من قصص الشهداء العرب
أبو محمد الكويتي .. 64
أبو محمد الكويتي.....
مطر المطيري......
من أهالي دولة الكويت ...
نشأ يتيم الأم ......
كان كغيره من الشباب الغافل عن الدين......
حتى أتى الغزو المرير لدولة الكويت من العراق.....
لم يخرج من الكويت او يفر منها ....
بل بقي بها مدافعا عن نفسه وأهله .....
تتملكه روح المغامرة والتحدي....
شجاع القلب دمث الخلق مرح الطباع.....
قدر الله عليه ان وقع في اسر البعثيين العراقيين .....
فكان ممن حمل الى العراق وفي احد سجون العاصمة بغداد.....
حكى لي قصصا مؤثره ومعاملة قاسيه وإعدامات عشوائية.....
أمضى في هذا السجن عدة شهور تقرب من السته .....
حتى بدأ الدود والأمراض تظهر في أجساد الأسرى الكويتيين ....
لا يخرجونهم للشمس ولا يعرضونهم على الأطباء .....
كان معهم رجل متدين كويتي يؤذن بهم ويصلي بهم وينصحهم ويوجههم....
حتى تأثر به أبو محمد ولازمه واستفاد منه وعزم على التوبة ....
وعاهد الله على التوبة وتاقت نفسه للطاعات والقربات لرب الأرض والسماوات...
في يوم من الأيام أرسل الله صاروخا من أحدى طائرات التحالف على السجن...
دمر جزءا كبيرا من السجن وقتل عدد كبير من الحراس والسجناء....
واختلط الحابل بالنابل وانفلت زمام الأمور.....
هرب مع من هرب من السجن مستغلين الفوضى .....
وكان معهم دليلا كويتيا يعرف العراق....
وسافروا من العراق إلى البصرة سيرا على الأقدام....
يتخفون في النهار ويسيرون بالليل....
فلما وصلوا إلى البصرة اذا بكل أهلها يخرجون بأسلحتهم ويطلقون الطلقات ....
ذهل أبو محمد ومن معه من الموقف ؟؟....
واذ بالجموع تتخطاهم وهم يعلنون ثورتهم على صدام وحكمه.....
واصلوا سفرهم باتجاه الكويت .....
حتى وصلوا حدودها واذ بقوات التحالف تقبض عليهم....
وسلمتهم الى السلطات الكويتيه ....
وتحققت من هوياتهم وأطلقوهم وأكرموهم وعاد إلى والده وأهله ....
ولكن بقي له أخ يكبره مازال مأسورا إلى يومنا هذا فك الله أسرى المسلمين .....
التحق بأهل العلم والدعوة ولازم المساجد.....
حتى هداه الله إلى طريق الجهاد.....
فبدأ يحدث نفسه عن البوسنة والهرسك ....
حتى طار إليها ....
وصل إلينا فكنت ممن استقبله ....
منذ ان رأيته وأنا ابتسم فتعجب مني؟؟...
قلت له لا تتعجب يبدو عليك انك تحب المزح والضحك ....
فرد علي نعم صحيح .....
تدرب واعد واستعد وذهب إلى الجبهة في قرية في زافيدوفيش....
تقاسمت معه غرفة من الغرف البوسنويه في احد بيوتهم.....
رأيت فيه حب الدين والإقبال على الطاعات والتعلم ....
خفة النفس والمزح والمرح اللطيف صفات تلازمه.....
رأيته مهموما ذات يوم فسألته ....
قال لي عندي اخ وقع في المخدرات وبفضل الله استطعت ان انقذه....
ثم سافرت إلى البوسنة ولا اعلم عن حاله....
شارك رحمه الله بعدة معارك وأكرمه الله بقتل أكثر من صربي...
حينما ذكرت قصة رسالة من مسلمة أسيرة عند النصارى في كتابي قصص الشهداء....
حين سمعها اخذ يبكي ويبكي حتى أكرمه الله بأسير صربي....
اخذ هذا الأسير إلى بيت المسلمة صاحبة الرسالة لتقتله بيدها.....
اصيب رحمه الله في عملية فلاشيج برجله فكانت خاتما له...
انتهت أحداث البوسنة ورجع إلى الكويت....
وجد أخيه أكثر بؤسا من السابق وقد توغل بالمخدرات .....
وعندهم في منطقتهم تاجر مخدرات رافضي خبيث....
يبيع على أهل السنة بأسعار رخيصة ليهلكهم ولا يبيع على الرافضة....
استدرجه ابا محمد بعد ان دمر الرافضي بيوت الكثير من اهل السنه.....
وبعد ان اغتصب الكثير من النساء من اجل المخدرات ....
عزم الأسد أبو محمد على قتله واراحة المسلمين من شره.....
استدرجه هو واحد رفاقه إلى الصحراء ....
ومن ثم قتله أبو محمد ودفن جثته العفنة.....
شاء الله ان ينكشف الامر ....
واخذ ابامحمد وصاحبه وعذبوا بأيدي محققين رافضه.....
وعذب بيد محقق جامي خبيث يراه من الخوارج يدعى بدر الغضوري....
أخزاه الله دنيا وآخره ومن معه.....
وكان يقول له نحن نتقرب الى الله بتعذيبكم يا خوارج.....
وبعد تعذيب وضرب مستمرين دلهم على مكان الجثه ....
واخرجوها وقال والله لو كان حيا لقتلته مرة اخرى....
تأخرت القضية سنتين وضج رافضة الكويت بالحدث....
وعلموا انه من أهل السنة المجاهدين فتحزبوا وهددوا الدولة اذا لم يقتل.....
وإخوانه من أهل السنة هداهم الله من سلفيه وجاميه واخوان وتبليغ الكل يلمزه ....
الكل يخطئه وما علموا انه يحتاج الى نصرتهم ولكنهم خذلوه....
حتى ان قاعات المحاكمة تغتص بالرافضة .....
واما أهله من أهل السنة النزر القليل .....
كان يزوره إخوانه وأحباؤه فيجدوا فيه روح المؤمن بالقضاء والقدر....
وقبل ليلة شنقه من اجل رافضي قذر ....
كان معه جهاز جوال ادخل إليه ....
اتصل به بعض العلماء من السعودية ليثبتوه ويدعوا له .....
فكان هو يثبتهم ويدعو لهم....
وكان يقول والله اني مشتاق لصاحبي ابو عبدالرحمن ان اراه في الجنة...
ابو عبدالرحمن الكويتي (مخلد العتيبي) قتل رحمه الله في الشيشان وسبق ان كتبت قصته....
اخذ يردد الشهادتين حتى دقت الساعة الرابعة فجرا....
اخذوه وهو يذكر الله ولفوا حول رقبته حبل المشنقه.....
ثم شنقوه شنقهم الله.....
وقتلوه قتلهم الله ......
ثم اخرج جثة هامدة إلى مستقبليه وذويه.....
استقبله العدد الضخم من المجاهدين والمؤمنين والمحبين من كل الخليج.....
توافدوا لحضور جنازته الطاهرة .....
ولم يروا عليه أي تغير ....
مشرق الوجه تعلوه ابتسامه طيبه .....
رحم الله ابا محمد ...
رحم الله مطر.....
قاله وكتبه/ م. حمد القطري