على غير عادتها صارت تهوى هذا النوع من الموسيقى الصاخبة لقد همت فى نشاط بالغ
فى ادارة مؤشر المذياع حيث كنت قد اعددت نفسى لاستمع الى نشرة اخبار الصباح قبل ان اضع احدى قدماى على باب المغسلة شارعا فى وضع بعض الماء على وجهى
اثر استفاقتى وهمت بمزيد من النشاط اذا بها تفتح نوافذ البيت على مصرعيها غير عابئة
بى حتى يتسنى لها استقبال يومها الجديد فى غبطة وبهدوئى المعتاد تناولت من بين كتبى احداها حتى اواصل مراجعتى النهائية وبخاصة امتحانات السنة النهائية على الابواب وخاصة دراسة الحقوق التى التحقت بها نزولا على رغبة ابى السيد/ عبد الوهاب الخضرى وتابعت بكل شوق نشاطها وسحبت المغسلة الكهربائية من الردهة المؤدية الى الحمام واصبح صوتها يعلو شيئا فشيئا وتبدلت الموسيقى الصاخبة الصادرة من المذياع الى نوع احر من الارتجال وادركت وقتها انة لا مكان لى وسط هذة الامواج من الضجيج وهممت لابدل ثيابى تأهبا للخروج الى مكان اخر ولما شعرت ان تلك رغبتى
هدأت نفسها واستعدت للخروج هى الاخرى زاعمة التسوق واستدرت فى عجالة نحو الباب واذا بكل الاصوات قد هدأت وانتظرت قليلا للتأكد من هبوطى الى الطابق الاسفل
ما الذى يشد ابى لتلك المراة ؟ وقد تزوجها بعد ان فاضت روح امى الى بارئها بعدة سنوات فما ان تغلق باب حجرتها حيث المزيد من شكوتها منى لابى تلك من الامور الاصعب احتمالا بالنسبة لى احس ان ابى قد كسرتة الحياة ولكن لقد اقتربت النهاية
فصبر جميل وبعد ساعة او اقل عدت للبيت أملا ان التمس بعض الهدوء ومرت الساعات ولم تعد زوجة ابى واذا بصوت يصيح من اسفل البيت بحدة شديدة احد الجيران يصف
سيدة قصيرة القامة ممتلئة لون بشرتها يميل الى السمرة لقد تعرضت لحادث سيارة
واذا بى اقفز من مكانى لاجدها فى حالة يرثى لها قد ارتمت باحضان الرصيف وركضت بها لاقرب مستشفى وبعد ان استفاقت رمقتنى بنظرة غير راضية وكاننى سبب هذا الحادث
واسرت لابى ان اختها سلمى ستاتى من البلدة لتقيم عندنا لتخدمنى بعد ان كسرت ساقى وبالطبع لا يصح ان يظل محمود فى البيت ايقنت الجواب فى نظرة ابى وحملت
حقيبتى الى عرض الطريق
تمت
بقلم/خالد محمد فاضل
المحلة الكبرى/مصر