المنفَى
|
حمضٌ مسكوبٌ فوق الجلد
|
وأنا أتآكلُ
|
جَدّاً ... جَدّاً
|
نبضاً ... نبضاً
|
يا مطرُ
|
لِمَ لمْ تأت ؟
|
وتغسل هذا الحمض
|
سمائي مُنَتّفَةُ الغيم
|
وأنا أرتجفُ من الصحو ِ
|
الثلج كثيرٌ في جسمي
|
خنقَ الأنهار
|
لا خبر يفرح
|
لأن النساء بعيداتُ جِدّاً
|
واليخوتُ جوامد .
|
...
|
قلبي نهرٌ متقوقع ٌ
|
ومنزو في الرفّ
|
مكانهُ خواءٌ لا يُطاق
|
ريحٌ عاصفة ٌ
|
كرةُ ثلجٍ تنزلقُ على تجاعيدي
|
تكبرُ .. تكبرُ حتى ابتلاعي
|
من له القدرة أن يوقفها
|
أُعطيه كلَّ الدوالي
|
فضاءً صغيراً له .
|
...
|
قلبي مفتوحٌ للريح
|
النبضُ صريرٌ مزعج
|
ينقرُ رأسي طولَ الليل
|
يبلعُ كلَّ الأنهار المكتوبة صبح الأمس
|
لا يتركها ترسمُ خارطةً لخَضار
|
قلبي مفتوحٌ للريح لتزعق فيه
|
نزعتْ بمرارة
|
صورَ الشهداء من الجدران
|
وقضايا صغري
|
أَلَّفَهَا العشاقُ بلا وعي ٍ ... شِعراً .
|
المنفَى
|
أسوأُ عنوان
|
ما إن يبتعد شموخُك
|
حتى يتمدد قَصَبٌ وحشيٌّ حولك
|
يطعن بحوافٍ من ريح ٍ
|
تنحتُ قسوتَها في جذعي
|
تدوسُ على أوراق القلب الساقطة على طرقٍ تهوي
|
تتشبثُ أضلاعي بغصنٍ من صور الأصحاب
|
أتدفّأُ من جمر الأصحاب .
|
ذاكرتي
|
قِطْمِيرٌ حاولَ أن يستجدى الطقس
|
ويغطيني
|
لا من لمسة ماءٍ تفرد كفي سعفاً
|
ذاكرتي
|
نهرٌ مَرّ بيافا
|
فامتلأَ ضِفافا .
|
المنفَى
|
قِفْلٌ للأرض
|
تخرج من صندوق الدنيا مرتجفاً
|
شِعْرُكَ منفى
|
صلاتكَ منفى
|
وجهكَ منفى
|
و كُوفِيَّتُكَ الآن
|
صراخٌ مشلولٌ فوق الجدران
|
إياكَ وأحلامِ لقاء
|
لا تحلم ْ
|
أحلامكَ أحصنةٌ ربطت أطرافكَ بحوافرها
|
وتناءتْ
|
فَتَجَرْجَرْتَ
|
لا تحلمْ كي لا تتمزق .
|
شمسُ المنفى تفتحُ فكَّيها
|
تأكل كل طموحك
|
الضوء عذابٌ حين يكون رتيباً وسخيفاً
|
حين يطلّ بلا جدوى
|
داخل منفاك
|
وداخل سجنك
|
تَتَشَبَّعُ كل خلايا جسمك منه
|
تكاد بأحلامك تخضَّر
|
وتورق أجنحةٌ لك
|
تكبر ُ.. تكبر ُ
|
وترفرف
|
لكنك تُصْدم
|
بجدار السجن
|
مسكينٌ أنت
|
ضحك الضوءُ عليك
|
أعطاكَ تذاكرَ وهمية .
|
...
|
جرحك لا يهدأ
|
تأتي من رحلتك وتفتح باب الغرفة
|
تُشْعِلُ نبضَ الضوء
|
تنبض ألوانُ العلم المفروش على الجدران
|
ترمقكَ الصور ُالنازفةُ عليها
|
يُفتح جرحك
|
موسيقى هادئة ً
|
وكتابَ قصائد
|
يتحولُ جسمُك لمآذن
|
وصفوف كراسي
|
تُجْلِسُ أحبابَك فيها
|
تقف أمام تشوّقهم
|
و تُرَوِّد *
|
...
|
مسكين ٌجسمك
|
نواةٌ معطلةٌ عن تَفَتُّح
|
جذر ٌبليدٌ بأقصى الصفوف
|
مهيضٌ تحت زجاج ٍسميكٍ يُسمى :
|
وثيقةَ لاجئ
|
جَرَحَتْكَ عميقاً ؟
|
لا تحزنْ
|
جذوركَ صاغتْ عُشّاً ليمامٍ فوق الكهف
|
نبضكَ
|
يتمدّد فوق الباب
|
بيوتَ عناكب
|
لا تحزنْ
|
الكفار سينصرفون بعيداً
|
فاحملْ جرحَك واتبعني
|
___________
|
21 / 1 / 1994
|
* الترويدة : لون من ألوان الغناء الشعبي الفلسطيني
|