونه، فصلى بهم جالسا، وهم قيام فلما سلم قال " إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإن صلى قائما فصلوا قياما ". ونزل لتسع وعشرين فقالوا يا رسول الله إنك آليت شهرا فقال " إن الشهر تسع وعشرون ".
19 ـ باب إذا أصاب ثوب المصلي امرأته إذا سجد
381 ـ حدثنا مسدد، عن خالد، قال حدثنا سليمان الشيباني، عن عبد الله بن شداد، عن ميمونة، قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا حذاءه وأنا حائض وربما أصابني ثوبه إذا سجد. قالت وكان يصلي على الخمرة.
20 ـ باب الصلاة على الحصير
وصلى جابر وأبو سعيد في السفينة قائما. وقال الحسن تصلي قائما ما لم تشق على أصحابك، تدور معها وإلا فقاعدا.
382 ـ حدثنا عبد الله، قال أخبرنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، أن جدته، مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته له، فأكل منه ثم قال " قوموا فلأصل لكم ". قال أنس فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس، فنضحته بماء، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت واليتيم وراءه، والعجوز من ورائنا، فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم انصرف.
21 ـ باب الصلاة على الخمرة
383 ـ حدثنا أبو الوليد، قال حدثنا شعبة، قال حدثنا سليمان الشيباني، عن عبد الله بن شداد، عن ميمونة، قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على الخمرة.
22 ـ باب الصلاة على الفراش
وصلى أنس على فراشه. وقال أنس كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فيسجد أحدنا على ثوبه.
384 ـ حدثنا إسماعيل، قال حدثني مالك، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كنت أنام بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاى في قبلته، فإذا سجد غمزني، فقبضت رجلى، فإذا قام بسطتهما. قالت والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح.
385 ـ حدثنا يحيى بن بكير، قال حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال أخبرني عروة، أن عائشة، أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهى بينه وبين القبلة على فراش أهله، اعتراض الجنازة.
386 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال حدثنا الليث، عن يزيد، عن عراك، عن عروة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وعائشة معترضة بينه وبين القبلة على الفراش الذي ينامان عليه.
23 ـ باب السجود على الثوب في شدة الحر
وقال الحسن كان القوم يسجدون على العمامة والقلنسوة ويداه في كمه
387 ـ حدثنا أبو الوليد، هشام بن عبد الملك قال حدثنا بشر بن المفضل، قال حدثني غالب القطان، عن بكر بن عبد الله، عن أنس بن مالك، قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود.
24 ـ باب الصلاة في النعال
388 ـ حدثنا آدم بن أبي إياس، قال حدثنا شعبة، قال أخبرنا أبو مسلمة، سعيد بن يزيد الأزدي قال سألت أنس بن مالك أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه قال نعم.
25 ـ باب الصلاة في الخفاف
389 ـ حدثنا آدم، قال حدثنا شعبة، عن الأعمش، قال سمعت إبراهيم، يحدث عن همام بن الحارث، قال رأيت جرير بن عبد الله بال ثم توضأ، ومسح على خفيه، ثم قام فصلى، فسئل فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صنع مثل هذا. قال إبراهيم فكان يعجبهم، لأن جريرا كان من آخر من أسلم.
390 ـ حدثنا إسحاق بن نصر، قال حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن المغيرة بن شعبة، قال وضأت النبي صلى الله عليه وسلم فمسح على خفيه وصلى.
26 ـ باب إذا لم يتم السجود
391 ـ أخبرنا الصلت بن محمد، أخبرنا مهدي، عن واصل، عن أبي وائل، عن حذيفة، رأى رجلا لا يتم ركوعه ولا سجوده، فلما قضى صلاته قال له حذيفة ما صليت ـ قال وأحسبه قال ـ لو مت مت على غير سنة محمد صلى الله عليه وسلم.
27 ـ باب يبدي ضبعيه ويجافي في السجود
392 ـ أخبرنا يحيى بن بكير، حدثنا بكر بن مضر، عن جعفر، عن ابن هرمز، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه. وقال الليث حدثني جعفر بن ربيعة نحوه.
28 ـ باب فضل استقبال القبلة
يستقبل بأطراف رجليه. قال أبو حميد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
393 ـ حدثنا عمرو بن عباس، قال حدثنا ابن المهدي، قال حدثنا منصور بن سعد، عن ميمون بن سياه، عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته ".
394 ـ حدثنا نعيم، قال حدثنا ابن المبارك، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. فإذا قالوها وصلوا صلاتنا، واستقبلوا قبلتنا، وذبحوا ذبيحتنا، فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله ".
395 ـ قال ابن أبي مريم أخبرنا يحيى، حدثنا حميد، حدثنا أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال علي بن عبد الله حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا حميد قال سأل ميمون بن سياه أنس بن مالك قال يا أبا حمزة، ما يحرم دم العبد وماله فقال من شهد أن لا إله إلا الله، واستقبل قبلتنا، وصلى صلاتنا، وأكل ذبيحتنا، فهو المسلم، له ما للمسلم، وعليه ما على المسلم.
29 ـ باب قبلة أهل المدينة وأهل الشأم والمشرق
ليس في المشرق ولا في المغرب قبلة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تستقبلوا القبلة بغائط أو بول ولكن شرقوا أو غربوا ".
396 ـ حدثنا علي بن عبد الله، قال حدثنا سفيان، قال حدثنا الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب الأنصاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرقوا أو غربوا ". قال أبو أيوب فقدمنا الشأم فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة، فننحرف ونستغفر الله تعالى. وعن الزهري عن عطاء قال سمعت أبا أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
30 ـ باب قول الله تعالى {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}
397 ـ حدثنا الحميدي، قال حدثنا سفيان، قال حدثنا عمرو بن دينار، قال سألنا ابن عمر عن رجل، طاف بالبيت العمرة، ولم يطف بين الصفا والمروة، أيأتي امرأته فقال قدم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا، وصلى خلف المقام ركعتين، وطاف بين الصفا والمروة، وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.
398 ـ وسألنا جابر بن عبد الله فقال لا يقربنها حتى يطوف بين الصفا والمروة.
399 ـ حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى، عن سيف، قال سمعت مجاهدا، قال أتي ابن عمر فقيل له هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة. فقال ابن عمر فأقبلت والنبي صلى الله عليه وسلم قد خرج، وأجد بلالا قائما بين البابين، فسألت بلالا فقلت أصلى النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة قال نعم ركعتين بين الساريتين اللتين على يساره إذا دخلت، ثم خرج فصلى في وجه الكعبة ركعتين.
400 ـ حدثنا إسحاق بن نصر، قال حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، قال سمعت ابن عباس، قال لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت دعا في نواحيه كلها، ولم يصل حتى خرج منه، فلما خرج ركع ركعتين في قبل الكعبة وقال " هذه القبلة ".
31 ـ باب التوجه نحو القبلة حيث كان
وقال أبو هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم " استقبل القبلة وكبر ".
401 ـ حدثنا عبد الله بن رجاء، قال حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب ـ رضى الله عنهما ـ قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه إلى الكعبة، فأنزل الله {قد نرى تقلب وجهك في السماء} فتوجه نحو الكعبة، وقال السفهاء من الناس ـ وهم اليهود ـ ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها {قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعد ما صلى، فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه توجه نحو الكعبة. فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة.
402 ـ حدثنا مسلم، قال حدثنا هشام، قال حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن، عن جابر، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على راحلته حيث توجهت، فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة.
403 ـ حدثنا عثمان، قال حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، قال قال عبد الله صلى النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال إبراهيم لا أدري زاد أو نقص ـ فلما سلم قيل له يا رسول الله، أحدث في الصلاة شىء قال " وما ذاك ". قالوا صليت كذا وكذا. فثنى رجليه واستقبل القبلة، وسجد سجدتين ثم سلم، فلما أقبل علينا بوجهه قال " إنه لو حدث في الصلاة شىء لنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحرى الصواب، فليتم عليه ثم يسلم، ثم يسجد سجدتين ".
32 ـ باب ما جاء في القبلة
ومن لا يرى الإعادة على من سها فصلى إلى غير القبلة. وقد سلم النبي صلى الله عليه وسلم في ركعتى الظهر، وأقبل على الناس بوجهه، ثم أتم ما بقي.
404 ـ حدثنا عمرو بن عون، قال حدثنا هشيم، عن حميد، عن أنس، قال قال عمر وافقت ربي في ثلاث، فقلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} وآية الحجاب قلت يا رسول الله، لو أمرت نساءك أن يحتجبن، فإنه يكلمهن البر والفاجر. فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن. فنزلت هذه الآية.
405 ـ حدثنا ابن أبي مريم، قال أخبرنا يحيى بن أيوب، قال حدثني حميد، قال سمعت أنسا، بهذا.
406 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، قال بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشأم، فاستداروا إلى الكعبة.
407 ـ حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر خمسا فقالوا أزيد في الصلاة قال " وما ذاك ". قالوا صليت خمسا. فثنى رجليه وسجد سجدتين.
33 ـ باب حك البزاق باليد من المسجد
408 ـ حدثنا قتيبة، قال حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة، فشق ذلك عليه حتى رئي في وجهه، فقام فحكه بيده فقال " إن أحدكم إذا قام في صلاته، فإنه يناجي ربه ـ أو إن ربه بينه وبين القبلة ـ فلا يبزقن أحدكم قبل قبلته، ولكن عن يساره، أو تحت قدميه ". ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه، ثم رد بعضه على بعض، فقال " أو يفعل هكذا ".
409 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر،. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى بصاقا في جدار القبلة فحكه، ثم أقبل على الناس فقال " إذا كان أحدكم يصلي، فلا يبصق قبل وجهه، فإن الله قبل وجهه إذا صلى ".
410 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أم المؤمنين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في جدار القبلة مخاطا أو بصاقا أو نخامة فحكه.
34 ـ باب حك المخاط بالحصى من المسجد
وقال ابن عباس إن وطئت على قذر رطب فاغسله، وإن كان يابسا فلا.
411 ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، قال أخبرنا إبراهيم بن سعد، أخبرنا ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، وأبا، سعيد حدثاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في جدار المسجد، فتناول حصاة فحكها فقال " إذا تنخم أحدكم فلا يتنخمن قبل وجهه ولا عن يمينه، وليبصق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى ".
35 ـ باب لا يبصق عن يمينه، في الصلاة
412 ـ حدثنا يحيى بن بكير، قال حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، وأبا، سعيد أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في حائط المسجد، فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم حصاة فحتها ثم قال " إذا تنخم أحدكم فلا يتنخم قبل وجهه ولا عن يمينه، وليبصق عن يساره، أو تحت قدمه اليسرى ".
413 ـ حدثنا حفص بن عمر، قال حدثنا شعبة، قال أخبرني قتادة، قال سمعت أنسا، قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يتفلن أحدكم بين يديه ولا عن يمينه، ولكن عن يساره أو تحت رجله ".
36 ـ باب ليبزق عن يساره، أو تحت قدمه اليسرى
414 ـ حدثنا آدم، قال حدثنا شعبة، قال حدثنا قتادة، قال سمعت أنس بن مالك، قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن المؤمن إذا كان في الصلاة فإنما يناجي ربه، فلا يبزقن بين يديه ولا عن يمينه، ولكن عن يساره أو تحت قدمه ".
415 ـ حدثنا علي، قال حدثنا سفيان، حدثنا الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد،. أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر نخامة في قبلة المسجد فحكها بحصاة، ثم نهى أن يبزق الرجل بين يديه أو عن يمينه، ولكن عن يساره أو تحت قدمه اليسرى. وعن الزهري سمع حميدا عن أبي سعيد نحوه.
37 ـ باب كفارة البزاق في المسجد
416 ـ حدثنا آدم، قال حدثنا شعبة، قال حدثنا قتادة، قال سمعت أنس بن مالك، قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها ".
38 ـ باب دفن النخامة في المسجد
417 ـ حدثنا إسحاق بن نصر، قال حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، سمع أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق أمامه، فإنما يناجي الله ما دام في مصلاه، ولا عن يمينه، فإن عن يمينه ملكا، وليبصق عن يساره أو تحت قدمه، فيدفنها ".
39 ـ باب إذا بدره البزاق فليأخذ بطرف ثوبه
418 ـ حدثنا مالك بن إسماعيل، قال حدثنا زهير، قال حدثنا حميد، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة فحكها بيده، ورئي منه كراهية ـ أو رئي كراهيته لذلك وشدته عليه ـ وقال " إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنما يناجي ربه ـ أو ربه بينه وبين قبلته ـ فلا يبزقن في قبلته، ولكن عن يساره أو تحت قدمه ". ثم أخذ طرف ردائه فبزق فيه، ورد بعضه على بعض، قال " أو يفعل هكذا ".
40 ـ باب عظة الإمام الناس في إتمام الصلاة، وذكر القبلة
419 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " هل ترون قبلتي ها هنا فوالله ما يخفى على خشوعكم ولا ركوعكم، إني لأراكم من وراء ظهري ".
420 ـ حدثنا يحيى بن صالح، قال حدثنا فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن أنس بن مالك، قال صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة ثم رقي المنبر، فقال في الصلاة وفي الركوع " إني لأراكم من ورائي كما أراكم ".
41 ـ باب هل يقال مسجد بني فلان
421 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء، وأمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق، وأن عبد الله بن عمر كان فيمن سابق بها.
42 ـ باب القسمة وتعليق القنو في المسجد
قال أبو عبد الله القنو العذق والاثنان قنوان، والجماعة أيضا قنوان مثل صنو وصنوان.
422 ـ وقال إبراهيم عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس ـ رضى الله عنه ـ قال أتي النبي صلى الله عليه وسلم بمال من البحرين فقال " انثروه في المسجد ". وكان أكثر مال أتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدا إلا أعطاه، إذ جاءه العباس فقال يا رسول الله، أعطني فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " خذ ". فحثا في ثوبه، ثم ذهب يقله فلم يستطع فقال يا رسول الله، أؤمر بعضهم يرفعه إلى. قال " لا ". قال فارفعه أنت على. قال " لا ". فنثر منه، ثم ذهب يقله، فقال يا رسول الله، أؤمر بعضهم يرفعه على. قال " لا ". قال فارفعه أنت على. قال " لا ". فنثر منه، ثم احتمله فألقاه على كاهله ثم انطلق، فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعه بصره حتى خفي علينا، عجبا من حرصه، فما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثم منها درهم.
43 ـ باب من دعا لطعام في المسجد ومن أجاب فيه
423 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله، سمع أنسا، قال وجدت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد معه ناس فقمت، فقال لي " آرسلك أبو طلحة " قلت نعم. فقال " لطعام ". قلت نعم. فقال لمن حوله " قوموا ". فانطلق وانطلقت بين أيديهم.
44 ـ باب القضاء واللعان في المسجد بين الرجال والنساء
424 ـ حدثنا يحيى، قال أخبرنا عبد الرزاق، قال أخبرنا ابن جريج، قال أخبرني ابن شهاب، عن سهل بن سعد، أن رجلا، قال يا رسول الله، أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتلاعنا في المسجد وأنا شاهد.
45 ـ باب إذا دخل بيتا يصلي حيث شاء، أو حيث أمر، ولا يتجسس
425 ـ حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عتبان بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه في منزله فقال " أين تحب أن أصلي لك من بيتك ". قال فأشرت له إلى مكان، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وصففنا خلفه، فصلى ركعتين.
46 ـ باب المساجد في البيوت
وصلى البراء بن عازب في مسجده في داره جماعة.
426 ـ حدثنا سعيد بن عفير، قال حدثني الليث، قال حدثني عقيل، عن ابن شهاب، قال أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري، أن عتبان بن مالك ـ وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا من الأنصار ـ أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، قد أنكرت بصري، وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم، لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، ووددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي، فأتخذه مصلى. قال فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " سأفعل إن شاء الله ". قال عتبان فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال " أين تحب أن أصلي من بيتك ". قال فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر، فقمنا فصفنا، فصلى ركعتين ثم سلم، قال وحبسناه على خزيرة صنعناها له. قال فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد فاجتمعوا، فقال قائل منهم أين مالك بن الدخيشن أو ابن الدخشن فقال بعضهم ذلك منافق لا يحب الله ورسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال لا إله إلا الله. يريد بذلك وجه الله ". قال الله ورسوله أعلم. قال فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله. يبتغي بذلك وجه الله ". قال ابن شهاب ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري ـ وهو أحد بني سالم وهو من سراتهم ـ عن حديث محمود بن الربيع، فصدقه بذلك.
47 ـ باب التيمن في دخول المسجد وغيره
وكان ابن عمر يبدأ برجله اليمنى، فإذا خرج بدأ برجله اليسرى.
427 ـ حدثنا سليمان بن حرب، قال حدثنا شعبة، عن الأشعث بن سليم، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة، قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله.
48 ـ باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لعن الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
وما يكره من الصلاة في القبور. ورأى عمر أنس بن مالك يصلي عند قبر فقال القبر القبر. ولم يأمره بالإعادة.
428 ـ حدثنا محمد بن المثنى، قال حدثنا يحيى، عن هشام، قال أخبرني أبي، عن عائشة، أن أم حبيبة، وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير، فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة ".
429 ـ حدثنا مسدد، قال حدثنا عبد الوارث، عن أبي التياح، عن أنس، قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فنزل أعلى المدينة، في حى يقال لهم بنو عمرو بن عوف. فأقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى بني النجار فجاءوا متقلدي السيوف، كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته، وأبو بكر ردفه، وملأ بني النجار حوله، حتى ألقى بفناء أبي أيوب، وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم، وأنه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملإ من بني النجار فقال " يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا ". قالوا لا والله، لا نطلب ثمنه إلا إلى الله. فقال أنس فكان فيه ما أقول لكم، قبور المشركين، وفيه خرب، وفيه نخل، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت، ثم بالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه الحجارة، وجعلوا ينقلون الصخر، وهم يرتجزون، والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول " اللهم لا خير إلا خير الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره "
49 ـ باب الصلاة في مرابض الغنم
430 ـ حدثنا سليمان بن حرب، قال حدثنا شعبة، عن أبي التياح، عن أنس، قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في مرابض الغنم، ثم سمعته بعد يقول كان يصلي في مرابض الغنم قبل أن يبنى المسجد.
50 ـ باب الصلاة في مواضع الإبل
431 ـ حدثنا صدقة بن الفضل، قال أخبرنا سليمان بن حيان، قال حدثنا عبيد الله، عن نافع، قال رأيت ابن عمر يصلي إلى بعيره وقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله.
51 ـ باب من صلى وقدامه تنور أو نار أو شىء مما يعبد
فأراد به الله. وقال الزهري أخبرني أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " عرضت على النار وأنا أصلي ".
432 ـ حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس، قال انخسفت الشمس، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال " أريت النار، فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع ".
52 ـ باب كراهية الصلاة في المقابر
433 ـ حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى، عن عبيد الله، قال أخبرني نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبورا ".
53 ـ باب الصلاة في مواضع الخسف والعذاب
ويذكر أن عليا ـ رضى الله عنه ـ كره الصلاة بخسف بابل.
434 ـ حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر ـ رضى الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، لا يصيبكم ما أصابهم ".
54 ـ باب الصلاة في البيعة
وقال عمر ـ رضى الله عنه ـ إنا لا ندخل كنائسكم من أجل التماثيل التي فيها الصور. وكان ابن عباس يصلي في البيعة إلا بيعة فيها تماثيل.
435 ـ حدثنا محمد، قال أخبرنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن أم سلمة، ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة يقال لها مارية، فذكرت له ما رأت فيها من الصور، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح ـ أو الرجل الصالح ـ بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله ".
55 ـ باب
436 ـ حدثنا أبو اليمان، قال أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عائشة، وعبد الله بن عباس، قالا لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ". يحذر ما صنعوا.
437 ـ حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
56 ـ باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا "
438 ـ حدثنا محمد بن سنان، قال حدثنا هشيم، قال حدثنا سيار ـ هو أبو الحكم ـ قال حدثنا يزيد الفقير، قال حدثنا جابر بن عبد الله، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس كافة، وأعطيت الشفاعة ".
57 ـ باب نوم المرأة في المسجد
439 ـ حدثنا عبيد بن إسماعيل، قال حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، أن وليدة، كانت سوداء لحى من العرب، فأعتقوها، فكانت معهم قالت فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور قالت فوضعته أو وقع منها، فمرت به حدياة وهو ملقى، فحسبته لحما فخطفته قالت فالتمسوه فلم يجدوه قالت فاتهموني به قالت فطفقوا يفتشون حتى فتشوا قبلها قالت والله إني لقائمة معهم، إذ مرت الحدياة فألقته قالت فوقع بينهم قالت فقلت هذا الذي اتهمتموني به ـ زعمتم ـ وأنا منه بريئة، وهو ذا هو قالت فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت. قالت عائشة فكان لها خباء في المسجد أو حفش قالت فكانت تأتيني فتحدث عندي قالت فلا تجلس عندي مجلسا إلا قالت ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني قالت عائشة فقلت لها ما شأنك لا تقعدين معي مقعدا إلا قلت هذا قالت فحدثتني بهذا الحديث.
58 ـ باب نوم الرجال في المسجد
وقال أبو قلابة عن أنس قدم رهط من عكل على النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا في الصفة. وقال عبد الرحمن بن أبي بكر كان أصحاب الصفة الفقراء.
440 ـ حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى، عن عبيد الله، قال حدثني نافع، قال أخبرني عبد الله، أنه كان ينام وهو شاب أعزب لا أهل له في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
441 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة، فلم يجد عليا في البيت فقال " أين ابن عمك ". قالت كان بيني وبينه شىء، فغاضبني فخرج فلم يقل عندي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان " انظر أين هو ". فجاء فقال يا رسول الله، هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه، وأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول " قم أبا تراب، قم أبا تراب ".
442 ـ حدثنا يوسف بن عيسى، قال حدثنا ابن فضيل، عن أبيه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال رأيت سبعين من أصحاب الصفة، ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار وإما كساء، قد ربطوا في أعناقهم، فمنها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين، فيجمعه بيده، كراهية أن ترى عورته.
59 ـ باب الصلاة إذا قدم من سفر
وقال كعب بن مالك كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه.
443 ـ حدثنا خلاد بن يحيى، قال حدثنا مسعر، قال حدثنا محارب بن دثار، عن جابر بن عبد الله، قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ـ قال مسعر أراه قال ضحى ـ فقال " صل ركعتين ". وكان لي عليه دين فقضاني وزادني.
60 ـ باب إذا دخل المسجد فليركع ركعتين
444 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أبي قتادة السلمي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس ".
61 ـ باب الحدث في المسجد
445 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، ما لم يحدث، تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه ".
62 ـ باب بنيان المسجد
وقال أبو سعيد كان سقف المسجد من جريد النخل. وأمر عمر ببناء المسجد وقال أكن الناس من المطر، وإياك أن تحمر أو تصفر، فتفتن الناس. وقال أنس يتباهون بها، ثم لا يعمرونها إلا قليلا. وقال ابن عباس لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى.
446 ـ حدثنا علي بن عبد الله، قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال حدثني أبي، عن صالح بن كيسان، قال حدثنا نافع، أن عبد الله، أخبره أن المسجد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيا باللبن، وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئا، وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد، وأعاد عمده خشبا، ثم غيره عثمان، فزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة، وجعل عمده من حجارة منقوشة، وسقفه بالساج.
63 ـ باب التعاون في بناء المسجد
{ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون * إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}.
447 ـ حدثنا مسدد، قال حدثنا عبد العزيز بن مختار، قال حدثنا خالد الحذاء، عن عكرمة، قال لي ابن عباس ولابنه علي انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه. فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فاحتبى، ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فينفض التراب عنه ويقول " ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار ". قال يقول عمار أعوذ بالله من الفتن.
64 ـ باب الاستعانة بالنجار والصناع في أعواد المنبر والمسجد
448 ـ حدثنا قتيبة، قال حدثنا عبد العزيز، عن أبي حازم، عن سهل، قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أجلس عليهن.
449 ـ حدثنا خلاد، قال حدثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جابر، أن امرأة، قالت يا رسول الله، ألا أجعل لك شيئا تقعد عليه، فإن لي غلاما نجارا قال " إن شئت ". فعملت المنبر.
65 ـ باب من بنى مسجدا
450 ـ حدثنا يحيى بن سليمان، حدثني ابن وهب، أخبرني عمرو، أن بكيرا، حدثه أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه أنه، سمع عبيد الله الخولاني، أنه سمع عثمان بن عفان، يقول عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم إنكم أكثرتم، وإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " من بنى مسجدا ـ قال بكير حسبت أنه قال ـ يبتغي به وجه الله، بنى الله له مثله في الجنة ".
66 ـ باب يأخذ بنصول النبل إذا مر في المسجد
451 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، قال حدثنا سفيان، قال قلت لعمرو أسمعت جابر بن عبد الله يقول مر رجل في المسجد ومعه سهام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمسك بنصالها ".
67 ـ باب المرور في المسجد
452 ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا عبد الواحد، قال حدثنا أبو بردة بن عبد الله، قال سمعت أبا بردة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من مر في شىء من مساجدنا أو أسواقنا بنبل، فليأخذ على نصالها، لا يعقر بكفه مسلما ".
68 ـ باب الشعر في المسجد
453 ـ حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، قال أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري، يستشهد أبا هريرة أنشدك الله هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " يا حسان، أجب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم أيده بروح القدس ". قال أبو هريرة نعم.
69 ـ باب أصحاب الحراب في المسجد
454 ـ حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، قال أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة، قالت لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على باب حجرتي، والحبشة يلعبون في المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه، أنظر إلى لعبهم.
455 ـ زاد إبراهيم بن المنذر حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحبشة يلعبون بحرابهم.
70 ـ باب ذكر البيع والشراء على المنبر في المسجد
456 ـ حدثنا علي بن عبد الله، قال حدثنا سفيان، عن يحيى، عن عمرة، عن عائشة، قالت أتتها بريرة تسألها في كتابتها فقالت إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاء لي. وقال أهلها إن شئت أعطيتها ما بقي ـ وقال سفيان مرة إن شئت أعتقتها ويكون الولاء لنا ـ فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرته ذلك فقال " ابتاعيها فأعتقيها، فإن الولاء لمن أعتق ". ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ـ وقال سفيان مرة فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ـ فقال " ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله، من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له، وإن اشترط مائة مرة ". قال علي قال يحيى وعبد الوهاب عن يحيى عن عمرة. وقال جعفر بن عون عن يحيى قال سمعت عمرة قالت سمعت عائشة. رواه مالك عن يحيى عن عمرة أن بريرة. ولم يذكر صعد المنبر.
71 ـ باب التقاضي والملازمة في المسجد
457 ـ حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا عثمان بن عمر، قال أخبرنا يونس، عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن كعب، أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا كان له عليه في المسجد، فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته، فخرج إليهما حتى كشف سجف حجرته فنادى " يا كعب ". قال لبيك يا رسول الله. قال " ضع من دينك هذا ". وأومأ إليه أى الشطر قال لقد فعلت يا رسول الله. قال " قم فاقضه ".
72 ـ باب كنس المسجد والتقاط الخرق والقذى والعيدان
458 ـ حدثنا سليمان بن حرب، قال حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن رجلا، أسود ـ أو امرأة سوداء ـ كان يقم المسجد، فمات، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقالوا مات. قال " أفلا كنتم آذنتموني به دلوني على قبره ". ـ أو قال قبرها ـ فأتى قبره فصلى عليه.
73 ـ باب تحريم تجارة الخمر في المسجد
459 ـ حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة، قالت لما أنزل الآيات من سورة البقرة في الربا، خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فقرأهن على الناس، ثم حرم تجارة الخمر.
74 ـ باب الخدم للمسجد
وقال ابن عباس {نذرت لك ما في بطني محررا} للمسجد يخدمه.
460 ـ حدثنا أحمد بن واقد، قال حدثنا حماد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، أن امرأة ـ أو رجلا ـ كانت تقم المسجد ـ ولا أراه إلا امرأة ـ فذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على قبره.
75 ـ باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد
461 ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال أخبرنا روح، ومحمد بن جعفر، عن شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن عفريتا من الجن تفلت على البارحة ـ أو كلمة نحوها ـ ليقطع على الصلاة، فأمكنني الله منه، فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد، حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ". قال روح فرده خاسئا.
76 ـ باب الاغتسال إذا أسلم
وربط الأسير أيضا في المسجد. وكان شريح يأمر الغريم أن يحبس إلى سارية المسجد.
462 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال حدثنا الليث، قال حدثنا سعيد بن أبي سعيد، سمع أبا هريرة، قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال " أطلقوا ثمامة ". فانطلق إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
77 ـ باب الخيمة في المسجد للمرضى وغيرهم
463 ـ حدثنا زكرياء بن يحيى، قال حدثنا عبد الله بن نمير، قال حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلم يرعهم ـ وفي المسجد خيمة من بني غفار ـ إلا الدم يسيل إليهم فقالوا يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم فإذا سعد يغذو جرحه دما، فمات فيها.
78 ـ باب إدخال البعير في المسجد للعلة
وقال ابن عباس طاف النبي صلى الله عليه وسلم على بعير.
464 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، قالت شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي. قال " طوفي من وراء الناس وأنت راكبة ". فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت، يقرأ بالطور وكتاب مسطور.
79 ـ باب
465 ـ حدثنا محمد بن المثنى، قال حدثنا معاذ بن هشام، قال حدثني أبي، عن قتادة، قال حدثنا أنس، أن رجلين، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة، ومعهما مثل المصباحين يضيآن بين أيديهما، فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله.
80 ـ باب الخوخة والممر في المسجد
466 ـ حدثنا محمد بن سنان، قال حدثنا فليح، قال حدثنا أبو النضر، عن عبيد بن حنين، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال " إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله ". فبكى أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ فقلت في نفسي ما يبكي هذا الشيخ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا. قال " يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس على في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر ".
467 ـ حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي، قال حدثنا وهب بن جرير، قال حدثنا أبي قال، سمعت يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه عاصب رأسه بخرقة، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال " إنه ليس من الناس أحد أمن على في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر ".
81 ـ باب الأبواب والغلق للكعبة والمساجد
قال أبو عبد الله وقال لي عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن ابن جريج قال قال لي ابن أبي مليكة يا عبد الملك، لو رأيت مساجد ابن عباس وأبوابها.
468 ـ حدثنا أبو النعمان، وقتيبة، قالا حدثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مكة، فدعا عثمان بن طلحة، ففتح الباب، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وبلال وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة، ثم أغلق الباب، فلبث فيه ساعة ثم خرجوا. قال ابن عمر فبدرت فسألت بلالا فقال صلى فيه. فقلت في أى قال بين الأسطوانتين. قال ابن عمر فذهب على أن أسأله كم صلى.
82 ـ باب دخول المشرك المسجد
469 ـ حدثنا قتيبة، قال حدثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد، أنه سمع أبا هريرة، يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد.
83 ـ باب رفع الصوت في المساجد
470 ـ حدثنا علي بن عبد الله، قال حدثنا يحيى بن سعيد، قال حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، قال حدثني يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، قال كنت قائما في المسجد فحصبني رجل، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقال اذهب فأتني بهذين. فجئته بهما. قال من أنتما ـ أو من أين أنتما قالا من أهل الطائف. قال لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
471 ـ حدثنا أحمد، قال حدثنا ابن وهب، قال أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، حدثني عبد الله بن كعب بن مالك، أن كعب بن مالك، أخبره أنه، تقاضى ابن أبي حدرد دينا له عليه، في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته، فخرج إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كشف سجف حجرته ونادى " يا كعب بن مالك، يا كعب ". قال لبيك يا رسول الله. فأشار بيده أن ضع الشطر من دينك. قال كعب قد فعلت يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قم فاقضه ".
84 ـ باب الحلق والجلوس في المسجد
472 ـ حدثنا مسدد، قال حدثنا بشر بن المفضل، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ما ترى في صلاة الليل قال " مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح صلى واحدة، فأوترت له ما صلى ". وإنه كان يقول اجعلوا آخر صلاتكم وترا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به.
473 ـ حدثنا أبو النعمان، قال حدثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أن رجلا، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال كيف صلاة الليل فقال " مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة، توتر لك ما قد صليت ". قال الوليد بن كثير حدثني عبيد الله بن عبد الله أن ابن عمر حدثهم أن رجلا نادى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد.
474 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن أبا مرة، مولى عقيل بن أبي طالب أخبره عن أبي واقد الليثي، قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فأقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد، فأما أحدهما فرأى فرجة فجلس، وأما الآخر فجلس خلفهم، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ألا أخبركم عن الثلاثة أما أحدهم فأوى إلى الله، فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا، فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض، فأعرض الله عنه ".
85 ـ باب الاستلقاء في المسجد ومد الرجل
475 ـ حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عباد بن تميم، عن عمه، أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد، واضعا إحدى رجليه على الأخرى. وعن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب قال كان عمر وعثمان يفعلان ذلك.
86 ـ باب المسجد يكون في الطريق من غير ضرر بالناس
وبه قال الحسن وأيوب ومالك.
476 ـ حدثنا يحيى بن بكير، قال حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، قال أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لم أعقل أبوى إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفى النهار بكرة وعشية، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيقف عليه نساء المشركين، وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين.
87 ـ باب الصلاة في مسجد السوق
وصلى ابن عون في مسجد في دار يغلق عليهم الباب
477 ـ حدثنا مسدد، قال حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " صلاة الجميع تزيد على صلاته في بيته، وصلاته في سوقه خمسا وعشرين درجة، فإن أحدكم إذا توضأ فأحسن وأتى المسجد، لا يريد إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه خطيئة، حتى يدخل المسجد، وإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت تحبسه، وتصلي ـ يعني عليه ـ الملائكة ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه ".
88 ـ باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره
478 ـ حدثنا حامد بن عمر، عن بشر، حدثنا عاصم، حدثنا واقد، عن أبيه، عن ابن عمر، أو ابن عمرو شبك النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه.
479 ـ وقال عاصم بن علي حدثنا عاصم بن محمد، سمعت هذا الحديث، من أبي فلم أحفظه، فقومه لي واقد عن أبيه، قال سمعت أبي وهو، يقول قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا عبد الله بن عمرو، كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس بهذا ".
480 ـ حدثنا خلاد بن يحيى، قال حدثنا سفيان، عن أبي بردة بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا ". وشبك أصابعه.
481 ـ حدثنا إسحاق، قال حدثنا ابن شميل، أخبرنا ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتى العشي ـ قال ابن سيرين سماها أبو هريرة ولكن نسيت أنا ـ قال فصلى بنا ركعتين ثم سلم، فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها، كأنه غضبان، ووضع يده اليمنى على اليسرى، وشبك بين أصابعه، ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى، وخرجت السرعان من أبواب المسجد فقالوا قصرت الصلاة. وفي القوم أبو بكر وعمر، فهابا أن يكلماه، وفي القوم رجل في يديه طول يقال له ذو اليدين قال يا رسول الله، أنسيت أم قصرت الصلاة قال " لم أنس، ولم تقصر ". فقال " أكما يقول ذو اليدين ". فقالوا نعم. فتقدم فصلى ما ترك، ثم سلم، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبر، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبر. فربما سألوه ثم سلم فيقول نبئت أن عمران بن حصين قال ثم سلم.
89 ـ باب المساجد التي على طرق المدينة, والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم
482 ـ حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال حدثنا فضيل بن سليمان، قال حدثنا موسى بن عقبة، قال رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق فيصلي فيها، ويحدث أن أباه كان يصلي فيها، وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الأمكنة. وحدثني نافع عن ابن عمر أنه كان يصلي في تلك الأمكنة. وسألت سالما، فلا أعلمه إلا وافق نافعا في الأمكنة كلها إلا أنهما اختلفا في مسجد بشرف الروحاء.
483 ـ حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال حدثنا أنس بن عياض، قال حدثنا موسى بن عقبة، عن نافع، أن عبد الله، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل بذي الحليفة حين يعتمر، وفي حجته حين حج، تحت سمرة في موضع المسجد الذي بذي الحليفة، وكان إذا رجع من غزو كان في تلك الطريق أو حج أو عمرة هبط من بطن واد، فإذا ظهر من بطن واد أناخ بالبطحاء التي على شفير الوادي الشرقية، فعرس ثم حتى يصبح، ليس عند المسجد الذي بحجارة، ولا على الأكمة التي عليها المسجد، كان ثم خليج يصلي عبد الله عنده، في بطنه كثب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي، فدحا السيل فيه بالبطحاء حتى دفن ذلك المكان الذي كان عبد الله يصلي فيه.
484 ـ وأن عبد الله بن عمر حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى حيث المسجد الصغير الذي دون المسجد الذي بشرف الروحاء، وقد كان عبد الله يعلم المكان الذي كان صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم يقول ثم عن يمينك حين تقوم في المسجد تصلي، وذلك المسجد على حافة الطريق اليمنى، وأنت ذاهب إلى مكة، بينه وبين المسجد الأكبر رمية بحجر أو نحو ذلك.
485 ـ وأن ابن عمر كان يصلي إلى العرق الذي عند منصرف الروحاء، وذلك العرق انتهاء طرفه على حافة الطريق، دون المسجد الذي بينه وبين المنصرف، وأنت ذاهب إلى مكة. وقد ابتني ثم مسجد، فلم يكن عبد الله يصلي في ذلك المسجد، كان يتركه عن يساره ووراءه، ويصلي أمامه إلى العرق نفسه، وكان عبد الله يروح من الروحاء، فلا يصلي الظهر حتى يأتي ذلك المكان فيصلي فيه الظهر، وإذا أقبل من مكة فإن مر به قبل الصبح بساعة أو من آخر السحر عرس حتى يصلي بها الصبح.
486 ـ وأن عبد الله حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل تحت سرحة ضخمة دون الرويثة عن يمين الطريق، ووجاه الطريق في مكان بطح سهل، حتى يفضي من أكمة دوين بريد الرويثة بميلين، وقد انكسر أعلاها، فانثنى في جوفها، وهي قائمة على ساق، وفي ساقها كثب كثيرة.
487 ـ وأن عبد الله بن عمر حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في طرف تلعة من وراء العرج وأنت ذاهب إلى هضبة عند ذلك المسجد قبران أو ثلاثة، على القبور رضم من حجارة عن يمين الطريق، عند سلمات الطريق، بين أولئك السلمات كان عبد الله يروح من العرج بعد أن تميل الشمس بالهاجرة، فيصلي الظهر في ذلك المسجد.
488 ـ وأن عبد الله بن عمر حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عند سرحات عن يسار الطريق، في مسيل دون هرشى، ذلك المسيل لاصق بكراع هرشى، بينه وبين الطريق قريب من غلوة، وكان عبد الله يصلي إلى سرحة، هي أقرب السرحات إلى الطريق وهى أطولهن.
489 ـ وأن عبد الله بن عمر حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل في المسيل الذي في أدنى مر الظهران، قبل المدينة حين يهبط من الصفراوات ينزل في بطن ذلك المسيل عن يسار الطريق، وأنت ذاهب إلى مكة، ليس بين منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الطريق إلا رمية بحجر.
490 ـ وأن عبد الله بن عمر حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل بذي طوى ويبيت حتى يصبح، يصلي الصبح حين يقدم مكة، ومصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك على أكمة غليظة، ليس في المسجد الذي بني ثم، ولكن أسفل من ذلك على أكمة غليظة.
491 ـ وأن عبد الله حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل فرضتى الجبل الذي بينه وبين الجبل الطويل نحو الكعبة، فجعل المسجد الذي بني ثم يسار المسجد بطرف الأكمة، ومصلى النبي صلى الله عليه وسلم أسفل منه على الأكمة السوداء، تدع من الأكمة عشرة أذرع أو نحوها، ثم تصلي مستقبل الفرضتين من الجبل الذي بينك وبين الكعبة.
أبواب سترة المصلى
90 ـ باب سترة الإمام سترة من خلفه
492 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عبد الله بن عباس، أنه قال أقبلت راكبا على حمار أتان، وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار، فمررت بين يدى بعض الصف، فنزلت وأرسلت الأتان ترتع، ودخلت في الصف، فلم ينكر ذلك على أحد.
493 ـ حدثنا إسحاق، قال حدثنا عبد الله بن نمير، قال حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه، فيصلي إليها والناس وراءه، وكان يفعل ذلك في السفر، فمن ثم اتخذها الأمراء.
494 ـ حدثنا أبو الوليد، قال حدثنا شعبة، عن عون بن أبي جحيفة، قال سمعت أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم بالبطحاء ـ وبين يديه عنزة ـ الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، تمر بين يديه المرأة والحمار.
91 ـ باب قدر كم ينبغي أن يكون بين المصلي والسترة
495 ـ حدثنا عمرو بن زرارة، قال أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل، قال كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر الشاة.
496 ـ حدثنا المكي، قال حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، قال كان جدار المسجد عند المنبر ما كادت الشاة تجوزها.
92 ـ باب الصلاة إلى الحربة
497 ـ حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى، عن عبيد الله، أخبرني نافع، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يركز له الحربة فيصلي إليها.
93 ـ باب الصلاة إلى العنزة
498 ـ حدثنا آدم، قال حدثنا شعبة، قال حدثنا عون بن أبي جحيفة، قال سمعت أبي قال، خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة، فأتي بوضوء فتوضأ فصلى بنا الظهر والعصر وبين يديه عنزة، والمرأة والحمار يمرون من ورائها.
499 ـ حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، قال حدثنا شاذان، عن شعبة، عن عطاء بن أبي ميمونة، قال سمعت أنس بن مالك، قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج لحاجته تبعته أنا وغلام ومعنا عكازة أو عصا أو عنزة ومعنا إداوة، فإذا فرغ من حاجته ناولناه الإداوة.
94 ـ باب السترة بمكة وغيرها
500 ـ حدثنا سليمان بن حرب، قال حدثنا شعبة، عن الحكم، عن أبي جحيفة، قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة فصلى بالبطحاء الظهر والعصر ركعتين، ونصب بين يديه عنزة، وتوضأ، فجعل الناس يتمسحون بوضوئه.
95 ـ باب الصلاة إلى الأسطوانة
وقال عمر المصلون أحق بالسواري من المتحدثين إليها. ورأى عمر رجلا يصلي بين أسطوانتين فأدناه إلى سارية فقال صل إليها.
501 ـ حدثنا المكي بن إبراهيم، قال حدثنا يزيد بن أبي عبيد، قال كنت آتي مع سلمة بن الأكوع فيصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف. فقلت يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة. قال فإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها.
502 ـ حدثنا قبيصة، قال حدثنا سفيان، عن عمرو بن عامر، عن أنس، قال لقد رأيت كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يبتدرون السواري عند المغرب. وزاد شعبة عن عمرو عن أنس حتى يخرج النبي صلى الله عليه وسلم.
96 ـ باب الصلاة بين السواري في غير جماعة
503 ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا جويرية، عن نافع، عن ابن عمر، قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة وبلال، فأطال ثم خرج، وكنت أول الناس دخل على أثره فسألت بلالا أين صلى قال بين العمودين المقدمين.
504 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة الحجبي فأغلقها عليه ومكث فيها، فسألت بلالا حين خرج ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم قال جعل عمودا عن يساره، وعمودا عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة، ثم صلى. وقال لنا إسماعيل حدثني مالك وقال عمودين عن يمينه.
97 ـ باب
505 ـ حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال حدثنا أبو ضمرة، قال حدثنا موسى بن عقبة، عن نافع، أن عبد الله، كان إذا دخل الكعبة مشى قبل وجهه حين يدخل، وجعل الباب قبل ظهره، فمشى حتى يكون بينه وبين الجدار الذي قبل وجهه قريبا من ثلاثة أذرع، صلى يتوخى المكان الذي أخبره به بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه. قال وليس على أحدنا بأس إن صلى في أى نواحي البيت شاء.
98 ـ باب الصلاة إلى الراحلة والبعير والشجر والرحل
506 ـ حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا معتمر، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعرض راحلته فيصلي إليها. قلت أفرأيت إذا هبت الركاب. قال كان يأخذ هذا الرحل فيعدله فيصلي إلى آخرته ـ أو قال مؤخره ـ وكان ابن عمر ـ رضى الله عنه ـ يفعله.
99 ـ باب الصلاة إلى السرير
507 ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت أعدلتمونا بالكلب والحمار لقد رأيتني مضطجعة على السرير، فيجيء النبي صلى الله عليه وسلم فيتوسط السرير فيصلي، فأكره أن أسنحه فأنسل من قبل رجلى السرير حتى أنسل من لحافي.
100 ـ باب يرد المصلي من مر بين يديه
ورد ابن عمر في التشهد وفي الكعبة وقال إن أبى إلا أن تقاتله فقاتله.
508 ـ حدثنا أبو معمر، قال حدثنا عبد الوارث، قال حدثنا يونس، عن حميد بن هلال، عن أبي صالح، أن أبا سعيد، قال قال النبي صلى الله عليه وسلم وحدثنا آدم بن أبي إياس قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا حميد بن هلال العدوي قال حدثنا أبو صالح السمان قال رأيت أبا سعيد الخدري في يوم جمعة يصلي إلى شىء يستره من الناس، فأراد شاب من بني أبي معيط أن يجتاز بين يديه فدفع أبو سعيد في صدره، فنظر الشاب فلم يجد مساغا إلا بين يديه، فعاد ليجتاز فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى، فنال من أبي سعيد، ثم دخل على مروان فشكا إليه ما لقي من أبي سعيد، ودخل أبو سعيد خلفه على مروان فقال ما لك ولابن أخيك يا أبا سعيد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " إذا صلى أحدكم إلى شىء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان ".
101 ـ باب إثم المار بين يدى المصلي
509 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن سعيد، أن زيد بن خالد، أرسله إلى أبي جهيم يسأله ماذا سمع من، رسول الله صلى الله عليه وسلم في المار بين يدى المصلي فقال أبو جهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو يعلم المار بين يدى المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه ". قال أبو النضر لا أدري أقال أربعين يوما أو شهرا أو سنة.
102 ـ باب استقبال الرجل صاحبه أو غيره في صلاته وهو يصلي
وكره عثمان أن يستقبل الرجل وهو يصلي، وإنما هذا إذا اشتغل به، فأما إذا لم يشتغل فقد قال زيد بن ثابت ما باليت إن الرجل لا يقطع صلاة الرجل.
510 ـ حدثنا إسماعيل بن خليل، حدثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن مسلم ـ يعني ابن صبيح ـ عن مسروق، عن عائشة، أنه ذكر عندها ما يقطع الصلاة فقالوا يقطعها الكلب والحمار والمرأة. قالت قد جعلتمونا كلابا، لقد رأيت النبي ـ عليه السلام ـ يصلي، وإني لبينه وبين القبلة، وأنا مضطجعة على السرير، فتكون لي الحاجة، فأكره أن أستقبله فأنسل انسلالا. وعن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة نحوه.
103 ـ باب الصلاة خلف النائم
511 ـ حدثنا مسدد، قال حدثنا يحيى، قال حدثنا هشام، قال حدثني أبي، عن عائشة، قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه، فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت.
104 ـ باب التطوع خلف المرأة
512 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كنت أنام بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلاى في قبلته، فإذا سجد غمزني فقبضت رجلى، فإذا قام بسطتهما. قالت والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح.
105 ـ باب من قال لا يقطع الصلاة شىء
513 ـ حدثنا عمر بن حفص، قال حدثنا أبي قال، حدثنا الأعمش، قال حدثنا إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة،. قال الأعمش وحدثني مسلم، عن مسروق، عن عائشة، ذكر عندها ما يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة فقالت شبهتمونا بالحمر والكلاب، والله لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، وإني على السرير ـ بينه وبين القبلة ـ مضطجعة فتبدو لي الحاجة، فأكره أن أجلس فأوذي النبي صلى الله عليه وسلم فأنسل من عند رجليه.
514 ـ حدثنا إسحاق، قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال حدثني ابن أخي ابن شهاب، أنه سأل عمه عن الصلاة، يقطعها شىء فقال لا يقطعها شىء، أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم فيصلي من الليل، وإني لمعترضة بينه وبين القبلة على فراش أهله.
106 ـ باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه في الصلاة
515 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أبي قتادة الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها.
107 ـ باب إذا صلى إلى فراش فيه حائض
516 ـ حدثنا عمرو بن زرارة، قال أخبرنا هشيم، عن الشيباني، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، قال أخبرتني خالتي، ميمونة بنت الحارث قالت كان فراشي حيال مصلى النبي صلى الله عليه وسلم فربما وقع ثوبه على وأنا على فراشي.
517 ـ حدثنا أبو النعمان، قال حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال حدثنا الشيباني، سليمان حدثنا عبد الله بن شداد، قال سمعت ميمونة، تقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا إلى جنبه نائمة، فإذا سجد أصابني ثوبه، وأنا حائض. وزاد مسدد عن خالد قال حدثنا سليمان الشيباني، وأنا حائض.
108 ـ باب هل يغمز الرجل امرأته عند السجود لكى يسجد
518 ـ حدثنا عمرو بن علي، قال حدثنا يحيى، قال حدثنا عبيد الله، قال حدثنا القاسم، عن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت بئسما عدلتمونا بالكلب والحمار، لقد رأيتني ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، وأنا مضطجعة بينه وبين القبلة، فإذا أراد أن يسجد غمز رجلى فقبضتهما.
109 ـ باب المرأة تطرح عن المصلي، شيئا من الأذى
519 ـ حدثنا أحمد بن إسحاق السرماري، قال حدثنا عبيد الله بن موسى، قال حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله، قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي عند الكعبة، وجمع قريش في مجالسهم إذ قال قائل منهم ألا تنظرون إلى هذا المرائي أيكم يقوم إلى جزور آل فلان، فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها فيجيء به، ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه فانبعث أشقاهم، فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه، وثبت النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا، فضحكوا حتى مال بعضهم إلى بعض من الضحك، فانطلق منطلق إلى فاطمة ـ عليها السلام ـ وهى جويرية، فأقبلت تسعى وثبت النبي صلى الله عليه وسلم ساجدا حتى ألقته عنه، وأقبلت عليهم تسبهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال " اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش ـ ثم سمى ـ اللهم عليك بعمرو بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وعمارة بن الوليد ". قال عبد الله فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأتبع أصحاب القليب لعنة ".