مكانٌ لكمْ في القلبِ أيُّ مكانِ |
فياليتَكمْ والقلبَ تجْتَمِعان ِ |
تعَوَّ دتُما منّي جفافَ مدامعي |
وعوَّدْ تُما قلبي على الخفقان ِ |
وأسْرَجْتُما ضوئيْن ِ خلفَ مطامِحي |
إلى آخرِ الأيام ِ يتّقِدان ِ |
وسهّلْتما لي في اكتِشافِ حقيقةٍ |
فماذا بهذا العودِ تكتَشِفان ِ؟ |
وفرّقتُما بيني وبينَ تخَوُّفٍ |
وألّفتُما بيني وبينَ أمان ِ |
وخاطَرتُما أنْ تزرَعا بجوانِحي |
كياناً - فمَنْ مِنْ بَعْدِكُمْ لكياني؟ |
تسيران ِ مثلَ السَّيْل ِ في نبَضَاتِنا |
وفي الجسْم ِ مثلَ الروح ِ تنْتَقِلان ِ |
نهاري لكمْ ليلٌ وصَيْفِي شِتاؤُكمْ |
إلى حدِّ هذا الحدِّ مختلِفان ِ؟ |
ولكِنَّنا رغمَ اختِلافِ خطوطِنا |
حبيبان ِ مُنسَجمان ِ مُتفِقان ِ |
وجسْمان ِ منّا كارهَيْن ِ تَفَرّقا |
وقلبان ِ حتّى الموتِ مُجْتمِعان ِ |
لكمْ أثرٌ باق ٍ على صَفحَاتِنا |
وتَحْتَ نوايانا وفوق َ لساني |
وعينان ِ منّا تجريان ِ تشوّ قاً |
وكفاّن ِ مثلَ السّعْفِ يرتجفان ِ |
وهذي خطاكمْ لا يزالُ عبيرُها |
تصَلّي على أنسامِهِ الرئتان ِ |
بعيدونَ جدّاً لا الطيورُ تنالُكمْ |
ولا قدرة ٌ عندي على الطيران ِ |
ولو أنّ صحراءَ الجزيرةِ بيننا |
ركِبتُ لهم رأسي وظهْرَ حصاني |
ولكنها أرضٌ قفارٌ وأبحرٌ |
وألفُ مكان ٍ في تُخوم ِ مكان ِ |
فلا تندُبوني كلما لاحَ لائحي |
لكم عزلة ً مني تشُقّ ُ جناني |
معي اللهُ ربي والرسولُ محمّدٌ |
وفاطِمُ والفاروقُ والحسنان ِ |
وحينَ التقينا زالَ نصْفُ همومِنا |
وقلنا أتانا السّعدُ بعدَ زمان ِ |
وقد نِلتما جزئين ِ مِنْ نظَراتِنا |
وها أنتما العيْنيْن ِ تقْتسِمان ِ |
أتيتمْ لنا والشّمسُ جاءتْ وراءكمْ |
كأنّكما و الشّمسَ متّحِدان ِ |
تزَوِّدُ أنتَ الشّمسَ كِبْراً ورفعة ً |
وتملؤها نسرينُ باللمَعان ِ |
وشمسان ِ كلٌّ منهما بمدارِهِ |
يكادان ِ بالأنوارِ يحترِقان ِ |
وقد أقلعتْ عنّا غيومٌ كثيفة |
وطلّتْ علينا الشمسُ والقمران ِ |
نَبُوءُ بأفياءٍ ودفءِ أشِعَّةٍ |
ورقّةِ أنسام ٍ وعطرِ جنان ِ |
فلمّا تبدّى الماءُ فوقَ جباهِنا |
صَحوْنا- إذِ الأحلامُ بضْعُ ثواني |
وقفنا نُعَزّي نفسَنا بغِنائِنا |
نقولُ وقدْ كانَ العزاءُ أغاني |
نهاران ِ لايجري اللقاءُ عليهِما |
وحيّان ِ يفترِقان ِ يلتقِيان |