ـ كتاب فرض الخمس
1 ـ باب فرض الخمس
3128 ـ حدثنا عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزهري، قال أخبرني علي بن الحسين، أن حسين بن علي، عليهما السلام أخبره أن عليا قال كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني شارفا من الخمس، فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واعدت رجلا صواغا من بني قينقاع، أن يرتحل معي فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه الصواغين، وأستعين به في وليمة عرسي، فبينا أنا أجمع لشارفى متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارفاى مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، رجعت حين جمعت ما جمعت، فإذا شارفاى قد اجتب أسنمتهما وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، فلم أملك عينى حين رأيت ذلك المنظر منهما، فقلت من فعل هذا فقالوا فعل حمزة بن عبد المطلب، وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار. فانطلقت حتى أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم في وجهي الذي لقيت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " ما لك " فقلت يا رسول الله، ما رأيت كاليوم قط، عدا حمزة على ناقتى، فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي، واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة، فاستأذن فأذنوا لهم فإذا هم شرب، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل، فإذا حمزة قد ثمل محمرة عيناه، فنظر حمزة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته، ثم صعد النظر فنظر إلى سرته، ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ثم قال حمزة هل أنتم إلا عبيد لأبي فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد ثمل، فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقبيه القهقرى وخرجنا معه.
3129 ـ حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، قال أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة أم المؤمنين ـ رضى الله عنها ـ أخبرته أن فاطمة ـ عليها السلام ـ ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها، ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه.
3130 ـ فقال لها أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا نورث ما تركنا صدقة ". فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر. قالت وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك، وقال لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به، فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ. فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس، فأما خيبر وفدك فأمسكها عمر وقال هما صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانتا لحقوقه التي تعروه ونوائبه، وأمرهما إلى من ولي الأمر. قال فهما على ذلك إلى اليوم.
3131 ـ حدثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن مالك بن أوس بن الحدثان،، وكان، محمد بن جبير ذكر لي ذكرا من حديثه ذلك، فانطلقت حتى أدخل على مالك بن أوس، فسألته عن ذلك الحديث فقال مالك بينا أنا جالس في أهلي حين متع النهار، إذا رسول عمر بن الخطاب يأتيني فقال أجب أمير المؤمنين. فانطلقت معه حتى أدخل على عمر، فإذا هو جالس على رمال سرير، ليس بينه وبينه فراش متكئ على وسادة من أدم، فسلمت عليه ثم جلست فقال يا مال، إنه قدم علينا من قومك أهل أبيات، وقد أمرت فيهم برضخ فاقبضه فاقسمه بينهم. فقلت يا أمير المؤمنين، لو أمرت به غيري. قال اقبضه أيها المرء. فبينا أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفا فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن بن عوف والزبير وسعد بن أبي وقاص يستأذنون قال نعم. فأذن لهم فدخلوا فسلموا وجلسوا، ثم جلس يرفا يسيرا ثم قال هل لك في علي وعباس قال نعم. فأذن لهما، فدخلا فسلما فجلسا، فقال عباس يا أمير المؤمنين، اقض بيني وبين هذا. وهما يختصمان فيما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من بني النضير. فقال الرهط عثمان وأصحابه يا أمير المؤمنين، اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر. قال عمر تيدكم، أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا نورث ما تركنا صدقة ". يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه. قال الرهط قد قال ذلك. فأقبل عمر على علي وعباس فقال أنشدكما الله، أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال ذلك قالا قد قال ذلك. قال عمر فإني أحدثكم عن هذا الأمر، إن الله قد خص رسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الفىء بشىء لم يعطه أحدا غيره ـ ثم قرأ {وما أفاء الله على رسوله منهم} إلى قوله {قدير} ـ فكانت هذه خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والله ما احتازها دونكم، ولا استأثر بها عليكم قد أعطاكموه، وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله، فعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك حياته، أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك قالوا نعم. ثم قال لعلي وعباس أنشدكما بالله هل تعلمان ذلك قال عمر ثم توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقبضها أبو بكر، فعمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله يعلم إنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق، ثم توفى الله أبا بكر، فكنت أنا ولي أبي بكر، فقبضتها سنتين من إمارتي، أعمل فيها بما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عمل فيها أبو بكر، والله يعلم إني فيها لصادق بار راشد تابع للحق، ثم جئتماني تكلماني وكلمتكما واحدة، وأمركما واحد، جئتني يا عباس تسألني نصيبك من ابن أخيك، وجاءني هذا ـ يريد عليا ـ يريد نصيب امرأته من أبيها، فقلت لكما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا نورث ما تركنا صدقة ". فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت إن شئتما دفعتها إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما عمل فيها أبو بكر، وبما عملت فيها منذ وليتها، فقلتما ادفعها إلينا. فبذلك دفعتها إليكما، فأنشدكم بالله، هل دفعتها إليهما بذلك قال الرهط نعم. ثم أقبل على علي وعباس فقال أنشدكما بالله هل دفعتها إليكما بذلك قالا نعم. قال فتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض، لا أقضي فيها قضاء غير ذلك، فإن عجزتما عنها فادفعاها إلى، فإني أكفيكماها.
2 ـ باب أداء الخمس من الدين
3132 ـ حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد، عن أبي حمزة الضبعي، قال سمعت ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ يقول قدم وفد عبد القيس فقالوا يا رسول الله، إنا هذا الحى من ربيعة، بيننا وبينك كفار مضر، فلسنا نصل إليك إلا في الشهر الحرام، فمرنا بأمر نأخذ منه وندعو إليه من وراءنا. قال " آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع، الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله ـ وعقد بيده ـ وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان، وأن تؤدوا لله خمس ما غنمتم، وأنهاكم عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت ".
3 ـ باب نفقة نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته
3133 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يقتسم ورثتي دينارا، ما تركت بعد نفقة نسائي ومئونة عاملي فهو صدقة ".
3134 ـ حدثنا عبد الله بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في بيتي من شىء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال على، فكلته ففني.
3135 ـ حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن سفيان، قال حدثني أبو إسحاق، قال سمعت عمرو بن الحارث، قال ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم إلا سلاحه وبغلته البيضاء، وأرضا تركها صدقة.
4 ـ باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
وما نسب من البيوت إليهن. وقول الله تعالى {وقرن في بيوتكن} و{لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم}.
3136 ـ حدثنا حبان بن موسى، ومحمد، قالا أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر، ويونس، عن الزهري، قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن عائشة ـ رضى الله عنها ـ زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذن له.
3137 ـ حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا نافع، سمعت ابن أبي مليكة، قال قالت عائشة ـ رضى الله عنها توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، وفي نوبتي، وبين سحري ونحري، وجمع الله بين ريقي وريقه. قالت دخل عبد الرحمن بسواك، فضعف النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فأخذته فمضغته ثم سننته به.
3138 ـ حدثنا سعيد بن عفير، قال حدثني الليث، قال حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن علي بن حسين، أن صفية، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره، وهو معتكف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان ثم قامت تنقلب فقام معها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا بلغ قريبا من باب المسجد عند باب أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مر بهما رجلان من الأنصار، فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نفذا فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم " على رسلكما ". قالا سبحان الله يا رسول الله. وكبر عليهما ذلك. فقال " إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا ".
3139 ـ حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن واسع بن حبان، عن عبد الله بن عمر ـ رضى الله عنهما ـ قال ارتقيت فوق بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته، مستدبر القبلة، مستقبل الشأم.
3140 ـ حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا أنس بن عياض، عن هشام، عن أبيه، أن عائشة ـ رضى الله عنها ـ قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر والشمس لم تخرج من حجرتها.
3141 ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا جويرية، عن نافع، عن عبد الله ـ رضى الله عنه ـ قال قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال " هنا الفتنة ـ ثلاثا ـ من حيث يطلع قرن الشيطان ".
3142 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة ابنة عبد الرحمن، أن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها، وأنها سمعت صوت إنسان يستأذن في بيت حفصة فقلت يا رسول الله، هذا رجل يستأذن في بيتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أراه فلانا، لعم حفصة من الرضاعة، الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة ".
5 ـ باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه
وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك مما لم يذكر قسمته، ومن شعره ونعله وآنيته، مما يتبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاته.
3143 ـ حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس، أن أبا بكر ـ رضى الله عنه ـ لما استخلف بعثه إلى البحرين، وكتب له هذا الكتاب وختمه، وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر.
3144 ـ حدثني عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، حدثنا عيسى بن طهمان، قال أخرج إلينا أنس نعلين جرداوين لهما قبالان، فحدثني ثابت البناني بعد عن أنس أنهما نعلا النبي صلى الله عليه وسلم.
3145 ـ حدثني محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، قال أخرجت إلينا عائشة ـ رضى الله عنها ـ كساء ملبدا وقالت في هذا نزع روح النبي صلى الله عليه وسلم. وزاد سليمان عن حميد عن أبي بردة قال أخرجت إلينا عائشة إزارا غليظا مما يصنع باليمن، وكساء من هذه التي يدعونها الملبدة.
3146 ـ حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن عاصم، عن ابن سيرين، عن أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ أن قدح، النبي صلى الله عليه وسلم انكسر، فاتخذ مكان الشعب سلسلة من فضة. قال عاصم رأيت القدح وشربت فيه.
3147 ـ حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي أن الوليد بن كثير، حدثه عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي، حدثه أن ابن شهاب حدثه أن علي بن حسين حدثه أنهم، حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي رحمة الله عليه لقيه المسور بن مخرمة فقال له هل لك إلى من حاجة تأمرني بها فقلت له لا. فقال له فهل أنت معطي سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه، وايم الله، لئن أعطيتنيه لا يخلص إليهم أبدا حتى تبلغ نفسي، إن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل على فاطمة ـ عليها السلام ـ فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم فقال " إن فاطمة مني، وأنا أتخوف أن تفتن في دينها ". ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه قال " حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي، وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله أبدا ".
3148 ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا سفيان، عن محمد بن سوقة، عن منذر، عن ابن الحنفية، قال لو كان علي ـ رضى الله عنه ـ ذاكرا عثمان ـ رضى الله عنه ـ ذكره يوم جاءه ناس فشكوا سعاة عثمان، فقال لي علي اذهب إلى عثمان فأخبره أنها صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمر سعاتك يعملون فيها. فأتيته بها فقال أغنها عنا. فأتيت بها عليا فأخبرته فقال ضعها حيث أخذتها.
3149 ـ قال الحميدي حدثنا سفيان، حدثنا محمد بن سوقة، قال سمعت منذرا الثوري، عن ابن الحنفية، قال أرسلني أبي، خذ هذا الكتاب فاذهب به إلى عثمان، فإن فيه أمر النبي صلى الله عليه وسلم في الصدقة.
6 ـ باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمساكين
وإيثار النبي صلى الله عليه وسلم أهل الصفة والأرامل حين سألته فاطمة وشكت إليه الطحن والرحى أن يخدمها من السبى، فوكلها إلى الله.
3150 ـ حدثنا بدل بن المحبر، أخبرنا شعبة، قال أخبرني الحكم، قال سمعت ابن أبي ليلى، حدثنا علي، أن فاطمة ـ عليها السلام ـ اشتكت ما تلقى من الرحى مما تطحن، فبلغها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بسبى، فأتته تسأله خادما فلم توافقه، فذكرت لعائشة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك عائشة له، فأتانا وقد دخلنا مضاجعنا، فذهبنا لنقوم فقال " على مكانكما " حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال " ألا أدلكما على خير مما سألتماه، إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا الله أربعا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، فإن ذلك خير لكما مما سألتماه ".
7 ـ باب قول الله تعالى {فأن لله خمسه} يعني للرسول قسم ذلك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما أنا قاسم وخازن، والله يعطي ".
3151 ـ حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن سليمان، ومنصور، وقتادة، سمعوا سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله ـ رضى الله عنهما ـ قال ولد لرجل منا من الأنصار غلام، فأراد أن يسميه محمدا ـ قال شعبة في حديث منصور إن الأنصاري قال حملته على عنقي فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم. وفي حديث سليمان ولد له غلام، فأراد أن يسميه محمدا ـ قال " سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي، فإني إنما جعلت قاسما أقسم بينكم ". وقال حصين " بعثت قاسما أقسم بينكم ". قال عمرو أخبرنا شعبة عن قتادة قال سمعت سالما عن جابر أراد أن يسميه القاسم فقال النبي صلى الله عليه وسلم " سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي ".
3152 ـ حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم فقالت الأنصار لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعمك عينا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ولد لي غلام، فسميته القاسم فقالت الأنصار لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعمك عينا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أحسنت الأنصار، سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي، فإنما أنا قاسم ".
3153 ـ حدثنا حبان، أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، أنه سمع معاوية، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، والله المعطي وأنا القاسم، ولا تزال هذه الأمة ظاهرين على من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون ".
3154 ـ حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح، حدثنا هلال، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما أعطيكم ولا أمنعكم، أنا قاسم أضع حيث أمرت ".
3155 ـ حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال حدثني أبو الأسود، عن ابن أبي عياش ـ واسمه نعمان ـ عن خولة الأنصارية ـ رضى الله عنها ـ قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة ".
8 ـ باب قول النبي صلى الله عليه وسلم " أحلت لكم الغنائم "
وقال الله تعالى {وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه} وهى للعامة حتى يبينه الرسول صلى الله عليه وسلم.
3156 ـ حدثنا مسدد، حدثنا خالد، حدثنا حصين، عن عامر، عن عروة البارقي ـ رضى الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الخيل معقود في نواصيها الخير الأجر والمغنم إلى يوم القيامة ".
3157 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده، لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ".
3158 ـ حدثنا إسحاق، سمع جريرا، عن عبد الملك، عن جابر بن سمرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده، لتنفقن كنوزهما في سبيل الله ".
3159 ـ حدثنا محمد بن سنان، حدثنا هشيم، أخبرنا سيار، حدثنا يزيد الفقير، حدثنا جابر بن عبد الله ـ رضى الله عنهما ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أحلت لي الغنائم ".
3160 ـ حدثنا إسماعيل، قال حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " تكفل الله لمن جاهد في سبيله، لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته، بأن يدخله الجنة، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه {مع ما نال} من أجر أو غنيمة ".
3161 ـ حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها، ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها. فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا. فحبست، حتى فتح الله عليه، فجمع الغنائم، فجاءت ـ يعني النار ـ لتأكلها، فلم تطعمها، فقال إن فيكم غلولا، فليبايعني من كل قبيلة رجل. فلزقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول. فلتبايعني قبيلتك، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده فقال فيكم الغلول، فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعوها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا ".
9 ـ باب الغنيمة لمن شهد الوقعة
3162 ـ حدثنا صدقة، أخبرنا عبد الرحمن، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال قال عمر ـ رضى الله عنه لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية إلا قسمتها بين أهلها كما قسم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر.
10 ـ باب من قاتل للمغنم هل ينقص من أجره
3163 ـ حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن عمرو، قال سمعت أبا وائل، قال حدثنا أبو موسى الأشعري ـ رضى الله عنه ـ قال قال أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، ويقاتل ليرى مكانه، من في سبيل الله فقال " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ".
11 ـ باب قسمة الإمام ما يقدم عليه، ويخبأ لمن لم يحضره أو غاب عنه
3164 ـ حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، أن النبي صلى الله عليه وسلم أهديت له أقبية من ديباج مزررة بالذهب، فقسمها في ناس من أصحابه، وعزل منها واحدا لمخرمة بن نوفل، فجاء ومعه ابنه المسور بن مخرمة، فقام على الباب فقال ادعه لي. فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوته فأخذ قباء فتلقاه به واستقبله بأزراره فقال " يا أبا المسور، خبأت هذا لك، يا أبا المسور، خبأت هذا لك ". وكان في خلقه شدة. ورواه ابن علية عن أيوب. قال حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن المسور قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أقبية. تابعه الليث عن ابن أبي مليكة.
12 ـ باب كيف قسم النبي صلى الله عليه وسلم قريظة والنضير، وما أعطى من ذلك في نوائبه
3165 ـ حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، حدثنا معتمر، عن أبيه، قال سمعت أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـ يقول كان الرجل يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات حتى افتتح قريظة والنضير، فكان بعد ذلك يرد عليهم.
13 ـ باب بركة الغازي في ماله حيا وميتا مع النبي صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر
3166 ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال قلت لأبي أسامة أحدثكم هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني، فقمت إلى جنبه فقال يا بنى، إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلوما، وإن من أكبر همي لديني، أفترى يبقي ديننا من مالنا شيئا فقال يا بنى بع مالنا فاقض ديني. وأوصى بالثلث، وثلثه لبنيه، يعني عبد الله بن الزبير يقول ثلث الثلث، فإن فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدين شىء فثلثه لولدك. قال هشام وكان بعض ولد عبد الله قد وازى بعض بني الزبير خبيب وعباد، وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات. قال عبد الله فجعل يوصيني بدينه ويقول يا بنى، إن عجزت عنه في شىء فاستعن عليه مولاى. قال فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت يا أبت من مولاك قال الله. قال فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت يا مولى الزبير، اقض عنه دينه. فيقضيه، فقتل الزبير ـ رضى الله عنه ـ ولم يدع دينارا ولا درهما، إلا أرضين منها الغابة، وإحدى عشرة دارا بالمدينة، ودارين بالبصرة، ودارا بالكوفة، ودارا بمصر. قال وإنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير لا ولكنه سلف، فإني أخشى عليه الضيعة، وما ولي إمارة قط ولا جباية خراج ولا شيئا، إلا أن يكون في غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم أو مع أبي بكر وعمر وعثمان ـ رضى الله عنهم ـ قال عبد الله بن الزبير فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفى ألف ومائتى ألف قال فلقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير فقال يا ابن أخي، كم على أخي من الدين فكتمه. فقال مائة ألف. فقال حكيم والله ما أرى أموالكم تسع لهذه. فقال له عبد الله أفرأيتك إن كانت ألفى ألف ومائتى ألف قال ما أراكم تطيقون هذا، فإن عجزتم عن شىء منه فاستعينوا بي. قال وكان الزبير اشترى الغابة بسبعين ومائة ألف، فباعها عبد الله بألف ألف وستمائة ألف ثم قام فقال من كان له على الزبير حق فليوافنا بالغابة، فأتاه عبد الله بن جعفر، وكان له على الزبير أربعمائة ألف فقال لعبد الله إن شئتم تركتها لكم. قال عبد الله لا. قال فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخرون إن أخرتم. فقال عبد الله لا. قال قال فاقطعوا لي قطعة. فقال عبد الله لك من ها هنا إلى ها هنا. قال فباع منها فقضى دينه فأوفاه، وبقي منها أربعة أسهم ونصف، فقدم على معاوية وعنده عمرو بن عثمان والمنذر بن الزبير وابن زمعة فقال له معاوية كم قومت الغابة قال كل سهم مائة ألف. قال كم بقي قال أربعة أسهم ونصف. قال المنذر بن الزبير قد أخذت سهما بمائة ألف. قال عمرو بن عثمان قد أخذت سهما بمائة ألف. وقال ابن زمعة قد أخذت سهما بمائة ألف. فقال معاوية كم بقي فقال سهم ونصف. قال أخذته بخمسين ومائة ألف. قال وباع عبد الله بن جعفر نصيبه من معاوية بستمائة ألف، فلما فرغ ابن الزبير من قضاء دينه قال بنو الزبير اقسم بيننا ميراثنا. قال لا، والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه. قال فجعل كل سنة ينادي بالموسم، فلما مضى أربع سنين قسم بينهم قال فكان للزبير أربع نسوة، ورفع الثلث، فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف، فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف.
14 ـ باب إذا بعث الإمام رسولا في حاجة أو أمره بالمقام هل يسهم له
3167 ـ حدثنا موسى، حدثنا أبو عوانة، حدثنا عثمان بن موهب، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ قال إنما تغيب عثمان عن بدر، فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه ".
15 ـ باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلى الله عليه وسلم برضاعه فيهم فتحلل من المسلمين
وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعد الناس أن يعطيهم من الفىء والأنفال من الخمس، وما أعطى الأنصار، وما أعطى جابر بن عبد الله تمر خيبر.
3168 ـ حدثنا سعيد بن عفير، قال حدثني الليث، قال حدثني عقيل، عن ابن شهاب، قال وزعم عروة أن مروان بن الحكم، ومسور بن مخرمة، أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " أحب الحديث إلى أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبى وإما المال، وقد كنت استأنيت بهم ". وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم انتظر آخرهم بضع عشرة ليلة، حين قفل من الطائف، فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين. قالوا فإنا نختار سبينا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال " أما بعد، فإن إخوانكم هؤلاء قد جاءونا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، من أحب أن يطيب فليفعل، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل ". فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم " فرجع الناس، فكلمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم قد طيبوا فأذنوا. فهذا الذي بلغنا عن سبى هوازن.
3169 ـ حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا حماد، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، قال وحدثني القاسم بن عاصم الكليبي ـ وأنا لحديث القاسم، أحفظ ـ عن زهدم، قال كنا عند أبي موسى، فأتي ذكر دجاجة وعنده رجل من بني تيم الله أحمر كأنه من الموالي، فدعاه للطعام فقال إني رأيته يأكل شيئا، فقذرته، فحلفت لا آكل. فقال هلم فلأحدثكم عن ذاك، إني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من الأشعريين نستحمله فقال " والله لا أحملكم، وما عندي ما أحملكم ". وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنهب إبل، فسأل عنا فقال " أين النفر الأشعريون ". فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى، فلما انطلقنا قلنا ما صنعنا لا يبارك لنا، فرجعنا إليه فقلنا إنا سألناك أن تحملنا، فحلفت أن لا تحملنا أفنسيت قال " لست أنا حملتكم، ولكن الله حملكم، وإني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها ".
3170 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيها عبد الله قبل نجد، فغنموا إبلا كثيرا، فكانت سهامهم اثنى عشر بعيرا أو أحد عشر بعيرا، ونفلوا بعيرا بعيرا.
3171 ـ حدثنا يحيى بن بكير، أخبرنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفل بعض من يبعث من السرايا لأنفسهم خاصة سوى قسم عامة الجيش.
3172 ـ حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، حدثنا بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى ـ رضى الله عنه ـ قال بلغنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه، أنا وأخوان لي، أنا أصغرهم، أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم، إما قال في بضع، وإما قال في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا من قومي فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، ووافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده فقال جعفر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا ها هنا، وأمرنا بالإقامة فأقيموا معنا. فأقمنا معه، حتى قدمنا جميعا، فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا. أو قال فأعطانا منها. وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا، إلا لمن شهد معه، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه، قسم لهم معهم.
3173 ـ حدثنا علي، حدثنا سفيان، حدثنا محمد بن المنكدر، سمع جابرا ـ رضى الله عنه ـ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو قد جاءني مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا ". فلم يجئ حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء مال البحرين أمر أبو بكر مناديا فنادى من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم دين أو عدة فليأتنا. فأتيته فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي كذا وكذا. فحثا لي ثلاثا ـ وجعل سفيان يحثو بكفيه جميعا، ثم قال لنا هكذا قال لنا ابن المنكدر ـ وقال مرة فأتيت أبا بكر فسألت فلم يعطني، ثم أتيته فلم يعطني، ثم أتيته الثالثة فقلت سألتك فلم تعطني، ثم سألتك فلم تعطني، ثم سألتك فلم تعطني، فإما أن تعطيني، وإما أن تبخل عني. قال قلت تبخل على ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك. قال سفيان وحدثنا عمرو عن محمد بن علي عن جابر فحثا لي حثية وقال عدها. فوجدتها خمسمائة قال فخذ مثلها مرتين. وقال يعني ابن المنكدر وأى داء أدوأ من البخل
3174 ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا قرة، حدثنا عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله ـ رضى الله عنهما ـ قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم غنيمة بالجعرانة إذ قال له رجل اعدل. فقال له " شقيت إن لم أعدل ".
16 ـ باب ما من النبي صلى الله عليه وسلم على الأسارى من غير أن يخمس
3175 ـ حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير، عن أبيه ـ رضى الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أسارى بدر " لو كان المطعم بن عدي حيا، ثم كلمني في هؤلاء النتنى، لتركتهم له ".
17 ـ باب ومن الدليل على أن الخمس للإمام وأنه يعطي بعض قرابته دون بعض ما قسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني المطلب وبني هاشم من خمس خيبر
قال عمر بن عبد العزيز لم يعمهم بذلك، ولم يخص قريبا دون من أحوج إليه، وإن كان الذي أعطى لما يشكو إليه من الحاجة، ولما مستهم في جنبه، من قومهم وحلفائهم.
3176 ـ حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن جبير بن مطعم، قال مشيت أنا وعثمان بن عفان، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله، أعطيت بني المطلب وتركتنا، ونحن وهم منك بمنزلة واحدة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما بنو المطلب وبنو هاشم شىء واحد ". قال الليث حدثني يونس وزاد قال جبير ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل. وقال ابن إسحاق عبد شمس وهاشم والمطلب إخوة لأم، وأمهم عاتكة بنت مرة، وكان نوفل أخاهم لأبيهم.
18 ـ باب من لم يخمس الأسلاب ومن قتل قتيلا فله سلبه من غير أن يخمس، وحكم الإمام فيه
3177 ـ حدثنا مسدد، حدثنا يوسف بن الماجشون، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده، قال بينا أنا واقف، في الصف يوم بدر فنظرت عن يميني، وشمالي، فإذا أنا بغلامين، من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت أن أكون بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال يا عم، هل تعرف أبا جهل قلت نعم، ما حاجتك إليه يا ابن أخي قال أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا. فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال لي مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، قلت ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني. فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه فقال " أيكما قتله ". قال كل واحد منهما أنا قتلته. فقال " هل مسحتما سيفيكما ". قالا لا. فنظر في السيفين فقال " كلاكما قتله ". سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح. وكانا معاذ ابن عفراء ومعاذ بن عمرو بن الجموح.
3178 ـ حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن ابن أفلح، عن أبي محمد، مولى أبي قتادة عن أبي قتادة ـ رضى الله عنه ـ قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين، فلما التقينا كانت للمسلمين جولة، فرأيت رجلا من المشركين علا رجلا من المسلمين، فاستدرت حتى أتيته من ورائه حتى ضربته بالسيف على حبل عاتقه، فأقبل على فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت، ثم أدركه الموت فأرسلني، فلحقت عمر بن الخطاب فقلت ما بال الناس قال أمر الله، ثم إن الناس رجعوا، وجلس النبي صلى الله عليه وسلم فقال " من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه ". فقمت فقلت من يشهد لي ثم جلست ثم قال " من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه " فقمت فقلت من يشهد لي ثم جلست، ثم قال الثالثة مثله فقال رجل صدق يا رسول الله، وسلبه عندي فأرضه عني. فقال أبو بكر الصديق ـ رضى الله عنه لاها الله إذا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يعطيك سلبه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم " صدق ". فأعطاه فبعت الدرع، فابتعت به مخرفا في بني سلمة، فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام.
19 ـ باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه
رواه عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3179 ـ حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، أن حكيم بن حزام ـ رضى الله عنه ـ قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال لي " يا حكيم، إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى ". قال حكيم فقلت يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء، فيأبى أن يقبل منه شيئا، ثم إن عمر دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل فقال يا معشر المسلمين، إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله له من هذا الفىء، فيأبى أن يأخذه. فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي.
3180 ـ حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، أن عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ قال يا رسول الله إنه كان على اعتكاف يوم في الجاهلية، فأمره أن يفي به. قال وأصاب عمر جاريتين من سبى حنين، فوضعهما في بعض بيوت مكة ـ قال ـ فمن رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبى حنين، فجعلوا يسعون في السكك فقال عمر يا عبد الله، انظر ما هذا فقال من رسول الله صلى الله عليه وسلم على السبى. قال اذهب فأرسل الجاريتين. قال نافع ولم يعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ولو اعتمر لم يخف على عبد الله. وزاد جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال من الخمس. ورواه معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر في النذر ولم يقل يوم.
3181 ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا جرير بن حازم، حدثنا الحسن، قال حدثني عمرو بن تغلب ـ رضى الله عنه ـ قال أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما ومنع آخرين، فكأنهم عتبوا عليه فقال " إني أعطي قوما أخاف ظلعهم وجزعهم، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغنى، منهم عمرو بن تغلب ". فقال عمرو بن تغلب ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم. وزاد أبو عاصم عن جرير قال سمعت الحسن يقول حدثنا عمرو بن تغلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بمال أو بسبى فقسمه. بهذا.
3182 ـ حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس ـ رضى الله عنه ـ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم " إني أعطي قريشا أتألفهم، لأنهم حديث عهد بجاهلية ".
3183 ـ حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، حدثنا الزهري، قال أخبرني أنس بن مالك، أن ناسا، من الأنصار قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم من أموال هوازن ما أفاء، فطفق يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل فقالوا يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويدعنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم قال أنس فحدث رسول الله بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار، فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم أحدا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " ما كان حديث بلغني عنكم ". قال له فقهاؤهم أما ذوو آرائنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا، وأما أناس منا حديثة أسنانهم فقالوا يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويترك الأنصار، وسيوفنا تقطر من دمائهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني أعطي رجالا حديث عهدهم بكفر، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالله ما تنقلبون به خير مما ينقلبون به ". قالوا بلى يا رسول الله قد رضينا. فقال لهم " إنكم سترون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على الحوض ". قال أنس فلم نصبر.
3184 ـ حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، قال أخبرني عمر بن محمد بن جبير بن مطعم، أن محمد بن جبير، قال أخبرني جبير بن مطعم، أنه بينا هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس مقبلا من حنين علقت رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى سمرة، فخطفت رداءه، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " أعطوني ردائي، فلو كان عدد هذه العضاه نعما لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذوبا ولا جبانا ".
3185 ـ حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس بن مالك ـ رضى الله عنه قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه، فضحك ثم أمر له بعطاء.
3186 ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله ـ رضى الله عنه ـ قال لما كان يوم حنين آثر النبي صلى الله عليه وسلم أناسا في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسا من أشراف العرب، فآثرهم يومئذ في القسمة. قال رجل والله إن هذه القسمة ما عدل فيها، وما أريد بها وجه الله. فقلت والله لأخبرن النبي صلى الله عليه وسلم. فأتيته فأخبرته فقال " فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر ".
3187 ـ حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو أسامة، حدثنا هشام، قال أخبرني أبي، عن أسماء ابنة أبي بكر ـ رضى الله عنهما ـ قالت كنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي، وهى مني على ثلثى فرسخ. وقال أبو ضمرة عن هشام عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير أرضا من أموال بني النضير.
3188 ـ حدثني أحمد بن المقدام، حدثنا الفضيل بن سليمان، حدثنا موسى بن عقبة، قال أخبرني نافع، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما أن عمر بن الخطاب، أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على أهل خيبر أراد أن يخرج اليهود منها، وكانت الأرض لما ظهر عليها لليهود وللرسول وللمسلمين، فسأل اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتركهم على أن يكفوا العمل، ولهم نصف الثمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نقركم على ذلك ما شئنا ". فأقروا حتى أجلاهم عمر في إمارته إلى تيماء وأريحا.
20 ـ باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب
3189 ـ حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن مغفل ـ رضى الله عنه ـ قال كنا محاصرين قصر خيبر، فرمى إنسان بجراب فيه شحم، فنزوت لآخذه، فالتفت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم فاستحييت منه.
3190 ـ حدثنا مسدد، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ قال كنا نصيب في مغازينا العسل والعنب فنأكله ولا نرفعه.
3191 ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد، حدثنا الشيباني، قال سمعت ابن أبي أوفى ـ رضى الله عنهما ـ يقول أصابتنا مجاعة ليالي خيبر، فلما كان يوم خيبر وقعنا في الحمر الأهلية، فانتحرناها فلما غلت القدور، نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم اكفئوا القدور، فلا تطعموا من لحوم الحمر شيئا. قال عبد الله فقلنا إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم لأنها لم تخمس. قال وقال آخرون حرمها البتة. وسألت سعيد بن جبير فقال حرمها البتة.